صحيفة إسرائيلية: طوفان الأقصى ربما تحمل نهاية نتنياهو سياسيا
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أصيب بانتكاسة أمنية وعسكرية قد تؤدي إلى نهايته السياسية، مشيرة إلى أن نتنياهو لا يزال يتلقى هجوما كاسحا، والعديد من الانتقادات القاسية، لأنه يقود "أكبر عملية فشل سياسي وعسكري على الإطلاق".
وأضافت الصحيفة، في مقال كتبه مراسلها للشؤون الدولية نداف آيال، وترجمته "عربي21"، أن نتنياهو فشل في منع وقوع عملية "طوفان الأقصى"، و"لا يفعل شيئا سوى إيقاع مزيد من القتل والدمار في صفوف المدنيين الفلسطينيين، لكنه في الوقت ذاته يبدو غائبا، رغم كثرة ثرثرته، كما يقول معارضوه، وكان من الأفضل له أن يلتزم الصمت، ويعيد الأسرى الإسرائيليين من قبضة حركة حماس".
وذكرت الصحيفة أن "نتنياهو حلم طوال السنوات الماضية بأن يكون كرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الذي حرّر بلاده من الاحتلال النازي، لكنه في هذه المرحلة يدير الحرب مثل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، نيفيل تشامبرلين، الذي وقّع اتفاق تنازل مع هتلر، أي أنه كان مسؤولا وقت التقصير، ولا يستطيع العودة إلى رشده، ولعل المفاوضات الطويلة التي أجراها نتنياهو لتشكيل حكومة طوارئ تُشكّل الحدث الأكثر غرابة في تاريخ السياسة الإسرائيلية الغريب بالفعل".
ووصفت أداء نتنياهو بـ "البطيء ولا يوازي حجم الكارثة التي لحقت بإسرائيل؛ فقد قُتل عدد من اليهود في يوم واحد أكثر من أي وقت آخر في التاريخ الحديث، وفي الوقت ذاته فإن عدم قدرة نتنياهو على اتخاذ قرارات حاسمة يخالف ما كان عليه أريئيل شارون وإسحق رابين، وهذا هو خطأه، ورغم أن أولئك القادة كانوا مغرمين بالنزعة العسكرية، المليئة بالأفكار، المهووسة بالتفاصيل؛ عشية أي غزو عسكري، يراجعون قوائم معدات المقاتلين، لكن نتنياهو بعيد عن ذلك".
انتهاء مسيرة نتنياهو السياسية
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن "الظل الثقيل للفشل سيتبع نتنياهو حتى يومه الأخير، ولم يفهم نتنياهو بعد أن مسيرته السياسية قد انتهت، ولن يتمكن أي رئيس وزراء سيقود إسرائيل لسنوات عديدة من غسل يديه بشكل نظيف من مواجهة بمثل هذا الفشل الضخم والمروع".
واستطردت قائلة: "هذا الفشل انتهى بالقتل الجماعي للإسرائيليين على يد حماس، ولا تستطيع إسرائيل أن تتحمل يدا مرتعشة على عجلة القيادة، بل حكم سياسي معيب وتافه، غير قادر على شنّ الحرب بإجماع واسع النطاق".
وزادت أنه "ربما تبدو حكومة الطوارئ المشكّلة مختلفة؛ وربما ينجح نتنياهو بالتغلب على كل خطاياه وإخفاقاته، أو على الأقل سيترك بيني غانتس وغادي آيزنكوت وآخرين يعملون، لكن كل ذلك لا يمكن أن يحلّ محل الحاجة العميقة لحكومة فاعلة ومتصلة غير قائمة بعد، رغم أننا في حالة حرب".
والأربعاء، أعلن نتنياهو وزعيم حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، في بيان مشترك، تشكيل حكومة طوارئ خلال الحرب مع قطاع غزة.
وتضم حكومة الحرب نتنياهو وغانتس ووزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، وسيكون كل من القائد السابق للجيش من حزب غانتس غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر مراقبين.
أسوأ لحظة لجيش الاحتلال
في السياق ذاته، قال الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، آفي دابوش، إن "الهجوم العسكري الذي شنّته حماس سجل انتصارا، لقد نجح مخططها على أكمل وجه، ووجد جيش الاحتلال في أسوأ لحظاته على الإطلاق، فبعد ساعة من إطلاق الصواريخ المتواصل، تحرك مقاتلو حماس وسط كابوس دام أكثر من سبع ساعات من العجز الإسرائيلي الكامل، بما فيها من فوضى أحاطت بالإسرائيليين، لكن ذلك لا يجب ان يتم بإلحاق الأذى بالمدنيين، وألا تخوض إسرائيل لعبة مقززة من الانتقام".
وفي مقال ترجمته "عربي21"، أكد دابوش أن "مواجهة حماس تستدعي تحالفا متعدد الدول، مع قوات عربية إسلامية، لأن التحرك ضد حماس يجب أن يكون بمثابة علامة على الخطوة التالية في خلق الترتيبات، على عاتق السلطة الفلسطينية ودول إقليمية مثل مصر، وإن إيذاء الفلسطينيين الأبرياء سيضر بهذا الاحتمال، رغم أننا صرخنا لسنوات عديدة وحذّرنا بأن طنجرة الضغط التي أنشأناها في غزة منذ حصارها في 2007 ستنفجر على نار هادئة أمامنا بكل قوتها، وكل المليارات في مجال الحماية الأمنية لم تحلّ شيئا، وبدون استراتيجية للحل في غزة، فإننا سنقفز من جولة لأخرى بسبب غياب الرؤية والاستراتيجية".
ولفت أن "الاستخلاص الأساسي من هجوم حماس أن سياسة نتنياهو منذ 2009 المُعلنة والخاصة بإسقاط حكم حماس، تتفوق في فشلها، لأنها لم تأخذ على محمل الجد التهديد الذي نتعرض له، وهكذا انتهى الأمر بشاحنات مسلحة في شوارع مستوطنة سديروت، مما كشف عن مدى سوء وجوف القيادة الحالية الأمر الذي أدى لكارثة يوم السبت".
واختتم دابوش بقوله: "الأسوأ من ذلك، أن سلوك الحكومة السخيف منذ ذلك الحين، يخيفني، لأنها ما زالت تتعامل بالتلاعب والمناورات السياسية، وكشفت كارثة السبت عن قيادة تقود أكبر فشل عسكري وسياسي إسرائيلي على الإطلاق".
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس"، وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم السادس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإسرائيلية نتنياهو الفلسطينيين حماس إسرائيل فلسطين حماس نتنياهو طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
طوفان الأقصى يجرف أركان الاحتلال العسكرية.. تعرف على المستقيلين
تسبب سلسلة الإخفاقات للاحتلال في العدوان على غزة، على الرغم من الإبادة الجماعية المرتكبة، في هزة لجيش الاحتلال، وصلت إلى حد إعلان رئيس الأركان هرتسي هاليفي، تقديم استقالته وإعلان فشله في الدفاع والهجوم كما قال.
ومنذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، أطاحت العملية برؤوس كبيرة في جيش الاحتلال، وقياداته، بسبب الفشل الاستراتيجي الكبير وغير المسبوق، الذي تعرض له الاحتلال، والضربة العسكرية والاستخبارية القاسية التي وجهتها كتائب القسام لجيش الاحتلال والشاباك.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز قيادات جيش الاحتلال التي أطاحت بها عملية طوفان الأقصى:
هرتسي هاليفي:
رئيس أركان جيش الاحتلال، ضابط سابق في وحدة سييرت ميتكال، نخبة رئاسة الأركان السرية، رافقه الإخفاق والفشل في محطات عديدة بحياته، كان أبرزها محاولة تحرير الجندي ناحشون فاكسمان من يد كتائب القسام، في تسعينيات القرن الماضي، والتي قتل فيها الجندي وقائد مجموعة الاحتلال المقتحمة لمكان احتجازه وكان بينهم هاليفي ذاته.
اللواء يارون فينكلمان:
قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، والقائد العسكري المسؤول فعليا عن الجبهة مع قطاع غزة، وأبرز المتهمين بالفشل والإخفاق خاصة وأن ما يعرف بفرقة غزة التي تخدم تحت يده، تعرضت لضربة مدمرة في عملية طوفان الأقصى وقتل الكثير من ضباطها فضلا عن أسرهم.
اللواء تامير ياداي:
قائد القوات البرية السابق في جيش الاحتلال، تقدم باستقالته قبل أشهر، في خضم العدوان البري على القطاع، متذرعا بأسباب خاصة، فيما كشفت المواقع العبرية عن خلافات كبيرة بينه وبين هاليفي.
اللواء يوسي سارييل:
قائد الوحدة 8200 الاستخبارية، المسؤولة عن تحليل البيانات الاستخبارية وشن الهجمات السيبرانية وصياغة الخطط، وأعلن استقالته معترفا بحجم الإخفاق الذي قامت به وحدته في عدم اكتشاف خطط كتائب القسام للهجوم.
قائد المنطقة الجنوبية في جهاز الشاباك:
ضابط كبير رتبته واسمه غير معلنين، ويرمز له بالحرف، استقال من منصبه الحساس، باعتباره المسؤول عن قطاع غزة استخباريا، وقال إن الفشل سيرافقه طيلة حياته، بسبب ما جرى في عملية طوفان الأقصى.
اللواء آفي روزنفيلد:
قائد فرقة غزة، المسؤولة عسكريا، عن تطويق القطاع، والمسؤول المباشر عن الفشل والإخفاق في صد عملية طوفان الأقصى، والتي دمرت كامل فرقته واحتلت كافة مواقعها في الساعات الأولى من الهجوم.
اللواء أهارون هاليفا:
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، استقال من منصبه، معترفا بفشل شعبته الحساسة، في تحليل البيانات الاستخبارية، والمعطيات الخاصة بقطاع غزة، بعد نجاح المقاومة في تضليل استخبارات الاحتلال.
العميد عميت ساعر:
رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، استقال من منصبه معترفا بالفشل أمام ما جرى في عملية طوفان الأقصى.
استقالات متوقعة:
رونين بار:
رئيس جهاز الشاباك، والمسؤول الأول عن مراقبة كافة التفاصيل في قطاع غزة، تعرض جهازه لضربة استخبارية، وعمى في المعلومات داخل القطاع بسبب تخلص المقاومة من الكثير من العملاء، فضلا عن عمليات التضليل الاستخباري التي وقع فيها جهازه، وكشف مقربون منه تفكيره منذ أشهر بالاستقالة اعترافا بالفشل.
تومير بار:
قائد سلاح جو الاحتلال، وأحد أبرز من وجهت لهم اتهامات داخلية، بالإخفاق والفشل في عملية طوفان الأقصى، بسبب طول مدة الاستجابة لتحريك الطائرات إلى المناطق المحيطة بغزة، والفشل في صد الهجوم.
ديفيد سالامي:
قائد سلاح بحرية الاحتلال، أحد المتهمين بالإخفاق في عملية طوفان الأقصى، بسبب نجاح القوة البحرية في كتائب القسام، في اختراق قاعدة زيكيم البحرية المجاورة لقطاع غزة، وتنفيذ عملية إنزال داخلها وقتل عدد من الجنود والمستوطنين.