قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أصيب بانتكاسة أمنية وعسكرية قد تؤدي إلى نهايته السياسية، مشيرة إلى أن نتنياهو لا يزال يتلقى هجوما كاسحا، والعديد من الانتقادات القاسية، لأنه يقود "أكبر عملية فشل سياسي وعسكري على الإطلاق".

وأضافت الصحيفة، في مقال كتبه مراسلها للشؤون الدولية نداف آيال، وترجمته "عربي21"، أن نتنياهو فشل في منع وقوع عملية "طوفان الأقصى"، و"لا يفعل شيئا سوى إيقاع مزيد من القتل والدمار في صفوف المدنيين الفلسطينيين، لكنه في الوقت ذاته يبدو غائبا، رغم كثرة ثرثرته، كما يقول معارضوه، وكان من الأفضل له أن يلتزم الصمت، ويعيد الأسرى الإسرائيليين من قبضة حركة حماس".



وذكرت الصحيفة أن "نتنياهو حلم طوال السنوات الماضية بأن يكون كرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الذي حرّر بلاده من الاحتلال النازي، لكنه في هذه المرحلة يدير الحرب مثل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، نيفيل تشامبرلين، الذي وقّع اتفاق تنازل مع هتلر، أي أنه كان مسؤولا وقت التقصير، ولا يستطيع العودة إلى رشده، ولعل المفاوضات الطويلة التي أجراها نتنياهو لتشكيل حكومة طوارئ تُشكّل الحدث الأكثر غرابة في تاريخ السياسة الإسرائيلية الغريب بالفعل".

ووصفت أداء نتنياهو بـ "البطيء ولا يوازي حجم الكارثة التي لحقت بإسرائيل؛ فقد قُتل عدد من اليهود في يوم واحد أكثر من أي وقت آخر في التاريخ الحديث، وفي الوقت ذاته فإن عدم قدرة نتنياهو على اتخاذ قرارات حاسمة يخالف ما كان عليه أريئيل شارون وإسحق رابين، وهذا هو خطأه، ورغم أن أولئك القادة كانوا مغرمين بالنزعة العسكرية، المليئة بالأفكار، المهووسة بالتفاصيل؛ عشية أي غزو عسكري، يراجعون قوائم معدات المقاتلين، لكن نتنياهو بعيد عن ذلك".



انتهاء مسيرة نتنياهو السياسية
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن "الظل الثقيل للفشل سيتبع نتنياهو حتى يومه الأخير، ولم يفهم نتنياهو بعد أن مسيرته السياسية قد انتهت، ولن يتمكن أي رئيس وزراء سيقود إسرائيل لسنوات عديدة من غسل يديه بشكل نظيف من مواجهة بمثل هذا الفشل الضخم والمروع".

واستطردت قائلة: "هذا الفشل انتهى بالقتل الجماعي للإسرائيليين على يد حماس، ولا تستطيع إسرائيل أن تتحمل يدا مرتعشة على عجلة القيادة، بل حكم سياسي معيب وتافه، غير قادر على شنّ الحرب بإجماع واسع النطاق".

وزادت أنه "ربما تبدو حكومة الطوارئ المشكّلة مختلفة؛ وربما ينجح نتنياهو بالتغلب على كل خطاياه وإخفاقاته، أو على الأقل سيترك بيني غانتس وغادي آيزنكوت وآخرين يعملون، لكن كل ذلك لا يمكن أن يحلّ محل الحاجة العميقة لحكومة فاعلة ومتصلة غير قائمة بعد، رغم أننا في حالة حرب".

والأربعاء، أعلن نتنياهو وزعيم حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، في بيان مشترك، تشكيل حكومة طوارئ خلال الحرب مع قطاع غزة.

وتضم حكومة الحرب نتنياهو وغانتس ووزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، وسيكون كل من القائد السابق للجيش من حزب غانتس غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر مراقبين.



أسوأ لحظة لجيش الاحتلال
في السياق ذاته،  قال الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، آفي دابوش، إن "الهجوم العسكري الذي شنّته حماس سجل انتصارا، لقد نجح مخططها على أكمل وجه، ووجد جيش الاحتلال في أسوأ لحظاته على الإطلاق، فبعد ساعة من إطلاق الصواريخ المتواصل، تحرك مقاتلو حماس وسط كابوس دام أكثر من سبع ساعات من العجز الإسرائيلي الكامل، بما فيها من فوضى أحاطت بالإسرائيليين، لكن ذلك لا يجب ان يتم بإلحاق الأذى بالمدنيين،  وألا تخوض إسرائيل لعبة مقززة من الانتقام".

وفي مقال ترجمته "عربي21"، أكد دابوش أن "مواجهة حماس تستدعي تحالفا متعدد الدول، مع قوات عربية إسلامية، لأن التحرك ضد حماس يجب أن يكون بمثابة علامة على الخطوة التالية في خلق الترتيبات، على عاتق السلطة الفلسطينية ودول إقليمية مثل مصر، وإن إيذاء الفلسطينيين الأبرياء سيضر بهذا الاحتمال، رغم أننا صرخنا لسنوات عديدة وحذّرنا بأن طنجرة الضغط التي أنشأناها في غزة منذ حصارها في 2007 ستنفجر على نار هادئة أمامنا بكل قوتها، وكل المليارات في مجال الحماية الأمنية لم تحلّ شيئا، وبدون استراتيجية للحل في غزة، فإننا سنقفز من جولة لأخرى بسبب غياب الرؤية والاستراتيجية".

ولفت أن "الاستخلاص الأساسي من هجوم حماس أن سياسة نتنياهو منذ 2009 المُعلنة والخاصة بإسقاط حكم حماس، تتفوق في فشلها، لأنها لم تأخذ على محمل الجد التهديد الذي نتعرض له، وهكذا انتهى الأمر بشاحنات مسلحة في شوارع مستوطنة سديروت، مما كشف عن مدى سوء وجوف القيادة الحالية الأمر الذي أدى لكارثة يوم السبت".

واختتم دابوش بقوله: "الأسوأ من ذلك، أن سلوك الحكومة السخيف منذ ذلك الحين، يخيفني، لأنها ما زالت تتعامل بالتلاعب والمناورات السياسية، وكشفت كارثة السبت عن قيادة تقود أكبر فشل عسكري وسياسي إسرائيلي على الإطلاق".

وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس"، وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم السادس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإسرائيلية نتنياهو الفلسطينيين حماس إسرائيل فلسطين حماس نتنياهو طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

42 حزبا سياسيا يرحبون بإصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق

عبر تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه نحو 42 حزبا سياسيا، عن ترحيبه بقرار المحكمة الجنائية الدولية، بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، على خلفية تورطهما في جرائم حرب ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. 

وأكد أن هذا القرار يمثل دفعة قوية نحو الانتصار لمبادئ العدالة الجنائية الدولية وانتصار للقضية الفلسطينية التي لطالما تدفع فاتورة باهظة الثمن من دماء أبنائها من أصحاب الأرض للحصول على الحد الأدنى من الحق الإنساني والوجودي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. 

«تحالف الأحزاب» يحذر من توسيع نطاق الحرب في المنطقة

قال النائب تيسير مطر، الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، رئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة في مجلس الشيوخ، إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتخذت كافة المسارات السياسية والدبلوماسية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وجرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا أن التعنت الإسرائيلي سار على منهجه الدموي دونما توقف، ودون الالتفات لدعاوى السلام، وهو ما عزا بإعلان مصر في مايو الماضي، الانضمام للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الإسرائيلي المحتل الغاصب أمام محكمة العدل الدولية.  

الأحزاب المصرية

لفت أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إلى أنه على الرغم من هذا القرار التاريخي، الذي اتخذته محكمة العدل الدولية، إلا أن تطبيق القرار، دون أن يكون على الورق وألا يكون رادعا، من شأنه أن يحقق جزءا العدالة وأن يكون بمثابة حائط الصد أمام كل من تسول له نفسه تخطي قواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ العلاقات الدولية القائمة على احترام خصوصية البلدان وعدم التدخل في شئون الآخر وعدم تخطي قواعد الحرب المعهودة وفقا للقانون الدولي، لاسيما وأن محكمة العدل الدولية، كانت قد أمرت مرارا في وقت سابق ، وآخرها في 24 مايو المنصرم بوقف الهجوم الإسرائيلي العسكري «فورا» في رفح، إلا أن القرار لم يلق قبولا لإسرائيل ولم يمثل رادعا لهم. 

تيسير مطر: على أمريكا وقف الدعم لإسرائيل

عبر النائب تيسير مطر، عن تعجبه من استمرار الدعم الأمريكي المتواصل للكيان المحتل على الرغم من مواصلة جرائمه اللا إنسانية وبخاصة بعد أن استخدمت الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة مع انسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن القرار حصل على موافقة 14 دولة إلا أن أن الولايات المتحدة الأمريكية لاتزال تدعم مواصلة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.

واختتم الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، حديثه بالقول: إنه آن الأوان على المجتمع الدولي أن يتحمل عقبى استمرار الجرائم الإسرائيلية والتي تستهدف توسيع نطاق الحرب في المنطقة والتي ستكون انعكاسات شديدة الوطأة إقليميا ودوليا، على كافة المسؤوليات، والرئيس السيسي حذر مرارا من مغبة توسيع نطاق الحرب وعلى الجميع الاستماع لصوت العقل.

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ413 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • 42 حزبا سياسيا يرحبون بإصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق
  • حكومة الاحتلال: نتنياهو لن يخضع للضغوط ولن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب
  • كيف يمكن تقييم عملية طوفان الأقصى بعد مرور عام عليها؟
  • تطورات اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • "طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
  • تطورات اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • صحافة إسرائيلية: نتنياهو يرفض توسيع صلاحيات فريق التفاوض مع حماس
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 28 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 28 عملا مقوما بالضفة خلال 24 ساعة