البوابة نيوز:
2025-01-09@00:05:40 GMT

دروس طوفان الأقصى

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

 

 هناك ايام واحداث تاريخية فى تاريخ الشعوب تتخطى نتائجها المحلى والاقليمى وصولا الى العالمى خاصة فى ظل الظروف والمتغيرات العالمية التى جعلت العالم غرفة صغيرة.

وما حدث يوم السبت ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ فى الأرض المحتلة سيحدث آثارًا لا نعلم الان مداها ونتائجها السلبية والإيجابية. 

إن القضية الفلسطينية كما أعتقد دائمًا هى قضية شعب طرد وشرد من أرضه بزعم تحقيق أساطير دينية لاعلاقة لها بدين أو ضمير.

. ولكن تحقيقا لمخططات استعمارية سجلها التاريخ وإن أخذت هذه المخططات مسميات تتوافق مع المسميات المتغيرة وإن كانت لا تختلف ولا تتناقص مع تحقيق تلك الأهداف. فمنذ عام ١٩٤٨ والقضية الفلسطينية تتداول بين الموقف الدولى الذى لا يفعل غير إصدار القرارات الدولية التى  فى ظاهرها حماية الشعب الفلسطينى وإن كان باطنها يؤكد غير ذلك من خلال التقاعس المميت فى تنفيذ عشرات تلك القرارات على أرض الواقع. وبين أنظمة عربية تحررية تتبنى القضية وتدفع الثمن وأنظمة عربية أخرى لا تجيد غير رفع الشعارات تغطية لعلاقاتها مع أنظمة دولية ساعدت وتساعد على مزيد من قهر الشعب الفلسطينى وتغييب القضية. ففى  الستينيات أخذت القضية زخمًا محليًا وعالميًا توافق مع معطيات الواقع العالمى حين ذاك. ثم كانت كامب ديفيد والتى غيرت كثيرًا من المسارات للقضية الفلسطينية فى الاتجاه السلبى. كان البديل أولا وأخيرا المقاومة الفلسطينية المشروعة لشعب محتل ومقهور ومشرد. بعد المتغيرات العالمية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي والتفرد الأمريكى كانت النتائج تسير دائما فى صالح الاحتلال وفى غير صالح القضية. حتى وصلنا لمزيد من التطبيع العربى الاسرائيلى.. هنا قد وصلنا إلى مراحل كانت مظاهرها مزيد من اقتناص مابقى من أرض ومزيد من اعتداءات على البشر وعلى الحجر. فهل هذه النتائج وغيرها الكثير لا تدعو أى مقاومة أيا كانت مسمياتها أو موقفنا منها إلى ابتكار ماهو جديد ؟ نعم كان هذا الابتكار هو طوفان الأقصى. نعم هذا الطوفان لن يهزم اسرائيل عسكريا فالمواجهة ليست بين دول وجيش نظامى وآخر بنفس المواصفات. كما أن الطوفان لن يحرر الأرض ويطرد اسرائيل. ولكن هنا لابد من تقييم العملية فى إطار الأهداف المستهدفة منها. وهو إحياء القضية عربيًا وإقيلميًا ودوليًا. هل هذه العملية يمكن أن تحرك الوضع للوصول إلى حل؟ أعتقد ذلك بدليل أن هذه المفاجأة أذهلت العالم وليس إسرائيل فقط. ولا أدل من ذلك على تلك الهبة غير المسبوقة من الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية إلى حد إرسال جيوش أمريكية وليست مساعدات. فهل هذه العملية بنتائجها حتى المحدودة لا تترك أثرًا وتغيرًا فى كثير من الأمور؟! هذا هو الهدف وأعتقد أنه تحقق بالرغم من الثمن الذى سيدفع. الأهم أن القراءة الأولية تقول إن القوة الظالمة والقهر الإنسانى والاستبداد السياسى لا يمكن أن يصمد أمام إرادة الشعوب فى التحرر واسترداد حقوقها.  أخيرًا لابد من أن ننبه إلى ذلك المخطط الأمريكى الإسرائيلى الذى يهدف إلى تسكين الفلسطينيين فى سيناء وهو ما تعيه مصر تمامًا. فما عانيناه بعد ٢٥ يناير من الإرهاب الأسود وما كان سيحدث عندما وافق الإخوان على ذلك عندما قال المرشد إن كل الأرض أرض إسلامية ولكل المسلمين فى أى مكان.. نعم دائما مصر تدفع الثمن ولكن لن يكون على حساب سلامتها واستقرارها. حفظ مصر وشعبها العظيم.

* كاتب سياسى ونائب سابق

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

خبير في العلاقات الدولية: مصر تتحرك على مسارات كثيرة لدعم القضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إنّ الشعب الفلسطيني لا زال يعاني على مدار أكثر من عام في ظل ارتفاع عدد الشهداء والمصابين والجرحى بسبب ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي كل جرائم العنف وحرب الإبادة الجماعية، موضحا أنّ مصر منذ اليوم الأول للحرب كشفت الغطاء القبيح للاحتلال وذكرت أن ما يفعله في الأراضي الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية هي جرائم حرب تستوجب المحاكمة الدولية.    

وأضاف «أحمد»، خلال مداخلة هاتفية على فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ الدولة المصرية تحركت على مسار القانون الدولي والمحكمة الجنائية لوقف العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أنّه رغم هذه التحركات تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازرها ضد الشعب الفلسطيني، لكن مصر مستمرة على كل مساراتها المتزامنة سواء المسار الأمني في وقف نزيف الدم ورعاية المفاوضات ودعم أي جهود لتحقيق التهدئة والتسوية، أو الإنساني من خلال كونها الداعم الأساسي للقضية الفلسطينية.    

وتابع: «بالنسبة للمسار السياسي تسعى الدولة المصرية إلى عمل حل سياسي شامل لهذا الصراع من خلال حل الدولتين، وبالفعل، نجحت مصر في إجهاض مخطط إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية، لأن الاحتلال الإسرائيلي يريد استنساخ ما حدث في غزة الآن إلى الضفة الغربية».

مقالات مشابهة

  • أيمن الرقب: القضية الفلسطينية دائما حاضرة لدى القيادة المصرية (فيديو)
  • جامعة الحديدة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • خبير علاقات دولية: مصر تتحرك على مسارات كثيرة لدعم القضية الفلسطينية
  • خبير في العلاقات الدولية: مصر تتحرك على مسارات كثيرة لدعم القضية الفلسطينية
  • مازال لمعركة طوفان الأقصى ما تقول…
  • هل حقا النقاش مقفل في طوفان الأقصى مفتوح في ردع العدوان؟!
  • اختتام دورة طوفان الأقصى لموظفي وزارة الشباب وصندوق النشئ
  • اختتام دورة التعبئة العامة “طوفان الأقصى” لكوادر الهيئة الإعلامية لأنصار الله
  • أبو عبيدة: أبطال الضفة بقلب معركة طوفان الأقصى
  • طوفان الأقصى