حالة شديدة من الحزن سيطرت على كثيرين من أقباط مصر، لا سيما سكان منطقة المقطم وما حولها، على إثر إعلان وفاة القمص سمعان إبراهيم، كاهن كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم، عن عمر ناهز الـ82 عامًا، والذي كان خلال رحلة خدمته مثلًا رائعًا في الحب والعطاء والبذل والتحمل؛ لذا وبعد نياحته، يمكن استعراض عدة معلومات عن القمص سمعان إبراهيم.

رحلة القمص سمعان إبراهيم

في عام 1941، وُلد القمص سمعان إبراهيم، وكان وقتها يحمل اسم «فرحات»، بقرية ميت يعيش، إحدى القرى التابعة لمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، وخلال السنوات الأولى من عمره، توفى والده، فتولت والدته تربيته، وحرصت على تلقينه التعاليم المسيحية ووصايا الكتاب المقدس، وفي سن الشباب عمل في مجلة الكرازة المرقسية، وبدأ في خدمة إلهه من خلال افتقاد الغرباء وخدمتهم والحديث معهم عن السيد المسيح وحبه لهم، ليُحرك قلوبهم إلى التوبة، حتى دعاه الله ووضعه على أول طريق خدمته.

«في مرة كان بيتكلم عن ربنا مع عامل النظافة اللي جاي ياخد الزبالة من شقته في منطقة شبرا، فالراجل قاله بدل ما تكلمني لوحدي تعالى اتكلم في بلدنا، الناس هناك كتير ومحتاجة ترجع للكنيسة وتسمع كلمة ربنا»، بحسب توضيح القمص يسطس توفيق، كاهن كنيسة القديس سمعان الخراز خلال حديثه لـ«الوطن»، والذي أضاف أن الشاب «فرحات» - الذي أصبح فيما بعد القمص سمعان إبراهيم - ذهب مع عامل النظافة وبالفعل بدأ في الحديث مع أهالي منطقة المقطم عن أهمية التوبة وحب الله لهم حتى تحركت قلوبهم وتركوا حياتهم القديمة بما فيها من آثام وخطايا وتقربوا إلى الله.

بـ«فرمان سماوي».. دعوة القمص سمعان إبراهيم

«بعد كام سنة وهو بيصلي مع الناس في منطقة جبل المقطم حصلت زوبعة شديدة وطارت كمية كبيرة من الورق والأكياس والأتربة، ومنها ورقة جات على الشاب فرحات وكان مكتوب فيها آية من الكتاب المقدس بتقول: لا تخف، بل تكلّم ولا تسكُت، فأنا معك، ولن يعتدي عليكَ أحدٌ وينالكَ بسوء، فأنا ليَ شعبًا كثيرًا في هذه المدينة.. وفعلا خد الورقة وراح بيها لأب اعترافه اللي خده وراح للبابا شنودة الثالث وحكاله اللي حصل وقاله يا قداسة البابا ده فرمان سماوي علشان فرحات يبدأ الخدمة».

في عام 1978 سُيِم الشاب «فرحات» كاهنًا على كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم، باسم «سمعان»، وتمكن في العام نفسه من إنشاء كنيسة القديس سمعان الخراز، لتكون الكنيسة الأولى التي تُبنى على اسم هذا القديس منذ وقت حدوث معجزة نقل الجبل المقطم سنة 979 للميلاد، في ظل حكم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، كما تمكن بعدها من بناء عدة كنائس في منطقة جبل المقطم.

رحيل القمص سمعان إبراهيم

«ربنا استخدمه لجذب القلوب البعيدة، وفي التعميير وبناء الكنائس، وكمان كنيسة القديس سمعان الخراز تعتبر أكبر كنيسة على مستوى العالم بتستوعب حوالي 20 ألف مُصلي»، بحسب «يسطس»، وأن القمص سمعان إبراهيم جمع في شخصيته بين الحنان والحزم، فكان محبوبًا من شعب كنيسته الذين واظب على خدمتهم حتى وقت نياحته عن عمر ناهز الـ82 عامًا: «مفيش مرض معين للوفاة، هو بس مشاكل الشيخوخة، وكان عنده مشاكل في الأذن الداخلية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القمص سمعان إبراهيم دير القديس سمعان القمص سمعان إبراهیم

إقرأ أيضاً:

جبريل إبراهيم: لم تنتهي الحرب بتحرير العاصمة

وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم: لم تنتهي الحرب بتحرير العاصمة لأن العدو الغاشم لا يزال يحشد المستلبين والمأجورين والمرتزقة من كل حدب وصوب.الجزيرة – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اليوم.. تذكار رحيل القديس أنطونيوس الكبير
  • قيومجيان: نلتمس شفاعتك أيها القديس الجديد
  • كنيسة العذراء مريم بجاردن سيتي تشهد الاجتماع الشهري لشباب مرحلة الجامعة لكنائس
  • جبريل إبراهيم: لم تنتهي الحرب بتحرير العاصمة
  • والي الخرطوم يتلقى تهاني العيد من وفد كنيسة ماري جرجس
  • حلويات اللاذقية بالعيد… تميز وتراث من النكهات والأصالة
  • فيديو من مكتبة المفكر الإسلامي الراحل حسن الترابي بعد تحرير منزله بالخرطوم
  • سميرة عبد العزيز: حافظ عبد الوهاب علّمني فن التعامل مع الميكروفون
  • سميرة عبد العزيز: عبد الناصر غيّر مسار حياتي ومنحني ثقة والدي
  • قوجيل يعزي في وفاة الفنان حمزة فيغولي