مع استعداد إسرائيل لهجوم بري على غزة.. حزب الله يتهيأ للدخول في "الحرب"
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
منذ بداية الحرب بين حماس وإسرائيل، السبت الماضي، وحزب الله يتدخل بشكل محدود، اقتصر على قصف لعدد من المواقع الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية، لكن تهديد الجيش الإسرائيلي بدخول بري إلى القطاع، يجعل انخراط الحزب في الحرب بشكل مباشر أقرب من أي وقت مضى، وفق محللين.
وتجمع "غرفة عمليات مشتركة" حزب الله وحركة حماس مع حركة الجهاد الإسلامي وفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وفق قول مصدر مقرب من حزب الله، وسبق تشكيل هذه الغرفة بأشواط الهجوم في غزة.
وتنسق هذه الأطراف منذ سنوات تحركاتها معاً في إطار ما يسمى "محور المقاومة" الذي يضم فصائل فلسطينية وأخرى من لبنان والعراق وسوريا ومجموعات أخرى مناوئة لإسرائيل، تتلقى دعماً بالمال والسلاح من إيران.ويقول الباحث في مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط مهند الحاج علي: "في حال حدوث غزو بري كامل لقطاع غزة، فإن ذلك سيستدعي دخول حزب الله إلى الساحة".
ويشرح أنه، "في حسابات حزب الله لناحية (وحدة الساحات)، فإن تعرض أي طرف من الأطراف المشاركة في التحالف (محور المقاومة) لهجوم حاسم قد يقضي بشكل كامل" عليه.
ويرى أن هزيمة حماس في أي حرب مقبلة "تعني طبعاً هزيمة مبكرة لحزب الله والتحالف الذي ينضوي ضمنه".
وقال متحدث عسكري إسرائيلي، الخميس، إن الجيش يستعد لهجوم بري على غزة، لكنه ينتظر "ما ستقرره قيادتنا السياسية".وشنت حماس، السبت، هجوماً غير مسبوق على إسرائيل انطلاقاً من غزة.. وردت الدولة العبرية بقصف مكثف على القطاع، وأوقع التصعيد آلاف القتلى من الجانبين.
ومنذ الأحد، ترد إسرائيل على قصف يستهدفها بشكل يومي من جنوب لبنان، بدأه حزب الله بقصف مواقع تابعة لها في منطقة حدودية متنازع عليها.
وتبنت حركة الجهاد الاسلامي، الإثنين، عملية تسلل عبر الحدود، تصدت لها إسرائيل، وردت بقصف كثيف أوقع ثلاثة قتلى من عناصر حزب الله.. كما تبنت حماس إطلاق صواريخ، الثلاثاء، من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل.
توازن الردعوعلى الرغم من تبادل القصف الذي رفع منسوب التوتر عند الحدود، إلا أن تدخل حزب الله المباشر ما زال محدوداً.
ويقول مصدر دبلوماسي غربي في بيروت، إن إسرائيل وحزب الله ما زالا حتى اللحظة "يلتزمان قواعد الاشتباك" المعمول بها ضمنياً منذ صيف 2006.
ويسود توازن ردع بين الطرفين منذ الحرب المدمرة التي خاضاها في يوليو (تموز) 2006، والتي خلّفت أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين، و160 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين.
والأربعاء، أعلن حزب الله إطلاق صواريخ موجّهة باتجاه موقع عسكري إسرائيلي، رداً على مقتل ثلاثة من عناصره، الإثنين، مؤكداً أنه سيكون حاسماً في الرد على أي استهداف مقبل.
لكن المصدر الدبلوماسي يشير إلى "خشية حقيقية من أن يتدهور الوضع في حال توفر عامل محرك، على غرار هجوم بري في غزة أو مقتل مدنيين من الجانبين".
ويقول الباحث آرام نيرغيزيان من معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية، إن "موقف حزب الله منذ عام 2006، كان يركز على الردع أكثر من المواجهة العسكرية".
ويسيطر حزب الله بحكم الأمر الواقع على جنوب لبنان، على الرغم من انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل). وهو يمتلك، وفق نيرغيزيان، "أكثر فأكثر مجموعة متطورة من القدرات الصاروخية".
كلفة النزوحفي منتصف أغسطس (آب) الماضي، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إن حزبه يستطيع إعادة إسرائيل إلى "العصر الحجري"، رداً على توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة حدودية بإعادة لبنان "إلى العصر الحجري" إذا استفز الحزب إسرائيل.
وقال نصرالله حينها، إن حزبه يحتاج إلى "بضعة صواريخ دقيقة" لتدمير لائحة أهداف عدّدها، خصوصاً منها "المطارات المدنية، المطارات العسكرية، قواعد سلاح الجو، محطات توليد الكهرباء وتوزيعها، محطات المياه، مراكز الاتصالات الرئيسية، مجموعة من البنى التحتية، مصافي النفط والبنزين والأمونيا"، إضافة الى "مفاعل ديمونا" النووي في جنوب الدولة العبرية.
وفي مايو (أيار) الماضي، أقام حزب الله مناورة أمام وسائل الإعلام في جنوب لبنان، تخللتها محاكاة لهجمات ضد أهداف إسرائيلية ولاقتحام الجدار الحدودي الفاصل، في تكتيك مماثل لما قامت به حماس في هجوم غزة.
وحذرت إسرائيل والولايات المتحدة التي أرسلت إثر هجوم غزة حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، حزب الله من مغبّة فتح جبهة جديدة مع إسرائيل.
ودفع تبادل القصف عبر الحدود سكان قرى في جنوب لبنان الى مغادرة بلداتهم خشية من تفاقم الوضع أو اندلاع اشتباكات مباشرة، ما أعاد الى الذاكرة مشهد النزوح إثر حرب 2006، حين غادر نحو مليون لبناني بلداتهم الى مناطق بقيت بمنأى عن الحرب.لكنّ كلفة النزوح هذه المرة ستكون أكبر على وقع الانهيار الاقتصادي المزمن الذي يعاني منه لبنان منذ أربع سنوات، ووسط انقسام سياسي يعطل المؤسسات الدستورية.
وينبه نيرغيزيان إلى أن "الاستقطاب السياسي والمجتمعي بلغ مستوى، قد لا يجد معه ناخبو حزب الله الشيعة الفارون في حال نشوب حرب كبيرة في جنوب لبنان استقبالاً من مواطنيهم"، مثل ما كان الحال عليه صيف 2006.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله جنوب لبنان حزب الله فی جنوب
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل اعتداءاتها وتوتر متزايد على لبنان وسوريا
عرض برنامج «من مصر»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل على قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرًا تلفزيونيًا بعنوان: «إسرائيل تستمر في اعتداءاتها.. توتر متزايد على جبهتي لبنان وسوريا».
إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار في لبنانوأشار التقرير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يُواصل اعتداءاته على لبنان بالتوازي مع عدوانه المستمر على الأراضي السورية ورغم قرار وقف إطلاق النار، إلا أن الخروقات الميدانية لا تزال مستمرة، وتتجاوز منطقة جنوب الليطاني لتطال جميع الأراضي اللبنانية وتسعى إسرائيل من خلال هذه الانتهاكات إلى فرض أمر واقع يرسخ مبدأ حرية الحركة، بحيث تقصف متى وأينما تشاء.
ولفت التقرير أنه في المقابل، اكتفى حزب الله اللبناني بخرق واحد وصفه بـ«الأولي والتحذيري»، عندما استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة مطلع الشهر الحالي، ولا يزال كل من لبنان وحزب الله يلتزمان بضبط النفس، بهدف عدم منح إسرائيل مبررًا لاستئناف الحرب، ولفسح المجال أمام لجنة مراقبة وقف إطلاق النار للقيام بدورها.
تصاعد المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النارتحدث التقرير عن تصاعد المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا أن إسرائيل لم تحقق أهدافها الاستراتيجية من الحرب ولم تصل إلى مستوى يتيح لها فرض شروطها على لبنان، مشيرًا إلى التداعيات السلبية للاتفاق داخل إسرائيل، حيث واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات واسعة، وردًا على ذلك، حاول نتنياهو التخفيف من وطأة الانتقادات بالتأكيد أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب.
وفي السياق السوري، أوضح التقرير أنه تصاعدت الأحداث بعد سقوط بشار الأسد، إذ ألغت إسرائيل اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، واحتلت قمة جبل الشيخ، وسيطرت على المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، موضحًا أن جيش الاحتلال وصل إلى أراضٍ سورية لم يدخلها منذ توقيع اتفاقية 1974، ما يزيد التوترات في المنطقة.