أكياس جثث وركام في أحياء إسرائيلية بعد أيام على الهجوم المباغت
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
اسرائيل"أ.ف.ب": بين منازل ملطّخة بالدماء وأكياس جثث منتفخة، ما زالت آثار الهجوم المباغت لعناصر حماس على تجمّعات سكانية في جنوب إسرائيل جليّة فيما يحشد الجيش قوّاته على الحدود مع غزة.
تعد الجثث المكوّمة عند مدخل تجمّع بئيري على بعد أقل من خمسة كيلومترات عن الحدود شاهدا على الأحداث التي وقعت داخل التجمّع السكاني المغلق ببوابات والذي اجتاحه عناصر حماس السبت حيث قتلوا أكثر من 100من قاطنيه، وفق الجيش.
وأفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دورون سبيلمان بأن "الدمار هنا هائل تماما".
تشير تلّات الركام الناجمة عن انهيار المنازل إلى شراسة القتال الذي دار بين القوات الإسرائيلية وعناصر حماس الذين أسفر هجومهم على جنوب البلاد عن مقتل 1200 شخص، بحسب مسؤولين.
وخارج أحد المنازل، تظهر آثار الدمار واضحة إلى جانب مخازن رصاص المتروكة.
توفّر عدّة شواء وصندوق تبريد مرميين بجانب كومة من الركام لمحة عمّا كانت عليه الحياة داخل التجمّع السكاني الريفي.
ووُضعت أكياس بيضاء اللون تحتوي على الجثث خارج المنازل بانتظار جمعها وسيتم نقلها لإجراء اختبارات الحمض النووي، وفق ما أفاد الجيش.
وقال سبيلمان "الوضع صعب جدا بالنسبة لنا. ما زلنا لا نعرف من رهينة ومن قُتل".
وناشدت عائلات في أنحاء إسرائيل الحصول على معلومات عن أقاربها المفقودين، فيما يقدّر بأن حولى 150 شخصا خُطفوا ونُقلوا إلى غزة.
وبينما انسحب عشرات العناصر إلى الجيب الفلسطيني الخاضع لسلطة حماس منذ العام 2007، قالت إسرائيل إن قواتها قتلت حوالى 1500 مقاتل على أراضيها.
وفي تجمّع بئيري وأماكن أخرى قرب حدود غزة، شاهد مراسلو فرانس برس امس جثث المقاتلين المتحللة.
وقال سبيلمان لدى سؤاله عن الجثث المكوّمة عند مدخل التجمع السكاني "تتمثّل أولويتنا بالتأكيد بتغطية وجمع ونقل جميع الإسرائيليين وبعد ذلك، سنقوم بالأمر ذاته مع الإرهابيين".
وتوقّفت شاحنتان تحملان لوحتين فلسطينيتين قرب منازل مدمّرة في بئيري، تحمل إحداهما منصة لتثبيت الأسلحة النارية.
ومقابل التجمّع، تحتشد مركبات عسكرية إسرائيلية ومئات الجنود.
أطلق جيش الاحتلال ضربات انتقامية سريعة على قطاع غزة دمّرت أجزاء من المنطقة المكتظة بالسكان.
تقدّر الأمم المتحدة بأن أكثر من 338 ألف شخص نزحوا في الجيب الفلسطيني بسبب الضربات.
ومع استدعاء مئات آلاف جنود الاحتياط لمجهود الحرب، يمكن سماع دوي القصف بشكل متكرر من تجمّع بئيري.
"أدركنا على الفور أن الحرب بدأت"
وفي سياق آخر، عندما سمع دان شفارتسفوكس، رئيس قسم الطوارئ في مستشفى سوروكا في بئر السبع في جنوب إسرائيل صافرتَي إنذار متتاليتين صباح السبت الماضي، هرع إلى المستشفى الذي يبعد نحو 40 كيلومترا عن قطاع غزة. ويقول "أدركنا على الفور أن الحرب بدأت".
ويروي شفارتسفوكس لوكالة فرانس برس "بسرعة كبيرة، وصل كل طاقم المستشفى: أكثر من ألف طبيب، جميع الممرضين، كل من يجب أن يكون موجودا حضر وحتى ممرضات كن في إجازة أمومة، أتى أطباء من كل مكان".
وشنّت حركة حماس هجوما مباغتا ضد إسرائيل صباح السبت، في منتصف يوم السبت وفي اليوم الأخير من اجازة عيد المظلة (سوكوت).
خلال عملية "طوفان الأقصى"، توغل مقاتلو الحركة في مناطق إسرائيلية من البحر في زوارق ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر المظلات، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل.
وبحسب أحدث تقرير لوزارة الصحة الإسرائيلية امس، أصيب في العملية غير المسبوقة لحماس 3200 شخص نقلوا إلى مستشفيات إسرائيلية منذ السبت، من بينهم 870 إلى مستشفى سوروكا، وهو الأكبر في جنوب البلاد. وقتل أكثر من 1200.
ويقول دان شفارتسفوكس (60 عاما)، وهو أيضا نائب مدير المستشفى، "اعتبارا من الثامنة صباحا، بدأ وصول أول المصابين إلى المستشفى".
ويضيف "من تلك اللحظة، نعالج مصابين في وحدة معالجة الجروح" بوتيرة جنونية" لم نكن نتخيلها أبدا ولم نكن نتخيّل أنها قد تحدث".
ويوضح الطبيب الذي لم يغادر المستشفى منذ السبت الماضي، أن عدد الجرحى الذين عولجوا في تلك الوحدة خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من الحرب، وهو 120، كان أعلى من متوسط عدد الجرحى الذين يعالجون في "شهر عادي".
ويقول "عدد الجرحى ضخم"، مضيفا "خلال العملية الإسرائيلية في قطاع غزة عام 2014، أدخل 40 جريحا (إلى المستشفى) وكان يوما صعبا جدا. السبت الماضي كنا ننتهي من معالجة مصاب، ننقله إلى غرفة العمليات أو إلى العناية المركزة، ليأخذ مكانه على الفور جريح آخر".
ويشير إلى أن "أرضية غرفة وحدة معالجة الجروح كانت مغطاة بالدم تماما، ولم نتوقف عن تنظيفها".
كما كانت طبيعة الإصابات غير عادية. "معظم الجرحى أصيبوا بطلقات نارية، وهو أمر يتطلب الكثير من عمليات نقل دم".
وخارج وحدة معالجة الجروح في قسم الطوارئ، وصل بعض الشباب الناجين من الهجوم على مهرجان "سوبر نوفا" الموسيقي الذي كان منظما في الهواء الطلق ليل الجمعة السبت على أطراف قطاع غزة والذي استحال كابوسا عندما بدأ عناصر حماس بقتل المشاركين فيه.
ويروي دان شفارتسفوكس "كان الشباب الذين وصلوا من الحفلة يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة، وكانوا في حالة صدمة تامة بعدما شهدوا مجزرة لا توصف".
وكان على الطواقم الطبية في المستشفى التعامل أيضا مع العائلات التي جاءت بكثافة لمحاولة العثور على أحبائها.
ويضيف "حاولنا مساعدتهم بقدر ما نستطيع، لكنّ عددا كبيرا منهم عادوا إلى منازلهم محبطين".
وشهد شفارتسفوكس، وهو من كيبوتس ألوميم على أطراف قطاع غزة والذي نجح في صدّ توغل حماس السبت الماضي، وصول بعض أصدقائه إلى وحدته.
ويقول "من الصعب معالجة أشخاص نعرفهم جيدا. لكنّ الأمر طبيعي إلى حد ما هنا، فنحن بلد صغير، والجميع يعرف بعضهم بعضا".
ويضيف شفارتسفوكس الذي كان ضابطا في الجيش قبل أن يصبح طبيبا، إنه يستعد لأيام صعبة، مضيفا "بالتأكيد سيستمر وصول الجرحى".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السبت الماضی قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية: وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت ، مساء اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 ، إن تقديرات في إسرائيل تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان "خلال أيام إذا بقيت تفاصيل صغيرة عالقة".
وأضافت أن أبرز التفاصيل العالقة بعد محادثات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين هي رفض إسرائيل أي دور لفرنسا في آلية المراقبة، فضلا عن بعض الخلافات بشأن الصياغات المتعلقة بنقاط الحدود المتنازع عليها.
وأكدت الصحيفة إحراز "تقدم كبير" في محادثات هوكشتاين وأنه من المتوقع تنفيذ الاتفاق مع لبنان خلال أيام عند معالجة بعض التفاصيل الإضافية.
وفي ذات السياق نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إقليميين وأميركيين مطلعين ، قولهم :" بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان ، وهناك ما يدعو إلى التفاؤل الحذر بخصوص التسوية".
وأضافوا :" تفاصيل تنفيذ التسوية بشأن لبنان لا تزال بحاجة إلى اتفاق ، والاتفاق المحتمل يتضمن هدنة 60 يوما تنسحب خلالها إسرائيل من لبنان".
وتابعوا :" الاتفاق المحتمل يتضمن هدنة 60 يوما ينسحب خلالها حزب الله لشمال نهر الليطاني ، وإسرائيل تبدو أكثر حرصا على إبرام اتفاق لوقف النار في لبنان مقارنة ب غزة ".
وأوضحوا أن إسرائيل تعتقد أن أسهل طريقة لإعادة السكان شمالا هي اتفاق لوقف إطلاق النار.
المصدر : وكالة سوا