كان أبو العتاهية شاعراً من الشعراء الذين ظهروا فى العصر العباسى الذى توالت فيه الفتوحات إلى أقصى المشارق والمغارب. وقد جلبت هذه الفتوحات العديد من الثقافات، لذلك كانت الموهبة محل تقدير يُفتح أمامها كل الأبواب.
وكان بلاط الخليفة ملتقى الأدباء والشعراء الذين أصبحوا القوة الناعمة لهذه الدولة. وبذلك استطاعوا أن يخمدوا الثورات والانقلابات فى العديد من البلدان التى امتد إليها حكم الدولة العباسية.
وكان ظهور الشاعر «إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزى» الكوفى الشهير بـ «أبى العتاهية» تجسيداً حياً لسياسة العصر العباسى. كان أكثر ما يميز هذا الشاعر بسبب بساطة أصله ونشأته أنه نقل شعر أسافل الشعب إلى بلاط الخليفة، لأنه بجانب أنه كان حريصًا على مجالس العلم والأدب فكان منغمساً فى الملذات والمفاسد. وكان شديد الظُرف وله حكاية مع الخليفة هارون الرشيد الذى سجنه وشاية من بعض الحاقدين، ووضعه فى أحد السراديب التى لا يُسمع بها إلا صوت الحشرات، ولا يُرى فيها غير الظلام. فجلس مهموماً وفكر فى وسيلة تُخرجه مما هو فيه، فنظم بيتين من الشعر للخليفة، وعندما جاء السجان إليه فقال له البيتين «أما والله إن الظلم شؤم... ومازال المسئ هو المظلوم... إلى الديان يوم الحشر نمضى... وعند الله تجتمع الخصوم» وعندما علم بهما الخليفة هارون الرشيد بكى وتذكر يوم وقوفه بين يد الله عز وجل، فأمر بالإفراج عنه لأنه علم أن لكل ظالم نهاية يُحاسب عليها.
لم نقصد أحدًا!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العصر العباسي الدولة
إقرأ أيضاً:
تونسي يدخل "غينيس" بأطول حلقة حكايات في التاريخ
شهدت مدينة مراكش المغربية إنجازاً ثقافياً غير مسبوق، حيث تمكّن الحكواتي التونسي هشام درويش، إلى جانب 106 حكواتيين من مختلف دول العالم، من تسجيل رقم قياسي عالمي لأطول حلقة حكائية في التاريخ، استمرت لمدة 120 ساعة متواصلة في ساحة جامع الفنا، ما أهّله للدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وأكد درويش أن مشاركته في مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية كانت تجربة فريدة على جميع الأصعدة، مشيراً إلى أن التحدي تمثل في سرد الحكايات دون توقف أو تكرار، بمشاركة 30 دولة عربية وأجنبية، حيث قدّم كل مشارك الحكايات بلغته ولهجته الخاصة.
وأوضح أن مدة السرد الفعلي للحكايات بلغت 80 ساعة و35 دقيقة، حيث استمر الحكواتيون في تقديم قصصهم بشكل متتالٍ، مع توقف قصير لا يتجاوز دقيقة واحدة، قبل الانتقال إلى حكاية جديدة، تحت إشراف لجنة ممثلة لموسوعة غينيس.
وشارك درويش في السرد باللهجة التونسية، التي لاقت اهتماماُ وتفاعلًا كبيراُ من الجمهور، باعتباره التونسي الوحيد المشارك في المهرجان. ولفت إلى أن الحدث لم يقتصر على تحطيم الرقم القياسي فحسب، بل شهد أيضاً تنظيم 230 ورشة في فن الحكي داخل المدارس المغربية، استفاد منها نحو 5000 تلميذ وتلميذة.
وإلى جانب دوره في تحقيق الرقم القياسي، ساهم درويش في تأطير ورشات داخل مدارس ابتدائية وثانوية، وقدم ماستر كلاس لطلبة كلية اللغة العربية بمدينة مراكش، مستنداً إلى خبرته في استلهام الحكايات من التراث التونسي والسير والملاحم الشعبية.