بوابة الوفد:
2024-07-06@02:17:59 GMT

من حكايات أبى العتاهية

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

كان أبو العتاهية شاعراً من الشعراء الذين ظهروا فى العصر العباسى الذى توالت فيه الفتوحات إلى أقصى المشارق والمغارب. وقد جلبت هذه الفتوحات العديد من الثقافات، لذلك كانت الموهبة محل تقدير يُفتح أمامها كل الأبواب. 

وكان بلاط الخليفة ملتقى الأدباء والشعراء الذين أصبحوا القوة الناعمة لهذه الدولة. وبذلك استطاعوا أن يخمدوا الثورات والانقلابات فى العديد من البلدان التى امتد إليها حكم الدولة العباسية.

 وكان ظهور الشاعر «إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزى» الكوفى الشهير بـ «أبى العتاهية» تجسيداً حياً لسياسة العصر العباسى. كان أكثر ما يميز هذا الشاعر بسبب بساطة أصله ونشأته أنه نقل شعر أسافل الشعب إلى بلاط الخليفة، لأنه بجانب أنه كان حريصًا على مجالس العلم والأدب فكان منغمساً فى الملذات والمفاسد. وكان شديد الظُرف وله حكاية مع الخليفة هارون الرشيد الذى سجنه وشاية من بعض الحاقدين، ووضعه فى أحد السراديب التى لا يُسمع بها إلا صوت الحشرات، ولا يُرى فيها غير الظلام. فجلس مهموماً وفكر فى وسيلة تُخرجه مما هو فيه، فنظم بيتين من الشعر للخليفة، وعندما جاء السجان إليه فقال له البيتين «أما والله إن الظلم شؤم... ومازال المسئ هو المظلوم... إلى الديان يوم الحشر نمضى... وعند الله تجتمع الخصوم» وعندما علم بهما الخليفة هارون الرشيد بكى وتذكر يوم وقوفه بين يد الله عز وجل، فأمر بالإفراج عنه لأنه علم أن لكل ظالم نهاية يُحاسب عليها.

لم نقصد أحدًا!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العصر العباسي الدولة

إقرأ أيضاً:

رايات الشمس البنفسجية

يستبشر أصحاب بساتين النخيل خيراعندما ترتفع درجات الحرارة في موسم الصيف؛ كونها تسارع في إنضاج التمور، وفي هذه يشتركون مع الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي (1889-1857م) في الترحيب بشمس الصيف، فهو يرى أن صبا الأرض يعود مع الصيف، والفتنة والجمال، حيث الخضرة التي تتسع كلما سقطت أشعة الشمس عليها، فهو يقول:

عادَ لِلأَرضِ مَعَ الصَيفِ صِباها

فَهي كَالخَودِ الَّتي تَمَّت حُلاها

صُوَرٌ مِن خُضرَةٍ في نَضرَةٍ

ما رَآها أَحَدٌ إِلّا اِشتَهاها

ذَهَبُ الشَمسِ عَلى آفاقِها

وَسَوادُ اللَيلِ مِسكٌ في ثَراها

ويبدو أنه قال ذلك بتأثير البيئة التي نشأ فيها الشاعر المولود في قرية (المحيدثة) في جبل لبنان، وفيها أمضى طفولته، وغادرها عام 1992 وكان قد دخل الثالثة عشرة من عمره، ليتّجه إلى الإسكندرية، وسواحلها التي يصطاف فيها السيّاح، قبل أن يهاجر إلى أمريكا، عام 1912م ويستقرّ في نيويورك، ويموت ويدفن فيها، وللبيئة تأثيراتها على ساكنيها، كما يعرف المختصّون، لذا تغنّى أبو ماضي بالصيف، وشمسه الساطعة، بينما يخالفه الشاعر العباسي أبو بكر الصنوبري الذي اشتهر شعره بوصف الطبيعة، وعاش متنقّلا بين حلب ودمشق واستقرّ وتوفي فيها عام 945م، فيرى أن الأرض تتحوّل في الصيف إلى موقد، وتنوّر يفور من شدّة حرارة الشمس، دون أن ينسى نضج الثمار في الصيف، بقوله:

إن كان في الصيف ريحان وفاكهة

فالأرض مستوقد والجوّ تنّور

ما الدهرُ إلا الربيعُ المستنيرُ إِذا

أتى الربيعُ أتاكَ النَّورُ والنور

هذا البنفسجُ هذا الياسمينُ وذا الـ

نّسرينُ ذا سوسنٌ في الحُسْنِ مشهور

وورد البنفسج الذي يسهب الصنوبري بوصف جماله في الربيع، يتحوّل اسمه إلى نقمة ورعب في الصيف، عكس الشعور بالارتياح الذي يخلّفه البنفسج، ملهم الشعراء والمغنين، ومنهم المطرب ياس خضر الذي غنى للبنفسج واحدة من أجمل الأغاني التي كتب كلماتها الشاعر مظفر النواب هي «يا ليلة من ليل البنفسج» مشيرا للّيلة المقمرة التي تفوح فيها رائحته، وتلهب خياله، بينما لون البنفسج في الصيف ينذر بالخطر، فحين تصل درجات الحرارة إلى درجة تهدّد حياة الإنسان، وتستهدف سلامته، تُرفع الراية البنفسجية، كما فعلت الشركات الأجنبية المستثمرة في حقل غرب القرنة وحقول نفطية في البصرة، قبل أيّام قليلة، بعد أن تخطّت درجات الحرارة حاجز الـ 52 درجة، فاللون البنفسجي مأخوذ من الأشعة فوق البنفسجية القصيرة، التي إذا ما تعرّض لها الإنسان، فسيصاب بضربة شمس، وهي كفيلة بقتل خلاياه الحية، لذا تحذّر الشركات العاملين من خطرها للحيلولة دون ما لا يحمد عقباه، وتطلب منهم الابتعاد عن الشمس في ساعات الظهيرة، تلك التي تكون فيها الشمس عمودية، إذ يشتدّ الحر في «الهاجرة» ويوصي الأطباء بتجنّب التعرّض للشمس وقت الهجير الذي هو شدّة الحر في منتصف النهار، وفي ذلك يقول الأصمعي، كما جاء في كتاب (المحاسن والمساوئ) للبيهقي: «بينا أنا ذات يوم قد خرجتُ في الهاجرة والجو يلتهب ويتوقّد حرّا، إذ أبصرتُ جارية سوداء قد خرجتْ من دار المأمون ومعها جرّة فضة تستقي فيها ماء، وهي تردّد هذا البيت بحلاوة لفظ وذرابة لسان:

حرُّ وجدٍ وحرُّ هجرٍ وحرُّ

أيّ عيشٍ يكونُ من ذا أمرُّ؟»

وإذا كانت حرارة الوجد تزيد من سخونة الجو في البيت الذي ذكرته الجارية، فالراية البنفسجية التي تناقلت أخبارها وكالات الأنباء ترفع درجات الخوف وهذه تزيد درجات الحرارة بدلا من تخفيضها، ويتّفق الجميع أن الإكثار من شرب الماء في مثل هذه الأيام ضروري، للتعويض عن السوائل المفقودة، وكذلك تناول اللبن مع حبّات التمر التي تكون قد نضجت بفعل حرارة الشمس، لقطع المراحل الثلاث المطلوبة لنضجه التي كما يقول المزارعون: (صباغ اللون)، و(طباخ التمر) و(جداد النخل)، وحتى يصل المرحلة الثالثة تكون الأرض قد رفعت أكثر من راية بنفسجية !.

عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب عماني

مقالات مشابهة

  • بقيق.. إغلاق جزئي لطريق الخليفة أبو بكر الصديق للصيانة
  • فحص أمني لفيديو سائق سيارة نقل عرض حياة المواطنين للخطر
  • استمرار حبس مسجل خطر قتل عشيقته بالخليفة
  • أيمن الكاشف يكشف عن رسالة محمد صلاح له.. ويؤكد: بعض اللاعبين تغضب مني
  • اليوم.. "حكايات تاء مربوطة" على مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون مجانا للجمهور
  • صبا مبارك تكشف حقيقة وجود جزء جديد من مسلسل «حكايات بنات»
  • رايات الشمس البنفسجية
  • عبري تودع أحد رجالها الأخيار
  • عبدالله: اتركوا الصحة للجنة الصحة وعندما نقصر سنلجأ اليكم
  • سيدة تطلب الطلاق وتتهم زوجها بالاستيلاء على 220 جرام ذهب