بوابة الوفد:
2024-09-18@23:33:58 GMT

كثيرة العشاق (45)

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

قصة رائعة نسجت خيوطها على أرض مصر، وتحديداً فى جنوبها، فى قلب نهر النيل الخالد، بين جميلتين أسوانيتين ساحرتين، وأمير يابانى من الأسرة المالكة، والأكثر إثارة أن زوجة الأمير لم تتمرد، ولم تعارض العلاقة، بل قابلتها بالابتسامة اليابانية الرقيقة المعهودة، وباركتها بل ودعمتها، لتنشأ قصة حب جديدة على أرض أسوان تضاف لقرينتها، قصة الأمير «الولهان» محمد شاه أغاخان، سلطان الطائفة الإسماعيلية، مع أميرة الذهب الأسوانية، قبل أكثر من نصف قرن، وحينها باركت هذا الغرام زوجته عاشقة الورد البيجوم أغاخان، التى عشقت بدورها هذا الجمال الجنوبى الرائع.

الأمير اليابانى «تاكامادو» عاشق لكل ما هو جميل، بداية من الوجه الحسن، لجميلات الجنس اللطيف، وماء النيل العذب والخضرة والأشجار والزهور والرياحين والطيور، ونهاية بمعشوقتيه الأسوانيتين الساحرتين اللتين وقع أسيراً فى شباك عشقهما، ومن أول نظرةٍ وفى أول زيارة لمصرنا الحبيبة منذ نحو عقدين، بعدما اتجه إلى الساحرة الجنوبية أسوان، هى قصة حب وصلت لدرجة العشق بسرعة البرق، وعلى غير عاداتنا نحن المصريين باركنا هذه العلاقة، بل وباركتها زوجته اليابانية الجميلة.

وكأن «تاكامادو» قد تقمص أرواح المصريين، وذهب إلى هناك، غرب النيل ليمسك «الطنبور»، وهى الآلة الوترية النوبية الشهيرة، ليدندن مع نفسه جميع أغانى الغزل لملك النوبة محمد منير.

قبل زيارته لأسوان كان الأمير اليابانى عاشقاً للطبيعة والطيور المهاجرة، وإحدى أهم الشخصيات البارزة المدافعة عنهما، وعلى قمة هوايته المفضلة متابعة تلك الطيور عبر مساراتها الطويلة فى رحلاتها الشاقة هرباً من صقيع وثلوج أوروبا إلى دفء وسط وجنوب أفريقيا، ومن تلك المسارات الجزر الأسوانية، وخلال تلك المسارات تخلد تلك الطيور مناطق استراحة كثيرة قد تستقر بها أسراب منها للتكاثر والحياة على ظهرها، وكان هذا هو السبب الرئيسى لارتباطه العاطفى بجميلتى أسوان الساحرتين «غزال وسالوجا»، لتصبح حالة عشق خاصة استمرت حتى وفاة الأمير المتيم عام 2003، وأبت زوجته اليابانية الجميلة إلا أن تخلد ذكراه فى ذات المكان الذى عايش أجمل لحظات الغرام لزوجها وفاء له، ولم تُقم نصباً تذكارياً، ولكن وكعادة اليابانيين العمليين فى كل دروب حياتهم، أنشأت مركزاً متكاملاً تتم حالياً كافة متطلبات تجهيزه.

وتجذب محمية «سالوجا» و«غزال» العديد من هواة نوع نادر من السياحة وهى السياحة المعروفة باسم سياحة مراقبة الطيور وكان من أشهر هواة هذا النوع من السياحة «تاكامادو» الذى كان يعشق هذه الهواية النادرة وظل لعدة سنوات يكرر زيارته للمحمية حتى أصبح وجوده فيها يمثل نوعاً من العلاقة الخاصة بينه وبين المحمية وعقب وفاته حرصت اليابان على المساهمة فى إقامة مركز بالمحمية تمت تسميته مركز زوار الأمير تاكامادو تخليداً لذكراه وهو يعد أيضاً رمزاً لمجهودات جمعية الصداقة المصرية اليابانية فى حماية البيئة, وتحرص زوجته على زيارة المحمية وممارسة الهواية التى كان يمارسها زوجها وكما تقول دائماً إنها تفعل ذلك وفاءً لزوجها الراحل وأيضاً من أجل تدعيم العلاقات المصرية اليابانية ورفع الوعى البيئى لدى جموع المصريين ومن أجل وضع محمية سالوجا وغزال على الخريطة السياحية العالمية كمزار سياحى متميز بوجه عام ولجذب هواة سياحة مراقبة الطيور إلى تلك المحمية بوجه خاص.

و«سالوجا» و«غزال» أعلنتا كمحمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 928 لسنة 1986، لأنهما تحتضنان مجموعة هائلة من النباتات والأشجار النادرة والمهمة، كعناصر تنوع بيولوجى متفرد، الكثير منها ذات فوائد طبية فى غاية الأهمية، وأطلق عليها من قبل «المحمية الشهيدة»، لكثرة اندلاع النيران فيها بين الحين والحين، فالنيران استعرت فى الجزيرتين أكثر من أربع مرات فى 15 سنة فقط «فى الفترة من 2003 إلى 2017» وفى كل مرة تدمر أعداد كبيرة من أشجارها النادرة، ويعاد تأهيلها مرة أخرى بجهود باحثيها البيئيين ووزارة البيئة.

ليبقى السؤال: هل تم تأمين الجزيرتين تماماً؟

حفظ الله مصر وأهلها

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كثيرة العشاق ندى ارض مصر

إقرأ أيضاً:

محمد بن زايد: المحادثات الإماراتية اليابانية حول الشراكة الاقتصادية ترتقي بعلاقات البلدين

أبوظبي/ وام

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 'حفظه الله'، أن العلاقات الإماراتية ـ اليابانية ترتكز إلى تاريخ طويل من التعاون الإستراتيجي على مختلف المستويات، معرباً سموه عن تطلعه إلى تعزيز هذه العلاقات من خلال إطلاق البلدين اليوم محادثاتهما للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة تهدف إلى فتح آفاق جديدة من الشراكة التنموية لدعم الازدهار والنمو الاقتصادي المستدامين للبلدين وشعبيهما.

وقال سموه - بمناسبة اتفاق دولة الإمارات واليابان على بدء محادثات بشأن التوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة - إن إطلاق المحادثات يجسد حرصهما المتبادل ورؤيتهما المشتركة للارتقاء بعلاقاتهما إلى مستويات جديدة من الشراكة التنموية، مشيراً سموه إلى أن هذا الاتفاق يستهدف دعم جهود التنويع الاقتصادي والابتكار والاستثمار بجانب فتح آفاق جديدة من التعاون بما يوفر مزيداً من الفرص لمجتمعي الأعمال في البلدين.

من جانبه قال فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الياباني عبر حسابه في منصة التواصل الاجتماعي'إكس'، إن حكومتي اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة قررتا إطلاق محادثات بشأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مؤكداً أهمية إطلاق هذه المحادثات.

وأعرب عن تطلعه إلى أن يسهم إبرام اتفاقية شراكة اقتصادية طموحة ومتوازنة وشاملة بين اليابان ودولة الإمارات إضافة إلى اتفاقية التجارة الحرة بين اليابان ومجلس التعاون لدول الخليج العربية - التي ستجري محادثاتها بالتوازي مع محادثات اليابان والإمارات - في تعزيز العلاقات الاقتصادية بما يشمل توسيع التجارة والاستثمار وغيرها من المجالات بين البلدين.

ويأتي إعلان البلدين بدء هذه المحادثات في إطار مبادرة الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي أطلقت خلال زيارة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إلى اليابان في شهر سبتمبر عام 2022، وفي إطار إستراتيجية دولة الإمارات بشأن توسيع شبكة شركائها التجاريين حول العالم تحت مظلة 'برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة' الذي جرى إطلاقه في سبتمبر2021.

وتهدف اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تبرمها دولة الإمارات مع دول ذات أهمية إستراتيجية على خريطة التجارة الدولية، تحت مظلة هذا البرنامج إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وإزالة الحواجز التجارية غير الضرورية وتحسين وصول السلع والخدمات إلى الأسواق عبر إلغاء أو خفض الرسوم الجمركية.وتنطلق المحادثات بين الإمارات واليابان للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة من قاعدة صلبة من العلاقات التجارية المزدهرة حيث تعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لليابان من حيث الصادرات والواردات في العالم العربي، حيث تستقبل الدولة نحو 40% من صادرات اليابان إلى الدول العربية، بينما تعد اليابان ضمن أهم عشرة شركاء تجاريين للدولة.

وواصلت التجارة غير النفطية بين البلدين ازدهارها في النصف الأول من عام 2024 مسجلة 8.1 مليار دولار، فيما بلغت 17.3 مليار دولار بنهاية عام 2023، بزيادة 17.4% مقارنة بعام 2022.ويعد برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات، ركيزة أساسية لجهود النمو والتنويع الاقتصادي المستدام، ويلعب دوراً محورياً في تعزيز التجارة الخارجية غير النفطية للدولة والتي حققت مستويات غير مسبوقة خلال النصف الأول من عام 2024 مسجلةً 1.395 تريليون درهم وبمعدل نمو 11.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وشهد البرنامج منذ إطلاقه توقيع 11 اتفاقية رسمياً حتى الآن مع دول ذات أهمية إستراتيجية على خريطة التجارة الدولية على المستويين الإقليمي والعالمي، من بينها ست اتفاقيات دخلت بالفعل حيز التنفيذ.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة: العلاقات الإماراتية اليابانية ترتكز إلى تاريخ طويل من التعاون الإستراتيجي
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لدينا قدرات كثيرة لم نستغلها بعد
  • محلات بيع الطيور والحيوانات الأليفة
  • محمد بن زايد: المحادثات الإماراتية اليابانية حول الشراكة الاقتصادية ترتقي بعلاقات البلدين
  • محمد بن زايد: العلاقات الإماراتية اليابانية تستند إلى تاريخ طويل من التعاون الاستراتيجي
  • رئيس الدولة: تستند العلاقات الإماراتية اليابانية إلى تاريخ طويل من التعاون الاستراتيجي
  • مع ارتفاع أعداد الإصابة .. تطوير اختبار جديد لإنفلونزا الطيور
  • وزير التعليم: نعمل على التوسع في إنشاء المدارس اليابانية
  • خروج شركات كثيرة من سوق العمرة بسبب خطاب الضمان
  • الحكومة اليابانية تقدم منحة جديدة لتحسين وتطوير ميناء عدن