قتلت "حماس" ستة أضعاف عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم في هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) وتزداد الحرب سوءاً كل ساعة، و"حزب الله" يثير المتاعب على الحدود الشمالية لإسرائيل، والضفة الغربية تتعاطف مع "حماس"، والقوات الإسرائيلية تفرض حصاراً قوياً على غزة، ربما قبل احتلالها لأول مرة منذ 18 عاماً.
بعد أن يسحق الجيش الإسرائيلي "حماس" إلى الأبد، يمكن لقوة حفظ سلام عربية الشروع في إعادة بناء غزة
وفي خضم هذه الأحداث، ثمة أسئلة تطرح نفسها على الساحة، أبرزها على الإطلاق: كيف يمكن لمؤيدي الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم أن يجادلوا بأن إسرائيل "مسؤولة بالكامل" عن كل أعمال العنف؟ وإلى أحد حد تورطت إيران في هذه الأحداث؟ وكيف غفل جهاز المخابرات الإسرائيلي عن هذه الهجمات؟ وهل أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صارت معدودة؟ وما الآثار المترتبة على المساعدات الأمريكية لأوكرانيا؟
حرب مختلفةوفي هذا الإطار، قالت مجلة "واشنطن منثلي" في تقرير أعده الكاتب الصحفي جوناثان ألتر أنه من الأهمية بمكان أن ندرك أن هذه الحرب تختلف عما سواها في تاريخ إسرائيل الممتد 75 عاماً.
Will Netanyahu Survive the Fallout? https://t.co/0Ch07UuqYI
— RealClearPolitics (@RealClearNews) October 11, 2023ونقلت المجلة الأمريكية عن النائب دانيال غولدمان الديموقراطي عن ولاية نيويورك، قوله: "تخيل إرهابيين مسلحين يقفزون بالمظلات ويركبون الدراجات النارية في مهرجان كوتشيلا فالي للموسيقى والفنون، ويختطفون الجميع ويقتلونهم بشكل عشوائي.. هكذا كانت هذه المجزرة ببساطة شديدة".
وأضاف التقرير: "حتى في الوقت الذي ما زال الإسرائيليون والأمريكيون منقسمين بشدة بشأن هجوم نتانياهو المخزي على الديمقراطية الإسرائيلية، ما برحت فظائع "حماس" تعد بمنزلة تذكير بما تمثله دولة إسرائيل لناحية حماية اليهود في الوقت الذي لا يمكن التعويل فيه على أحد آخر لإنجاز هذه المهمة، فقد كان هذا هو الهدف من إقامة دولة إسرائيل بعد المحرقة أصلاً، وفشل نتانياهو في إنجاز هذه المهمة سيتردد صداه لسنوات مقبلة.
وتابع التقرير: "هناك الكثير الذي ينبغي أن تخجل منه إسرائيل، بداية من مستوطناتها غير القانونية في الضفة الغربية.. لكن يبدو أن الجماعات الطلابية في جامعة هارفرد تجهل أوجه الاختلاف بين الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية وغزة التي تديرها مجموعة من قطاع الطرق منذ عقدين".
وقال معد التقرير جوناثان ألتر: "أذكر أنني سافرت إلى غزة عام 1998 برفقة الرئيس بيل كلينتون الذي أثنى على قرار السلطة الفلسطينية آنذاك بالاعتراف بإسرائيل، ولاحظنا أنا وهو أن شواطئ البحر الأبيض المتوسط هناك رائعة الجمال ويمكن أن تكون وجهة سياحية جاذبة للسياح، إذا تخلت حماس عن كراهيتها لليهود.. وحينئذ كانت علاقتهم بإسرائيل وأمريكا في ذروتها".
غزة ميناء بحري مزدهر.. ولكنبعد أن سحبت إسرائيل قواتها عام 2005 وتدفقت مساعدات قطر ودول أخرى، كان لدى غزة فرصة لتصبح ميناءً بحرياً مزدهراً، لكن "حماس" أنفقت أموالاً طائلة على بناء الأنفاق وشراء الأسلحة لمهاجمة إسرائيل.. ومرة أخرى تتجلى مهمتها في قتل المدنيين الإسرائيليين الأبرياء واحتجاز الرهائن واستخدام الفلسطينيين دورعاً بشرية حول الأهداف العسكرية.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الحرس الثوري الإيراني ساعد في التخطيط لهجمات "حماس"، فإيران تشعر بقلق شديد من أن تصنع المملكة العربية السعودية سلاماً مع إسرائيل.
تصحيح الوضعويضيف الكاتب أنه بعد أن يسحق الجيش الإسرائيلي "حماس" إلى الأبد، يمكن لقوة حفظ سلام عربية الشروع في إعادة بناء غزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية، وبانتهاء الانقسام الذي دام 25 عاماً بين السلطة الفلسطينية و"حماس"، ستكون السلطة الفلسطينية في وضع يمكّنها من تصحيح الموقف بدعم من الأمريكيين والسعوديين.
سيكون ذلك أسهل بالتزامن مع تغيير الحكومة في القدس، فمن الغريب أن يُنتخب نتانياهو رئيساً للوزراء أول مرة سنة 1996 حاملاً شعار "السلام الحقيقي مع ضمان الأمن"، بعد أن فجر انتحاري من "حماس" حافلة إسرائيلية.. والآن في غياب السلام والأمن، يختار تشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة مع خصومه.. غير أن ذلك لن يحميه من المساءلة عما حدث.
فرصة سانحة لبايدن واختتمت المجلة تقريرها: "في خضم كل هذه الأنباء المخيفة تكمن فرصة سانحة لبايدن لمخاطبة الأمة بشأن الحاجة إلى حماية أوكرانيا وإسرائيل من العدوان، والربط ما بين فلاديمير بوتين و"حماس" بإظهار أن كليهما كاره للحرية وقاتل للأطفال.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة بعد أن
إقرأ أيضاً:
بيان رسمي.. هجوم مصري حاد على إسرائيل
القاهرة - أدانت مصر القرار الصادر عن الحكومة الإسرائيلية بوقف ادخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة الإنسانية، بحسب روسيا اليوم.
وأكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن تلك الإجراءات تعد انتهاكا صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار وللقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية.
وشددت مصر علي عدم وجود أي مبرر أو ظرف أو منطق يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، لاسيما خلال شهر رمضان كسلاح ضد الشعب الفلسطيني.
وطالبت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية وغير الإنسانية التي تستهدف المدنيين وإدانة محاولات تحقيق الأغراض السياسية من خلال تعريض حياة الأبرياء للخطر.
وفي وقت سابق شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة تنفيذ طرفي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التزاماتهما كاملة من تبادل الأسرى والمحتجزين، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية.
وقال إن "هناك اتفاقا لوقف إطلاق النار له 3 مراحل، انتهينا من المرحلة الأولى وعلينا تنفيذ باقي الالتزامات والدخول في مفاوضات سريعة للحديث عن المرحلة الثانية من الاتفاق"، منوها بضرورة النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية "ولن نتوانى في ذلك"، بحسب تعبيره.
وقد أوقفت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة اليوم الأحد في وقت تتصاعد فيه أزمة تواجه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوقف القتال على مدى ستة أسابيع ودعت حركة حماس الوسطاء القطريين والمصريين للتدخل.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء قرر اعتبارا من صباح اليوم (الأحد) "تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة"، وأن إسرائيل "لن تقبل بوقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح رهائننا، إذا استمرت حماس في رفضها، ستكون هناك عواقب أخرى".
من جانبها علقت حركة حماس على قرار الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، معتبرة أن هذا القرار يرقى إلى حد "الابتزاز الرخيص" وهو "جريمة حرب"، وناشدت الوسطاء الضغط على إسرائيل لإنهاء "إجراءاتها العقابية وغير الأخلاقية".
وردا على تلك الخطوة الإسرائيلية دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأحد إلى الاستئناف "الفوري" لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بعدما أعلنت إسرائيل تعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان إنّ الأمين العام "يدعو إلى الاستئناف الفوري لـ(دخول) المساعدات الإنسانية إلى غزة وإلى إطلاق سراح جميع الأسرى"، مضيفاً أنه "يحث جميع الأطراف على بذل الجهود اللازمة لتجنّب العودة إلى الأعمال العدائية في غزة".
Your browser does not support the video tag.