مفاجأة بحثية.. دراسة تكشف روابط تجمع بين 600 من علماء نوبل
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
توصل ميلان جانوسوف، وهو باحث مجري في علوم الشبكات، إلى أن هناك حوالي 600 حاصل على جائزة نوبل ارتبطوا ببعضهم البعض، عبر العمل معا بشكل أساسي أو بسبب وجودهم في نفس المؤسسة أو العمل مع حاصل على نوبل، أو بسبب قرابة عائلية وهو الرابط الأضعف.
وصلات نوبلويعرف "علم الشبكات" بأنه النطاق الذي يدرس الشبكات المعقدة مثل شبكات الاتصالات وشبكات الحاسوب والشبكات الاجتماعية، عبر تحديد الجهات الفاعلة المتميزة في هذه الشبكات (والتي تسمى "العقد")، والروابط بين هذه العناصر (والتي تسمى الوصلات أو الحواف).
ويعتمد هذا النطاق نظريات وأساليب مستقاة من علوم عدة، فمثلا تستلهم بعض أدواته من نظرية الرسم البياني (الرياضيات) والميكانيكا الإحصائية (من الفيزياء)، واستخراج البيانات (من علوم الحاسوب)، والبنية الاجتماعية (من علم الاجتماع).
وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرت في ورقة بحثية على منصة "أركايف" التي تضم أرشيف مسودات أوراق بحثية مكتوبة في مجالات عدة مثل الفيزياء والرياضيات، بحث جانوسوف العلاقات بين الغالبية العظمى من الحاصلين على جائزة نوبل عبر المواد التي تتحدث عنهم على شبكة الإنترنت، وبشكل خاص روابط منصة ويكيبيديا.
بعد ذلك أنشأ الباحث خريطة تمثل العلاقات بين الحائزين على جائزة نوبل تكونت من 682 عقدة و588 وصلة ممكنة بين هذه العقد، وبينت الخريطة أن عددا كبيرا من الحاصلين على جائزة نوبل كانوا مرتبطين اجتماعيا ببعضهم البعض بطريقة أو بأخرى.
ووفق الدراسة، فإن 30% من الحاصلين على نوبل كانوا في مركز تلك الشبكة وكانوا مترابطين على نطاق كثيف.
إضافة إلى ذلك تبين أنه كانت هناك روابط (لكنها خافتة) تمثل جسرا واحدا بين مجموعتين متمايزتين من الحاصلين على نوبل، الأولى تضم النطاقات الثلاثة العلمية (الفيزياء والطب والكيمياء)، والثانية تضم جوائز نوبل في النطاقات الإنسانية (السلام والآداب والاقتصاد)، وفق تصريحات لجوناسوف لمنصة "تك إكسبلور".
تستنتج الدراسة أن ثلث الفائزين بجائزة نوبل انخرطوا مع بعضهم البعض ومع باحثين جدد في إنجازات علمية جديدة، بينما يرحل ثلثي الفائزين بالجائزة ويعودون إلى عملهم منفصلين عن البقية، وهو ما يدعو للأسف، لأن خبرات هذا العدد من العلماء في نطاقاتهم كانت سوف تساعد على الازدهار بصورة أفضل.
وتوضح هذه الدراسة ما يمكن أن يلعبه علم الشبكات من دور مهم جدا في فهم الروابط الخفية بين أشياء تبدو متباينة تماما، وبالتبعية يساعدنا على فهم وتحسين الجوانب المختلفة لعالمنا، مثل علم الأحياء والكيمياء والطب والأعمال التجارية والمالية والعلوم الاجتماعية.
وفي هذه الدراسة مثلا، يساعد علم الشبكات في فهم كيفية تصرف الأشخاص وتفاعلهم في سياقات مختلفة سواء كانت الصداقة أو التواصل أو التعاون أو التأثير، وكيفية تعزيز التعاون أو الابتكار عبر دراسة تلك العلاقات.
وفي هذا السياق فإن علم الشبكات هو أداة تفيد كل العلوم الأخرى، ففي علم الأحياء مثلا، يساعد على فهم كيفية عمل الجينات معا لإنتاج سمات أو أمراض معينة، وفي الطب يساعد في فهم كيفية انتشار الأمراض وبالتبعية الوقاية منها أو علاجها، وفي مجال الأعمال، يساعد في فهم كيفية عمل الأسواق وبالتبعية تحسينها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من الحاصلین على على جائزة نوبل فی فهم
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف ما سيحدث لدماغك إذا تركت الهاتف 3 أيام
مع الانتشار الواسع للهواتف الذكية خلال العقود الماضية، أصبح تأثيرها على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية محور جدل واسع، لكن هل تساءلت يوماً ماذا سيحدث لعقلك إذا توقفت عن استخدامها تماماً لمدة 72 ساعة؟
الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يؤدي إلى تغيّرات هيكلية ووظيفية في الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن الانتباه والتحكم في الاندفاع، وأظهرت دراسات سابقة أن الاستخدام المطول للهواتف قد يؤدي إلى ضعف في القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.ووفقاً لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Computers in Human Behaviour بحثت في تأثير الامتناع عن الهواتف الذكية لمدة ثلاثة أيام على مجموعة من الشباب المستخدمين بشكل يومي.
وأظهرت النتائج تغيّرات ملحوظة في نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة والرغبة الشديدة، مشابهة لأنماط الإدمان على المواد المخدرة أو الكحول. إعادة ضبط الدماغ
ويؤكد الخبراء أن الانقطاع عن الهواتف الذكية يُعد وسيلة فعالة لإعادة ضبط الدماغ وتحسين القدرات الذهنية.
ويقول الدكتور شونك أجينكيا، استشاري الطب النفسي في أحد المستشفيات بمومباي الهندية، إن "الابتعاد عن الأجهزة الرقمية لفترة محددة يعزز التركيز، ويحسن الصحة العامة".
كما أن الابتعاد عن الشاشات يساعد في تطوير مهارات الذكاء العاطفي والعلاقات الاجتماعية الواقعية، إذ يصبح الشخص أكثر انتباهاً للإشارات غير اللفظية، ويكتسب قدرة أفضل على الاستماع الفعّال.
أحد أهم الفوائد الناتجة عن تقليل استخدام الهواتف هو تحسين جودة النوم، ويشير الطبيب الهندي إلى أن دراسة أُجريت عام 2023، وجدت أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف الذكية بشكل مكثف ليلاً يعانون من اضطرابات في النوم، مثل صعوبة النوم أو النوم المتقطع.
ويرجع ذلك إلى الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، والذي يُعرف بتأثيره السلبي على إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم الطبيعية للجسم، وتقليل التعرض لهذا الضوء قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في جودة النوم والشعور بالراحة صباحاً.
وتشير الأبحاث إلى أن استخدام الهواتف الذكية يحفّز إفراز الدوبامين في الدماغ، وهو نفس الناقل العصبي الذي يُحفَّز عند تعاطي المواد المخدرة، وهذا يفسر الشعور بالحاجة المستمرة لتصفح الهاتف، مما يجعل التوقف عنه أمراً صعباً.
تحديد أوقات خالية تماماً من الشاشات، وتخصيص أوقات معينة خلال اليوم، مثل أثناء تناول الطعام، أو قبل النوم، لتكون خالية من استخدام الهاتف.
تفعيل وضع "عدم الإزعاج"، للحد من الإشعارات، ما يقلل من الرغبة المستمرة في التحقق من الهاتف.
ممارسة أنشطة غير رقمية، مثل استبدال وقت الشاشة بقراءة الكتب أو ممارسة الرياضة أو قضاء وقت في الطبيعة.
اتباع روتين نوم صحي، وتجنب استخدام الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل لتحسين جودة النوم، مع الحد من زيارة وسائل التواصل الاجتماعي.