محافظ أسيوط يلتقى مدير مشروع الغذاء للمستقبل لتعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
التقى اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، بمكتبه بديوان عام المحافظة، الدكتور وليد سلام مدير "الغذاء للمستقبل " مشروع تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والذي يجري تنفيذه في 14 محافظة على مستوى الجمهورية من بينها محافظة أسيوط بتمويل من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وذلك لتنسيق تنظيم مهرجان " الرمان " خلال الشهر الجارى.
حيث استعرض مدير المشروع - خلال اللقاء - نهج المشروع والذى يستهدف تعزيز روابط السوق بين صغار المزارعين والاسواق عالية الجودة وتحديد ومعالجة المعوقات الاساسية باستخدام منهجية تلبية احتياجات السوق من خلال المشترين ولتحسين كفاءة السوق وتلبية متطلباته المختلفة وزيادة دخول المزارعين، فضلاً عن تطوير قطاع المحاصيل البستانية والاستجابة بشكل أفضل لطلبات السوق محليًا ودوليًا وتحسين القدرة التنافسية للتصنيع الزراعي من خلال تطبيق النظم المعتمدة على السوق كما سيقوم على مدار 6 سنوات بتحسين قدرة صغار المزارعين والمصنعين ومجموعات المنتجين والمؤسسات العاملة في مجال المحاصيل عالية القيمة من خلال نقل المعرفة الزراعية لتحسين قدرة المزارعين على إنتاج محاصيل بستانية عالية القيمة.
وأعلن محافظ أسيوط، دعمه الكامل لتنظيم مهرجان للرمان بالمحافظة خلال الشهر الجارى، على غرار مهرجان التمور بالوادي الجديد ومهرجان المانجو بمحافظة الاسماعيلية، لتنشيط القدرة التسويقية للمحصول والذى تتميز به محافظة اسيوط وتحتل مكانة عالمية فى جودة محصول الرمان وكمياته التى يتم تصدير اغلب الكميات الى الاسواق العربية والعالمية، لافتا الى الجهود المبذولة لإحداث طفرة في التنمية الزراعية والتعرف علي الطرق الحديثة في الزراعة والري وترشيد استهلاك المياه ومساعدة المزارعين في تسويق محاصيلهم، مشيرا الى أهمية المشروع فى تطوير قطاع المحاصيل البستانية وتعزيز نظام تسويقها ليتناسب مع متطلبات السوق المحلي والدولي وتحسين القدرة التنافسية للتصنيع الزراعي وتنمية قطاع المحاصيل عالية القيمة كما سيعمل على خلق مزيد من فرص العمل وبناء قدرات التوظيف وزيادة الدخول لصغار المزارعين.
يشار إلى أن مشروع تعزيز الأعمال الزراعية بالريف المصري يهدف على مدار 6 سنوات زيادة متوسط الدخول لأكثر من 120 ألف من صغار المزارعين ومضاعفة دخول 25000 من صغار المزارعين كحد أدنى وخلق 12 ألف وظيفة مستدامة في مجال الأعمال الزراعية وتحسين كفاءة استخدام الري لأكثر من 22 ألف هكتار والاستفادة من 10 مليون دولار أمريكي من خلال بناء شراكات مع المؤسسات المصرية والمنظمات الزراعية لتركيب أنظمة ري حديثة وبناء مراكز لعمليات ما بعد الحصاد وإنشاء مرافق صغيرة ومتوسطة تخدم قطاع التصنيع الغذائي في مصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: زراعة أسيوط الوكالة الأمريكية للتنمية مشروع الغذاء للمستقبل المنظمات الزراعية محصول الرمان الأعمال الزراعیة صغار المزارعین من خلال
إقرأ أيضاً:
الغزيون بين شح الغذاء والارتفاع الجنوني للأسعار
بعد أن أهلكت ثلاثة عشر شهرًا من الحرب الحرث والنسل، فإن ثلاثة أصناف من الخضروات في غزة أصبحت من المشتهيات، وغيرها من باقي صنوف الغذاء شحيحة في القطاع الذي دمرته آلة الاحتلال.
وإن وجدت بعض الخضروات فأسعارها خيالية تفوق مقدرة الغزيين ما جعل الحصول عليها صعبًا إن لم يكن مستحيلاً لكثيرين، فغزة التى كانت تلقب يومًا بمدينة الاطفال، يعاني أطفالها اليوم شظف العيش وضراوة الجوع، فلا حليب ولا بيض ولا عصائر، أما اللحوم فإنها من المستحيلات والمجمدة منها تفقد صلاحيتها بسرعة لانعدام الوقود والكهرباء.
تقول «محمد» لـ«عُمان» خلال حديثها: «لا أشتري البندورة أو البصل أو البطاطا. الوضع صعب بالنسبة للخضراوات وكذلك المواد التموينية مثل البيض والسكر. كل هذه السلع قليلة وأسعارها غالية».
ورغم ذلك تحمد المرأة، النازحة من شمال قطاع غزة إلى مدينة خان يونس، الله على حالها، فهو أفضل كثيرًا من أسر غزية عدة، لا تجد قوت يومها، وتعيش على مطبوخات التكيات الخيرية وأطعمة المعلبات: «الحمد لله على كل حال. نحن نتكيف مع أوضاع اقتصادية مأساوية، ولابد أن نصبر. اللهم أعطنا أجر الصابرين».
حياة قاسية يعيشها الغزيون وهم يواجهون كل أسباب الموت التي وفرها الاحتلال بسخاء فهم يموتون قتلاً، ومرضًا وجوعًا وسط عجز دولي كامل عن إغاثتهم.
يقول عبدالكريم خالد: «من لم يمت من القصف سيموت من الجوع، فالجوع والتشرد والخوف حولت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حياة سكانه إلى صراع دائم للبحث عن أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه».
ويضيف لـ«عُمان» خلال حديثه: «أصبح أطفالنا يحملون أواني فارغة تُترك على الأرض إلى حين حلول دورهم الممتدّ لساعات للحصول على الطعام من مراكز توزيع الوجبات أو ما يسمى (التكية)».
لم يعد هذا المشهد جديداً في قطاع غزة الذي تستمر معاناة ساكنه مع دخول الحرب عامها الثاني وسط نقص حاد في إمدادات الغذاء ومواجهة 96% من السكان انعداماً حادّاً للأمن الغذائي.
الغزيون في القطاع يرون لـ«عُمان» كيف فرضت الحرب عليهم واقعاً جديداً قوامه الجوع والتشرد والخوف والدمار؛ فهم يبحثون عن أي طعام ليسدو به جوعا فتك بهم مع استمرار الحرب.
الطفل معتز ربيع يجمع أوراقًا من النباتات معتقدًا أنها الخبيزة التي يستطيع طهيها دون أن يعرف أنها غير صالحة للأكل، وذاك طفل آخر يبكي بحرقه فلا ماء ولا غذاء، ويتساءل متي تتوقف الحرب ليعود إلى حياته الطبيعية؟.
أما هذان الطفلان فيسألان عن اللحمة التي اختفت من القطاع بطبيعة الحال، أما غضب الطفلة مرام الغول فكان أقوى من دموعها بعدما أكلت عشب الحميض بطعمه المر لأنها ماتت من الجوع قائلة: «لا يوجد لدينا إلا الماء، لا يوجد أي شيء، وإن الخبز طعمه مر لأنه من أعلاف الحيوانات».
ويقول خبير التغذية أحمد عبدالعال أن أعداد كبيرة من الأطفال المصابين وصلت إلى المستشفيات بحالة الهزال والضمور في العظام يومياً، بسبب عدم وجود الطعام الجيد ولا المياه النظيفة وبقائهم تحت الحر الشديد في الخيام.
ويضيف لـ«عُمان» خلال حديثه: «أكل المعلبات سبب حالات التسمم لانتهاء تاريخها وحفظها في أماكن تحت الشمس لا مكان بارد».يستطرد حديثه: «بينما قلة الغذاء بدأت تنعكس على الأطفال، بخاصة الخدج الذين ليس لهم تطعيمات ولا الحليب الذي قد يساعد على تقويتهم، فقدانهم الطعام الأساسي الذي يحتاج إليه الأطفال في سنواتهم الأولى والثانية مثل البيض والخضار واللحوم».
منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» حذرت بدورها من فقد قرابة 3 آلاف طفل إمكانية العلاج من سوء التغذية المعتدل والشديد في جنوب غزة، مما يعرضهم لخطر الموت وسط استمرار الحرب والتهجير المروعة تعطّل إمكانية وصول الأسر اليائسة إلى مرافق الرعاية الصحية وخدماتها.
وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «لا تزال الصور المروعة من غزة تظهر أطفالاً يموتون أمام أعين أسرهم بسبب استمرار نقص الطعام والمواد الغذائية وتدمير خدمات الرعاية الصحية».
رغد العبدالله أم لثلاثة أطفال، لم تتمكن من الحصول على الطعام، تشير إلى أنها في العادة تأتي لتقف في الطابور منذ الثامنة صباحاً.وتقول بألم: «تأخرت اليوم لأنني كنت مع إبني الذي يخضع لعلاج في العيادة طلبت المساعدة للعودة بسرعة للحصول على الطعام، لكن العيادة كانت مزدحمة».
وتضيف لـ«عُمان» خلال حديثها: «أشعر بالحزن والقهر. لم نأكل شيئاً اليوم ولم نأكل».
وتتابع: «إبني الصغير يبكي بشدة رغبة في الحصول على حلوى. رأى طفلاً يحمل حلوى، وحاول انتزاعها منه. أخبرته أن هذا لا يجوز».
يوسف بشير طفل آخر يروي ما عاشته أسرته في شمال القطاع من وضع مأساوي قبل تمكنها من النزوح إلى الجنوب.يقول: «كنا نأكل طعام الدواب، كنا ميتون من الجوع». مشيرًا إلى أن شقيقته تعرضت للإعياء مرتين من جراء ندرة الطعام.
وتستقر عائلة الطفل في خيمة بعدما اضطرت إلى ترك منزلها جراء العدوان الإسرائيلي، يواصل الطفل لـ«عُمان» خلال حديثه: «كانت أختي تبكي من شدة الجوع، وكنا كلنا ننام جياعًا، فلا نأكل إلا مرة كل أربعة أيام».
ويوضح أن والده كان يحضر رطلًا واحدًا من الخبز لأنه لا يملك المال لشراء المزيد، وهي كمية لا تكفي قوت يوم كامل، لذا كنا «نأكل ما أحضره ثم ننام جياع».
الوضع كارثي والأسعار وصلت إلي مستويات قياسية بالرغم من عدم توفر الطعام إلا أن الموجود منه اسعاره مرتفعة لا أحد يستطيع شراءه حيث قال برنامج الأغذية العالمي، إن أسواق قطاع غزة خاوية، والأسعار وصلت إلى مستويات قياسية بسبب الحصار المطبق والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وأضاف البرنامج الأممي، أن «الأطعمة الطازجة والبيض واللحوم بالكاد متوفرة، ووصلت الأسعار إلى مستويات قياسية».ويشير البرنامج الأممي، أن «الأطعمة الطازجة والبيض واللحوم بالكاد متوفرة، ووصلت الأسعار إلى مستويات قياسية».
ومؤخرا، حذرت منظمات دولية وأممية من إعلان المجاعة رسميا شمال قطاع غزة جراء الإبادة المتواصلة منذ الخامس من أكتوبر الماضي والمتزامنة مع حصار عسكري مطبق أدى إلى منع دخول إمدادات الغذاء والمياه والأدوية إليها.
وبدأت أزمة حقيقة تلوح وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية وليتها موجودة.