شبح الحرب يطلّ برأسه مجدداً على اللبنانيين في ظلّ الأحداث المتسارعة والمتقطعة على الجبهة الجنوبية. فبين التطورات الميدانية والعسكرية والسياسية، يتخوّف اللبنانيون من "طوفان" سيجرفهم إلى ما لا تحمد عقباه، وهم الذين يعيشون أصلاً وضعاً مهترئاً غير معتاد. فما مدى جهوزية لبنان في حال اندلاع الحرب؟ 

المواد الغذائية 

وفي هذا المجال طمأن نقيب مستوري المواد الغذائية هاني بحصلي أنه حتى الساعة لا مشكلة في ما يخصّ حصول المواطنين على إمدادات المواد الغذائية، ولكن الوضع سيتغير بطبيعة الحال في حال جرى إقفال المرفأ.

 

وقال بحصلي في حديث لـ"لبنان 24" إنه في ظل الوضع الراهن "ليس هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات محددة، خاصة وأن أي بضاعة سنطلبها الآن تأخذ حوالي الشهرين لتصل، وقد تتغير الأوضاع إلى ذلك الحين". 

وشدد على أن المخزون الحالي من المواد الأساسية يكفي لبضعة أشهر ولا انقطاع من الأسواق، مشيراً إلى أن حالة الرعب التي عاشها اللبنانيون على وجه الخصوص منذ بضعة أيام مبررة، إلا أنها انتهت نظراً إلى استقرار الوضع بعض الشيء. 

كما أشار إلى أن اسعار المواد الغذائية لن تتأثر بأحداث غزة، إلا أنه في حال زاد الطلب فمن المؤكد أن ترتفع الأسعار، متمنياً على المواطنين عدم التهافت على السوق كي لا يحصل ذلك. 

من جهته، لفت نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت ونقيب أصحاب السوبرماركت الدكتور نبيل فهد إلى أن "التخزين عادة يكون لبضعة أسابيع فقط، لذلك نعتمد على التخزين الذي يكون لدى المصانع والمستوردين خارج السوبرماركت"، مشدداً على أن لا خوف من انقطاع المواد الغذائية لأن الكمية الموجودة تكفي لأشهر عدة، وبالتالي ليس هناك ضغط. 

وعمّا حصل من التهافت الكبير على الأسواق للحصول على أهمّ المواد الغذائية تحديداً في بيروت والمناطق الجنوبية، أشار فهد إلى أن النسبة وصلت الى الـ 25%؜، بينما في المناطق الأخرى كان الطلب أقل وبلغت نسبة الارتفاع حوالي الـ10%. 

وأضاف لـ"لبنان 24": "إذا حصل حصار على غرار 2006، فهناك ستكمن المشكلة الحقيقية وستتغير كل السيناريوهات"، مشيراً إلى أنه طالما أن مرفأي بيروت وطرابلس يعملان بشكل طبيعي، فالأمور مستتبة، لافتاً إلى أن لا مؤشرات تدل على وجود تصعيد لناحية وصول البواخر إلى المرفأ. 

الأفران 

الوضع عينه ينطبق على صعيد الخبز، إذ أشار نقيب أصحاب الافران في جبل لبنان أنطوان سيف إلى أن لا مشكلة حتى الساعة. وأكد أن القمح والطحين متوفران لحوالي الشهرين، وكل شهر تصل إلى لبنان 4 أو 5 بواخر محملة بالقمح من أوكرانيا عن طريق رومانيا. 

إلا أنه تخوّف عبر "لبنان 24" من فرض حصار بحري على لبنان، إذ لا خطة طوارئ سوى تشييد إهراءات لتأمين مخزون يكفي لحوالي الـ6 أشهر. 

المستشفيات 

أما على الصعيد الإستشفائي، فكشف نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون بأن التنسيق انطلق بالفعل مع وزارة الصحة لإنشاء شبكة مستشفيات في مختلف المناطق كي تتمكّن من استيعاب عدد الجرحى، لأن ليست كل المستشفيات مجّهزة لذلك. 

وأكد لـ"لبنان 24" أنه سيتم الإتصال بمستشفيات محددة في مختلف المناطق كي تكون على أهبة الإستعداد لأي طارئ، ولكي تتمكن من تأمين الموارد البشرية والمادية من مستلزمات طبية وسواها. 

وأشار هارون إلى أن نوعية العمليات العسكرية التي ستقع هي التي من شأنها تحديد السيناريو، قائلاً إنه في حال تحوّلت المشاهد الوحشية في غزّة إلى لبنان،  فإن أي قطاع استشفائي سيواجه صعوبة كبرى، بينما إذا كان الوضع مشابهاً لحرب الـ2006، فسيكون الوضع أسهل. 

وعن المستلزمات الطبية الأساسية على غرار الأوكسيجين والأمصال وغيرها، فلفت هارون إلى أن "هناك مخزونا كافيا بوجود 3 معامل لتصنيع الأمصال على سبيل المثال بإمكانها تأمين اللازم، ولكن بطبيعة الحال نتخوّف من طبيعة العمليات الأمنية التي ستحصل لأن ما يجري حالياً جنون". 

وتمنى هارون ألا تندلع الحرب لأن لا وضع البلد ولا القطاع الإستشفائي يتحمّل هكذا صعوبة، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تنسق مع الصليب الأحمر لتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الجميع. 

الأدوية 

نقيب مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان جوزيف غريّب، أكد من جهته أنه حين حصلت عملية رفع الدعم، "عاودنا الإستيراد بطريقة طبيعية فأعدنا بناء قسم كبير من المخزون الاستراتيجي لأننا نبقي حوالي الـ4 أشهر من هذا المخزون في حال الطوارئ". 

وأضاف لـ"لبنان 24": "تواصلت مع معظم المستوردين في الآونة الأخيرة، كي نحدد كيفية استمرارية هذا المخزون"، مطمئناً إلى أنه في الوقت الحالي لا تخوّف من أي نقص. 

وأشار غرّيب إلى "أننا في الوقت الحالي نحاول أن نستقرّ بعد الأزمة التي ألمّت بالقطاعات كافة، لذا فإنه في حال كانت بعض الأدوية غير متوافرة في الصيدليات، يمكن إيجاد البديل الصحيح لها، خاصة وأن أدوية الصيدليات عادت بنسبة 90%". 

 ولفت إلى أنه بحال حصول الحرب فعلياً كما في الـ2006، تمكّنا آنذاك من استيراد الأدوية عبر المطار، كما أنه بإمكاننا اللجوء إلى بعض الخطط التي يتمّ التحضير لها على غرار تأمين شحنات الأدوية من إحدى البلدان كالإمارات أو قبرص مثلاً. وأشار إلى أن يوم الإثنين هناك اجتماع للجنة الصحة لإجراء جولة أفق حول استعدادات القطاع إزاء هذا الموضوع. 

المحروقات 

وعلى صعيد المحروقات والأوضاع في المحطات، فقال عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس لـ"لبنان 24" إن الوضع الراهن مسيطر عليه، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات أمنية وعسكرية، متخوفاً من تكرار سيناريو حرب 2006 حين واجهت البواخر صعوبة بالدخول إلى لبنان. 

وشدد على أن التنسيق مستدام مع وزارة الطاقة التي تعمل مع الشركات المستوردة لتأمين الحماية للبنان، إذ تعمل هذه الشركات كي توفر البضائع، إلا أن التطورات الكبرى التي من الممكن أن تحصل فستكون خارج السيطرة بالنسبة إلى جميع السلطات. 

وأضاف: "الأمور متوقفة عند كبار المورّدين الذين نستورد منهم النفط والمحروقات، بالإضافة إلى شركات الشحن المشغلة للبواخر وشركات تأمينها". 

وشدد البراكس على أن المخزون الحالي كافٍ لمدّة لا بأس بها، بالإضافة إلى أن هناك بواخر آتية محمّلة بالبضاعة، وبالتالي لا أزمة حالياً إلا أن الفترة المقبلة هي التي ستحدد موازين الأمور. 

كما أشار إلى أن لا داعي للتهافت على محطات المحروقات لأن البضاعة متوافرة والحالة طبيعية، إلا أنه حين توتّر الوضع جنوباً منذ أيام "هجم" عدد كبير من المواطنين لتعبئة البنزين، وتبيّن لهم أنه لم يكن هناك من داعٍ لذلك. 

إذًا ما على اللبنانيين سوى الانتظار ومراقبة التطورات، وعلى أساسها يمكن أن يكون التصرف المناسب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المواد الغذائیة لبنان 24 إلا أنه إلا أن فی حال إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر

قال حفيد الخميني حسن خميني بعد الإعلان عن مقتل حسن نصر الله: إن هذه الجريمة لن تغتفر ويجب ألا تبقى دون رد وهي تتطلب حركة متحدة ودقيقة من جانب المقاومة.

 

حماس تنعى حسن نصر الله

نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، استشهاد  حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ارتقى شهيدًا مع عدد من القادة، في معركة طوفان الأقصى وعلى طريق القدس، وإسناد شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني.

 وقالت حماس، في بيان قبل قليل: نتقدّم  بخالص التعازي والمواساة والتضامن إلى الشعب اللبناني الشقيق والإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان.

 وأضافت حماس: أننا ندين بأشدّ العبارات هذا العدوان الصهيونيّ الهمجيّ واستهداف مبانيَ سكنية، في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، ونعدّ ذلك عملاً إرهابياً جباناً، ومجزرة وجريمة نكراء، تُثبت مجدّداً دموية ووحشية هذا الاحتلال، وأنّه كيانٌ مارقٌ مستهترٌ بكلّ القيم والأعراف والمواثيق الدّولية، وبات يهدّد بشكل سافرٍ الأمن والسّلم الدّوليين، في ظل الصمت والعجز والتخاذل الدولي.

 

 وتابعت: ننعى بكلّ معاني الصَّبر والاحتساب سماحة السيّد حسن نصر الله وإخوانه، فإننا نستذكر بكلّ فخر واعتزاز سيرته ومسيرته الحافلة بالتضحيات في سبيل تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمواقف المشرّفة الدَّاعمة لشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وحقوقنا المشروعة، وإصراره على مواصلة جبهة الإسناد البطولية لشعبنا ومقاومتنا في طوفان الأقصى، على الرّغم من عظم التضحيات وجسامة التحدّيات، حتى قضى شهيداً وهو على ذات النهج الدَّاعم والمؤيّد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

 

 وأكدت حماس، أنَّ الاحتلال الصهيوني يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، كما تتحمَّل الإدارة الأمريكية المسؤولية باستمرار دعمها لهذا الاحتلال سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً وأمنياً واستخبارياً، ومواصلة صمتها وتقاعسها عن إدانة وتجريم ووقف هذا الإرهاب الصهيوني المتصاعد ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني.

 

 وأضافت:  إنَّنا في حركة حماس، وأمام هذه الجريمة والمجزرة الصهيونية، لنجدّد تضامننا المطلق ووقوفنا صفاً واحداً مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، الذين يشاركون شعبنا ومقاومتنا في معركة طوفان الأقصى دفاعاً عن المسجد الأقصى، وعن حقوق شعبنا المشروعة وتطلعاته في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير، وهو المسار الذي يجب أن تلتّف حوله كلُّ قوى الأمَّة الحيَّة وجماهيرها والأحرار والأشراف في العالم.

 

 وأشارت حركة حماس، إلى أنَّ هذه الدماء الطاهرة التي سالت على أرض لبنان في معركة إسناد شعبنا ومقاومتنا في ظلال طوفان الأقصى، وهي تمتزج مع دماء قوافل الشهداء في قطاع غزَّة العزَّة وفي ضفة الإباء والصمود والقدس، ستكون لعنة تطارد هذا العدو الصهيوني، وستعبّد بنورها وامتدادها طريق شعبنا ومقاومتنا، الذي لا يعرف الانكسار أو الاستسلام. 

 

 وأردف البيان: لقد أثبت التَّاريخ أنَّ المقاومة ضدَّ العدو الصهيوني، بكافة فصائلها وأماكن وجودها، كلَّما يمضي قادتها شهداء، سيخلفهم على ذات الدَّرب جيلٌ من القادة أكثرَ بأساً، وأشدَّ قوَّة وإصراراً على مواصلة المواجهة مع هذا العدو الصهيوني حتى دحره وزواله عن أرضنا ومنطقتنا، وإننا على ثقة ويقين بأنَّ هذه الجريمة  وكل جرائم الاحتلال واغتيالاته، لن تزيد المقاومة في لبنان وفي فلسطين  إلاّ إصراراً وتصميماً، ومضياً بكل قوَّة وبسالة وكبرياء، على درب الشهداء، والوفاء لتضحياتهم، والسير على نهجهم وخطاهم، ومواصلة طريق المقاومة والصمود حتى النصر و دحر الاحتلال.

 

 وأنهت حماس بيانها: رحم الله سماحة السيّد حسن نصر الله ورفاقه وإخوانه القادة، الذين ارتقوا معه شهداء على درب تحرير القدس والأقصى، في معركة طوفان الأقصى المتواصلة، ونسأل الله تعالى أن يتغمّدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم عائلاتهم وإخوانهم وذويهم والشعب اللبناني الشقيق، جميل الصبر وحسن العزاء، و(إنَّا لله وإنّا إليه راجعون).

 

مقالات مشابهة

  • رباطة علماء اليمن: ما يقوم به العدو الصهيوني هي محاولات بائسة لاسترداد قوة الردع التي فقدها في معركة طوفان الأقصى
  • تعادل في دوري طوفان الأقصى بجامعة صنعاء
  • تطورات اليوم الـ360 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ359 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان: نصر الله قاد جهادًا مستمرًا ضد العدو الصهيوني
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تنعى قائد المقاومة الإسلامية في لبنان السيد حسن نصر الله
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تنعي أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى