دبي في 12 أكتوبر/وام/ أكد مشاركون في جلسات اليوم الختامي لـ "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي"، المقام في "متحف المستقبل" و"منطقة 2071" في أبراج الإمارات في دبي، أن الشركات الكبرى ستتنافس على مواهب وكفاءات الذكاء الاصطناعي التوليدي، الأمر الذي يتطلب من الجميع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعزيز مهاراتهم بما يتماشى مع تطور التقنيات.

وأكد شون كنيدي من شركة "نوكيا" أن تطور الذكاء الاصطناعي لن يقلص الدور البشري في المجتمع على عكس المخاوف المتداولة، فهذا النوع من التقنيات يعمل وفق مخطط مدروس، لذا يجب الاستثمار في تطوير وتعزيز المهارات البشرية بموازاة تطوير الذكاء الاصطناعي.
وقال كينيدي: نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي يفرض على الجميع المشاركة في سباق تطوير واستخدام هذا النوع من تعلم الآلة وتوظيفها، لكن النقطة التي يجب أن يلتفت لها الجميع هي حجم المسؤوليات التي يجب أن نتحملها، فالأمر هنا لا يقتصر على مسؤولية تطوير الذكاء الاصطناعي وتقنياته بل يشمل مسؤولية تنظيم هذا الذكاء وتأثيره على المجتمع، داعياً للعمل على منظومات متكاملة من المعايير والآليات التي تضمن تنظيم تطوير وتوظيف واستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن ضمان تحقيق نماذج الذكاء الاصطناعي للمساهمة المطلوبة منها في تطور المجتمع ونموه بشكل فاعل ، يعتمد على تصميم وتطوير نماذج مرنة قابلة للتطور والتعلم والتحسن باستمرار بشكل يجعلها قادرة على تحقيق مزيد من التحليل والربط والتقييم، بمعنى أن نبني أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر مسؤولية.
بدورها، أكدت الدكتورة ابتسام المزروعي، المدير التنفيذي وكبير الباحثين بالإنابة بوحدة الذكاء الاصطناعي في معهد الابتكار التكنولوجي أن دولة الإمارات باتت من أهم المطورين لتقنيات الذكاء الاصطناعي مع إطلاق نموذج "فالكون 180 بي" في سبتمبر الماضي، والذي يمثل النسخة الأحدث من النموذج اللغوي فالكون الذي أطلقه المعهد في وقت سابق.
وأشارت المزروعي إلى أن النموذج الجديد تم تطويره من خلال توظيف 180 مليار عامل متغير، وتم تصميمه ليكون مفتوح المصدر ضمن حرص المعهد على استمرارية التطوير والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز مساهمتها في تحقيق توجهات ورؤية دولة الإمارات، وإتاحة الاستفادة والتعلم والتطوير للجميع لضمان مستقبل أفضل، موضحة أن نموذج "فالكون 40 بي" الذي تم اطلاقه سابقاً شهد معدلات تحميل تجاوزت 12 مليون مرة للاستفادة منه والعمل عليه.
وقالت المزروعي إن دولة الإمارات تولي تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي اهتماماً كبيراً، وقد قطعنا أشواطاً واسعة في هذا المجال، حيث أطلقنا في 2022 النموذج "نور"، وهو أكبر نموذج ذكاء اصطناعي قادر على فهم اللغة العربية الطبيعية بدقة كبيرة، موضحة أن هذا الاهتمام نابع من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل محوراً وداعماً هام في تعزيز التحول الرقمي والتكنولوجي لكافة القطاعات وهو ما تستهدفه دولة الإمارات ضمن توجهاتها لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وضمان مستقبل أفضل للجميع.
من جانبه، أكد ديفيد ليبرمان، المؤسس المشارك لشركة "هيومانيزم"، أن دور الأفراد في تصميم وهندسة الذكاء الاصطناعي التوليدي بالاستفادة من التعاون مع الشركات الكبرى ومطوري برامجه أساسي.
وقال إن الرواد وأصحاب المشاريع الناشئة سيكونون أقدر على الحصول على تمويلات لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي مستقبلاً ،والشركات الكبرى ستتزاحم على المواهب والكفاءات في هذا القطاع.
وتوقع ديفيد أن يكون التمويل موجهاً أكثر نحو الأفراد بدلاً من الشركات في قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي.
بدوره، لفت دانيال ليبرمان، المؤسس المشارك في "هيومانيزم"، إلى أن الشركات الكبرى كانت توظف علماء البيانات والذكاء الاصطناعي خلال السنوات الماضية بغياب البيئة المثالية للاستفادة من إبداعاتهم ومنحهم المساحة لتطوير تطبيقات ومنتجات عملية ومؤثرة للذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقال دانيال إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يوفر اليوم لكل واحد منا القدرة على تصميم مسارهم الخاص لتعلّم تطبيقاته واستخداماته بما حققه من تبسيط للعلوم والمعارف، مؤكداً أن وجود منظومة تشريعية مرنة في الدول والجغرافيات المستقطبة لكفاءات ومشاريع الاقتصاد الرقمي ستكون عاملاً جاذباً لمواهب الذكاء الاصطناعي التوليدي.

عماد العلي/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی تقنیات الذکاء الاصطناعی الشرکات الکبرى دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

“أمريكية دبي” تطلق بكالوريوس الذكــاء الاصطناعــي والألعاب الالكترونية

 

أعلنت الجامعة الأمريكية في دبي عن بكالوريوس العلوم في تصميم وتطوير الألعاب الإلكترونية تحت مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام، والذكاء الاصطناعي في الأعمال، تحت مظلة كلية ادارة الاعمال، المعتمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال مؤتمر من العلم إلى العمل لعام 2025.
واستعرض الخبراء خلال المؤتمر التقاطع بين الابتكار الأكاديمي والتقنيات الناشئة في سياق الاقتصاد الرقمي المزدهر.
وأشاد رئيس الجامعة، الدكتور كايل لونج، بالقيادة الحكيمة لدولة الإمارات التي أصبحت أول دولة تعين وزير دولة للذكاء الاصطناعي.

وقال فيصل كاظم، مدير استشراف المستقبل في الجامعة: “مع تطور التكنولوجيا بوتيرة سريعة، لا يوجد سوى القليل من المهارات التي يمكن أن تكون قادرة على التكيّف مع المستقبل، ولكن تطوير الألعاب وتصميمها يقتربان من ذلك. هذه المهارات متعددة الاستخدامات وقابلة للتكيّف بشكل لا يصدق، حيث تقود محركات الألعاب الآن الابتكار ليس فقط في مجال الألعاب، ولكن أيضاً في مجال الأفلام والتلفزيون والعقارات وعدد متزايد من الصناعات الأخرى”.

وقال مضر خان، المدير الإقليمي للذكاء الاصطناعي في المنطقة وشمال أفريقيا في شركة إس إل بي (شلمبرجير): ”مع تزايد توافر المواهب وثقافة الابتكار والمرونة والرؤية الثاقبة، فقد وضعت دبي نفسها في موقع متميّز لتصبح أرض اختبار للآفاق الجديدة في قيادة الذكاء الاصطناعي“.

واستطرد الدكتور أسعد فرح، عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بدبي في شرح عملية تطوير المناهج الدراسية لبكالوريوس إدارة الأعمال الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي في إدارة الأعمال، والذي تم إنشاؤه استجابةً لاستراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
وقال: “الذكاء الاصطناعي مثل الريح – لا يمكنك إيقافه، ولكن يمكنك تسخيره. يربط برنامجنا بين الذكاء الاصطناعي التقني وصناعة القرار الاستراتيجي لتشكيل قادة أعمال الغد.”
سوف تدعم البرامج الجديدة، التي سوف يتمّ إطلاقها في الفصل الدراسي لخريف 2025، نمو مجموعة من المواهب من المهنيين المهرة استعداداً للوظائف المستقبلية في هذه المجالات. بدورها قالت صوفي بطرس، المدير التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإعلام: “لطالما تصدرت الكلية مشهد التعليم الإعلامي في دولة الإمارات والمنطقة، حيث دأبت الكلية على تخريج رواة قصص أعادوا تشكيل المشهد الإعلامي لأكثر من 13 عامًا. وكان من الطبيعي أن تقود تعليم الألعاب الإلكترونية من خلال برنامج متطور تم ابتكاره بالتعاون مع كلية الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا، وهو البرنامج الأول في أمريكا الشمالية في مجال تصميم الألعاب الالكترونية، وذلك لتزويد البيئة الحاضنة المتنامية في الإمارات العربية المتحدة بالمواهـــب المناسبــــة.”

وأعقبت الجلسة النقاشية ورش عمل تفاعلية للطلبة لاستكشاف تقنيات الذكاء الاصطناعي والألعاب، بقيادة ساندي حنا، المديرة الإبداعية للابتكار والنمو في شركة بابليسيس جروب، والدكتور إياد الصابوني، منسّق برنامج بكالوريوس العلوم في تصميم وتطوير الألعاب الإلكترونية.


مقالات مشابهة

  • المشاريع المشاركة في هاكاثون الذكاء الاصطناعي تقدم حلولاً لقطاعات استراتيجية
  • نهيان بن مبارك: القيم الإنسانية عناصر محورية في توجيه الذكاء الاصطناعي
  • أطلقتها «الإمارات الصحية».. «مسار» لتوظيف الذكاء الاصطناعي بالرعاية الصحية
  • خبراء يناقشون سؤال: الكتابة في عصر الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟
  • مسؤول هندي: تجربة الإمارات في الذكاء الاصطناعي نموذج عالمي يحتذى
  • تقرير: الإمارات تتبوأ مكانة رائدة بين الاقتصادات الناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي
  • خبراء يستعرضون تأثير الذكاء الاصطناعي على الطبيعة البشرية
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر
  • حمدان بن محمد يشهد إطلاق أول برنامج دكتوراه في الذكاء الاصطناعي في دبي
  • “أمريكية دبي” تطلق بكالوريوس الذكــاء الاصطناعــي والألعاب الالكترونية