سواليف:
2025-01-18@08:55:01 GMT

الموقف العربي الموحد تحت الركام

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

الموقف العربي الموحد تحت الركام

#الموقف_العربي_الموحد #تحت_الركام
بقلم/ احمد عبدالفتاح الكايد #ابو_هزيم
ما زال بيننا أبي رغال يُجدد نعاله ، وابن العلقمي يسعى نحو طموحاته ، وما زال غبار حوافر خيل داحس والغبراء يعلو فوق صليل سيوف أبناء العم ، تلك هي مواقف بعض الدول العربية الرسمية المتباينة حيال عدوان الكيان الصهيوني على غزة ، لتعكس توازن الضعف والهوان الذي يعتري النظام الرسمي ، وتعري ورقة التوت التي تُغلف الخلافات الجوهرية حول الكثير من القضايا العربية ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية .


بيانات متناقضة لا تنسجم مع الواقع وتبتعد عن المزاج الشعبي العربي المتعاطف والمندمج في حالة وحدوية طبيعية في الدم والمصير مع إخوانهم #الشعب_الفلسطيني ، الذي يتعرض لكل أشكال القمع والقتل والتهجير والتدمير من عدو صهيوني غاصب ، تساندة الولايات المتحدة الأمريكية أعتى قوة في العالم ، وعدد من الدول الإستعمارية الغربية .
وبكل ما يعتري القلب من آلم ، بعض من هذه البيانات الرسمية أقرب إلى إدانة الفعل المقاوم على أرض فلسطين التاريخية ، والبعض الآخر ساوٓى بين الجلاد والضحية حيث طالبت بوقف العنف بين الطرفين !!! .
تتناسى بعض الدول التي أبتعدت عن عروبتها جذور الصراع القائم على إحتلال الكيان الصهيوني لأرض عربية ، بما تحتويه من شعب ومقدسات ومقدرات وتاريخ وحضارة ، وتشريد أهلها الأصليين وقتل ممنهج لكل من يقاوم مشروعهم الإستيطاني تمهيداً لتهويد ما تبقى من أرض وشجر وحجر استناداً لمزاعم دينية مزعومة .
المواقف الرسمية المتخاذلة لبعض الدول العربية ، فضحتها كلمات وجمل إنشائية تتماشى مع تعليمات السيد الأمريكي ، الذي أصدر أوامره منذ اليوم الأول بإدانة أعمال المقاومة المتمثلة بحركة ” حماس ” ، ولم يكتفي بذلك بل ألزم نفسه كطرف أصيل في الحرب على غزة .
منذ إعلان قيام دولة الكيان في منطقتنا العربية ، والولايات المتحدة الأمريكية تكيل بمكيالين ، من جانب تنادي بالديمقراطية ومن جانب آخر تدعم الأنظمة الفاسدة المستبدة حول العالم ، وفي كل المحافل الدولية تطالب بِاحترام حقوق الإنسان ، وهي من اِنتهكت هذه الحقوق في العراق وافغانستان ، وتنادي بتطبيق قرارات مجلس الأمن ، وهي من تجاوزتها عندما غزت العراق ، وهي من عطلت جميع القرارات الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني ، وتدعم غطرسة الإحتلال وتوفر له الغطاء السياسي والأمني والإقتصادي ، وها هي اليوم كما كانت دائماً تنظر إلى فلسطين المحتلة بعين الكيان الصهيوني ، وتغض النظر عن ما تفعله الآلة العسكرية المدعومة من قبلهم من قتل للمدنيين الفلسطينيين العزل ، وهدم للممتلكات والمستشفيات والمراكز الصحية ، والمدارس والجامعات ، وبيوت العبادة ، والبنية التحتية من كهرباء وماء وطرقات ، وكأنها لا تعلم أن هناك أحياء كاملة قد سويت بالأرض ، وأبراج سكنية تحتوي على عشرات الشقق أصبحت أثراً بعد عين ، وعائلات كاملة استشهدت ، ومئات آلاف من المواطنين الغزيين نزحوا عن بيوتهم .
أمريكا والدول الغربية أعلنت وقوفها التام مع دولة الكيان الصهيوني ، وأعطتهم شيك على بياض بعمل كل ما يرونه مناسب لشن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة ، وهذا ليس بغريب أو جديد على هذه الدول الإستعمارية ، استمراراً لمواقف سابقة لهم منذ تأسيس هذه الكيان صنيعتهم وربيبتهم الذي يعمل على خدمة مصالحهم في الهيمنة على المنطقة العربية ، ويوفر لهم بيئة خصبة لتعطيل المشروع النهضوي العربي الإسلامي الذي يهدد وجود وأمن وإستقرار هذه الدول بحسب مفاهيم مزعومة ترسخت في أدبياتهم .
عجز قادة الإحتلال الصهيوني من حسم الصراع في فلسطين التاريخية لصالحهم بفعل عودة مشروع التحرر الفلسطيني عبر البندقية ، وتصاعد وتيرة المقاومة هو مصلحة عربية بالدرجة الأولى لأن تهويد كامل فلسطين يعني تشريد أهلها إلى دول الجوار والشتات ، والبدء بتنفيذ المرحلة الثانية من إقامة إسرائيل الكبرى القائمة على التمدد شرقاً .
المشروع الصهيوني لن يتوقف على ضفاف نهر الأردن ، وحدود قطاع غزة إن كُسرت إرادة الشعب الفلسطيني ، ولقد بدأت ملامح المرحلة الثانية التمهيدية بالتشكل من خلال ما يسمى بمعاهدات السلام والتطبيع ، والمشاريع المشتركة ، والأخطر من ذلك كله ما يجري من إضعاف وتقسيم للدول العربية المحورية وإذكاء للنزاعات الإثنية والدينية حتى يسهل التحكم والسيطرة عليها من قبل إسرائيل الكبرى .
البيانات المتخاذلة لبعض الدول العربية المتناغمة مع الرغبة الأمريكية، ليست بجديد ، فالتاريخ يعيد نفسه بما يحمله من مواقف مشينة لأنظمة أخذت على عاتقها خذلان شعوبها وأمتها العربية ، والوقوف في صف الأعداء أو الحياد كما تدعي معللة ذلك بأسباب ظاهرها مصلحة بلدانها ، وباطنها عمالة وخنوع وخذلان ومكاسب تُحقق لهم البقاء على كرسي الحكم أطول فترة ممكنة .
يتقدم الموقف الرسمي والشعبي الأردني كما هو دائماً على ما سواه من مواقف عربية وغير عربية بالوقوف إلى جانب أشقائه في فلسطين ، بحكم علاقة الدم والمصير التي تربط الشعبين الشقيقين .
ويُحمل البيان الرسمي الأردني الكيان الصهيوني مسؤولية ما يجري نتيجة الإعتداءات والإنتهاكات الصهيونية على الشعب الفلسطيني ، والمقدسات الإسلامية ، والمسيحية ، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه ، وإن أصل المشكلة هو الإحتلال ، ولن تستقيم الأمور إلا بالإعتراف الكامل بحق تقرير المصير ، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، وإن أي حلول لا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني مصيرها الفشل .
وفي الجانب الإنساني وجه الملك عبدالله الثاني الحكومة بإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لقطاع غزة عن طريق معبر رفح بالتنسيق مع الحكومة المصرية وكذلك تحديد الإحتياجات المطلوبة للأشقاء في الضفة الغربية وتوفيرها بالسرعة الممكنة.
التنسيق العربي المشترك ، واتخاذ موقف موحد بإدانة ما يقوم به الكيان الصهيوني من أعمال وحشية في فلسطين المحتلة ، وتقديم جميع أشكال الدعم للشعب الفلسطيني والمقاومة ، ضرورة ملحة في هذه الأوقات وذلك لوأد المشروع الصهيوني التوسعي .
حمى الله الأردن وفلسطين وسائر البلاد العربية .
أحمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم
كاتب أردني .
ناشط إجتماعي وسياسي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحت الركام الشعب الفلسطيني الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي يرحب بإعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ويعتبرها خطوة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني

أعرب محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، عن ترحيبه البالغ بإعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرًا هذه الخطوة تطورًا مهمًا نحو إنهاء حرب الإبادة والتصعيد العسكري الذي أودى بحياة آلاف الأبرياء وتسبب في معاناة إنسانية جسيمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام التام ببنود الاتفاق، ومواصلة العمل على التهدئة لتجنب أي تصعيد جديد، مشددًا على ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المتضررين في قطاع غزة.

كما أشاد رئيس البرلمان العربي، بالجهود الحثيثة والكبيرة التي بذلتها جمهورية مصر العربية ودولة قطر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مقدرًا عاليًا دورهما  في وقف التصعيد وحرب الإبادة الجماعية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذه الجهود تعكس التزام الدول العربية بالقضية الفلسطينية وحرصها على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيًا إلى استمرار هذه المساعي لتثبيت التهدئة والعمل على إطلاق عملية سلام عادلة وشاملة تُفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

ودعا اليماحي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن، ودول العالم الحر والبرلمانات الدولية والإقليمية، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية، ودعم الجهود العربية لتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة قطاع غزة والمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين.

وأضاف اليماحي أن البرلمان العربي ومنذ حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني لم يتوانى عن مواصلة جهوده البرلمانية والدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب في غزة وإنهاء معاناة أشقائنا الفلسطينيين، مجددًا التأكيد على استمرار جهود البرلمان العربي ودعمه الثابت للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

مقالات مشابهة

  • مسيرات حاشدة بالجوف تبارك للشعب الفلسطيني النصر على العدو الصهيوني
  • «مخاتير فلسطين» تنفي مهاجمة رموز الدول العربية والإسلامية: نقدر جهودها ونرحب بدعمها
  • محمد موسى: الخريف العربي مؤامرة صهيوأمريكية أجهضها الشعب المصري
  • قيادي بمستقبل وطن: عملت بلا كلل لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني
  • الرابطة الطبية الأوروبية وجالية العالم العربي يرحبون بوقف إطلاق النار بغزة
  • جماعة الحوثي تحيي صمود الشعب الفلسطيني وتؤكد: لا سلام دون زوال الكيان
  • البرلمان العربي يرحب بإعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ويعتبرها خطوة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • رئيس البرلمان العربي يرحب بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان: الحديث عن جرائم العدوان بدولة فلسطين يوجع القلب
  • سحر السنباطي تشارك في احتفالية اليوم العربي لمحو الأمية بجامعة الدول العربية