إيهود باراك: هجوم حماس كشف فشلا سياسيا في إسرائيل
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، الخميس، الهجمات التي شنتها حركة حماس الفلسطينية، بأنها "فشل سياسي لإسرائيل".
وقال باراك في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إنه "من الواضح أن العمليات الاستخباراتية التي يقال إنها فشلت، تمتد أيضا إلى الناحية السياسية".
واعتبر أن "الوقت الراهن ليس مناسبا لمعرفة من كان مسؤولا عن الخرق الداخلي"، مضيفا: "بالتأكيد سيكون هناك تحقيق كامل لتحديد المسؤول عن الأخطاء التي ارتُكبت من الجانب الإسرائيلي، فلن نترك الأمور غير واضحة".
وطالت انتقادات الجوانب الاستخباراتية والأمنية لدى إسرائيل، بسبب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس المصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية، وأسفر عن مقتل المئات من المدنيين الإسرائيليين.
وقال باراك: "لا أعتقد أنه من الذكاء الحديث عن تفاصيل (الوضع السياسي الداخلي) في هذا الوقت.. الآن متحدون وتركيزنا على الحرب، وسيأتي الوقت لكي نعلم من هو المسؤول عما حصل".
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق على ضرورة تحرير المختطفين لدى حماس في غزة، مردفا: "هناك عدد لا بأس به من المختطفين الإسرائيليين من الجنود، لكن الغالبية هم من المدنيين"، لافتا إلى أن "حماس قد تحرر بعض الرهائن ممن يحملون جنسيات أجنبية".
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن هناك "مئات المفقودين" بعد هجوم حماس، من بينهم قرابة 150 مختطفا لدى الحركة.
وقال باراك إن "الصدمة كبيرة" جراء هجوم حماس، لكن الإسرائيليين "يتحدون عندما يتعرضون للتحديات والتهديدات".
وقال: "بدأنا بحشد أكثر من 300 ألف جندي، كما جاءت حكومة وحدة وطنية جديدة، ونحن نحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة، ونتطلع للعمل لإنهاء هذه الحرب".
وباراك (81 عاما) يعد سياسيا إسرائيليا بارزا سبق له أن شغل منصب رئاسة الوزراء خلال الفترة بين 1999 و2001. كما سبق له أن شغل منصب رئيس الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي.
وفي مقابلته مع "الحرة"، أكد باراك أن إسرائيل "تركز اليوم على إنهاء المهمة، وهي الشلل الكامل للقدرات التشغيلية لحماس، وسنقوم بهذا الأمر باحترام القانون الدولي"، مضيفا: "لا خيار أمامنا سوى ضمان ألا تستطيع حماس إطلاق عملية مماثلة مرة أخرى".
ومضى قائلا: "لا نخطط للقضاء على غزة بكاملها، بل نحن نستهدف حماس فقط، أما غيرها من المنشآت التي لا علاقة لها بحماس فلا تخصنا. الصواريخ التي أطلقتها حماس موجودة في أماكن حساسة ومختلفة بالقرب من المستشفيات والمدارس، ومسلحو حماس يشعروا بالأمان بالعمل من تلك الأماكن".
وانتقد السياسي الإسرائيلي البارز، السلطة الفلسطينية، على اعتبار أنها "لم تبد أي استعداد لمنع الإرهاب"، رغم أنه قال إنها "الجهة الشرعية الممثلة" للفلسطينيين.
وتابع: "دون القضاء على حماس، لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تقول إنها ممثل للشعب الفلسطيني، لأن نصف الشعب تحت السيطرة الإرهابية لحماس".
وتسيطر حماس على غزة منذ عام 2007 بعد فوزها في الانتخابات، وطردها لحركة فتح التي تحكم في الضفة الغربية. وتوعدت إسرائيل، الخميس، بـ "سحق" حماس وتدميرها" بعد شن الحركة هجوما غير مسبوق عليها.
وردا على تأثير الحرب الدائرة رحاها حاليا على التطبيع السعودي الإسرائيلي، قال باراك إن الصفقة "لن تعود على الطاولة في الوقت الراهن، بعد هجمات حماس".
وأضاف: "الشرق الأوسط يتغير باستمرار حتى دون حرب، ولكنه أيضا سيتغير مع هذه الحرب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: هجوم حماس
إقرأ أيضاً:
أسوشيتيد برس: الغارات الإسرائيلية على غزة تهدد بتوسيع دائرة الحرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت قطاع غزة، منذ صباح اليوم /الثلاثاء/، تسببت في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ شهر يناير الماضي، وتهدد أيضًا بتوسيع دائرة الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في دمار واسع النطاق في القطاع.
وذكرت الوكالة- في تقرير- أن الهجوم الشامل الأخير قد يُعيد إحياء الحربٍ الدائرة في غزة منذ 17 شهرًا، ومن شأنه أيضًا أن يُثير التساؤلاتٍ حول مصير نحو عشرين رهينة إسرائيليًا تحتجزهم حركة حماس، ويُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وأسفر الهجوم الذي بدأ فجر اليوم عن استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وفقًا لمسئولين في مستشفى دير البلح إذ أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن الغارات بزعم أن حماس رفضت المطالب الإسرائيلية بتغيير بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقال مسئولون إن العملية مفتوحة ومن المتوقع أن تتوسع. وقال البيت الأبيض إنه تم التشاور معه وأعرب عن دعمه للإجراءات الإسرائيلية.
وأمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء شرق غزة، بما في ذلك معظم بلدة بيت حانون الشمالية وبلدات أخرى جنوبًا والتوجه نحو وسط القطاع، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تستأنف عملياتها البرية قريبًا. وقال مكتب نتنياهو: "ستتحرك إسرائيل، من الآن فصاعدًا، ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وصرح عزت الرشق المسئولٌ الكبيرٌ في حماس، بأن قرار نتنياهو بالعودة إلى الحرب يُمثّل "حكمًا بالإعدام" على الرهائن المتبقين، واتهم نتنياهو بشن الغارات لمحاولة إنقاذ ائتلافه الحاكم اليميني المتطرف، ودعا الوسطاء إلى "كشف الحقائق" حول من انتهك الهدنة.
وأكدت "أسوشيتيد برس"، أنه لم ترد لديها تقارير حول أي هجمات من قِبل حماس بعد ساعاتٍ من القصف، مما يُشير إلى أنها لا تزال تأمل في استعادة الهدنة.
وجاءت الغارات في الوقت الذي يتعرض فيه نتنياهو لضغوطٍ داخليةٍ متزايدة، مع التخطيط لاحتجاجاتٍ حاشدةٍ ضد تعامله مع أزمة الرهائن وقراره إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي. وقد أُلغيت شهادته الأخيرة في محاكمةٍ طويلةٍ بتهم فسادٍ بعد الغارات.
واتهمت المجموعة الرئيسية التي تمثل عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن وقف إطلاق النار، قائلةً إنها "اختارت التخلي عن الرهائن". وقال منتدى الرهائن والعائلات المفقودة في بيان: "نشعر بالصدمة والغضب والرعب من التفكيك المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من الأسر المروع لدى حماس".
أما في غزة، فقد أسفرت غارة جوية على منزل في مدينة رفح الجنوبية عن استشهاد 17 فردًا من عائلة واحدة، بينهم 12 امرأة وطفلًا على الأقل، وفقًا للمستشفى الأوروبي الذي استقبل الجثث. وكان من بين الشهداء خمسة أطفال ووالديهم، وأب آخر وأطفاله الثلاثة.
وفي مدينة خان يونس الجنوبية، شاهد مراسلو "أسوشيتد برس" دوي انفجارات وأعمدة دخان في حين نقلت سيارات الإسعاف الجرحى إلى مستشفى ناصر، حيث كان المرضى ممددين على الأرض وبعضهم يصرخ. وبكت فتاة صغيرة بينما كانت ذراعها الملطخة بالدماء ملفوفة بالضمادات.
وقال العديد من الفلسطينيين إنهم توقعوا عودة الحرب عندما تلاشت محادثات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار كما كان مقررًا لها في أوائل فبراير. وبدلًا من ذلك، تبنت إسرائيل اقتراحًا بديلًا وقطعت جميع شحنات الغذاء والوقود وغيرها من المساعدات عن مليوني فلسطيني في ال طاع، في محاولة للضغط على حماس لقبول شروطها الجديدة.
وقال نضال الزعانين، وهو فلسطيني مقيم في غزة، لوكالة "أسوشيتد برس"- عبر الهاتف من مدينة غزة- "لا أحد يريد القتال. لا يزال الجميع يعاني من آثار الأشهر السابقة".
واستشهد وأصيب المئات في الغارات الجوية التي شُنت ليلًا حتى اليوم /الثلاثاء/، وفقًا لسجلات من سبعة مستشفيات. ولا يشمل هذا العدد الجثث التي نُقلت إلى مراكز صحية أخرى أصغر حجمًا ولا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا.
وفي واشنطن، سعى البيت الأبيض إلى إلقاء اللوم على حماس في تجدد القتال. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز: إن حماس "كان بإمكانها إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب".
وقال مسئول إسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة العملية الجارية، إن إسرائيل تستهدف جيش حماس وقادتها وبنيتها التحتية وتخطط لتوسيع نطاق العملية إلى ما هو أبعد من الهجمات الجوية. واتهم المسئول حماس بمحاولة إعادة بناء صفوفها والتخطيط لهجمات جديدة واستشهد بعودة عناصر حماس وقوات الأمن بسرعة إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "أبواب الجحيم ستُفتح في غزة" إذا لم يُفرج عن الرهائن. وأضاف: "لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع رهائننا إلى ديارهم ونحقق جميع أهداف الحرب".
وبحسب "أسوشيتيد برس" فإن العودة إلى الحرب ستسمح لنتنياهو بتجنب المقايضات الصعبة التي دعت إليها المرحلة الثانية من الاتفاق والسؤال الشائك حول من سيحكم غزة. كما أنها ستعزز ائتلافه، الذي يعتمد على نواب اليمين المتطرف الذين يريدون إخلاء غزة وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك. وكانت غزة تعاني بالفعل من أزمة إنسانية حادة اندلعت بسبب العدوان الإسرائيلي عليها والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني، وفقًا لمسئولي الصحة المحليين، ونزوح ما يُقدر بنحو 90% من سكان غزة.