كانت في قلب هجوم حماس.. ما هي كيبوتسات إسرائيل؟
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
منذ اندلاع الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم عناصر من الحركة على إسرائيل، السبت، تردد كثيرا اسم "الكيبوتس" في وسائل الإعلام، فماذا تعني كلمة "كيبوتس"؟
كفار عزة، بئيري، ناحال عوز، ماجن، وغيرها، عبارة عن "كيبوتسات"، وهي وصف عبري لمناطق صغيرة مأهولة بالإسرائيليين.
ما هو الكيبوتس؟كلمة "كيبوتس" تعني "التجمع" باللغة العبرية، ويوجد حوالي 270 كيبوتسا منتشرا في جميع أنحاء إسرائيل.
الكيبوتسات ببساطة هي تجمعان سكنية صغيرة، عادة ما يتراوح عدد سكانها بين 100 و 1000 نسمة، "تتمركز تاريخيا حول المزارع، وفي العقود الأخيرة، ازدهر بعضها بفضل الصناعة الحديثة والسياحة" وفق تقرير لموقع الإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر".
قال ديفيد ليتش، مؤلف كتاب "مطاردة المدينة الفاضلة: مستقبل الكيبوتس في إسرائيل المقسمة"، إن الكيبوتسات المبكرة كانت بمثابة تدريبات على الديمقراطية التشاركية.
وتابع "لم تكن هناك ملكية خاصة أبدا، كانوا يتناولون وجباتهم معا، لقد قاموا بتربية أطفالهم بشكل جماعي".
وقال ران أبراميتسكي، أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد الأميركية "أود أن أقول إن الكيبوتسات تعتبر واحدة من أنجح التجارب في الاشتراكية التطوعية".
وأضاف "المهاجرون اليهود الذين أسسوا الكيبوتسات رفضوا الرأسمالية وأرادوا تشكيل مجتمع أكثر اشتراكية".
ولم يشكل سكان الكيبوتس قط أغلبية سكان إسرائيل، ففي الوقت الحالي، يعيش أقل من 3% من سكان إسرائيل في الكيبوتسات.
النشأة والتأثيرتم إنشاء الكيبوتس الأول في عام 1910، وعلى مدى العقود التي تلت ذلك، تم تشكيل العشرات من الكيبوتسات عبر الأراضي التي أصبحت فيما بعد تابعة لإسرائيل.
تاريخيا، تم تشكيل العديد منها على يد شبان يهود جاؤوا من أوروبا الشرقية آمنوا بالمهمة الصهيونية المتمثلة في تشكيل وطن لليهود في فلسطين، التي كانت ذات يوم جزءًا من الإمبراطورية العثمانية ثم تحت السيطرة البريطانية لاحقًا.
وجاء آخرون هربا من حملات معاداة السامية، ولاحقا من المحرقة.
وقال أبراميتسكي، الذي قام أيضا بتأليف كتاب "لغز الكيبوتس: مبادئ المساواة في عالم رأسمالي"، "كان الكيبوتس بالنسبة لهم بمثابة عائلة ممتدة.. فقد وفر لهم الأمان".
وقبل تشكيل دولة إسرائيل، لعب الكيبوتس دورا مهما. وقال ليتش، وهو أستاذ في جامعة فيكتوريا في كندا: "إذا نظرت إلى أي خريطة لإسرائيل، يمكنك تقريبا ربط النقاط حول المناطق الحدودية، وستكون هناك كيبوتسات".
صورة مؤرخة في 03 أغسطس 1946 تظهر منظرًا لكيبوتس "روحاما" أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين.وعلى الرغم من أعدادهم الصغيرة، كان للكيبوتسات تأثير ثقافي وسياسي كبير على إسرائيل، حيث يأتي العديد من السياسيين والقادة العسكريين والمثقفين والفنانين من الكيبوتسات.
"ترتبط السياسة في الكيبوتسات بالحلول اليسارية والسلام" يوضح تقرير الإذاعة الأميركية.
كيف هي الحياة هناك الآن؟تخلت معظم الكيبوتسات عن الأنظمة التقليدية للحياة الجماعية. حيث أصبح السكان يميليون إلى الاشتغال بالوظائف أكثر من الزراعة والعيش على الطريقة الريفية.
رغم ذلك، يرى أبراميتسكي أن الكيبوتسات لا تزال تُعتبر إلى حد كبير أماكن هادئة وشاعرية للعيش فيها.
وتابع "إنها قرى خلابة في الريف، مع شقق صغيرة محاطة بممرات المشي الخضراء، وحمامات السباحة، والمراكز الثقافية، وقاعات الطعام".
قبل أن يردف "من المفارقات أن الكيبوتس، مكان سلمي وآمن بشكل لا يصدق".
الدور السياسيقال ليتش إنه في حين أن السكان ما زالوا في كثير من الأحيان يميلون إلى اليسار، فإن الكيبوتسات تتميز بالتنوع السياسي بشكل متزايد.
وأضاف: "على الرغم من أن لديك أشخاصا أكثر توجها نحو السلام والمصالحة، فإن الآخرين لديهم مواقف أكثر تشددا، وهذا التوجه قد يزيد بفعل الهجمات الأخيرة".
وفي الكيبوتسات الواقعة بالقرب من الحدود مع غزة، كانت الصواريخ التي تطلقها حماس لفترة طويلة جزءا شبه منتظم من الحياة.
ولكن الآن، تعرضت المجتمعات الصغيرة الواقعة على مرمى البصر من غزة إلى المزيد من العنف أكثر مما تصوره السكان هناك.
وأطلقت حماس حتى الآن أكثر من خمسة آلاف صاروخ على إسرائيل، وفق الجيش.
وبلغت حصيلة القتلى في إسرائيل أكثر من 1300، وجرح 3297 شخصا، بينما أدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل 1354 شخصا وجرح 6049 في قطاع غزة.
منطقة استراحة مهجورة في كيبوتس ناحال عوز، على حدود غزة مع إسرائيل (أرشيف)وقال مسؤولون إسرائيليون إن شوارع ناحال عوز الصغيرة امتلأت بالجثث بعد أن قام الجنود الإسرائيليون بدخول المنطقة إثر هجوم مقاتلي حماس عليها.
والآن يستخدم الجيش الإسرائيلي مجتمع كفار عزة الزراعي كنقطة انطلاق لعملياته.
وفي بئيري، وهو كيبوتس يقع على بعد أميال قليلة جنوب شرق غزة ويسكنه ما يزيد قليلاً عن 1000 نسمة، تقول السلطات الإسرائيلية إن أكثر من 100 شخص قتلوا واختطف عدد آخر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
القاضية الأوغندية التي رفضت إدانة إسرائيل بالإبادة بغزة متهمة بالانتحال
تواجه نائبة رئيس محكمة العدل الدولية جوليا سيبوتيندي، تهمة القيام بانتحال في تحفظها يوم 19 تموز/ يوليو 2024، حول الآثار القانونية لممارسات "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال الباحث زاكاري فوستر، الحاصل على درجة الدكتوراه في تاريخ دراسات الشرق الأدنى من جامعة برينستون الأمريكية، إن سيبوتيندي اقتبست مباشرةً أجزاء من مقال دوغلاس جي فايث، الصادر عن معهد هدسون عام 2021، دون الإشارة إلى المصدر.
وادّعى فوستر أن سيبوتيندي (القاضية الأوغندية التي تبرأت بلادها من موقفها) قامت بنسخ عدة جمل من مقال فايث مع إدخال تغييرات طفيفة، وذلك في الأقسام التي تناولت الاستخدام التاريخي لمصطلح "فلسطين".
كما أكد أن مقال فايث لم يُشر إليه كمصدر في تحفّظ سيبوتيندي، داعياً إلى عزلها من منصبها في محكمة العدل الدولية بسبب هذا الانتحال.
سابقة في تاريخ محكمة العدل الدولية
من جانبه وصف أستاذ القانون الجنائي الدولي في الجامعة المفتوحة بهولندا، سيرغي فاسيلييف، هذه الواقعة بأنها "سابقة في تاريخ محكمة العدل الدولية".
وأضاف: "لو تم اكتشاف مثل هذا الانتحال في أطروحة طالب، لكانت نتائج الامتحانات قد أُلغيت وتم منع الطالب من التقدم للامتحانات مرة أخرى".
وتشغل سيبوتيندي حالياً منصباً حساساً في محكمة العدل الدولية، إثر استقالة رئيسها نواف سلام، الذي تم تكليفه بتشكيل حكومة جديدة في لبنان.
موقف سيبوتيندي من قضية الإبادة الجماعية
وفي قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل"، صوتت القاضية سيبوتيندي في 26 كانون الثاني/ يناير 2024 ضد جميع النقاط الست في قرارات التدابير المؤقتة.
وما أثار الانتباه أن القاضي الإسرائيلي أهارون باراك صوت لصالح جنوب أفريقيا في نقطتين من القضية، بينما عارضت سيبوتيندي جميع النقاط.
كما رفضت القاضية جميع النقاط الثلاث في قرارات التدابير المؤقتة الإضافية الصادرة عن المحكمة في 24 أيار/ مايو 2024.
يشار إلى أن أوغندا تبرأت من موقف القاضية جوليا سيبوتيندي التي اعترضت على جميع الإجراءات المؤقتة التي طلبتها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية "لمنع الإبادة الجماعية" في غزة، واعتبرت أن ذلك الموقف "لا يمثل البلاد".
وأصدرت محكمة العدل الدولية، تدابير مؤقتة في 26 كانون الثاني/ يناير 2024، أمرت فيها "إسرائيل" باتخاذ "تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة"، الذي تحاصره "إسرائيل" منذ أكثر من 17 عاما، لكن تل أبيب لم تف بما طلبته المحكمة.
وجاءت هذه التدابير من المحكمة، التي تعد أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، استجابة لطلب من جنوب أفريقيا ضمن دعوى شاملة رفعتها بريتوريا نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023، وتتهم فيها تل أبيب بـ"ارتكاب جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة، ولاحقا تقدمت دول، بينها تركيا ونيكاراغوا وكولومبيا، بطلبات للانضمام إلى القضية.