ضمنملتقى دبي للذكاء الاصطناعي.. كوانتوم بلاك تؤكد أن تطور الذكاء الاصطناعي لا يعني فقدان الوظائف
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
دبي في 12 أكتوبر /وام/ أكدت كيارا ماركاتي، شريك البيانات والتحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي التوليدي، لدى "كوانتوم بلاك" من ماكنزي، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي الناجح والمثمر سيتعمد بشكل رئيسي على طرح الأسئلة الصحيحة للحصول على الإجابات والحلول والاستخدامات المؤثرة والمثمرة لتطبيقاته.
جاء ذلك، خلال كلمة رئيسية ألقتها ماركاتي بعنوان "حالة الذكاء الاصطناعي في 2023: ما بعد فورة النمو"، في فعاليات "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي"، الذي انعقد بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، على مدار يومي 11 و12 أكتوبر الحالي، في "متحف المستقبل" و"منطقة 2071" في أبراج الإمارات بدبي.
وقالت ماركاتي: "لدينا 60 عاماً من النماذج المتاحة حاسوبياً، و40 عاماً من الإنترنت وأكبر ثروة من البيانات، و20 عاماً من استخدام الهواتف المحمولة، وهو ما يمنحنا القدرة على امتلاك حواسيب ونظم فائقة الأداء تستفيد من الذكاء الاصطناعي التوليدي".
وأوضحت أن هذا التطور الذي يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي لا يعني فقدان الأفراد لوظائفهم، وقالت: "أجرت شركة ماكنزي مقابلات مع أكثر من 3000 قائد أعمال ووجدت أنهم يريدون استخدام هذه التقنية لزيادة حجم الإنتاجية بنسبة 20-30% حسب نوع العمل".
وفي جلسة حوارية في اليوم الثاني من الملتقى استكشفت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، واستعرضت فرص الاستفادة منه في تسريع نمو الخدمات المالية وحلول السفر والضيافة وعلوم الأحياء، قال أوين ليدون، شريك ومدير، العلوم الحياتية في "كوانتوم بلاك" إن الذكاء الاصطناعي التوليدي لم يبدأ عام 2022 مع "تشات جي بي تي"، بل كانت هناك نماذج تجريبية يتم تطويرها من قَبل، خاصة في مجالات توليد التقارير والكتابة الطبية والتوثيق والأبحاث، لافتا إلى أن هناك تطبيقات نسميها بمساعد الطيار حيث يكون الذكاء الاصطناعي رفيق المستخدم في رحلة مهامه اليومية.
واعتبر ليدون أن نتائج الذكاء الاصطناعي التوليدي بدأت بالظهور فعلاً في فهم وتقييم تواريخ المرضى وسجلاتهم الطبية وتكوين صورة متكاملة عن ملفاتهم الصحية بما يحسن فرص رعاية المرضى المستقبلية ويعزز كفاءة إدارة منشآت ومرافق الرعاية الصحية.
وأكّد ليدون أن من يتخذ القرار هم البشر وهم من يتحملون المسؤولية في إدارة تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وخاصة في القطاع الطبي والصحي وأبحاث علوم الأحياء، مشددا على أن الشفافية ضرورة لإنجاح هذه الاستخدامات.
بدوره أكد لاري ليرنر، شريك ومدير، الخدمات المالية والذكاء الاصطناعي التوليدي، في "كوانتوم بلاك"، أن القطاع المصرفي سيستفيد بشكل كبير جداً من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأن السنوات المقبلة ستمثل فرصة لهذا القطاع للاستفادة منها بقيمة تتراوح بين 300 إلى 400 مليار دولار، سواء في التسويق أو العمليات أو الامتثال القانوني أو الموارد البشرية.، منوها إلى أن المصارف في مقدمة المستفيدين في ثلاثة محاور هي خدمة العملاء، وتحديث البيانات والبرمجيات، والتطبيقات الافتراضية.
وأضاف ليرنر: "قطاع التأمين سيستفيد من الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي سيكون قادراً على العودة إلى بيانات عمرها عشرات السنوات لتحليلها ونمذجتها وإعداد أفضل الصيغ لعقود التأمين ونماذج المطالبات التأمينية التعويضية. وهو ما سيسهل التعاملات على العملاء والشركات ويسرّعها".
من جهته، اعتبر أليكس كوسماس، شريك ومدير، التحليلات المتقدمة لمجالات السفر والنقل والخدمات اللوجستية، في "كوانتوم بلاك"، أن قطاعات حيوية كالطيران والسياحة والسفر والضيافة تستفيد اليوم بشكل متسارع من الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال التركيز على تحليل البيانات الضخمة لفهم التوجهات المتغيرة والحاجات المختلفة للعملاء والمستخدمين.
وقال: "خلال الأشهر الـ12 المقبلة ستستخدم شركات الطيران وعملاء حجوزات السفر والضيافة تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التواصل المباشر مع عملائها وربما تحتاج إلى بضع سنوات إضافية ليصبح ذلك المعيار المعتمد في خدماتها".
وختم كوسماس بالقول: "العنصر البشري أساسي ولا يمكن الاستغناء عنه في قطاع الطيران والقطاعات المرتبطة به، لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعد ببناء نماذج معيارية تسهل المهام على هذا العنصر البشري".
وخلصت الجلسة إلى إمكانية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في الخدمات المصرفية عبر العديد من التطبيقات مثل تخصيص تجارب العملاء وأتمتة العمليات الخلفية، وفي علوم الأحياء باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لتوقّع هياكل البروتين وخصائصه، وفي مجال السفر والضيافة، بتحسين توقعات الطلب واستراتيجيات التسعير.
ونظمت "كوانتوم بلاك ماكنزي" خلال فعاليات اليوم الأول من "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" جلسة خاصة بالتعاون مع مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي تحت عنوان: "نظرة عامة على الاتجاهات العالمية والمبادرات الحكومية للذكاء الاصطناعي" ركّزت فيها على دور الجهات الحكومية في حوكمة الأنماط الصاعدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوجيهها لخدمة الأفراد والمؤسسات وقطاعات المجتمع والأعمال.
كما عقدت جلسة خاصة في اليوم الثاني بالشراكة مع مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي تحت عنوان: "فرص الذكاء الاصطناعي التوليدي وآثارها الاقتصادية".
وأقامت "كوانتوم بلاك" ضمن فعاليات الملتقى، معرض "رقم قياسي عالمي في سباقات فورمولا إي" المدعوم بالذكاء الاصطناعي من ماكنزي، والذي سلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في استقراء وتحليل البيانات وإحداث فوراق غير مسبوقة في سباقات السرعة بالمركبات الكهربائية.
إبراهيم نصيرات/ جورج إبراهيم
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: من الذکاء الاصطناعی التولیدی تطبیقات الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أوبن إيه آي تتهم شركة ديب سيك الصينية بسرقة نماذجها للذكاء الاصطناعي
وجّهت شركة "أوبن إيه آي" المطورة لتطبيق "تشات جي بي تي"، أمس الأربعاء، جُملة اتّهامات، إلى شركات صينية وجهات أخرى، بمحاولة استنساخ نموذجها للذكاء الاصطناعي، داعية إلى تكثيف التعاون مع السلطات الأمريكية واتخاذ إجراءات أمنية لحماية تقنياتها.
يأتي ذلك عقب إعلان شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد، بات منافسا لـ"تشات جي بي تي" و"جيميناي" (التابع لشركة غوغل)، ولكن بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالشركات الأمريكية الكبرى؛ ما تسبّب في انخفاض ملحوظ بأسهم شركات التكنولوجيا في وول ستريت مع بداية الأسبوع.
ورأى خبراء أميركيون أن النموذج الجديد لـ"ديب سيك" يعتمد بشكل كبير على إعادة إنتاج النماذج المطورة في الولايات المتحدة، مثل تلك المستخدمة في "تشات جي بي تي".
ووفقًا لـ"أوبن إيه آي"، فإن بعض المنافسين يلجؤون إلى تقنية تُعرف بـ"تقطير المعرفة"، والتي تتضمن نقل المعلومات من نموذج ذكاء اصطناعي متطوّر إلى نموذج أصغر، على غرار الطريقة التي ينقل بها المعلم المعرفة إلى طلابه.
وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم الشركة لوكالة "فرانس برس": "نحن على دراية بمحاولات شركات صينية وجهات أخرى لاستنساخ نماذج من شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية الرائدة"، مشيرًا إلى عدد من التحدّيات التي تتعلق بالملكية الفكرية بين واشنطن وبكين.
وأضاف المتحدث: "مع استمرار التطور التقني، من الضروري أن نعمل بشكل وثيق مع الحكومة الأمريكية لحماية تصميماتنا المتقدمة من محاولات المنافسين والجهات المعادية لاستغلال التكنولوجيا الأمريكية".
ميزة "ديب سيك" التنافسية
من جانبها، أكدت "ديب سيك" أن نموذجها "R1" تم تطويره استنادًا إلى تقنيات متاحة وبرامج مفتوحة المصدر، يمكن لأي شخص استخدامها ومشاركتها مجانًا.
لكن مجلة "WIRED" أشارت إلى أن صندوق التحوط التابع لمؤسس "ديب سيك"، ليانج، قام بتخزين وحدات معالجة الرسومات (GPU) اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تراوح عدد الرقائق التي حصل عليها بين 10 آلاف و50 ألفًا، وفقًا لمجلة "ام أي تي للتكنولوجيا".
وتعد هذه الرقائق مكونًا أساسيًا في بناء نماذج ذكاء اصطناعي قوية قادرة على أداء مهام معقدة، بدءًا من الإجابة على الاستفسارات البسيطة وحتى حل المسائل الرياضية المتقدمة.
وفي أيلول/ سبتمبر 2022، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على بيع هذه الرقائق المتطورة إلى الصين، وهو ما وصفه ليانج في مقابلات إعلامية بأنه "التحدي الرئيسي".
وبينما تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة في الغرب على نحو 16 ألف شريحة متخصصة، تقول "ديب سيك" إنها نجحت في تدريب نموذجها "R1" باستخدام ألفي فقط من هذه الرقائق، إلى جانب آلاف الرقائق الأقل كفاءة، مما أدى إلى خفض التكاليف.
وبحسب مطوريها، بلغت تكلفة تطوير "R1" نحو 5.6 مليون دولار فقط، مقارنةً بـ5 مليارات دولار٬ أنفقتها "أوبن إيه آي" العام الماضي على تطوير "تشات جي بي تي".
جرّاء ذلك، شكّك بعض الخبراء، بمن فيهم الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، في صحّة هذه الادعاءات، معتبرين أن "ديب سيك" قد تكون استخدمت عددًا أكبر من الرقائق المتطورة مما أعلنت عنه، لكنها تخفي ذلك بسبب القيود الأمريكية المفروضة.
في المقابل، يرى المختصين التقنيين أنّ: الحظر الأمريكي على بيع الرقائق للصين قد شكّل تحديات، لكنه في الوقت ذاته أتاح فرصًا جديدة لصناعة الذكاء الاصطناعي الصينية.