صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-26@10:58:37 GMT

خصومات الميديا.. هل نحن فاشلون؟

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

خصومات الميديا.. هل نحن فاشلون؟

محمد ضياء الدين

إطلعت قبل أيام قليلة فى الميديا، على ملخص كتاب صادر عن المركز القومى للترجمة بعنوان (القسوة وشرور الإنسان والعقل البشرى) من تأليف كاثرين تايلور، يقدم الكتاب مقاربة علمية لظاهرة القسوة فى محاولة لإكتشاف آلية إتخاذ القرار، ومسببات إستخدام مرحبا عبارات القسوة فى الحوار بين الأفراد والجماعات، خاصة عند الإختلافات (أيا كانت طبيعتها ودرجتها).

يخلص الكتاب إلى أن (القسوة أدعى أن ترتبط بالفشل وليس بالحقد والكراهية كما نظن).
هذه الخلاصة هى ما
ما دفعتنى لتناول هذا الموضوع بإيجاز ، مقروءا بظاهرةإستخدام الردود والعبارات القاسية فى حوارات الميديا، خاصة بعد تعقيدات المشهد السياسي فى بلادنا بعد الحرب.
الملاحظ أن (أغلب) الذين يختلفون حول أى موضوع أصبحوا يتعمدون القسوة والإساءات الشخصية في الرد على بعضهم البعض. وتحولت قروبات الواتساب والفيسبوك إلى منصة للرمى والقصف بأقسي العبارات التى تعمل على التقليل من الطرف الآخر. بل والتلزز بجرح (الخصم) ووضعه فى خانة العدو الذى يجب سحقه حد الموت ، والأنكى من ذلك يجد هؤلاء القساة دعم مناصريهم بالتعقيب مؤيدين بذات اللغة وأقسى، وبتناغم يبدو واضحا بالمشاركة باللايكات والقلوب الحمراء كمان.

إن من الدروس القاسية في الحياة. عليك أن تتعلم أن ليس كل الناس تتمنى لك الخير، خاصة فى بلادنا عندما تتولى المسؤلية فى العمل العام بل وحتى الخاص (تنفيذي/سياسي/مهني/ رياضى.. فنى.. الخ ) فإن كنت ناجحا ستنتاشك سهام الفاشلين ، والعكس صحيح.
السؤال الذى يطرح نفسه لماذا كل هذه القسوة والحقد والكراهية والتشفى، التى نستخدمها ولا نوفرها فى الردود على بعضنا البعض فى الميديا؟
هذا ما أريد أن أذهب اليه ( خصومات الميديا) ، التى وصلت حد إنتهاكات الخصوصية والتشهير والتلميح، التى لا تستثنى أحد رجل أو إمرأة،كبير أو صغير، ما دفع أغلبية أعضاء القروبات ليصبحوا مجرد قراء فى أفضل الأحوال، يلتزمون الصمت ويبتعدون عن المشاركة والتعليق، حتى لا يصابون بشظايا القصف والإنتهاكات، ويكتفون فقط بالعزاء وتمنى الشفاء.

لقد تطور العداء والقسوة لإستخدام الفوتوشوب والذكاء الصناعي، وغيرها من وسائل التقنية الحديثة إمعانا ليس فى تشوية صورة البعض فحسب، بل لحرقها سياسيا وإجتماعيا (لا يهم) ، فى ظاهرة غريبة على مجتمعنا.
شجع على ذلك غياب الدولة والقانون والحرب بالطبع .
بالتأكيد يجب أن ندرك بأننا لسنا ملائكة، وكلنا يحمل جينات الحماقة السودانية التى نعرف مدى حدودها التى لا تتجاوز (الشكلة.. والحجاز ثم الأجاويد والعفو والعافية) ..
ولكن لماذا هذه القسوة واللعن والإساءات والدعوة للموت ..
يقال..
أن من أسباب القسوة هي حب الدنيا وتفضيلها على الآخرة. والأنانية وتفضيل الذات على الآخرين.
والتصرف وفق الأهواء الشخصية.

وأخيرا علمنا أن من أسبابها هو الفشل كما ذهبت اليها كاثرين تايلور فى كتابها المشار إليه أعلاه.
عليه ووفقا للحال والوصف الذي نشاهده ونعايشه يوميا في الميديا فإن هذا السؤال يطرح نفسه (هل نحن فاشلون فعلا )!!
بعد وصف الكاتبة أن القسوة أدعى للفشل وليس للحقد والكراهية كما نظن (هل تتفق مع هذا المنطق) عزيزى القارئ.

شخصياً هذا الوصف لم يخطر على بالى من قبل.. إلا أننى أصبحت أقرب إلى القناعة به . فقط أؤمن بأننا حتما ستنجاوز الفشل والفاشلين.
الإجابة على السؤال أعلاه تقود لسؤال آخر هل الفشل هو السبب فى عجزنا عن الحوار الموضوعى القائم على الإحترام وتقدير الرأى الآخر !.
هل خلاصة الإجابات تعزز نظرية الفشل؟
أم أن هناك أسباب أخرى.
بالمناسبة ..
الله يلعن شيطانا، ويفك عارضنا.

خاتمة
أخاف أن يأتى علينا زمان وصفه سيدنا على
بن أبى طالب بقوله ..
(يأتى عليك زمان لا تجد فيه سرور نفسك إلا فى إعتزال الناس).

١٢ أكتوبر ٢٠٢٣

الوسوممحمد ضياء الدين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

مصرع شاب في مشاجرة بين عائلتين بالواسطي شمال بني سويف

لقي شاب مصرعه طعنا بسلاح أبيض فى مشاجرة بين عائلتين بمركز الواسطى شمال محافظة بنى سويف، وتم نقل جثة المجنى عليه إلى مستشفى الواسطى المركزي تحت تصرف الشرطة والنيابة.  

كان اللواء أسامة جمعة مدير أمن بني سويف تلقى إخطارا من شرطة النجدة يفيد بتلقي إخطار من مستشفى الواسطى المركزي يفيد بوصول شاب فى العقد الثانى من عمره الى المستشفى جثة  هامدة وبه طعنة فى البطن ، تم وضعه فى مشرحة المستشفى تحت تصرف الشرطة والنيابة .

أخبار بني سويف| المحافظ يوجه بالتحقيق في حالات الغياب.. مناقشة القضايا الإنسانية وتوفير الدعم الاجتماعيمحافظ بني سويف يوجه بالتحقيق في حالات الغياب بدون سند قانونيفصل الكهرباء عن بعض مناطق وشوارع مدينة بني سويف..اعرف المواعيدخلال لقائه المواطنين.. محافظ بني سويف يناقش قضايا إنسانية وتوفير الدعم الاجتماعي

وتحت إشراف اللواء محمد الخولى مدير إدارة البحث الجنائي تبين من التحريات الأولية التى قام بها الرائد عماد عثمان رئيس مباحث قسم شرطة الواسطى ، أن الجثة لشاب يدعى "  محمد ، ع ، م 25 سنه ، مقيم بقرية جزيرة المساعدة التابعة لمركز الواسطى " ،  لقي مصرعة طعنا بسلاح أبيض خلال مشاجرة بين عائلتين بشارع طراد النيل ناحية كشري البكري بمركز الواسطى وتم نقله الى مستشفى الواسطى المركزي التى لقي مصرعه قبل الوصول اليه متأثرا بإصابته ، وانتقلت قوة من قسم شرطة الواسطى إلى مكان الحادث وتم إلقاء القبض على طرفي المشاجرة وفرض كردون أمنى بمنطقة المشاجرة.

تم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة التحقيق، التى أمرت بالتصريح بدفن جثة المجنى عليه بعد توقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة الطبيب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة وتحريات المباحث حول الحادث.

طباعة شارك بني سويف الواسطي مشاجرة

مقالات مشابهة

  • الكيان يخشى الفشل المُدوّي بحرب العصابات كفرنسا بالجزائر وأمريكا بفيتنام .. تفاصيل
  • مصرع شاب في مشاجرة بين عائلتين بالواسطي شمال بني سويف
  • العدوان الأمريكي على اليمن.. فشل ذريع ومآل مخزي وخسائر باهظة
  • الحضور الفاعل للدفاعات الجوية اليمنية يسلط الضوء على المزيد من دلائل الفشل الأمريكي
  • امتحانات الثانوية العامة 2025.. التعليم تُشدد على عدم تكرار أخطاء الأعوام الماضية
  • عنقاء الحداثة
  • بنك أهداف أمريكا.. من الفشل إلى الانتقام من المدنيين
  • الشخص الذكي دائم الأسئلة.. خالد الجندي يكشف توجيها قرآنيا يرسي ثقافة التفكير
  • خلال 24 ساعة.. تحرير (143) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق
  • بوزعكوك: لا يجب تحميل المواطن أعباء الفشل وتمويل المليشيات