صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-03@17:30:21 GMT

خصومات الميديا.. هل نحن فاشلون؟

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

خصومات الميديا.. هل نحن فاشلون؟

محمد ضياء الدين

إطلعت قبل أيام قليلة فى الميديا، على ملخص كتاب صادر عن المركز القومى للترجمة بعنوان (القسوة وشرور الإنسان والعقل البشرى) من تأليف كاثرين تايلور، يقدم الكتاب مقاربة علمية لظاهرة القسوة فى محاولة لإكتشاف آلية إتخاذ القرار، ومسببات إستخدام مرحبا عبارات القسوة فى الحوار بين الأفراد والجماعات، خاصة عند الإختلافات (أيا كانت طبيعتها ودرجتها).

يخلص الكتاب إلى أن (القسوة أدعى أن ترتبط بالفشل وليس بالحقد والكراهية كما نظن).
هذه الخلاصة هى ما
ما دفعتنى لتناول هذا الموضوع بإيجاز ، مقروءا بظاهرةإستخدام الردود والعبارات القاسية فى حوارات الميديا، خاصة بعد تعقيدات المشهد السياسي فى بلادنا بعد الحرب.
الملاحظ أن (أغلب) الذين يختلفون حول أى موضوع أصبحوا يتعمدون القسوة والإساءات الشخصية في الرد على بعضهم البعض. وتحولت قروبات الواتساب والفيسبوك إلى منصة للرمى والقصف بأقسي العبارات التى تعمل على التقليل من الطرف الآخر. بل والتلزز بجرح (الخصم) ووضعه فى خانة العدو الذى يجب سحقه حد الموت ، والأنكى من ذلك يجد هؤلاء القساة دعم مناصريهم بالتعقيب مؤيدين بذات اللغة وأقسى، وبتناغم يبدو واضحا بالمشاركة باللايكات والقلوب الحمراء كمان.

إن من الدروس القاسية في الحياة. عليك أن تتعلم أن ليس كل الناس تتمنى لك الخير، خاصة فى بلادنا عندما تتولى المسؤلية فى العمل العام بل وحتى الخاص (تنفيذي/سياسي/مهني/ رياضى.. فنى.. الخ ) فإن كنت ناجحا ستنتاشك سهام الفاشلين ، والعكس صحيح.
السؤال الذى يطرح نفسه لماذا كل هذه القسوة والحقد والكراهية والتشفى، التى نستخدمها ولا نوفرها فى الردود على بعضنا البعض فى الميديا؟
هذا ما أريد أن أذهب اليه ( خصومات الميديا) ، التى وصلت حد إنتهاكات الخصوصية والتشهير والتلميح، التى لا تستثنى أحد رجل أو إمرأة،كبير أو صغير، ما دفع أغلبية أعضاء القروبات ليصبحوا مجرد قراء فى أفضل الأحوال، يلتزمون الصمت ويبتعدون عن المشاركة والتعليق، حتى لا يصابون بشظايا القصف والإنتهاكات، ويكتفون فقط بالعزاء وتمنى الشفاء.

لقد تطور العداء والقسوة لإستخدام الفوتوشوب والذكاء الصناعي، وغيرها من وسائل التقنية الحديثة إمعانا ليس فى تشوية صورة البعض فحسب، بل لحرقها سياسيا وإجتماعيا (لا يهم) ، فى ظاهرة غريبة على مجتمعنا.
شجع على ذلك غياب الدولة والقانون والحرب بالطبع .
بالتأكيد يجب أن ندرك بأننا لسنا ملائكة، وكلنا يحمل جينات الحماقة السودانية التى نعرف مدى حدودها التى لا تتجاوز (الشكلة.. والحجاز ثم الأجاويد والعفو والعافية) ..
ولكن لماذا هذه القسوة واللعن والإساءات والدعوة للموت ..
يقال..
أن من أسباب القسوة هي حب الدنيا وتفضيلها على الآخرة. والأنانية وتفضيل الذات على الآخرين.
والتصرف وفق الأهواء الشخصية.

وأخيرا علمنا أن من أسبابها هو الفشل كما ذهبت اليها كاثرين تايلور فى كتابها المشار إليه أعلاه.
عليه ووفقا للحال والوصف الذي نشاهده ونعايشه يوميا في الميديا فإن هذا السؤال يطرح نفسه (هل نحن فاشلون فعلا )!!
بعد وصف الكاتبة أن القسوة أدعى للفشل وليس للحقد والكراهية كما نظن (هل تتفق مع هذا المنطق) عزيزى القارئ.

شخصياً هذا الوصف لم يخطر على بالى من قبل.. إلا أننى أصبحت أقرب إلى القناعة به . فقط أؤمن بأننا حتما ستنجاوز الفشل والفاشلين.
الإجابة على السؤال أعلاه تقود لسؤال آخر هل الفشل هو السبب فى عجزنا عن الحوار الموضوعى القائم على الإحترام وتقدير الرأى الآخر !.
هل خلاصة الإجابات تعزز نظرية الفشل؟
أم أن هناك أسباب أخرى.
بالمناسبة ..
الله يلعن شيطانا، ويفك عارضنا.

خاتمة
أخاف أن يأتى علينا زمان وصفه سيدنا على
بن أبى طالب بقوله ..
(يأتى عليك زمان لا تجد فيه سرور نفسك إلا فى إعتزال الناس).

١٢ أكتوبر ٢٠٢٣

الوسوممحمد ضياء الدين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

رامي صبري يُطالب بغلق "السوشيال ميديا" في مصر.. ما السبب؟

حلّ الفنان المصري رامي صبري، ضيفاً على الحلقة الأولى من برنامج "بداية"، على قناة "الحياة"، مُتحدثاً عن أمنياته وآرائه في عدد من القضايا.

وحول إمكانية ترجمة أعماله الغنائية إلى لغة الإشارة لخدمة الصم والبُكم، رحب صبري بالفكرة، داعياً إلى تطبيقها.

كما تمنى في الوقت ذاته، تأسيس مدينة صناعية وتجارية للمساعدة في توفير فرص عمل للشباب العاطلين.

      View this post on Instagram      

A post shared by Alhayah Hub (@alhayahhub)

وخلال حديثه عن معالجة مشكلة التنمر، دعا رامي صبري إلى غلق منصات السوشيال ميديا في مصر، مُرجعاً السبب إلى سلبياتها الكثيرة، واستغلالها لإهانة الآخرين.
وكشف صبري، خلال حديثه، عن تفاصيل سرقة ألبوماته، منذ بداية دخوله في مجال الغناء عام 2006 حتى 2017، موضحًا أن الجمهور كان يستمع لألبوماته قبل أن يصدرها.

      View this post on Instagram      

A post shared by Alhayah Hub (@alhayahhub)

وعن ذلك يقول: "أنا بقالي 17 سنة بغني من 2006، نزلت 9 ألبومات، في كل ألبوم 10 أغنيات، غير الأغاني السينغل اللي بره الألبومات، وقعدت لحد 2017 ألبوماتي كانت بتتسرق، والناس بتسمعها في الشارع، قبل ما أنزلها، وبعدين اكتشفت إني لو مش مهم، الناس مش هتهتم إنها تسرق ألبوماتي وتسمعها".
ورفض صبري، في الوقت ذاته استخدام مصطلح "الفشل"، بقوله: "الفشل ليس في قاموسي، وعندما لا أنجح في شيء مُعين، أحاول مرة واثنين حتى أنجح، المهم نكون إيجابيين".

مقالات مشابهة

  • المفتي: الزكاة فرضت على الغني والفقير لجبر الخواطر.. فيديو
  • مشوقة يسأل عن المسيرات ” الدرون” القادمة من عند العدو الصهيوني وتهريب المخدرات عبرها
  • سحر رامي: أحمد زكي كان يندمج في الشخصية لدرجة الحب والكراهية الحقيقية
  • أوضاع صحية صعبة يعيشها مرضى الفشل الكلوي في غزة
  • عمى متعدد الطبقات.. قراءة إسرائيلية بالفشل الاستخباراتي في 7 أكتوبر
  • تحقيق يكشف فشل الاحتلال في توقع هجوم 7 أكتوبر وتقدير قدرات المقاومة
  • رامي صبري يُطالب بغلق "السوشيال ميديا" في مصر.. ما السبب؟
  • حرب المعادن الأوكرانية مستمرة.. بعد توتر العلاقة بين ترامب وزيلينسكى.. السؤال الذى يشغل العالم لماذا تجعل واشنطن اتفاقية التعدين عنصرًا حاسمًا فى عملية السلام مع روسيا؟
  • «الميديا فضحته».. ملابسات فيديو تتبع قائد سيارة لآخر في القليوبية
  • المعارضة أمام تحدي النجاح من داخل السلطة