توسمت إلى جانبه الهناء.. فلم أجد منه سوى العناء
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
توسمت إلى جانبه الهناء.. فلم أجد منه سوى العناء…
السلام عليكم وتحية طيبة للجميع، سيدتي قراع المنبر الأفاضل، أنا سيدة أعيش حيرة أقلبت حياتي رأسا على عقب. متزوجة منذ أربع سنوات، وإلى حد اليوم لم أجد الاستقرار والمودة المنشودة من مشروع زواجي هذا. فقد كنت أرى أفق زواجي بمنظور السعادة، ظننت أنني حقا مقبلة على حياة المودة والرحمة.
صدقيني سيدتي لقد تعبت، وأنا لا أريد الضياع لابنتي، ولا أريد أن أجد نفسي أما حتمية الطلاق. فكيف أتصرف قبل فوات الأوان؟
السيدة سماح من الشرق
الـــــــــــــرد:وعليكم السلام وتحية أجمل أختاه، يبدو أن المشكل الحاصل بينكما لا يعدو على كون سوء تفاهم ينقصه الحوار البناء لا أكثر. لكن سنحاول أن نرد عليك بإذن الله بما من شأنه أن يريح قلبك ويسعدك في حياتك الزوجية. فمن الواضح جدا أنه لا يوجد تواصل بينكما، فهو من جهته يتهمك بالتقصير واللامبالاة. بالمنزل بسبب التزاماتك المهنية، وأنت ترين فيه الزوج المهمل لعائلته، وغير المتفهم، وكلاكما على خطأ، فالحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة. وليس على تقاذف الاتهامات، فبدأتما في اختلاق مشاكل تافهة ونسيت حل المشكل الرئيسي الحاصل بينكما. لأنه ومن المفروض أنك تعملين في هذا المجال قبل الزواج، ما يعني أن زوجك على علم بالتزاماتك. خاصة أنه هو الآخر كما ذكرت يعمل في نفس القطاع، لهذا سيدتي، أنت بحاجه لمواجهته بصراحة، ماذا يريد؟.
فكل واحد منكما لديه حقوق وعليه واجبات، وعليكما التفاهم عن كل التفاصيل التي من شأنها أن تضمن راحة بال كل طرف. ثم قفي أنت وقفة محاسبة مع نفسك، وانظري إلى مواضع تقصيرك وحاولي أن تتداركي المواقف. وبطريقة لبقة وبحب كبير عبري له عن حاجتك لدعمه ووجوده الإيجابي في حياتك، لأن التعنت وأخذ مواقف السلبية لن يفيدكما أبدا. ولا تنسيا أنكما زوج وزوجة، ما يعني أن كل طرف يكمل الآخر وليس منافس للآخر، كوني حكيمة بقدر ما تريدي الحفاظ. على استقرار أسرتك، وتحلي بالهدوء وناقشيه بالتي هي أحسن دون اتهامات، فمن الضروري أن تقدران بعضكما. وتتفقان على ما يليق وما لا يليق بكما حتى تعود المياه إلى مجاريها بحول الله. ويرفرف الحب على سقفكما، وتنشأ ابنتكما في جو من الاحترام والتفاهم، تذكري ذلك جيدا، وبالتوفيق إن شاء الله.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
عيد.. "الأمهات"
لم ينل عيد الأم هذا العام الذى وافق يوم الجمعة الماضي 21 مارس، كل هذا الصخب الذى كان يحدثه هذا اليوم على مدى السنوات القليلة الماضية، ذلك أن اليوم جاء مع حلول العشر الأواخر من شهر رمضان، وانشغال الكثيرين بأداء العبادات والتجهيز لأيام عيد الفطر.
تستحق الأمهات كل احتفاء وتكريم، فأن تكوني أما فتلك حالة لا يمكن لأحد وصفها، تلك المشاعر الفطرية التى يغرسها الخالق عز وجل فى قلب كل أم تجاه مولودها هى مشاعر لا تعرف للعطاء حدودا، فمن يمرض صغيرها أو يصاب بمكروه، تدعو الله بقلب خالص، وتتمني أن تصاب هي بدلا من صغيرها.
مشاعر الأم التى تدخل مباشرة إلى المطبخ فور عودتها من العمل وقبل أن تستبدل ملابسها، حتى تتمكن من الانتهاء بسرعة من إعداد وجبة الغداء، قبل أن يأتي زوجها وأولادها، والتى تهرع إلى إعداد نوع من الطعام طلبه الزوج أو أحد الأبناء حتى لو كان ذلك فى وقت متأخر من الليل أو خلال وقت ضيق، تلك مشاعر لا تحتاج إلى من يتناقش بشأن كونها ملزمة أو غير ملزمة بها، فتلك هى الفطرة وهى طبيعة الحال، فالأم والزوجة هى عمود خيمة بيتها، الذى على أساسه تبني الأسرة وتستمر في العطاء.
هناك نوع آخر من الأمهات اختبرهن الله عز وجل فى إصابة أحد أبنائها بالإعاقة، ووفقًا للأرقام الرسمية، فقد بلغت أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة 8.636 مليون شخص.
هذه الأعداد- وهى ليست قليلة- يقف وراءها أمهات تكابدن متاعب جمة دون أن يشعر بهن أحد، هناك منهن من تتحمل وتصبر وتحاول بشتى الطرق دفع طفلها للأمام وصنع المستحيل لوضعه على طريق موهبة أو نشاط رياضي أو فنى، ورأينا نماذج تستحق رفع القبعة لهن، لكن فى النهاية الحمل ثقيل، مثل هؤلاء قلت مرارا إنهن أمهات "مع مرتبة الشرف".
جميعنا يكن بين طيات مشاعره حبا من نوع خاص تجاه أمه، فذلك الرباط الذى هو سر الحياة، خلق نوعا من الحنو الفريد بين كلا الطرفين، عند الميلاد يتحسس الوليد رائحة أمه، قبل أن تبصر عيناه، ويطمئن إلى وجودها بجواره، فينام مستأنسا بدقات قلبها.. .
فقدان الأم هو اليتم الحقيقي، فأنت عندما يتوفى الله والدتك تتملكك مشاعر الغربة والوحدة، حتى وإن كنت بين إخوتك ووالدك، ذلك الشعور الذى تقع تحت وطأته وتظل تعاني منه طيلة حياتك حتى بعد أن تصبح أبا وزوجا..
جميل حقا أن نحتفل بالأمهات فى محاولة للاعتراف بفضلهن والامتنان لهن، غير أن هذا الاحتفال انحرف عن مساره خلال السنوات الماضية، وأصبح احتفالا صاخبا لا نراعي فيه مشاعر أطفال صغار غادرت أمهاتهم الحياة، أو حتى كبارا لا يطيقون "تقليب" مواجع فقدان الأم، وابتدع البعض فكرة تقديم الهدايا لمعلمات المدرسة فى عيد الأم، وأصبح الأمر وكأنه فرض على كل الطلاب ناهيك بالطبع عن أنه عبء مادى يضاف على كاهل الأسرة المنهكة فى مصروفات المدارس والدروس وخلافه.
جاء يوم عيد الأم هذا العام موافقا ليوم الجمعة ولأيام شهر الصيام ليرشِّد من التزيد والصخب فى الاحتفال، الذى نتمنى أن يقتصر فى قادم الايام على زيارة الأبناء لأمهاتهم وبرها وتقديم الهدايا لها فى هدوء، حتى لا يكون ذلك سببا فى جرح مشاعر "اليتامى".. .رحم الله من توفي منهن وبارك فى أعمار الأحياء.. وكل عام وكل الأمهات بخير.