قال والد الشهيد محمد الدرة، الذي يسكن جنوب قطاع غزة وتحديدًا في مُخيم البريج، إن غزة تشهد رُعبًا لم تشهده من قبل منذ بدء عمليات طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري، مشيرًا إلى أن الاحتلال يقصف غزة برًا وبحرًا وجوًا دون رحمة وينسف البيوت فوق رؤوس قاطنيها بكُل أنواع الأسلحة حتى المُحرمة دوليًا، حتى بات لا يوجد مكان واحد آمن في قطاع غزة.

 

وأضاف «الدرة» في تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»، أن طيران الاحتلال يقصف البيوت دون أي إنذار وأوقع بالآلاف من الشهداء والجرحى، حتى المُستشفيات قُصف مُحيطها لمنع وصول عربات الإسعاف، مما أدى لخُروج عدد من المُستشفيات عن الخدمة وسط انتشار لمئات القتلى والجرحى تحت الأنقاض؛ فيما لا يزال مئات الجرحى والمصابين لا يجدون أي مركزًا للعلاج وتضميد جراحهم؛ بعد إغلاق المستشفيات وتعمد الاحتلال الإبادة الجماعية لسكان غزة، وقال: “يحاربونا بأسلحة أمريكية تحت مرأى ومسمع من العالم كله ولا يحركون ساكنًا من أجل القضية الفلسطينية”. 

وأوضح، الولايات المتحدة الأمركية تدعم الاحتلال بكل قوتها علنًا، ونشاهد ونسمع كيف تضغط أمريكا على بعض الدول العربية لعدم مُساندة الشعب الفلسطيني ومنع إدخال الحاجات الإنسانية المُلحة من أكل وشراب ومواد طبية.. الآن كل المستشفيات الفلسطينية لا يُوجد فيها أدوية ومستلزمات طبية، وبات الوضع أصعب مما لا يتخيله عقل، فالقصف لم يتوقف ساعة واحدة منذ الـ7 من أكتوبر وفي أي لحظة نتوقع الاستشهاد بعد أن سُلب الأمان من كل شِبر في غزة. 

وتابع: الاحتلال يتعمد مسح مجمعات سكنية كاملة بالقصف الجوي، لافتًا إلى أن غزة مُقبلة على إبادة جماعية بدعم أمريكي بعد وصول المُعدات العسكرية لجيش الاحتلال، مشيرًا إلى أن أكثر من 2 مليون مواطن غزاوي ينتظرون الاستشهاد بقصف الاحتلال.   

وأوضح والد أيقونة الشهداء، الاحتلال يستهدف المدنيين والنساء والأطفال وليس المقاومة حسبما يُروج، مُؤكدًا أن قوات الاحتلال لا تستطيع الوصول إلى المقاومة ولكن تشن حربًا إبادية جماعية على الشعب الفلسطيني، مُتسائلًا: أين العالم الظالم الذي يكيل بمكيالين من هذه الحرب؟

وقارن «الدرة» بين القضية الأوكرانية والفلسطينية قائلًا: «عندما قامت الحرب الروسية الأوكرانية انقلب العالم ضد روسيا ودعم أوكرانيا في مواجهة روسيا» متسائلًا: أين العالم الظالم من إبادة الشعب الفلسطيني.. ولماذا يُقتل النساء والشيوخ والأطفال وتُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها؟ مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني الآن يضرب بجميع الأسلحة بما فيها الأسلحة المُحرمة دوليًا و«الآن الفسفور ينزل على غزة مثل المطر» فأين الضمير العربي وأين مُنظمات حقوق الإنسان.. نحن الشعب الوحيد الذي يقتل أمام العالم. 

وأوضح: بعد أيام من طوفان الأقصى، باتت غزة دُون علاج ولا كهرباء ولا ماء ولا غاز، وتُباد عوائلها بالكامل، بل ويُطالبون بترحيل أهل غزة وفتح ممرات آمنة بعد أن باتت غزة عبارة عن منطقة رعب، مشيرًا إلى أن الاحتلال لم يقدر على الوقوف أمام المقاومة الفلسطينية بعد أن حرروا أراضينا المُحتلة وأسروا الجنود الإسرائيليين؛ وهو الأمر الذي جن جنون إسرائيل وجعلها تدك غزة بالأسلحة المحرمة دوليًا واستشهاد العشرات وإصابة المئات حتى باتت المستشفيات لا تستطيع استيعاب الجرحى. 

وتسائل «الدرة»، أين الضمير العالمي والعربي من قتل الأبرياء والنساء والشيوخ في غزة؟ فمُنذ السابع من أكتوبر لم نسمع صوتًا سوى مصر التي تعمل جاهدة من أجل القضية الفلسطينية، وإرسالها مُساعدات للشعب الفلسطيني؛ ورغم ذلك ضرب الاحتلال معبر رفح حتى لا تصل مُساعدات الشعب والحكومة المصرية لقطاع غزة. مُوجهًا التحية للقيادة المصرية لحرصها على دعم القضية الفلسطينة «ومن هنا نقول تحيا مصر».

 استشهاد 1354 مواطناً واصابة 6049 آخرين

وظهر اليوم السادس منذ بدء عمليات طوفان الأقصى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن استشهاد 1354 مواطناً واصابة 6049 آخرين بجراح مُختلفة؛ وبدورها حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من إنهيار الوضع الصحي في قطاع غزة نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية واللوازم الخاصة بغرف العمليات والأدوية وأكياس الدم.

وقالت "الكيلة": إن الاحتلال استهدف مستشفيات وأوقفها عن الخدمة واستهدف سيارات اسعاف وقتل مسعفين وطواقم طبية، مناشدة دول العالم والمنظمات الدولية للجم عدوان الاحتلال، وتقديم الدعم الفوري لأهلي غزة وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية خصوصا لغرف العمليات وأقسام الطوارئ ووحدات العناية المكثفة؛ بالإضافة إلى فتح مشافي ميدانية في غزة للعمل على إنقاذ حياة المصابين وخصوصا النساء والأطفال والشيوخ، مؤكدة أن العدد الكبير للجرحى يفوق حاليا القدرة الإستيعابية للمشافي في قطاع غزة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة فلسطين إسرائيل القصف حماس غزة فلسطين معبر رفح طوفان الاقصى 2023 طوفان الاقصى فلسطين الضفة الغربية فلسطين غزة الصحة غزة قصف غزة حرب غزة القدس الأقصى أمريكا تل أبيب القدس فلسطين محمد الدرة الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى قطاع غزة ا إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

في ظلال طوفان الأقصى “85”

في ظلال #طوفان_الأقصى “85”

الاعتياد على مشهدية #العدوان موت للضمائر وتبلدٌ للمشاعر

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ليس أمراً اعتيادياً يُسكتُ عنه ولا يُعارض، ولا مشاهد يومية لا تلفت الأنظار ولا تسترعي الانتباه ولا تثير الغضب، ولا هي أنشطة طبيعية للجيش لا تثير الشك ولا الريبة، ولا تخالف القوانين الدولية ولا أعراف الحروب ونُظمها، ولا هي برامج يومية ومهام دورية اعتاد عليها العالم واعتبرها مهام قانونية وأفعالاً مشروعة تجيزها القوانين وتقبل بها الأمم، ولا هي أفعالٌ يستطيع أن يقوم بها جيش الاحتلال بحريةٍ دون مسائلة، ووفق رغباته دون معارضة، وكأنه لا يقتل بشراً، ولا يدمر بلداً، ولا يقضي على حياة شعبٍ.

مقالات ذات صلة في الصميم 2024/06/26

بل هي جرائم دولية موصوفة، لم يشهد العالم مثلها أو ما يشبهها، لا لجهة نوعية الأسلحة التي تستخدم، أو الصواريخ التي تطلق، أو حجم القنابل وأوزانها، أو قوتها التفجيرية وآثارها التدميرية، وتواصلها واستمرارها، وشمولها واتساعها، ومداها ونطاقها، أو لجهة الأهداف التي تقصف، والمساكن التي تدمر، والمقار الدولية التي تنتهك، والمستشفيات وهيئات الدفاع المدني التي لا تحترم، والصحفيين والإعلاميين والأجانب الذين يعدمون،  والمدنيين الذين يقتلون، وعدد الأطفال والنساء الذين يستهدفون، أو مساحة المنطقة الضيقة التي تجري فيها العمليات الحربية، فضلاً عن حصارها وخنقها وتجويع سكانها وتعطيشهم، وحرمانهم من الغذاء والدواء والماء، بما يجعل حياتهم فيها مستحيلة، وبقاءهم فيها متعذراً.

الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم وتعلم بها الشعوب، أن العدو الإسرائيلي يريد كي وعي الشعوب والأمم، وتخذير أذهانهم، وموت ضمائرهم، وكبت أصواتهم، وسلب إرادتهم، ومنع حراكهم، بل وخصي رجولتهم، وتقييد حريتهم، وإجبارهم على تجرع السم برضا، والقبول به بابتسامةٍ ورحابة صدر، ليجعل من عدوانه على الشعب الفلسطيني أمراً طبيعياً، وشيئاً عادياً متقبلاً، وكأنه ليس جريمةً دولية، ولا فعلاً شائناً، ولا عملاً كريهاً، فلا ينبغي استنكاره ولا التنديد به، وكأن ما يقومون به لا يستفز المشاعر، ولا يوخز الضمائر، ولا يثير الأحرار، ولا يفتت القلوب، ولا يفجر الغضب، ولا ينبغي أفعاله أن تحرك المشاعر الإنسانية لدى الشعوب أبداً، وأن تخلق رأياً عاماً شعبياً معارضاً له وناقماً عليه.

مضى على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم 264 يوماً متواليةً، كأشد ما تكون أيام الحرب والقتال، وكأثقل ما تكون اليالي وأصعب الأيام، لم تهدأ خلالها عمليات القصف والغارات الجوية، ولم تتراجع وتيرة القتل الوحشي، ولا أعداد الشهداء من كل الفئات العمرية والجنسين، ولم تتوقف مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن نقل الصورة، وبث الأخبار، وتسليط الأضواء وكشف الحقائق، وفضح ممارسات العدو وبيان جرائمه، من خلال الصور الموثقة والمشاهد المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية، ولا يخجل منها مدعو الحضارة والتمدن والديمقراطية.

إلا أن صمت العالم يزداد، وعجزه يتفاقم، وسلبيته تستمر، وغير مبالاته تخزي، فقد اعتادت عيونهم مشاهد القتل والدمار، وصور المذابح والإبادة، وتأقلمت آذانهم مع الصرخات والآهات، والشكاوى والأنات، وباتت عقولهم تتقبل ما يجري، وتتفهم ما يقوم به جيش العدو، وتراه عملاً طبيعياً لا ينبغي له أن يستفز المشاعر ويحزن النفوس، وكأن الذين يقتلون ليسوا بشراً، وليسوا شعباً يستحق الحياة، وبعضهم أصبح يبرر له جرائمه، ويفسر أمام الرأي العام عملياته، ويدعو المجتمع الدولي لحمايته من ضحاياه، والدفاع عنه أمام من يقتلهم ويدمر بيوتهم، والوقوف معه ضد من يقتلعهم من أرضهم ويطردهم من مناطقهم.

لم تعد الأخبار تصدم المتابعين وتفاجئ المراقبين، أو تغضبهم وتخرجهم عن طورهم، فالصورة تتكرر والخبر لا يتغير، والضحايا هم أنفسهم، والعائلات هي ذاتها، وبات خبر ارتكاب العدو عدداً من المجازر أمراً مألوفاً غير مريعٍ ولا يلفت الأنظار، ولا يعيره أحدٌ اهتمامه، وخبر “مقتل” مئات الفلسطينيين أمراً عادياً طبيعياً، يضاف عددهم إلى أعداد الشهداء السابقين، وإذا نقص العدد يوماً بضع عشراتٍ عن شهداء اليوم السابق، فإن العالم يصفق لجيش الاحتلال، ويتوجه قادة الدول الكبرى بالشكر إلى الحكومة الإسرائيلية، ويشيدون بسياستها المسؤولة التي أدت إلى تقليص عدد الضحايا الفلسطينيين، ويبالغون في شكرها وتمجيد رئيسها إذا سمح بعض الشاحنات التي تحمل ما لا يكفي أحداً من الطعام والشراب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

إنها جريمة تفوق الجريمة، وظلمٌ يتجاوز الظلم، وشراكةٌ في العدوان ولو بالصمت، ومسؤوليةٌ في الجريمة ولو بالعجز، إذا أصبح العالم يرى أن ما يجري في قطاع غزة أمراً يمكن احتماله، أو من الممكن التعامل معه وقبوله، فما يقوم به العدو الصهيوني يفوق الوصف، ويتجاوز الخيال، ولا يقبل به عاقل، ولا يوافق عليه غير قاتل، ولا يصمت عليه غير متآمر، ولا يتأخر عن استنكاره إلا شريكه، ولا يجبن عن صده إلا متخاذل، ولا يعتاد عليه إلا جاهل، ولا يبرر له إلا غِرٌ عاجزٌ.

بيروت في 26/6/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

مقالات مشابهة

  • إلهام شاهين لـ البوابة نيوز: "30 يونيو" أنقذتنا من تجار الدين
  • فتح: انضمام إسبانيا إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل انتصار لقيم الإنسانية
  • ملتقى فلسطينيي الخارج يناقش بإسطنبول تداعيات طوفان الأقصى
  • العدل الدولية: إسبانيا تطلب الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا
  • فلسطينيون يتفقدون آثار القصف الإسرائيلي على دير البلح وسط غزة.. فيديو
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: غزة تعيش جريمة إبادة جماعية متواصلة
  • في ذكرى 30 يونيو| خالد الجندي: "ربنا يديم علينا نعمة رئيسنا السيسي وحكومتنا"
  • في ظلال طوفان الأقصى “85”
  • مشعل: طوفان الأقصى فرض تحدٍ كبير على "إسرائيل"
  • يوم جديد من عملية طوفان الأقصى