اختتمت وزارة الأوقاف فعاليات الأسبوع الثقافي من مسجد فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) بمدينة نصر بالقاهرة الأربعاء ١١ / ١٠/ ٢٠٢٣م تحت عنوان: "فهم أحاديث السواك والقيام".

الأوقاف: توزيع 7000 زي أزهري جديد للأئمة الأوقاف تصدر كتاب "قصص الحيوان في القرآن الكريم" باللغة الإنجليزية 

حاضر في الندوة الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، والشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب المسجد، وقدم له محمد جمعة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ ماهر الفرماوي قارئًا، والمبتهل الشيخ كمال أبو عرب مبتهلا، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهر، والشيخ سيد حمودة مدير إدارة شرق مدينة نصر، والشيخ فتحي الجوهري المفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.

المقصد الأساسي من النص الشرعي هو فهمه وتدبره

وفي كلمته أكد الدكتور هاني تمام أن المقصد الأساسي من النص الشرعي هو فهمه وتدبره، مشيرًا إلى أن الإسلام يأمر بالتدبر في مقاصد النصوص والتفريق بين القطعي والظني من النصوص، موضحًا أن السبب الحقيقي للجمود الفكري هو الوقوف عند ظواهر النصوص الشرعية دون التعمق في مقاصدها، فكل نص في القرآن الكريم والسنة النبوية له مقصد، ولا بد من الإحاطة بالأدوات الضرورية لفهم معاني النصوص الشرعية واستخلاص الأحكام منها، ففي أحاديث القيام بين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان ينزل الناس منازلهم، فكان إذا أتاه رجل كريم أكرمه، وإذا أتاه عظيم قوم رحب به، وعظم شأنه ففي الحديث أن أهل قريظة لما نزلوا على حكم سعد (رضي الله عنه) أرسل إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء على حمار أقمر فقال (النبي صلى الله عليه وسلم): "قوموا إلى سيِّدِكم ، فأنزَلوهُ"، مؤكدًا أنه لا تعارض بين هذا الحديث، وحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "من أحبَّ أن يتمثَّلَ له النَّاسُ قيامًا، فليتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ"، موضحًا أن  الشرع لا يتناقض ولا يعارض بعضه بعضا ، وأن الوقوف على مقاصد الأحاديث يزيل الإشكال،  كما بين أن الإسلام حريص على صلاح القلب والسريرة، والابتعاد عن كل سبب يوصل للكبر، مبينا أن النية في العمل هي التي تجعل العمل مشروعًا أو غير مشروع،  مختتما حديثه بأن تدبر النص، ومعرفة سبب وروده يزيل الإشكال عنه، ويبين لنا الحكم فيه. 

بعض النصوص قد يوهم ظاهرها خلاف المراد

وفي كلمته أشار الشيخ محمود الأبيدي إلى أن بعض النصوص قد يوهم ظاهرها خلاف المراد، ومن ذلك أحاديث السواك، حيث قال (صلى الله عليه وسلم): "لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ"، فبالتدقيق يتضح أن المراد من النص تطهير الفم وتنظيفه بالآلة التي تناسب العصر، والتي يستطيع أهل كل عصر التعامل معها، حيث إن وظيفة السواك تطهير وتنظيف الفم، مبينا أن  المقصود ما يكون به تنظيف الفم، وليس المقصود تحديد الوسيلة واقتصارها على السواك، لأن السواك كان هو الوسيلة الوحيدة في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، كما بين أن الشريعة الإسلامية تتميز بالسماحة، ومبنية على التيسير ورفع الحرج، وأن الخطاب الديني متجدد على مر العصور لأنه صالح لكل زمان ومكان.

مختتما حديثه بأن مقاصد الشريعة هي الأهداف التي يرمي إليها الشارع الحكيم، فالله (سبحانه)  لم يخلق هذا الكون عبثا ولم يتركه سدى، بل خلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له، وشرع له الشرائع التي تهدف إلى مصلحته الدنيوية والأخروية، وتسهل عليه القيام بأداء المهمة التي من أجلها خُلق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاوقاف وزارة الأوقاف مسجد فاطمة الزهراء جامعة الأزهر النص الشرعي صلى الله علیه وسلم من النص

إقرأ أيضاً:

حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم.. الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثمًا شرعًا، ويلزمه قضاؤها ظهرًا اتفاقًا.

وأكدت دار الإفتاء، في فتوى عبر موقعها الإلكتروني، "على المسلم أن يحتاطَ لأمر صلاة الجمعة ويحرص على حضورها، وأن يأخذَ بما يعينه على أدائها من الأساليب والأسباب؛ كالنوم باكرًا وعدم السهر بلا فائدة، أو كأن يعهد إلى أحدٍ أن يوقظَه، أو أن يضبط ساعته أو منبه هاتفه لإيقاظه ونحو ذلك من الوسائل التي تعين المرء على أداء صلاة الجمعة في وقتها؛ قيامًا بالفرض، وتحصيلًا للأجر وعظيم الفضل".

صلاة الجمعة اليوم .. خطيب المسجد الحرام : هذا العمل أفضل ما تستأنف به البر بعد رمضانحكم ترك صلاة الجمعة تكاسلًا أو بدون عذر.. رأي الشرعحكم صلاة الجمعة لمن أدرك الإمام في التشهد.. دار الإفتاء توضححكم اصطحاب الأطفال غير البالغين إلى المسجد لصلاة الجمعة

حكم صلاة الجمعة

وأضافت الإفتاء أن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.

وتابعت "لذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].".

وأوضحت أن الآيتين السابقتين تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:

الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.

الثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).

الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).

الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.

قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.

وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".

وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

التحذير من ترك صلاة الجمعة ممَّن وجبت عليه

كما شدَّد الشرع الشريف على مَنْ تخلَّف عن أدائها ممَّن وجبت عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما".

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».

مقالات مشابهة

  • هل زيارة قبر النبي من تمام العمرة والحج؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل التوسل بالنبي في الدعاء حرام شرعا؟.. الإفتاء توضح
  • كلمات قالها النبي.. أفضل دعاء لمن يشتكي من عدم القدرة على النوم
  • « الداخلية» تضبط صاحب كيان تعليمي وهمي بمدينة نصر
  • أفضل أدعية النبي.. واظب عليها كل يوم
  • الإخلاص والخير.. بيان المراد من حديث النبي عليه السلام «الدين النصيحة»
  • حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم.. الإفتاء توضح
  • وزير الأوقاف يفتتح مسجد النور بالجيزة احتفالًا بالعيد القومي للمحافظة
  • العيد القومي للجيزة.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد النور بمدينة الصف
  • حكم تخصيص يوم الجمعة بالتذكير بالصلاة على النبي .. فيديو