بغداد اليوم - بغداد

أثار التصعيد الراهن بين إسرائيل وحركة حماس، جدلًا بشأن تعامل شبكات التواصل الاجتماعي مع التطورات الراهنة، في وقت حذَّر الاتحاد الأوروبي، شركات التكنولوجيا المالكة للمنصات الاجتماعية، من وقوعها تحت وطأة العقوبات حال عدم حذف أي محتوى مؤيد للحركة الفلسطينية.

ويواجه إيلون ماسك مالك منصة "إكس"، خطر فرض عقوبات وغرامات باهظة، بعدما غمرت شبكته الاجتماعية بالصور والمعلومات ذات الدوافع السياسية، التي تقول السلطات إنها تنتهك على ما يبدو سياساتها وقانون الاتحاد الأوروبي الجديد لوسائل التواصل الاجتماعي.

ويعتقد مختصون في مجال التكنولوجيا والإعلام الرقمي، أن منصات التواصل الاجتماعي تتخذ العديد من المعايير الصارمة بشأن تناول الأزمات، بيد أنها في الكثير من الأحيان تنحاز لأحد طرفي الصراع، وهذا ما جرى خلال تناول الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وحالياً بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، لكنهم قللوا من إمكانية تعرض منصة "إكس" لعقوبات من الاتحاد الأوروبي.

انتقادات وتحقيقات

بدأ المسؤولون في بروكسل في جمع الأدلة استعدادا لتحقيق رسمي حول ما إذا كان "إكس" قد خالف قواعد الاتحاد الأوروبي، وانضمت السلطات في المملكة المتحدة وألمانيا إلى تلك الانتقادات.

يمثل الصراع الراهن اختبارا حاسما لجميع الأطراف بما في ذلك منصات التواصل الاحتماعي، إذ سيكون "ماسك" حريصًا على دحض أي ادعاء بأنه فشل في أن يكون مالكا مسؤولا للشبكة الاجتماعية الشهيرة، مع التمسك بالتزامه بحرية التعبير، في حين يرغب الاتحاد الأوروبي في إظهار أن لوائحه الجديدة، المعروفة باسم قانون الخدمات الرقمية، لها "أنياب".

خفضت "إكس" فرق الإشراف على المحتوى، كداعم للترويج لحرية التعبير، كما انسحبت من تعهد تدعمه بروكسل بمعالجة التدخل الأجنبي الرقمي، وأعدت "خوارزميات" وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها.

على الجانب الآخر، وجّه كثير من مستخدمي "فيسبوك" انتقادات لحذف منشورات تتناول التصعيد الراهن، بعدما جرى تقييد استخدام حسابات، وغلق أخرى لعدة ساعات أو أيام، على وقع تناولها ونشرها أخبارًا وصورًا للأحداث تخص المقاومة الفلسطينية منذ عملية "طوفان الأقصى" فجر السبت الماضي.

كما نشطت دعوات لوضع علامة "التقييم السلبي" لتطبيق فيسبوك، بعد الاتهامات الموجه له بالتضييق على المحتوى الفلسطيني وحظر منشورات دون أن تحمل مخالفات صريحة لمعايير النشر.

بموجب تشريع الاتحاد الأوروبي والقواعد الأشد صرامة، يتعين على عمالقة التكنولوجيا مثل "إكس وتيك توك وفيسبوك" تقييم المخاطر المحتملة التي قد تتسبب فيها، والإبلاغ عن هذا التقييم ووضع التدابير اللازمة للتعامل مع المشكلة.

 

انحياز في أوقات الأزمات

من جانبه، اعتبر استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، محمد الحارثي، أن ما يجري حالياً من ارتباك على منصات التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك وإكس"، دائمًا ما يتكرر في أوقات الأزمات خاصة على الصعيد الدولي.

وأضاف الحارثي أن الأمر بالنسبة لفيسبوك ينطوي على مدى اقتناع "ميتا" بالقضية المثارة على منصتها، والتي في الأرجح تمثل الرأي الأميركي باعتبارها شركة أميركية، وذلك بإتاحة مساحة أكبر للطرف الذي تنحاز له، وهذا كان متوقعًا بعد عملية "طوفان الأقصى" بتراجع المحتوى الذي ينحاز لتلك العملية، لكن الكثير من الشكاوى خرجت بإزالة محتوى معتدل وغير منحاز.

وأضاف: "ما لفت الأنظار أن هناك بعض الفيديوهات التي انتشرت على فيسبوك لعملية طوفان الأقصى لم يتم حذفها في بادئ الأمر، خاصة أن خوارزميات فيسبوك من المفترض أن تستجيب لتلك المتغيرات على الفور، لكن الأمر احتاج لبعض الوقت لمراجعة تلك المنشورات بشكل أدق".

أما بالنسبة لمنصة "إكس"، يعتقد الحارثي أن ماسك يفاجئ الجميع بسياساته غير المتوقعة وفي بعض الوقت يخلط بين رأيه الشخصي وسياسات المنصة، متوقعًا أن يجري تضييق الخناق على المنصة لإجباره على التوافق مع قانون الخدمات الرقمية.

وفي منشور على "إكس"، خاطب مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي إيلون ماسك، قائلاً إن "المحتوى العنيف والإرهابي" لم تتم إزالته كما يقتضي قانون الاتحاد، رغم التحذيرات.

وجرى سن قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي بهدف حماية مستخدمي منصات التكنولوجيا الكبرى، وأصبح قانونا في نوفمبر الماضي، لكن مُنِحت الشركات الوقت للتأكد من امتثال أنظمتها له.


المصدر: سكاي نيوز


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

مواقع التواصل تعج بردود الفعل على فوز ترامب التاريخي في الانتخابات

وتشير النتائج غير الرسمية إلى تحقيق ترامب فوزا تاريخيا في الانتخابات التي شهدت منافسة محمومة وجاءت نتائج المرشح الجمهوري أكبر مما كان يتوقعه السياسيون والمراقبون.

ومن دون إعلان رسمي، أصبح ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة بعد أن تجاوز عدد الأرقام التي حصدها حاجز الـ 270 صوتا المطلوبة لحسم المنافسة في المجمع الانتخابي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2البطل الخارق يغيّر جلده.. لماذا راهن إيلون ماسك بكل قوته على فوز ترامب؟list 2 of 2دونالد ترامب.. حملة صاخبة وعودة أسطوريةend of list

فقد اكتسح ترامب ولاية بنسلفانيا التي كانت تعتبر محسومة لهاريس قبل الانتخابات، فضلا عن أنه حقق نتائج مفاجئة في كل الولايات المتأرجحة تقريبا.

ولم يفز ترامب بالبيت الأبيض فقط، فقد حصد الجمهوريون أيضا الأغلبية في مجلس الشيوخ بـ52 مقعدا، بعدما حصدوا مزيدا من المقاعد على حساب الديمقراطيين الذين يواجهون انتكاسة كبيرة.

رئيس بلا معارضة

وإلى جانب ذلك، فإن كل المؤشرات تشي بأن الجمهوريين في طريقهم لحصد أغلبية في مجلس النواب أيضا، مما يعني أن ترامب سيكون رئيسا بلا معارضة برلمانية فعليا، إلى جانب 6 من أصل 9 قضاة ينتمون له في المحكمة العليا.

ومن خلال هذه المعطيات، يرى المراقبون أن ترامب حقق نجاحا تاريخيا فعليا وتمكن من العودة للبيت الأبيض بوضعية قوية على نحو ربما لم يكن هو نفسه يتوقعه.

وفور إعلان هذه النتائج، أبدى نشطاء صدمتهم من عودة ترامب للحكم بالنظر إلى موقفه القديم المناهض للمسلمين وللقضية الفلسطينية ودعمه الكبير لما يعرف بـ"صفقة القرن"، في حين قال آخرون إن الرجل لا يريد حروبا ولن ينشغل أصلا إلا بالداخل الأميركي.

وعلى سبيل المثال، كتب محمد محاسب متسائلا: "فاز ترامب وما الجديد؟ ترامب يليق جدا على العالم الحالي وعلى أميركا الحالية"، مضيفا "ترامب رجل يعرف ماذا يريد وكيف يحصل عليه".

ليس هذا فقط، فقد قال محاسب أيضا "ترامب مقاتل ويجيد استغلال الفرص ونقاط ضعف الأعداء أو قل غير الحلفاء لأنك لو لست حليفا لترامب فأنت عدو. ترامب مستثمر جيد وينجح في عقد الصفقات".

أما يارا فقالت إن ترامب "غريب عجيب، كان عليه دعاوى قضائية جنائية وملفات ومحاولتي اغتيال"، مضيفة "تحسه مثل القط بسبع أرواح، لا وصمم يرجع رئيس ورجع صار رئيس، عنجد دخل التاريخ".

في المقابل، قال حسن الشاعر إن ترامب "أول من تكلم بالعلن عن صفقة القرن وتهجير الفلسطينيين"، معتبرا أن "الأيام الجاية (المقبلة) بتكون أسوأ بكثير من اللي راحت".

وعلى العكس من ذلك، قال رامي سماقي إن ترامب "لا يهتم للحروب، وقالها صراحة إنه يريد أن يهتم بأميركا وبشعبه"، مضيفا "أنه يريد تخفيض الضرائب وضبط الحدود والهجرة وتخفيض المساعدات لإسرائيل وأوكرانيا لأنها فاقت الحدود في عهد بايدن".

اللافت في هذا كله أن كامالا هاريس لم تظهر حتى الآن ولم تخاطب الأميركيين، حيث قالت حملتها الانتخابية إنها قررت عدم الحديث اليوم والانتظار إلى غد الخميس.

6/11/2024

مقالات مشابهة

  • قرار حوثي صادم ضد ‘‘اليوتيوبرز’’ وصناع المحتوى وأصحاب الدخل من مواقع الإنترنت
  • «ميلانيا المزيفة».. ظهور زوجة ترامب الأخير يوم النصر يشعل مواقع التواصل الاجتماعي|تفاصيل
  • شاهد بالفيديو.. حفل زواج بسيط بإحدى القرى السودانية يخطف الأضواء على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إعجاب منقطع النظير من أغاني التراثية التي قدمتها النسوة الحاضرات
  • التضامن الاجتماعي تطلق أول منظومة إعلامية حكومية تدار بالكامل بالذكاء الاصطناعي
  • أستراليا تعتزم حظر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين
  • أماني الحنطي: قيمة عقاراتي 15 مليون ريال .. فيديو
  • ميدان شهير بقنا.. "أوعى القطر يدوسك" لوحة فنية تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • مواقع التواصل تعج بردود الفعل على فوز ترامب التاريخي في الانتخابات
  • كتب كتاب بالكلبشات في الإسكندرية يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي – شاهد
  • العفو الدولية: السلطات اليمنية لا تزال تتقاعس عن التصدي للابتزاز والمضايقة القائمين على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت على فيسبوك