بوابة الوفد:
2024-10-05@22:51:21 GMT

"إسرائيل - فلسطين" والتحرك الدولي

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

آن الآوان أن تعلن الأمم المتحدة عن موقفها تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن تتذكر معاناة شعب وأمة عانت ويلات العدوان على أراضيها واغتصاب مقدراتها، وفي كل مرة كان يتعرض هذا الشعب لأي انتهاك أو اغتصاب أو تجاوز من قبل سلطات الإحتلال كنا نجد الامم المتحدة تغض البصر عن كل هذه الإنتهاكات، وأن وضعت في موقف متأزم نجدها تطلب فقط "ضبط النفس"، بل أنها دوما ما كانت توجه الانتقادات للسلطة الفلسطينية وتقف ضد مآربها الساعية إلى الإعمار، وتتناسى أن الفلسطينيين منذ أكثر من 70 عامًا وهم ضحايا للانتهاكات التي ترتكبها دولة إسرائيل، وهنا إعلان الموقف ليس فقط مطلوب من الامم المتحدة ولكن أيضا مطلوب من كافة المؤسسات الدولية الأخرى التي كشفت عن سياستها في الكيل بمكيالين تجاه التعامل مع الامور، وهنا اتحدث عن الاتحاد الأوروبي الذي أعلن على لسان أوليفر فارهيلي، تعليق جميع مدفوعات مساعداته التنموية للفلسطينيين، وقرر إعادة تقييم كافة برامجه الحالية التي تبلغ قيمتها الإجمالية 691 مليون يورو، وتبعه في ذلك كلا من ألمانيا والنمسا التي أعلنتا عن تعليق المساعدات للأراضي الفلسطينية، وذلك عقب "طوفان الأقصى" الذي شنته حركة حماس على إسرائيل.

كما وصفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية ما حدث بأنه إرهاب في أبشع صوره، ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة مثل هذه الهجمات الشنيعة.

وقال ديلان وايت، المتحدث باسم التكتل العسكري بالحلف الأطلسي، ندين بشدة الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس على إسرائيل شريكة الحلف الأطلسي.

ووسط كل هذا نجد إعلان الإدارة الأمريكية على لسان الرئيس الأمريكي، جو بادين، تأكيده بأن الولايات المتحدة ستقدم لإسرائيل ما ستحتاجه للدفاع عن نفسها، ونقلت مواقع أمريكية اخبارية ان بنيامين نتانياهو طلب من بايدن دعما أمريكيا طارئا لشراء المزيد من الصواريخ لنظام القبة الحديدية الدفاعي.

اللافت للنظر وسط كل هذا هو قيام سكان أكبر مدينة تضم يهود في العالم في نيويورك بالتظاهر لدعم فلسطين وتأييد هجوم حماس على إسرائيل وتجمع المتظاهرون فيها بمكبرات الصوت ولافتات صفراء كتبوا عليها "المقاومة ضد الاحتلال حق من حقوق الإنسان" و "أوقفوا جميع المساعدات الأمريكية لإسرائيل العنصرية"

وعلى مستوى السياق العربي قدم السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية مذكرة للجامعة العربية تضمنت طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورة غير عادية في أقرب موعد ممكن لبحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربى والدولى لوقف العدوان الإسرائيلى وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتحقيق السلام والأمن المرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وبعد عقد الاجتماع خرج بيان الجامعة بصيغة هشة كعادتها لم تخرج عن فكرة الإدانة حيث ادانت ما قالت عنه "قتل المدنيين" من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي واستهدافهم والتأكيد على ضرورة حمايتهم وأيضا على ضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين، ودعوة كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحذير من التداعيات الإنسانية والأمنية الكارثية لاستمرار التصعيد وتمدّده.

ورغم أن الكثيرون في الأوساط الدولية والعالمية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان أدانت تأخر تحرك الجامعة العربية بل انها لم تقم بعقد اجتماع طارئ غير عادي من تلقاء نفسها لكنها انتظرت لحين تقديم طلب رسمي ومذكرة من مندوب فلسطين الدائم لديها، لكنهم توقعوا أن يخرج بيان الجامعة مثل البيانات السابقة التي كانت تطالب بضبط النفس والشجب والاستنكار، وكان الغريب الذي وضع الجامعة في حرج هو تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي خرج به بعد المباحثات التي أجراها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط، في موسكو، باستعداد كل من روسيا وجامعة الدول العربية، للمساهمة في فض النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين وقال نصا "يتوجب على روسيا وجميع أعضاء جامعة الدول العربية، المساهمة في وقف إراقة الدماء، وإنهاء معاناة المدنيين في إسرائيل وفلسطين، ومن الممكن تحقيق ذلك"، ولم يخرج هذا التصريح عن الجامعة نفسها مثلا، وقال لافروف في تصريحاته نحن على استعداد للمساهمة في فض النزاع بالتعاون مع الدول العربية، وجميع الدول الأخرى المهتمة بنشر السلام المستدام بالشرق الأوسط، وضمان أمن جميع دول المنطقة دون استثناء، بما في ذلك دولة فلسطين، ويتطلب ذلك قرارا من قبل مجلس الأمن".

ولم يكن موقف مجلس الأمن ايضاً يحمل جانب إنساني بل أنه ارتكن إلى مبدأ ( لا أسمع لا أرى لا أتكلم) بل أدان عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، ليس هذا فقط بل أن الولايات المتحدة دعت جميع أعضاء مجلس الأمن إلى إدانة "حازمة" لهجوم حماس على إسرائيل قبل انعقاد جلستها الطارئة وبعد الاجتماع الطارئ والمغلق أبدت الولايات المتحدة أسفها لغياب الإجماع في هذا الاجتماع.

كما أن التصريحات التي خرجت عن بعض ممن حضروا الاجتماع أكدوا على انه لم تقدم أي دولة اقتراحا لإصدار إعلان مشترك، وآراء أخرى رأت أن المجلس أظهر انقساما حيال القضية الإسرائيلية الفلسطينية

وكان الغريب في الأمر قبل انعقاد هذا الاجتماع تصريحات روبرت وود، مساعد السفير الأميركي لدى مجلس الأمن للصحفيين والتي قال فيها "نأمل أن يدين جميع أعضاء مجلس الأمن بحزم ما حدث في إسرائيل و نأمل بأن نسمع من الأعضاء الآخرين في المجلس إدانة شديدة لهذه الأفعال الإرهابية المشينة، التي ارتكبت بحق الشعب الإسرائيلي وحكومته" الأمر الذي لم يتحقق من الأعضاء بعد الانقسام الداخلي بينهم.

وخلال هذه الجلسة كان حديث السفير الإسرائيلي، جلعاد إردان، إلى وجود طلب وحيد لإسرائيل من مجلس الأمن يتمثل في إدانة جرائم الحرب التي ترتكبها حماس على حد قوله بأنها جرائم حرب ويجب أن تتلقى إسرائيل دعما قويا للدفاع عن نفسها، وفي المقابل خرج تصريح ورد المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الذي يمثل السلطة الفلسطينية وليس حركة حماس وقال حان الوقت لإبلاغ إسرائيل بوجوب أن تغير مسارها بوجود طريق للسلام لا يقتل فيه الفلسطينيون ولا الإسرائيليون.

وبعيدا عن كل هذا لابد أن نرتكن إلى جانب مهم لوسائل الإعلام العبرية عندما قالت أن إسرائيل لا تفهم حماس، وشبهت "طوفان الأقصى" بهجمات 11 سبتمبر، وما قاله أيضاً تور وينيسلاند، مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، بأن ما حدث "هاوية خطيرة" وناشد الجميع  "التراجع عن حافة الهاوية" وفي رايي المتواضع هو ما لابد أن يحدث وبشكل سريع وعاجل التراجع عن "حافة الهاوية" بعد التخوف من خروج الوضع عن السيطرة، لذا بات على الجميع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاراضي الفلسطينية إسرائيل الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين المفوضية الاوروبية الإدارة الأمريكية الولايات المتحدة نيويورك فلسطين وزراء الخارجية العرب مبادرة السلام العربية موسكو حماس على إسرائیل الدول العربیة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟

الجديد برس:

كشف قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، عن تزامن الهجمات الصاروخية الإيرانية على “إسرائيل” مع الهجمات التي شنتها قوات صنعاء على أهداف عسكرية في الأراضي المحتلة، مجدداً تأكيده على ثبات الموقف اليمني إلى جانب الشعب اللبناني.

وفي خطابه الأسبوعي المتلفز حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، قال الحوثي: “نؤكد أننا إلى جانب إخوتنا في حزب الله وجماهيره وحاضنته الشعبية، ومساندين دائماً للشعب اللبناني، وهذا هو حال المحور بأسره”. وأوضح أن جبهة الإسناد في اليمن نفذت عمليات قصف صاروخي متزامنة مع عملية “الوعد الصادق الثانية” باتجاه يافا (تل أبيب) وأم الرشراش (إيلات) ومواقع في صحراء النقب.

واعتبر الحوثي أن الضربة الصاروخية الإيرانية تُعدّ أكبر ضربة تلقاها العدو الإسرائيلي منذ بداية احتلاله لفلسطين، مشيراً إلى أن تلك الضربة غطت مساحة واسعة على امتداد فلسطين المحتلة، وصولاً إلى قبالة عسقلان، وركزت على القواعد العسكرية والمراكز التجسسية للكيان الغاصب.

وأوضح الحوثي أن “الصواريخ الإيرانية وصلت بنسبة 99 بالمائة، كما أظهرت المشاهد الموثقة بالفيديو توثيق وصولها وهي تدك القواعد الإسرائيلية، مما دفع ملايين الصهاينة إلى الهرب برعب شديد إلى الملاجئ، وعاش الجنود الصهاينة حالة من الرعب في مختلف أنحاء فلسطين”.

وأشار الحوثي إلى أن عملية “الوعد الصادق الثانية” تأتي “تنفيذاً لالتزام الجمهورية الإسلامية بعد اغتيال العدو الإسرائيلي لشهيد الأمة الإسلامية إسماعيل هنية، وجريمة استهداف السيد حسن نصر الله والقائد في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان”. ووصف العملية بأنها ناجحة وقوية، مشدداً على أنها لم تعقها القواعد الأمريكية، رغم تكرار الأمريكيين إعلانهم أنهم سيوفرون الحماية للعدو الإسرائيلي.

كما ذكر الحوثي أن “عملية الوعد الصادق الثانية كانت ضرورية، وكسرَت الطوق والإرهاب والتهويل ومحاولات إيقافها من قبل الأمريكي وأدواته”، مؤكداً أن “حماية الأمريكي للعدو الإسرائيلي من صواريخ الجمهورية الإسلامية فشلت، رغم وعوده وجهوده لتحقيق ذلك”.

وقال: “أمتنا بحاجة دائماً إلى الجرأة في اتخاذ الموقف الذي يمثل ضرورة واقعية ومسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية لردع العدو الإسرائيلي، الذي لا يمكن أبداً منعه من ارتكاب الجرائم وإبعاده عن المزيد من التصعيد والعدوان إلا من خلال عمليات قوية ورادعة ومؤثرة”.

ولفت الحوثي إلى مدى بهجة الشعوب المظلومة، وبخاصة الشعب الفلسطيني، بالضربة الكبيرة والموفقة للجمهورية الإسلامية في إيران. وأضاف: “عقب العملية الإيرانية، امتلأت قلوب أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب أمتنا بالفرح، بقدر ما امتلأت قلوب الصهاينة بالرعب والخوف والقهر”.

وأوضح الحوثي أن “جبهة الإسناد اليمنية نفذت عمليات في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث بلغ عدد السفن المستهدفة منذ بدء العمليات نحو 188 سفينة”. وأشار إلى أنه تم إسقاط المزيد من طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكية من طراز MQ9، ليصل إجمالي عددها إلى 11 طائرة خلال هذا العام.

كما أشار الحوثي إلى سعي الأمريكي والإسرائيلي إلى التصعيد في العدوان ضد الشعب اليمني، حيث بلغت الغارات الإسرائيلية والأمريكية هذا الأسبوع 39 غارة. وأضاف: “إن استهداف الحديدة من قبل العدو الإسرائيلي والأمريكي لن يوقف عملياتنا، وجهادنا مستمر”.

وتابع: “مع عملياتنا، يستمر تطوير القدرات العسكرية في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي ولإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء”.

وأكد الحوثي في خطابه أن “واقع إخوتنا في حزب الله يتميز بالتماسك والثبات، وجهوزيتهم في مواجهة العدو الإسرائيلي كما كانوا في السابق”. وأوضح أن “حالة حزب الله لم تتغير بعد استشهاد الأمين العام، بل زادت ثباتاً وعزيمة وتصميماً في العمل في سبيل الله”.

وأضاف أن “المجاهدين في حزب الله يمتلكون من الحافز والدافع بعد استشهاد الأمين العام ما يفوق السابق، وأن الحالة التي انعكست على واقعهم ليست انهياراً أو عجزاً، بل تصميماً وعزيمة وحرصاً على أداء الموقف العظيم والمشرف”.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار إسرائيل اعتباره “شخصا غير مرغوب فيه”
  • مجلس الأمن يؤكد دعمه الكامل لغوتيريش بعد قرار إسرائيل الأخير
  • مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار إسرائيل اعتباره شخصا غير مرغوب فيه
  • مجلس الأمن يدعم الأمين العام للامم المتحدة بعد قرار إسرائيل منعه من دخولها
  • مجلس الأمن يرد على قرار إسرائيل بشأن غوتيريش
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • مجلس الأمن الدولي يدعم غوتيريش بعد قرار إسرائيلي
  • من هو النصف الآخر للسنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله؟
  • من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟
  • مندوب لبنان بالجامعة العربية يدعو مجلس الأمن لوضع حد نهائي لاعتداءات إسرائيل