يرى الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري -في تصريح لقناة الجزيرة- أن حزب الله اللبناني لن يدخل حاليا في مواجهة عسكرية مع إسرائيل إلّا إذا تجاوزت الخطوط الحمراء التي يرسمها الحزب، مؤكدا أن القرار الأخير هو بيد إيران وحدها.

وقال إن حزب الله سيدخل في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل التي تشن الحرب ضد قطاع غزة، في حال تخطت الاشتباكات منطقة كفر شوبا ومزارع شبعا، مضيفا "أن أي خطأ أو حماقة يرتكبها الجانب الإسرائيلي سيجعل حزب الله يتحرك بهذا الاتجاه"، ولكن بعد أن يأتي القرار الأعلى من إيران.

وبحسب الدويري، فإن كفر شوبا مزارع شبعا هي أرض محتلة من وجهة النظر اللبنانية، ولكنها من وجهة النظر الأخرى هناك اختلاف حولها، هل هي أرض سورية أم لبنانية؟ مشيرا إلى أن الجانب السوري اعترف بأنها أرض لبنانية بعد حرب 1967.

ورغم أن حزب الله -يضيف الخبير العسكري- أعطى إشارات بأنه لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ما يجري في قطاع غزة، إلّا أنه لم يشارك في الحروب السابقة التي خاضها الفلسطينيون مع الاحتلال الإسرائيلي.

وحتى لو قامت إسرائيل باجتياح بري لقطاع غزة، يرى الدويري أن حزب الله سيكون متحفظا، وسيطرح تساؤلات فرعية تتعلق بمدى هذا الاجتياح وبأهدافه، وبمدى تأثيره على المقاومة، وسيكتفي بالقول إنه موجود باشتباكات محدودة يغذيها بتواجد التنظيمات الفلسطينية عبر الجغرافيا اللبنانية.

ومن وجهة نظر الخبير العسكري، فإن قرار دخول الحرب ضد إسرائيل ليس بيد حزب الله بل بيد إيران وحدها، مبرزا أن الأخيرة تحاول في ظل الظروف الراهنة أن تمسك خيوط اللعبة كاملة، و لن تقدم على توحيد الساحات التي تمسكها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، إلّا إذا تعلق الأمر بالملف النووي الإيراني أو توجيه ضربة عسكرية لها.

ونفس الشيء بالنسبة للحوثيين الذين يملكون الصواريخ والطائرات المسيّرة، حيث لن يستخدموا قدراتهم هذه في ضرب إسرائيل، إلّا في حال استهدفت إيران، وفق الخبير العسكري .

ردع إيران

وخلص الدويري إلى أن الجانبين اللبناني والإسرائيلي كلاهما يتحفظ على الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، حيث تخشى إسرائيل من توحيد الساحات، سواء داخل فلسطين، قطاع غزة والضفة وعرب الداخل، أو داخل الإقليم، غزة وحزب الله.

أما في لبنان، فإن حزب الله يعي المشاكل التي يعاني منها البلد، اقتصاديا واجتماعيا، إضافة إلى فراغ الكرسي الرئاسي.

ويذكر أن حزب الله أعلن أنه قصف، يوم الأربعاء، موقع الجرداح العسكري الإسرائيلي مقابل قرية الضهيرة اللبناني بصواريخ موجهة، مما أسفر عن مقتل وجرح جنود إسرائيليين.

وقال الحزب -في بيان- إن استهداف الموقع يأتي ردا على مقتل عدد من عناصره في قصف إسرائيلي تلا عملية نفذتها حركة الجهاد الإسلامي عبر الحدود اللبنانية.

ومن جهة أخرى، يرى الدويري -في تصريحه للجزيرة- أن حاملة الطائرات الأميركية التي أعلنت واشنطن إرسالها إلى شرق البحر المتوسط لن تستخدم ضد المقاومة الفلسطينية ولا حزب الله بل هي رسالة ردع لإيران.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الخبیر العسکری أن حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي، في وقت عدّلت فيه موسكو عقيدتها النووية بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية ردا على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.

واضطرت الولايات المتحدة أمس إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ عند سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أميركية ردا على سماح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى أتاكمز.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قال دانيال إل. ديفيز، الخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، للقيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير.

خطر كبير

ومن الواضح جدا -وفق ديفيز- أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس.

في المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادت بقرار بايدن، فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري وويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا.

ويرى ديفيز أن هؤلاء الجنرالات قدّموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيرا إلى أنه في سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بتريوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية.

أما ديفيز فكتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح.

ويقول ديفيز إنه في يوليو/تموز 2023 وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب مقالا قال فيه إنه من الواضح أن الهجوم قد فشل.

وأضاف حينها أن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو "السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف، وأن إنهاء الحرب من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".

ويقول ديفيز إن هذا يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده.

ومع ذلك، تجاهل كبار الجنرالات في الولايات المتحدة هذه الحقيقة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023 وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب.

ويضيف ديفيز أن الحقيقة اليوم أشد وضوحا، فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها واشنطن لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة، تماما مثل الدخول السابق للدبابات الغربية وناقلات الجنود المدرعة وقطع المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16المقاتلة إلى المعركة.

الحقيقة الوحيدة

ويضيف "لقد خسرت كييف الحرب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع -والاستماع إلى الجنرالات- سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".

وتؤكد المجلة أن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطا مباشرا للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "ردا".

ووفقا لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها أمس، خوفا من أن تنفّذ روسيا تهديدها، فتنفجر صواريخ أتاكمز الأميركية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا في وجه الولايات المتحدة.

ويقول ديفيز إن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا إستراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب.

مقالات مشابهة

  • خبير مصرفي عن تحركات الدولار: القلق يبدأ في حالة واحدة
  • خبير عسكري: إسرائيل تسعى للضغط لقبول شروط التسوية في لبنان| فيديو
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت جزءًا كبيرًا من مخططها في لبنان
  • العميد خبير عسكري: إسرائيل حققت جزءا كبيرا من مخططها في لبنان وتسعى للضغط لقبول شروط التسوية
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت جزءا كبيرا من مخططها في لبنان
  • نديم الجميّل: حزب الله انتهى عسكريا
  • خبير عسكري: الوسطات الدولية المطالبة بتطبيق قرار 1701 لن تجدي نفعًا
  • خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن
  • خبير عسكري يكشف أسباب المحاولات الإسرائيلية لاقتحام منطقة الخيام بجنوب لبنان
  • خبير عسكري: إسرائيل عاودت تدمير الضاحية لفرض وقف إطلاق نار بشروطها