اعتبر أمين عام الاتّحاد من أجل المتوسّط، ناصر كامل أنّ إدماج المرأة في الحياة الاقتصادية مسألة محورية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقال كامل في تصريحه لموزاييك، على هامش مشاركته في المنتدى الإقليمي لنساء الأعمال الذي ينظّمه الاتّحاد من أجل المتوسّط بالتعاون منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعيّة حول "النساء في الصناعة والابتكار: هل يمكن للثورة الصناعيّة الرابعة دعم الإدماج الاقتصادي للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ان الدراسات الحالية تشير إلى أن ادماج المرأة بشكل عام في الحياة الاقتصادية يمكن من زيادة نسبة النمو من 30 إلى 40%.

 

وأضاف أن ادماج المرأة ليس فقط مسألة أخلاقية من حيث المساواة بين الجنسين لكنها ضرورة اقتصادية ملحة تمكن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من اللحاق بركب الدول المتقدمة واشترط لبلوغ هذا الهدف ضرورة تسهيل ولوج المرأة للقطاعات الصناعية والتكنولوجية والرقمية وخاصة بالنسبة لتونس نظرا لارتفاع نسبة حصول المرأة التونسية على شهائد عليا. من جهة أخرى استدرك أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط  أنه بالعودة إلى سوق الشغل تتقلص نسب تواجد المراة وهو ما يستوجب حسب رأيه مراجعة عدة معايير تتعلق بالتمويل وتغيير الثقافة السائدة ومدى ادماج المرأة في الحياة الاقتصادية.

وأرجع ناصر كامل كذلك ضعف تواجد المراة في سوق الشغل ت إلى الارث الثقافي والاجتماعي للمجتمعات العربية  ودور المرأة داخل الأسرة وقدرة نفاذ المرأة للتمويل مؤكدا على ضرورة تجاوز ذلك وتكريس رؤية جديدة تقوم على أهمية دور المرأة في المنوال الاقتصادي.

بشرى السلامي

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: المرأة فی من أجل

إقرأ أيضاً:

مأزق إيران| سقوط الأسد يغير موازين القوى في الشرق الأوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت إيران مؤخرًا تطورات جذرية هزت موقعها الإقليمي، وأضعفت شبكة تحالفاتها التقليدية في الشرق الأوسط، لتصبح أكثر عزلة من أي وقت مضى.

فقد بدأت الأحداث تُظهر بوادر انهيار النفوذ الإيراني الذى استمر لعقود، حيث كانت طهران تعتمد على حلفاء ومجموعات مسلحة لتعزيز وجودها الإقليمي، لكن سقوط نظام بشار الأسد، الحليف الأبرز لإيران فى العالم العربي، يعكس تحولًا كبيرًا فى موازين القوى.

 

ضربة قاصمة لإيران

 

يُعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد عقود من الحكم ضربة استراتيجية قاسية لإيران. إذ كان الأسد الحليف العربي الأهم لطهران، ومثّل نظامه قناة لدعم حزب الله وحماس، وضمان استمرارية ما يُعرف بـ"محور المقاومة".

إلا أن هذا المحور بدأ فى التفكك، حيث استغرقت المعارضة المسلحة السورية ١١ يومًا فقط للإطاحة بالنظام، رغم الاستثمارات الإيرانية الضخمة.

ووفقًا لإليوت أبرامز، المبعوث الأمريكي السابق لإيران، فإن إيران أنفقت أكثر من ٣٠ مليار دولار لدعم الأسد، ومع ذلك، لم تمنع هذه الجهود سقوط النظام.

سقوط الأسد يشير إلى أن قدرة إيران على الحفاظ على نفوذها الإقليمي قد تراجعت بشكل كبير، خاصة مع تراجع حزب الله كقوة قتالية فعالة.

تصاعد الضغوط الإسرائيلية

استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهيار النظام السوري لتكثيف العمليات العسكرية ضد الأهداف الإيرانية. وبحسب تقارير، فقد دُمّرت خلال الأسابيع الأخيرة البنية التحتية العسكرية الإيرانية فى سوريا، بما فى ذلك أنظمة الدفاع الجوي S-٣٠٠ التي زودتها روسيا لإيران. هذه الضربات أضعفت قدرة طهران على الردع، وفتحت المجال أمام إسرائيل لتعزيز نفوذها.

ردود فعل القيادة الإيرانية

فى مواجهة هذه الانتكاسات، رفض المرشد الأعلى على خامنئى الاعتراف بخسارة حلفائه، مؤكدًا إمكانية استعادة الأراضي السورية بمساعدة "الشباب السوريين".

ومع ذلك، تتزامن هذه التصريحات مع تراجع شعبية النظام الإيراني داخليًا، إذ أظهر استطلاع رأي أجراه معهد "جامان" الهولندى فى٢٠٢٣ أن ٦٠٪ من الإيرانيين يرغبون فى تغيير النظام الحاكم.

تأثير الاحتجاجات الداخلية

الأحداث الأخيرة فى سوريا تتزامن مع موجة احتجاجات داخلية فى إيران، تفاقمت بعد وفاة مهسا جينا أمينى فى ٢٠٢٢.

هذه الاحتجاجات أبرزت السخط الشعبي ضد النظام، وزادت من هشاشته داخليًا وخارجيًا.

فى هذا السياق، يرى محللون أن فقدان الدعم الشعبي قد يجعل النظام أكثر عرضة للانهيار، تمامًا كما حدث مع الاتحاد السوفيتي.

تكلفة التدخل الإيراني فى سوريا

منذ بداية الحرب الأهلية السورية فى ٢٠١١، دعمت إيران نظام الأسد عسكريًا وماليًا، إلا أن هذا الدعم جاء بتكلفة باهظة.

وتشير تقارير إلى أن إيران أنفقت ما بين ٣.٥ و٦ مليارات دولار سنويًا لدعم الأسد.

وفى ٢٠٢٣، كشف تقرير سرى أن طهران أنفقت أكثر من ٥٠ مليار دولار فى الحرب السورية، لكنها استردت جزءًا بسيطًا من هذه التكاليف عبر مشاريع اقتصادية محدودة.

تأثير إيران على الأزمة الإنسانية فى سوريا

كان للدعم الإيراني لنظام الأسد دور كبير فى تفاقم الأزمة الإنسانية. ارتبطت طهران باستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية والتهجير القسري، مما أدى إلى مقتل وتشريد ملايين السوريين.

كما اتبعت إيران سياسة "التشييع" فى المناطق الاستراتيجية، مثل دمشق الجنوبية ودير الزور، مما زاد من التوترات الطائفية.

التحولات فى السياسات الإقليمية

فى ظل انهيار حلفائها الرئيسيين، تجد إيران نفسها مضطرة لإعادة تعريف سياستها الأمنية. يرى محللون أن سقوط نظام الأسد قد يكون بداية لتغيير كبير فى الشرق الأوسط، حيث ستضطر إيران لتقليص تدخلاتها الخارجية والتركيز على حل أزماتها الداخلية.

الدروس المستفادة من سقوط الأسد

يشير المحلل السياسي جوناثان بيرون إلى أن سقوط الأسد يمثل نقطة تحول فى سياسات إيران الإقليمية.

لطالما اعتُبرت سوريا بوابة إيران إلى البحر المتوسط ومنصة لدعم حزبالله وحماس، إلا أن هذا الدور الاستراتيجي انتهى الآن.

ويؤكد بيرون أن هذه الأحداث تُظهر هشاشة الأنظمة الاستبدادية، التي تبدو قوية من الخارج لكنها تفتقر للدعم الشعبي.

جهود مضنية

وعلى مدار الأربعة عقود الماضية، كرّست إيران أفضل العقول العسكرية لديها، بالإضافة إلى مليارات الدولارات والأسلحة المتطورة، فى مشروع ضخم هدفه مواجهة القوة الأمريكية والإسرائيلية فى منطقة الشرق الأوسط من خلال ما أسمته "محور المقاومة".

وتكوّن هذا التحالف من مجموعات مسلحة وحكومات متشابهة فى التوجهات عبر خمس دول فى المنطقة، ما سمح لإيران بإظهار قوتها حتى البحر الأبيض المتوسط غربًا والبحر العربي جنوبًا، لكن فى وقت قصير للغاية، انهار هذا التحالف إلى حد كبير.

وتمكنت مجموعات المتمردين السوريين من الإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد فى أقل من أسبوعين، حيث لم تجد قواته مقاومة تذكر، كما أنحزب الله اللبناني والفصيل الفلسطيني حماس فى غزة تضررا بشدة جراء أكثر من عام من القتال مع إسرائيل.

ولا تزال ميليشيات العراق المرتبطة بإيران وحركة الحوثيين فى اليمن قائمين، لكنهم أصبحوا أقل أهمية فى الصراع مع إسرائيل، لذا، إذا كانت إيران تنوى إعادة بناء تحالفها الإقليمي، فمن المحتمل أن يستغرق ذلك سنوات لتستعيد قوتها السابقة.

وقال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق فى سوريا وزميل بارز فى معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث فى واشنطن: "أهم تطور إقليمي هو هذه الخسارة الاستراتيجية الإيرانية" فى إشارة إلى الهزائم المتتالية التي تعرض لها حلفاء إيران.

وكانت سوريا تحت حكم الأسد عنصرًا أساسيًا فى هذا التحالف، حيث قدمت ممرًا بريًا لإيران لتزويد حزب الله فى لبنان بالأسلحة والمواد. وكانت إسرائيل تسعى لقطع هذا الطريق. وكان الدفاع عن هذا الممر بالغ الأهمية بالنسبة لإيران. ومع الإطاحة بالأسد ومستقبل القيادة السورية الآن فى تساؤل، بالإضافة إلى التهديد المستمر من إسرائيل بقصف الأسلحة المتجهة إلى لبنان، يبدو من غير المحتمل أن تتمكن إيران من الحفاظ على هذا الممر الاستراتيجي.

مستقبل إيران فى المنطقة

مع تدمير حلفائها الرئيسيين أو إضعافهم، تواجه إيران تحديات غير مسبوقة. ستحتاج طهران إلى إعادة تقييم علاقاتها الإقليمية ودورها فى الشرق الأوسط.

كما أن تزايد السخط الداخلي قد يجعل النظام الإيراني أقل قدرة على مواجهة التحديات الخارجية، مما يفتح المجال أمام تغييرات جذرية فى سياساته الداخلية والخارجية.

فى النهاية، يبدو أن انهيار نظام الأسد قد يكون بداية نهاية النفوذ الإيراني فى الشرق الأوسط، حيث تجد طهران نفسها مضطرة للتعامل مع واقع جديد، يعيد تشكيل موازين القوى فى المنطقة.

مقالات مشابهة

  • التغييرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بين المد والجزر
  • ما الهزات السياسية الارتدادية المقبلة في الشرق الأوسط؟
  • مأزق إيران| سقوط الأسد يغير موازين القوى في الشرق الأوسط
  • الهدف الحقيقي لمشروع الشرق الأوسط الجديد
  • توترات الشرق الأوسط تعزز الإقبال على الملاذ الآمن
  • بشير عبد الفتاح: الشرق الأوسط يُعاد تشكيله من قبل أطراف غير عربية
  • خبيرة أبراج: مصر ستصبح واحدة من أكبر الدول الصناعية في منطقة الشرق الأوسط
  • حزب الاتحاد: مصر البلد الوحيدة المتماسكة في الشرق الأوسط.. وعلينا إدراك إمكانياتنا
  • الشرق الأوسط الجديد والفوضى اللاخلَّاقة
  • شرق أوسط نتنياهو الجديد