الجهاز الإعلامي يوثق #أخلاقيات #المقاومة الفلسطينية في « #طوفان_الأقصى »

م. #علي_ابوصعيليك

لم يكن تصريحاً دقيقاً ذلك الذي وصف من خلاله وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت المقاومة الفلسطينية بأنها «حيوانات بشرية»، فقد يكون كلامه هو انعكاس لمدى الألم الذي أحدثته المقاومة في عمق الاحتلال بأن أصابت غرورهم وعنجهيتهم في مقتل خصوصاً أن ضربة السابع من أكتوبر قد كسرت شوكة الاحتلال بشكل فاق حدود التصور.

 لا شك في أن شدة الصدمة أفقدت الوزير صوابه وتسرع في تصريحه حيث إن حقيقة ما جرى في المستوطنات المحررة كان مخالف تماما لذلك التصريح، فقد نجح الجهاز الإعلامي للمقاومة الفلسطينية والذي رافق المقاتلين بل كان جزءا منهم في توثيق أخلاقيات المقاومة وانعكاس ثقافتها الإسلامية وهويتها العربية في تعاملها مع النساء والأطفال وكبار السن حيث تعاملت معهم بكل إنسانية وصورت بعض تلك المواقف قبل أن يصرح ذلك المتعجرف بما قال.

مقالات ذات صلة درس مختلف من دروس القوة 2023/10/12

 لاحقا بثت إحدى قنوات الاحتلال الفضائية لقاء مع مستوطنة تحدثت بمصداقية عن تعامل رجال المقاومة معها وأطفالها حيث حدثوها بأنهم مسلمون ولن يقوموا بإيذائها وأبنائها وقد اعترفت بأن حديث الفلسطيني معها جعلها تشعر بالهدوء، حتى أن أحد المقاومين استأذن منها لكي يأكل «موزة» من مطبخها وقد ضحكت مستغربة تلك الإنسانية، وقد أقرت تلك المستوطنة أن الموقف استمر لمدة ساعتين ومن ثم غادر المقاومون وتركوها مع أبنائها دون أي أذى وهو ما تفاجأ به المذيع الصهيوني الذي كان يجري معها المقابلة، ورغم أنهم حفظوا حياتها وأطفالها إلا أنها لم تتورع بوصفهم مخربين!

 لسنا هنا في انتظار شهادة تلك المستوطنة أو غيرها من المرتزقة اليهود لكي نتعرف على أخلاقيات رجال المقاومة الذين كان أحد أسباب نجاح مهمتهم بأنهم رجال محترمون على خلق عال وهي جزء من رسالة الإسلام الذي تعاديه أوروبا وأمريكا وأذنابهم في العالم، بل إن تلك الشهادات هي ردود من الصهاينة أنفسهم على وزيرهم المشحون لكي يعرف أن الحيوانات البشرية صفة لا تنطبق على رجال المقاومة إنما كان عليه أن يصفهم بـ»المقاتلين النبلاء».

 على الجانب الآخر وفي نفس المؤتمر الصحفي صدرت أوامر الوزير بقطع الكهرباء والمياه والطعام عن مدينة غزة وهي المدينة المحاصرة منذ قرابة ثمانية عشر عاماً، وبذلك يجيب «غالانت» على نفسه بنفسه، فإن من يجب أن تتم وصفة ب»الحيوان البشري» هو من يحرم مدينة كاملة فيها قرابة مليوني إنسان مدني من أساسيات الحياة وسط حالة حرب.

 ليس ذلك فحسب، بل إن القصف الذي تقوم به قوات الاحتلال يوميا على غزة يوقع ضحايا مدنيين فيهم الكثير من الأطفال الأبرياء والنساء وكبار السن وهذا ما وثقته كاميرات القنوات العالمية وهواتف المواطنين البسطاء.

 قطع الكهرباء والماء والغذاء وإلقاء القنابل على بيوت المواطنين بعد فشل الاحتلال في القضاء على المقاومة هو عمل إجرامي مخالف لكل الأعراف والقوانين وحتى الحيوانات لو قدر لها قد لا تفعل ما فعلته قوات «غالانت» فمن هي الحيوانات البشرية وقد وثقت جرائمهم؟ 

 في الحروب الماضية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة وكذلك مخيم جنين وغيرها من المدن الفلسطينية كانت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية تقدم الغطاء السياسي القانوني للأجرام الصهيوني، ولكن في الحرب الحالية تغيرت المعادلة نظرا لهول الصدمة، «فالحيوانات البشرية» الصهيونية تمارس جرائمها بدعم عسكري معلن من الولايات المتحدة والكثير من الدول الكبرى في مقدمة قد تؤدي إلى تدويل الحرب والوصول إلى حرب كبرى.

 والحديث عن الحرب الكبرى سببه أن روسيا وتركيا والصين تحديداً لن يتركوا هذه المنطقة بثرواتها وميزاتها وموقعها الاستراتيجي على طبق من ذهب للولايات المتحدة من خلال زيادة قوة وتمكين الكيان الصهيوني، حيث يمر العالم كله بفترة صعبة جدا منذ أن ورطت الولايات المتحدة أوكرانيا في حرب بالنيابة عنها لتدمير روسيا وهو الهدف الذي يبدو أنه بعيد المنال.

 منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بمساعدة بريطانيا وفرنسا وغيرهما من الدول الاستعمارية ارتكب الاحتلال العديد من المجازر البشعة التي لا تمت للإنسانية بصلة وهي صفة ملازمة للصهاينة وقد سجلت مؤخراً اعترافات مستوطن صهيوني عن دوره في مجزرة الطنطورة، ونحن في هذه المنطقة شعوب مسالمة مؤمنة بالله تعالى وطبيعتنا فيها الكثير من الجوانب الإنسانية ولن يغير فينا الاحتلال صفاتنا الإنسانية بينما حافظوا هم على صفات أجدادهم التاريخية واستذكرها غالانت في مؤتمره الصحفي.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أخلاقيات المقاومة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

تحقيق جديد يكشف ما جرى للقبة الحديدية بأول ساعات طوفان الأقصى

كشف تحقيق عسكري إسرائيلي جديد، اليوم الاثنين، عن انهيار منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في الساعات الأولى من هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى).

وفي ذلك اليوم، نفذت فصائل فلسطينية أبرزها حركة حماس، هجوما مباغتا على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل وأسر عسكريين ومستوطنين واحتجازهم في قطاع غزة، دون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من التنبؤ بذلك مسبقا ومنع حدوثه أو التعامل معه بما يمنع أسرهم، وذلك ردا على "اعتداءات الاحتلال على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى"، وفق بيان لحماس.

وقالت القناة 12 العبرية إن "تحقيقات الجيش الإسرائيلي تكشف عن فشل خطير في نظام القبة الحديدية في الساعات الأولى من هجوم حماس المفاجئ".

وأضافت "تم إطلاق 3700 صاروخ في أول 4 ساعات من الهجوم لم يتم اعتراض نصفها، واستنفدت البطاريات في غضون ساعات، ومنع التسلل الجماعي للمسلحين إعادة التسليح".

ولطالما تفاخرت إسرائيل بمنظومة القبة الحديدية، وهي مشروع إسرائيلي أميركي مشترك، في التصدي للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.

ولكن التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي في تفاصيل الهجوم المفاجئ أظهرت أن حماس تمكنت من تجاوزها.

إعلان

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن "التحقيقات العملياتية التي قدمت لرئيس الأركان كشفت عن أعطال مقلقة في منظومة الدفاع الجوي خلال الساعات الحرجة من هجوم السابع من أكتوبر".

وأضافت "لأسباب أمنية غير محددة، عانت عدة بطاريات من القبة الحديدية في محيط غزة من خلل في الدقائق الأولى من الهجوم. وهذا يعني غياب تام لعمليات الاعتراض من تلك البطاريات".

غياب الإنذار المبكر

وتابعت القناة الإسرائيلية أنه "في مواجهة وابل غير مسبوق من الصواريخ، عملت منظومة الدفاع الجوي بشكل روتيني بسبب غياب الإنذار الاستخباراتي المبكر".

وذكرت أن "شدة الهجوم كانت غير مسبوقة، إذ تم إطلاق 3700 صاروخ على المستوطنات المحيطة في الساعات الأربع الأولى".

وأوضحت أنه "تم إطلاق 1400 منها خلال أول 20 دقيقة فقط من الهجوم. ومع مرور عدة ساعات، أُفرغت البطاريات الإضافية الموجودة من ذخيرتها، مما تسبب بعدم اعتراض نصف عمليات إطلاق الصواريخ".

وأشارت إلى أن "الوضع تفاقم عندما أدى التسلل الضخم للمسلحين (من غزة) إلى منع إمكانية إعادة تسليح البطاريات المستنفدة".

وقالت "في إحدى الحالات، قتلت ضابطة وجنديان أثناء توجههم إلى إحدى البطاريات بينما كانوا ينقلون الذخيرة في شاحنة".

ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي بيان فوري بشأن ما أوردته القناة، غير أن مسؤولين سياسيين وعسكريين وأمنيين إسرائيليين وصفوا هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأنه مثل "فشلا سياسيا وعسكريا واستخباراتيا وأمنيا".

وعلى إثر الهجوم، ارتكبت إسرائيل بدعم أميركي بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 159 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • ترامب سيشاهد فيلم 7 أكتوبر لأول مرة قبل استقبال نتنياهو.. 47 دقيقة من الدهشة
  • الضيف شهيد الانتصار
  • سياسي أردني: اليمن أجبر الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة
  • تحقيق جديد يكشف ما جرى للقبة الحديدية بأول ساعات طوفان الأقصى
  • مسير لخريجي الدفعة الأولى من دورات “طوفان الأقصى” لقوات الاحتياط بوزارة الداخلية
  • تحقيق لجيش الاحتلال يكشف سبب فشل القبة الحديدية صبيحة طوفان الأقصى
  • الاحتلال يزعم العثور على وثيقة تفجر مفاجأة حول موعد طوفان الأقصى
  • تصريحات مستفزة لـ رئيس أركان جيش الاحتلال بشأن تبعات طوفان الأقصى
  • أبرز القادة الشهداء خلال طوفان الأقصى
  • دماؤهم أثمرت نصرا.. هكذا عزّى حزب الله في الضيف ورفاقه