اكتشف العلماء سرطانات تنتشر مثل الفيروسات منذ قرون بين أنواع من المحار، وهو اكتشاف ثوري يمكن أن يغير طريقة علاج مرض السرطان لدى البشر.

ووجدت دراسة سلالتين من شكل قديم من سرطان شبيه بسرطان الدم الذي كان ينتشر بصمت بين المحار لعدة قرون.

إقرأ المزيد العلماء يطورون جهازا يمكن أن يساعد على علاج السرطان في 60 يوما

ووفقا للدراسة التي نُشرت مؤخرا في مجلة Nature Cancer، تعاون العلماء في معهد ويلكوم سانجر بالمملكة المتحدة وجامعة سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا مع خبراء في العديد من البلدان الأخرى لاستخدام تسلسل الحمض النووي لفحص مدى انتشار السرطانات القديمة بصمت بين القواقع منذ العصور القديمة.

ويعد السرطان المعدي مجرد صدفة في العالم الطبيعي، ويحدث في عدد محدود من الأنواع الحيوانية. لكن الاكتشاف الأخير في المحار يثير احتمال وجود المزيد من أشكال السرطان المشابهة التي تشكل تهديدا محتملا للبشر.

وعلى حد علم العلماء، لا يمكن أن ينتقل السرطان إلى البشر إلا في حالات نادرة للغاية. على سبيل المثال، كان هناك عدد قليل من الحالات التي نقلت فيها الأمهات السرطان إلى أطفالهن أثناء الحمل.

وتم لأول مرة تحديد تسلسل السرطانات القابلة للانتقال في الكوكل (الصدف البحري)، وهو نوع من محار المياه المالحة الصالح للأكل، وينتمي إلى واحدة من أقدم مجموعات الحيوانات على هذا الكوكب.

وتُعرف سرطانات الكوكل المعدية باسم الأورام ذات الصدفتين القابلة للانتقال (BTN).

وتطفو الخلايا السرطانية القابلة للانتقال بحرية في الماء مثل البكتيريا المجهرية، ويلتقطها المحار، وتتكاثر في مضيفها، مثل سرطان الدم، قبل أن تهرب لمهاجمة الآخرين.

تم العثور على هذا النمط من العدوى بين أنواع شياطين تسمانيا (التي تنقل الخلايا السرطانية عندما يعض بعضها بعضا)، والكلاب (التي تنشر الخلايا السرطانية عن طريق التزاوج)، ونادرا جدا عند البشر (يتم نقل حالات قليلة من السرطان إلى الأطفال أثناء الحمل).

إقرأ المزيد علاج جديد لسرطان شائع يبعث الأمل في وقف انتشاره بين الشباب!

ومن خلال جمع نحو 7000 كوكل في 36 موقعا من 11 دولة بما في ذلك إسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة وأيرلندا والمغرب، تمكن الفريق من العثور على نوعين مختلفين من الأورام ذات الصدفتين القابلة للانتقال.

وتحتوي بعض الخلايا السرطانية على عدد أكبر أو أقل من الكروموسومات مقارنة بخلايا أخرى، وذلك نتيجة لأجيال من انقسام الخلايا وتغيرات غير طبيعية أخرى في وراثة الخلايا السرطانية.

واكتشف الفريق أن جينومات الأورام ذات الصدفتين القابلة للانتقال غير مستقرة إلى حد كبير. وتباين عدد وحجم الكروموسومات بشكل ملحوظ بين الأورام المختلفة، وبين الخلايا من نفس الورم.

ووجدوا أن بعض الخلايا تحتوي على ما لا يقل عن 11 كروموسوما، والبعض الآخر يحتوي على ما يصل إلى 354 كروموسوما، فيما يبلغ عدد الكروموسومات في خلايا الكوكل الطبيعية 38.

وقالت الدكتورة أليسيا بروزوس، المؤلفة الأولى المشاركة، في بيان: "لقد أوضحنا وجود نوعين من السرطان المستقلين القابلين للانتقال، ونعتقد أن هناك العديد من الأنواع المختلفة. إن الحصول على رؤية أوسع للأنواع المختلفة من السرطانات القابلة للانتقال يمكن أن يمنحنا المزيد من التبصر في الظروف اللازمة لتطور الأورام والبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل".

ووجد الفريق أن أورام الكوكل هذه غير مستقرة وراثيا إلى حد كبير وتحتوي على أعداد مختلفة من الكروموسومات، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للسرطانات.

إقرأ المزيد الخفافيش قد تحمل أدلة حيوية تفيد في التغلب على السرطان

وقال الدكتور دانييل جارسيا سوتو، المؤلف المشارك في الدراسة: "أظهرت دراستنا أن الخلايا الموجودة في أورام الكوكل هذه تحتوي على كميات متباينة للغاية من المواد الوراثية، وهو أمر غير معتاد للغاية مقارنة بأنواع السرطان الأخرى. لقد مرت هذه السرطانات بتغيرات صبغية شديدة وإعادة تنظيم جيني مستمر، ربما لمئات أو آلاف السنين، وهو ما يتحدى النظرية القائلة بأن السرطانات تتطلب جينومات مستقرة للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل".

وتشير النتائج إلى أن هذه السرطانات لا تشبه أي سرطان آخر قابل للانتقال في الحيوانات، حيث أن الجينوم المستقر ليس ضروريا لبقاء هذه السرطانات القابلة للانتقال على قيد الحياة.

إن اكتشاف كيفية قدرة هذه الخلايا السرطانية على تحمل عدم الاستقرار هذا يمكن أن يساعد الخبراء على إيجاد طرق جديدة للتعامل مع علاج السرطان لدى البشر.

وحدد الفريق أيضا عددا من الكوكل التي أصيبت بشكل غير متوقع بخلايا من كلا النوعين من السرطان في نفس الوقت.

وأوضح الدكتور أدريان بايز أورتيجا، المشارك في الدراسة: "إن فهم المزيد عن أصول وتطور السرطانات المنقولة بالكوكل، وكيف تتفاعل خلاياها مع خلايا الكوكل والبيئة البحرية، يمكن أن يساعد على حماية مجموعات الحيوانات في المستقبل، مع توفير نظرة ثاقبة حول كيفية بقاء السرطانات على قيد الحياة لآلاف السنين كطفيليات بحرية".

المصدر: نيويورك بوست

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اكتشافات امراض بحار طب مرض السرطان الخلایا السرطانیة على قید الحیاة من السرطان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: توسيع إسرائيل للحرب لن يجلب سوى المزيد من النازحين والمعاناة للمدنيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، أن توسيع إسرائيل للحرب على عدة جبهات في (فلسطين ولبنان واليمن) لن يجلب سوى المزيد من النازحين والمعاناة للمدنيين، خاصة بعد نزوح أكثر من 50 ألف لبناني وسوري - يعيشون في لبنان - فروا إلى سوريا؛ هربا من الغارات الجوية الإسرائيلية، فيما نزح أكثر من 200 ألف شخص داخل لبنان.


ونقل مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم /الاثنين/ عن المفوض السامي - في منشور على حسابه على موقع (إكس) - "إن عمليات الإغاثة، بما في ذلك من قبل مفوضية شؤون اللاجئين، تجري لمساعدة كل المحتاجين، بالتنسيق مع الحكومتين اللبنانية والسورية"، مشيرا إلى استهداف إسرائيلي جوي واسع للمنازل والبنية التحتية المدنية في لبنان؛ مما أدى إلى مقتل عائلات بأكملها وتسبب في نزوح جماعي غير مسبوق".
وشدد فيليبو جراندي على ضرورة حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، سواء اختاروا النزوح أو البقاء، وأنهم ليسوا هدفا.
بدوره، قال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن الغارات الجوية التي شنتها القوات الإسرائيلية على لبنان أجبرت آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم ومن بينهم لاجئون فلسطينيون.. مضيفا: "فتحنا 7 ملاجئ للنازحين، والتي تستضيف حاليا 1600 شخص بمن فيهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون".
وأكد لازاريني، أن العديد من النازحين أصيبوا بصدمة نفسية؛ بسبب القصف المستمر وعدم اليقين والمخاوف.. ونبه إلى أنه بالنسبة للبعض، فإن هذه الصدمة تتكرر في ظل دورات الصراع المتكررة على مدى عقود من الزمن.
وحذر المسؤول الأممي من أن التوسع الإضافي للحرب لن يجلب سوى المزيد من المعاناة للمدنيين.. وقال: "يجب حماية المدنيين، وعدم استهداف البنية التحتية المدنية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قد أعرب عن قلقه بشأن التصعيد الهائل للأحداث في بيروت خلال الـ(24) ساعة الماضية.
وشدد المتحدث باسم الأمين العام على ضرورة وقف هذه الدائرة من العنف الآن، وعلى أن تبتعد كل الأطراف عن حافة الهاوية، وقال "إن شعوب المنطقة، لا يمكن أن يتحملوا نشوب حرب شاملة".
وحث أمين عام الأمم المتحدة الأطراف على إعادة الالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل، والعودة فورا إلى وقف الأعمال العدائية.. وأكد أيضا دعوته للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين هناك.
 

مقالات مشابهة

  • وجود "المواد القابلة للانفجار" في الموانئ العراقية تثير جدلاً.. ماذا يحصل؟
  • الأمم المتحدة: توسيع إسرائيل للحرب لن يجلب سوى المزيد من النازحين والمعاناة للمدنيين
  • بعد واقعة مؤمن زكريا.. طريقة النبي في علاج السحر
  • كيف رفع الله ذكر سيدنا محمد في العالمين؟
  • دراسة حديثة تكشف نوعا جديدا من الخلايا تعمل على تحسين وإصلاح الأنسجة
  • العلماء يكتشفون نوعا من الخلايا تم التنبؤ به منذ 100 عام!
  • الطاقة تدعو المواطنين للاستفادة من دعم الخلايا والسخانات الشمسية بنسبة 30%
  • تطورات علاج أمراض المناعة الذاتية.. العلاجات البيولوجية واستخدام الخلايا الجذعية
  • الذكاء الاصطناعي ما له وما عليه
  • مليشيا وعصابات التمرد أُجبرت علي إخلاء وسط الخرطوم