علماء يحذرون: أعداد هائلة من البرمائيات في طريقها إلى الانقراض
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
تعد التقييمات المنهجية لخطر انقراض الأنواع على فترات منتظمة ضرورية لإرشاد إجراءات حفظ الأنواع عالميا. وقد شارك فريق دولي من أكثر من 100 باحث في التقييم العالمي الثاني للبرمائيات، والذي نشرت نتائجه في دورية "نيتشر" في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
تغير المناخ قلق إضافيقام الباحثون بتقييم 8011 نوعا من الأنواع المدرجة في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، الصادرة عام 2004 عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ووجدوا أن الوضع تدهور منذ ذلك الحين.
فقد توصل الباحثون إلى نتيجة مفادها أن البرمائيات هي فئة الفقاريات الأكثر عرضة للانقراض، وأن 40.7% من أنواعها مهددة.
وإذا كانت الأمراض وفقدان الموائل قد تسببت في 91% من تدهور الوضع بين عامي 1980 و2004، فإن تأثيرات تغير المناخ المستمرة والمتوقعة أصبحت الآن مصدر قلق إضافي ومتزايد.
وأدت هذه التغييرات إلى تدهور الوضع بنسبة 39% منذ عام 2004، يليها فقدان الموائل (37%)، وعلى الرغم من أن علامات انتعاش الأنواع تحفز اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على البيئة، فإن هناك حاجة ماسة إلى زيادة الاستثمار لعكس الاتجاهات الحالية.
وحسبما يوضح عالم البيئة ري وايلد كيلسي نيم، في التقرير الذي نشره موقع "ساينس ألرت"، فإن "البرمائيات تختفي بشكل أسرع مما يمكننا دراستها، لكن قائمة الأسباب لحمايتها طويلة، بما في ذلك دورها في الطب، ومكافحة الآفات، وتنبيهنا للظروف البيئية، وجعل الكوكب أكثر جمالا".
يوضح الباحثون في دراستهم أنه "قد يصل عدد حالات انقراض البرمائيات المعروفة إلى 222 على مدار الـ150 عاما الماضية، إذا انقرضت بالفعل جميع الأنواع المهددة بالانقراض بشدة".
ووسط هذا الوضع الذي نعيشه من الانقراض الجماعي السادس، تظل الضفادع والسلمندر والضفادع الثعبانية المجموعة الأكثر عرضة للخطر من بين الفقاريات على الأرض.
فلقد انخفضت أعداد ضفدع شيريكي المهرج، والضفدع النهاري ذي الخطم الحاد بسرعة في التسعينيات بسبب المرض الفطري المعروف بـ"داء الكيتريوميكوسيس"، في حين شوهدت أنواع أخرى من الضفادع آخر مرة في السبعينيات، ويعتقد أنه تم القضاء عليها بسبب التوسع الزراعي، كما تتسبب الأمراض والتلوث في تشوهات غريبة في بعض الأنواع، بينما تواجه البرمائيات الأخرى أيضا تهديدات بشرية أخرى مثل الصيد الجائر.
ويلاحظ الآن أن الحرائق المتكررة والمدمرة وانخفاض رطوبة التربة تؤثر بالفعل على 5 أنواع من السمندل في الولايات المتحدة، كما أنه من المتوقع أن يؤثر انخفاض هطول الأمطار في المناطق الاستوائية الرطبة في أستراليا والبرازيل على تكاثر الضفادع، في حين أن البرمائيات التي تعيش على قمم الجبال الفنزويلية تضطر إلى التسلق إلى ارتفاعات كبيرة للتكيف مع المناخ المتغير.
وكما يوضح جون ميزي عالم الأحياء بجامعة ستيلينبوش بجنوب أفريقيا في البيان الصادر عن الجامعة "تظهر هذه الدراسة النقاط الساخنة للمرض في البرمائيات وسط وشرق أفريقيا باعتبارها مصدر قلق يدعو للحفاظ عليها في القارة".
يحذر الفريق البحثي من أن "التأثيرات الحقيقية ربما تتم الاستهانة بها". لكن المعلومات التي جمعوها يمكن أن تساعد في توجيه جهود الحفظ.
ويؤكدون أنه "لو تم تحديث القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على نطاق مماثل في السبعينيات كما هي الحال اليوم، لكان من الممكن أن نتتبع وباء مرض البرمائيات الكاسح قبل 20 عاما من تدمير مجموعات البرمائيات".
ونظرا إلى أن البرمائيات تساعد على ضبط أعداد الحشرات في كوكبنا، فإن انقراضها يمكن أن يؤثر على حياتنا. وفي مثال صارخ على ذلك، جاءت الزيادات في حالات الملاريا في أعقاب انخفاض أنواع الضفادع التي تأكل البعوض في أميركا الجنوبية بين الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويؤكد الباحثون أن حماية واستعادة البرمائيات تعد "حلا لأزمة المناخ بسبب دورها الرئيسي في الحفاظ على صحة النظم البيئية المخزنة للكربون"، ومن ثم فقد حان الوقت للاستثمار في مستقبل البرمائيات، وهو استثمار في مستقبل كوكبنا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
روسيا.. الذكاء الاصطناعي يساعد في اكتشاف جينات لها علاقة بالسكتة الدماغية
المناطق_متابعات
تمكن فريق روسي بقيادة الخبير غينادي خفوريك في مركز “كورتشاتوف” من تطوير نظام ذكاء اصطناعي قادر على اكتشاف طفرات جينية في الحمض النووي لها علاقة باحتمال الإصابة بالسكتة الدماغية.
وباستخدام هذا النظام قام الباحثون بتحليل جينومات أكثر من 5 آلاف شخص، مما أسفر عن كشف 131 منطقة جينية معروفة لها علاقة بالسكتة الدماغية الإقفارية، بالإضافة إلى جينين جديدين ACOT11 وUBQLN1 لم يسبق ربطهما بهذا المرض. جاء ذلك في بيان صحفي صادر عن الجامعة الوطنية للبحوث (مدرسة الاقتصاد العليا).
أخبار قد تهمك تجمع القصيم الصحي يدشّن خدمة فحص اعتلالات الشبكية باستخدام الذكاء الاصطناعي 20 مارس 2025 - 9:36 مساءً وزارة الاتصالات تعلن عن بدء التقديم في (مسار واعد) للابتعاث المبتدئ بالتوظيف 19 مارس 2025 - 8:50 مساءًوأوضح كبير الباحثين في معهد “كورتشاتوف” غينادي خفوريخ قائلا:” إن اكتشاف جينين جديدين مرتبطين بالسكتة الدماغية يمثل نتيجة ممتازة لأي منهج بحثي. وإن نهجنا القائم على التعلم الآلي أظهر إمكانات واعدة لاكتشاف الجينات المرتبطة بالأمراض متعددة العوامل”.
واختبر الباحثون هذا المنهج على مجموعة من الجينومات لـ5500 متطوع من أوروبا والولايات المتحدة، حيث تم جمع عينات الحمض النووي الخاص بهم من قبل ممثلي أكثر من عشرة مراكز جينومية أوروبية وأمريكية لأغراض بحثية أخرى. وقد عانى ما يقرب من 90% من المشاركين في هذه الدراسات من السكتة الدماغية، مما أتاح للعلماء فرصة دراسة العوامل الجينية المسببة لمثل هذه المشاكل بشكل شامل.
وتم تحليل 900 ألف حمض نووي فردي لـ5500 متطوع من أوروبا والولايات المتحدة، وساعد في ذلك الذكاء الاصطناعي الذي حدد دور 131 جينا معروفا وعلاقتها بالسكتة الدماغية.
أما جين ACOT11 فاتضح أنه يلعب دورا في استقلاب الأحماض الدهنية والالتهابات، وجين UBQLN1 يساهم في حماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي.
فيما أكد الباحثون أن كلا الجينين المكتشفين قد يساهمان في اضطرابات الأوعية الدموية المسببة للسكتات الدماغية، مما يستدعي أخذهما في الاعتبار عند تقييم الميل الوراثي للمرض.
وقال الأستاذ المساعد في مدرسة الاقتصاد العليا ديمتري إغناتوف إنه “تطلب العمل مع هذه الكمية الهائلة من البيانات الابتعاد عن الأساليب الإحصائية التقليدية. وقد مكننا الذكاء الاصطناعي من معالجة هذه البيانات بنجاح”.