تعد التقييمات المنهجية لخطر انقراض الأنواع على فترات منتظمة ضرورية لإرشاد إجراءات حفظ الأنواع عالميا. وقد شارك فريق دولي من أكثر من 100 باحث في التقييم العالمي الثاني للبرمائيات، والذي نشرت نتائجه في دورية "نيتشر" في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

تغير المناخ قلق إضافي

قام الباحثون بتقييم 8011 نوعا من الأنواع المدرجة في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، الصادرة عام 2004 عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ووجدوا أن الوضع تدهور منذ ذلك الحين.

فقد توصل الباحثون إلى نتيجة مفادها أن البرمائيات هي فئة الفقاريات الأكثر عرضة للانقراض، وأن 40.7% من أنواعها مهددة.

وإذا كانت الأمراض وفقدان الموائل قد تسببت في 91% من تدهور الوضع بين عامي 1980 و2004، فإن تأثيرات تغير المناخ المستمرة والمتوقعة أصبحت الآن مصدر قلق إضافي ومتزايد.

وأدت هذه التغييرات إلى تدهور الوضع بنسبة 39% منذ عام 2004، يليها فقدان الموائل (37%)، وعلى الرغم من أن علامات انتعاش الأنواع تحفز اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على البيئة، فإن هناك حاجة ماسة إلى زيادة الاستثمار لعكس الاتجاهات الحالية.

وحسبما يوضح عالم البيئة ري وايلد كيلسي نيم، في التقرير الذي نشره موقع "ساينس ألرت"، فإن "البرمائيات تختفي بشكل أسرع مما يمكننا دراستها، لكن قائمة الأسباب لحمايتها طويلة، بما في ذلك دورها في الطب، ومكافحة الآفات، وتنبيهنا للظروف البيئية، وجعل الكوكب أكثر جمالا".

العلماء خلصوا إلى أن البرمائيات بدأت تختفي من كوكبنا بسرعة (غيتي) الضفادع والسلمندر

يوضح الباحثون في دراستهم أنه "قد يصل عدد حالات انقراض البرمائيات المعروفة إلى 222 على مدار الـ150 عاما الماضية، إذا انقرضت بالفعل جميع الأنواع المهددة بالانقراض بشدة".

ووسط هذا الوضع الذي نعيشه من الانقراض الجماعي السادس، تظل الضفادع والسلمندر والضفادع الثعبانية المجموعة الأكثر عرضة للخطر من بين الفقاريات على الأرض.

فلقد انخفضت أعداد ضفدع شيريكي المهرج، والضفدع النهاري ذي الخطم الحاد بسرعة في التسعينيات بسبب المرض الفطري المعروف بـ"داء الكيتريوميكوسيس"، في حين شوهدت أنواع أخرى من الضفادع آخر مرة في السبعينيات، ويعتقد أنه تم القضاء عليها بسبب التوسع الزراعي، كما تتسبب الأمراض والتلوث في تشوهات غريبة في بعض الأنواع، بينما تواجه البرمائيات الأخرى أيضا تهديدات بشرية أخرى مثل الصيد الجائر.

ويلاحظ الآن أن الحرائق المتكررة والمدمرة وانخفاض رطوبة التربة تؤثر بالفعل على 5 أنواع من السمندل في الولايات المتحدة، كما أنه من المتوقع أن يؤثر انخفاض هطول الأمطار في المناطق الاستوائية الرطبة في أستراليا والبرازيل على تكاثر الضفادع، في حين أن البرمائيات التي تعيش على قمم الجبال الفنزويلية تضطر إلى التسلق إلى ارتفاعات كبيرة للتكيف مع المناخ المتغير.

وكما يوضح جون ميزي عالم الأحياء بجامعة ستيلينبوش بجنوب أفريقيا في البيان الصادر عن الجامعة "تظهر هذه الدراسة النقاط الساخنة للمرض في البرمائيات وسط وشرق أفريقيا باعتبارها مصدر قلق يدعو للحفاظ عليها في القارة".

نظرا لأن البرمائيات تسهم في ضبط أعداد الحشرات فإن انقراضها يمكن أن يؤثر على حياتنا (جمعية علم الحيوان في لندن) جهود الحفظ وعواقب الإهمال

يحذر الفريق البحثي من أن "التأثيرات الحقيقية ربما تتم الاستهانة بها". لكن المعلومات التي جمعوها يمكن أن تساعد في توجيه جهود الحفظ.

ويؤكدون أنه "لو تم تحديث القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على نطاق مماثل في السبعينيات كما هي الحال اليوم، لكان من الممكن أن نتتبع وباء مرض البرمائيات الكاسح قبل 20 عاما من تدمير مجموعات البرمائيات".

ونظرا إلى أن البرمائيات تساعد على ضبط أعداد الحشرات في كوكبنا، فإن انقراضها يمكن أن يؤثر على حياتنا. وفي مثال صارخ على ذلك، جاءت الزيادات في حالات الملاريا في أعقاب انخفاض أنواع الضفادع التي تأكل البعوض في أميركا الجنوبية بين الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ويؤكد الباحثون أن حماية واستعادة البرمائيات تعد "حلا لأزمة المناخ بسبب دورها الرئيسي في الحفاظ على صحة النظم البيئية المخزنة للكربون"، ومن ثم فقد حان الوقت للاستثمار في مستقبل البرمائيات، وهو استثمار في مستقبل كوكبنا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

«اتحاد الصناعات»: شركة النصر للسيارات تمتلك قدرات هائلة وتستطيع العودة للإنتاج

قال محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، إن كامل الوزير، وزير الصناعة، أحيا الأمل لكل الصناعات، مشيرا إلى أن مصر لديها بنية تحتية لصناعات كثيرة، فمصر كان لديها مصنع أدوية في منتصف القرن الماضي، وهو الأول في الشرق الأوسط، وفي نهاية الخمسينيات، أقيمت شركة النصر للسيارات، وأكثر السيارات التي تسير في الطرق المصرية من إنتاجها.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كل الزوايا» مع الإعلامية سارة حازم طه، المُذاع على قناة «أون»، أن شركة النصر للسيارات فيها خبرات متراكمة، ولديهم إمكانيات هائلة ومعدات يمكن تطويرها وإعادتها للعمل مرة أخرى.

وأشار إلى أن إقامة مصنع يستغرق من 3 لـ5 سنوات، وفكرة إحياء المصانع المغلقة أفضل وأسرع من إقامة مصانع جديدة، ولو أرادت مصانع أجنبية العمل في مصر، فأهلا بها بالسوق المصري يسع الكثير.

ولفت إلى أن إحياء صناعة السيارات في مصر، يوفر فرص عمل كثيرة جدا، وعندما يتم توطين هذه الصناعة في مصر تصبح مصر لديها القدرة على المنافسة في السوق المحلي وأيضًا تستطيع التصدير للأسواق المجاورة.

وأشار إلى أن الدواء أيضًا من الصناعات التي تستطيع أن تحقق لمصر طفرة كبيرة، ومصر قديمة في هذا المجال، و170 مصنعا للدواء موجود في مصر، وهناك أكثر من 60 مصنعا تحت الإنشاء، والطاقة الإنتاجية كبيرة جدا فتكفي احتياجاتنا، ويتم التصدير للدول المجاورة.

مقالات مشابهة

  • بتكوين تشق طريقها نحو رقم قياسي جديد وتقترب من 100 ألف دولار
  • شبكة CNN تسلط الضوء على "جزيرة النعيم" في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين الأسطورية من الانقراض؟
  • «بيئة أبوظبي» تنفذ مسوحات لرصد حركة الطيور المهاجرة
  • علماء يكشفون تأثير تصفح الإنترنت المستمر على الدماغ
  • خبير: المسألة بين لبنان وإسرائيل في طريقها للحل
  • طائر “المينة” الخطير يظهر في الجزائر – صورة
  • اتحاد الصناعات: شركة النصر للسيارات بها خبرات متراكمة ولديهم إمكانيات هائلة (فيديو)
  • «اتحاد الصناعات»: شركة النصر للسيارات تمتلك قدرات هائلة وتستطيع العودة للإنتاج
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
  • أول رد تركي على استهداف الحوثيين سفينة تركية كانت في طريقها إلى باكستان