عربي21:
2025-03-07@06:09:48 GMT

فلسطين تحرق كل الأقنعة

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

ما حدث ولا يزال جاريا في الأرض المحتلة مشهد يفوق الخيال على كل الأصعدة فكيف تحولت غزة المحاصرة منذ سنوات إلى قوة عسكرية ضاربة تسيطر المقاومة فيها على ضعف مساحتها وتستعيد مستوطنات اغتصبها المحتل وطرد منها سكانها الأصليين.

لن نعود إلى جذور الصراع التي يعرفها الكثيرون ولا إلى عدد المجازر والمذابح التي ارتكبها المحتل منذ مذبحة بلدة الشيخ 1947 ومذبحة دير ياسين 1948 وصولا إلى مذبحة صبرا وشاتيلا 1982 ومذبحة جينين 2002 مرورا بعشرات المجازر والمذابح التي قتل فيها النساء والشيوخ والأطفال.

لن نخوض كذلك في سرديات المفاوضات وسراب السلام ووعود الدولة الفلسطينية الزائفة وخيانة السلطة الفلسطينية لكن من المهم اليوم تبيّن حجم التزييف والتضليل الذي أحاط بسرديات المشهد الفلسطيني وشكّل رصيد تمثّله عند جمهور عريض من العرب والمسلمين.

قناع حقوق الإنسان

لعلّه أول الأقنعة التي سقطت إنما كانت عن صورة الغرب معقل حقوق الإنسان الذي يدّعي ذلك فقد خرجت كل الأجهزة الرسمية لتعلن عن دعمها الكامل وغير المشروط لجيش الاحتلال وسط مزايدات وقحة في الشماتة والعنصرية. فإذا كان وزير دفاع دولة الاحتلال قد وصف الفلسطينيين بأنهم "حيوانات وأنه سيعاملهم حسب هذا المبدأ " فإن كل المسؤولين السياسيين الغربيين  و على رأسهم الرئيس الأمريكي "بادين" ورئيسة المفوضية الأوربية "فون ديرلاين" قد صنفا الحرب بأنها "حرب ضد الإرهابيين في غزة" وهو ما يصنف كل سكان غزة وعددهم يقارب ثلاثة ملايين في خانة الإرهابيين.

لم تحمل تصريحات المسؤولين السياسيين في الغرب وأذرعهم الإعلامية أية إشارة إلى مأساة شعب فلسطين طوال أكثر من نصف قرن من المجازر الصهيونية. هذا الأمر ينسف كل الأكاذيب عن القيم الأوروبية وحقوق الإنسان والعدالة والحرية والتنوع والتعايش وحوار الأديان وتقارب الحضارات ... وغيرها من الشعارات الكاذبة التي سقطت مع أول امتحان حقيقي.

أول الأقنعة التي سقطت إنما كانت عن صورة الغرب معقل حقوق الإنسان الذي يدّعي ذلك فقد خرجت كل الأجهزة الرسمية لتعلن عن دعمها الكامل وغير المشروط لجيش الاحتلال وسط مزايدات وقحة في الشماتة والعنصرية.في حقيقة الأمر ليس سقوط هذا القناع مرتبطا بما يحدث في غزة اليوم بل هو سليل الجرائم التي ارتكبها الغرب في بلاد العرب والمسلمين في العراق وسوريا وأفغانستان وكل الدول التي احتلتها بلجيكا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال ... عبر القرون الأخيرة. ففي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا محت الحضارة الغربية المسيحية حضارات الشعوب الأصليين وأبادت ما استطاعت الوصول إليه منهم وبالأمس القريب رأينا في "سجن أبو غريب" في العراق كيف تجلت حقوق الإنسان جلية ناصعة للناظرين.

المسلم والعربي في نظر النظام السياسي الغربي إرهابيان ويجب معاملتهم على هذا الأساس وهو ما صرح به السيناتور الأمريكي "لندسي غراهام " حين وصف الحرب بأنها حرب دينية وهي بذلك امتداد للحروب الصليبية ضد الشرق المسلم.

قناع التضامن العربي

في الوقت الذي تشحن فيه الدول الغربية الأسلحة والجنود والأموال لنصرة جيش الاحتلال فإن الدول العربية تكتفي بالبيانات وخطابات الدعوة إلى التهدئة والمساواة بين الجلاد والضحية باستثناءات قليلة جدا. ففي معبر رفح الذي يفصل قطاع غزة عن مصر عادت شاحنات المساعدات أدراجها بعد أن هدد المحتل بقصفها بل وقام بقصف المعبر أكثر من مرة دون ردة فعل مصرية تذكر ولو حتى بالتنديد الكاذب.

وهناك دول أخرى مثل الإمارات والبحرين التي "نددت بالتصعيد الفلسطيني الذي قادته مجموعات إرهابية ضد المدنيين في إسرائيل ". أما جامعة الدول العربية فقد اكتفت بتصريحات هزيلة كعادة هذه المنظمة البائسة التي تعبّر بحق عن القاع الذي وصل إليه الانكسار والفساد العربي بقيادة مصر.

في الوقت الذي تشحن فيه الدول الغربية الأسلحة والجنود والأموال لنصرة جيش الاحتلال فإن الدول العربية تكتفي بالبيانات وخطابات الدعوة إلى التهدئة والمساواة بين الجلاد والضحية باستثناءات قليلة جدا.اللافت أيضا في هذا الإطار هو ظهور عدد من الأصوات التي تعالت لأول مرة تقريبا في سياقات مشابهة بالهجوم اللاذع على الفلسطينيين خاصة في الخليج وهي ظاهرة جديدة لم يعرفها المشهد العربي من قبل. هذا الخطاب الجديد يأتي في الحقيقة من منصات تشرف على عملية التطبيع المتسارعة بين دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات التي تلقت مساعيها في التطبيع ضربة موجعة.

هاته الأصوات التي أطلق عليها المغردون اسم "الصهاينة العرب" تبدو اليوم أكثر وقاحة في الهجوم على المحتويات الفلسطينية وفي تشويه نضال الشعب الفلسطيني واتهامه بالإرهاب بشكل لم يحدث من قبل.

لكن الأبرز من ذلك هو الصمت المطبق الذي ضرب كل المشاهير والوجوه العربية المعروفة على الساحات الرياضية والفنية والفكرية وغيرها باستثناءات قليلة هنا وهناك. هذه الظاهرة الخطيرة تؤكد أن هاته الفئات المتقدمة إعلاميا هي في الحقيقة جزء من النظام الرسمي العربي الذي أصيب هو الآخر بالصدمة من جراء العملية الأخيرة في فلسطين المحتلة.

أما الشعوب فتقف عاجزة عن الحركة بعد أن فعل الاستبداد بها فعله فجزء كبير منها لا يهمه غير توفير ضروريات الحياة له ولعائلته وسط بحيرات الفساد التي تسبح فيها المنطقة. أما الذين يريدون مساعدة شعب فلسطين ولو طبيا أو إغاثيا فهم ممنوعون من ذلك وقد يوضعون على "لوائح الإرهاب والتردد على بؤر التوتر" كما هو الحال في أغلب الدول العربية. لكن يصبح السفر إلى القتال حلالا وواجبا إنسانيا وعقائديا حين يتعلق الأمر بطائرات كاملة محملة بالشباب اليهودي القادم من كل القارات للمشاركة في قتل أهل غزة.

أقنعة كثيرة سقطت ولا تزال أقنعة أخرى ستسقط. فقد سقط قناع "محور المقاومة والممانعة" وقناع "التضامن الإسلامي" وقناع "نصرة الأقصى". سقط قناع "الشارع العربي" وقناع " الالتزام العربي" وقناع "وحدة المصير" ... وغيرها من الأقنعة التي ضللت شعوب الأمة عقودا من الزمن.

رغم كل هذه الأقنعة التي سقطت ستبقى "أسطورة الجيش الذي لا يهزم" هي أكبر الأقنعة التي تهاوت خلال ساعات أمام إرادة تحرير فلسطين كل فلسطين من الغزاة والمحتلين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الاحتلال الحرب احتلال فلسطين مواقف رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة حقوق الإنسان الأقنعة التی التی سقطت

إقرأ أيضاً:

قيادى بالحرية المصري: قرارات القمة الطارئة صوت الموقف العربي لإقامة دولة فلسطين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال رأفت عسكر، القيادي بحزب الحرية المصري، وعضو الهيئة العليا للحزب، إن القرارات الصادرة عن القمة العربية الطارئة، التي عُقدت بالقاهرة، تمثل خطوة ضرورية في مواجهة التحديات الخطيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر وسياسات التهجير القسري التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

وأشار عسكر،  في تصريحات صحفية  له، إلى إن تأكيد القمة على أن تحقيق السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي للأمة العربية، وإعادة التشديد على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، يعكس التزامًا عربيًا ثابتًا بعدم السماح بفرض حلول الأمر الواقع التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأكد عسكر، أن الرفض العربي الواضح لأي شكل من أشكال التهجير يأتي ليقطع الطريق على المحاولات الإسرائيلية لاستغلال الأوضاع الإقليمية والدولية لفرض أجندتها، ويؤكد أن أي تحرك من هذا النوع سيواجه بموقف عربي موحد يستند إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وتابع: تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، يعكس توجهًا عمليًا نحو إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي، خاصة في ظل المتغيرات التي طرأت على الموقف العالمي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.

وأضاف عسكر، أن الدعوة إلى مؤتمر دولي لإقامة الدولة الفلسطينية هي خطوة تعيد إحياء المسار الدبلوماسي بعد سنوات من الجمود، وتعكس إدراكًا عربيًا بأن القضية الفلسطينية تحتاج إلى زخم سياسي متجدد لمواجهة المحاولات الإسرائيلية لفرض سياسة العزل والتهميش.

مقالات مشابهة

  • محمود سعد: الوطن العربي لن يملك قوته الحقيقية إلا بالاتحاد مثل أوروبا .. فيديو
  • قيادي بالحرية المصري: قرارات القمة العربية صوت الموقف العربي لإقامة دولة فلسطين
  • قيادى بالحرية المصري: قرارات القمة الطارئة صوت الموقف العربي لإقامة دولة فلسطين
  • مفتي الجمهورية: الموقف العربي خلال القمة يعيد لقضية فلسطين زخمها في وجدان الأمة
  • العليمي: القمة الطارئة تؤكد الإجماع العربي في مواجهة التحديات ودعم فلسطين
  • ما الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات من «المعادن النادرة» بالعالم؟
  • قمة فلسطين.. الرئيس اللبنانى يصل القاهرة للمشاركة في القمة العربية الطارئة
  • قمة فلسطين.. موعد انطلاق القمة العربية الطارئة بالقاهرة
  • دراسة علمية: إسرائيل تسعى لتعميق التجزئة والتنازع في فلسطين والعالم العربي
  • قمة فلسطين.. أحمد الشرع يصل إلى القاهرة للمشاركة بالقمة العربية الطارئة