الفخار.. أهم مصادر معرفة تفاصيل الحياة اليومية للجماعات البشرية في العصور القديمة
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
كان المصريون القدماء ينتظرون موسم الفيضان بفارغ الصبر، وبمجرد وصول الطمي، يسارعون بتجميعه وتقديمه لصانعي الفخار، لتصنيع الأواني والمستلزمات المنزلية والكهنوتية؛ فصناعة الفخار تعد واحدة من أقدم الفنون في تاريخ الإنسانية بشکل عام والحضارة المصرية بشکل خاص.
وترك المصريون القدماء وراءهم کميات ضخمة من القطع الفخارية متعددة الأنواع ومتنوعة الأشکال، والتي کانت تستخدم في مختلف الأغراض بواسطة جميع طبقات المجتمع،مما يعکس بشکل قوي ولافت أهمية الفخار ومنتجاته المتأصلة في صميم ثقافة المصريين القدماء.
والفخار في مصر القديمة لم يكن مجرد إناء أو قدر لاحتواء الطعام والشراب، بل کان بمثابة "وعاء ثقافي" متشعب الأبعاد يحوي جوانب عديدة من فکر ومعتقدات وعلاقات وطقوس وممارسات وأساليب المصريين القدماء الحياتية والمعيشية، وقد تجسد هذا بشکل واقعي في دخول المنتجات الفخارية في العديد من الأغراض المنزلية والزراعية والصناعية والتجارية والدينية والجنائزية والاجتماعية والثقافية.
وعن تاريخ صناعة الفخار في مصر القديمة، تقول الأثرية اماني النجار المتخصصة في مجال الفخار امينة متحف بالمتحف المصري بالتحرير، "يقصد بالفخار تلك القطع المصنوعة من الطين الذي يشكل وهو رطب لين ثم يترك ليجف واخيرا يتم حرقه في النار حتى يتصلب، فكان المصري القديم يقوم بتنقية الطمي من الشوائب وذلك من خلال نقعه في الماء حتى تطفو الشوائب على السطح ثم يضيف إلى الطمي قليل من التبن أو الروث ليزداد تماسكه ثم يتركه ليختمر لعدة أيام، ثم يبدأ بالتشكيل إما بالطريقة اليدوية أو باستخدام عجلة التشكيل أو باستخدام القالب ثم يتم تجفيفها وإحراقها".
وارتبطت بداية تاريخ صناعة الفخار عند المصري القديم مع بداية العصر الحجري الحديث عندما ترك الانسان القديم حياة البدو وتحول الى حياة اكثر استقرارا على ضفاف النيل، مع بداية معرفة اهل مصر لحرفة الزراعة ، وتوصل الى صناعة الاواني الفخارية عندما اكتشف صلاحية طمي النيل لتشكيل الأواني ثم استعمالها بعد حرقها.
واضافت "ازدهرت صناعة الفخار في مصر القديمة من مرحلة التشكيل باليد منذ عصر " نقادة الثاني" الى المرحلة التي استخدم فيها "عجلة التشكيل"، حيث ان اقدم وجود لعجلة مداره بالقدم يرجع الى نهاية عصر الأسرة الخامسة" .
وتشير تقنية التصنيع والزخارف على الاواني الفخارية بطريقة مباشرة الى تكون المجتمعات والدور الذي يلعبه الفخار في العديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وعلى الرغم من اهمية الفخار المصري القديم الا انه لم يحظ بالقدر الكافي من الدراسة في البداية، حيث اكتفى علماء الآثار بدراسة الزخارف التي توجد على سطحه الخارجي، حتى تأسيس عالم المصريات "فلندرز بتري" التأريخ التتابعي للفخار، وعقب ذلك استحوذت دراسة الفخار اهتمام الأثريين لكونه يعكس بطريقة أو بأخرى جوانب سلوكية مختلفة للمجتمعات في الماضي.
وأوضحت الأثرية اماني النجار أن المقارنة بين الأواني المكتشفة في الحفائر ومثيلاتها المصورة مع مناظر الحياة اليومية على جدران المقابر والمعابد منحت الاثريين صورة واضحة ومعلومات عن استخدام تلك الاواني، كما منحت النصوص المصاحبة للمناظر اسماء هذه الاواني، كما أعطت بعض تماثيل الخدم التي تعبر عن صناعة "الجعة" و"الخبز"، والمعروض منها بالمتحف المصري بالتحرير، تفسيرا واضحا لاستخدامات تلك الأواني الفخارية.
صناعة الفخار
وفي كتابه "صناعة الخزف والفخار في مصر" يؤكد الدكتور محمد يوسف بكر أن نهر النيل يعتبر عاملا فعالا في قيام صناعة الفخار في مصر منذ اقدم العصور، فقد ثبت بالفحص أن اجود أنواع الطينة المستخدمة في صناعة الفخار، والموجودة في التلال الواقعة على ضفتي الوادي، ليست الا مما حملته مياه النيل معها من "غرين" من اعالي الوادي في موسم الفيضان عاما بعد عام.
وحاول المصري القديم تجميل أوانيه الفخارية بشتى الطرق مثل "التكسية" او "التغشية" و"الغسول الاحمر" و"الصقل" او "التلميع"، فبعد تشكيل القطعة وقبل تمام جفافها يصقل الصانع آنيته بالحك بواسطة الاحجار الصلبة الناعمة، وفي احيان اخرى يصقلها بعد الحرق باستخدام بعض المواد التي تسهل هذه العملية مثل الزيوت والشحوم والشموع، وكانت عملية الصقل تساعد الى جانب تجميل السطح على سد مسام القطع الفخارية مما يجعلها اكثر حفظا للسوائل.
وعرف الإنسان البدائي الأول كيف يطلي آنيته الفخارية بدهون حيوانية و"راتنجات" نباتية ليغطي مسامها حتى يقلل من نفاذيتها للماء، وبرع المصري القديم في تشكيل المادة الخام المستخدمة في صناعة الفخار وفي اخراج العديد من الأشكال المتطورة للقطع الفخارية على مر العصور.
أهميته
ويؤكد علماء الآثار انه يمكن الاستفادة من الفخار في عملية التأريخ النسبي وتسلسل العصور القديمة وذلك طبقا لخصائص فخار كل عصر، ويعتبر الفخار مؤشرا مهما وحساسا يظهر الاختلافات الحضارية بين المناطق والعصور المختلفة،كما يستخدم الفخار المصري كوسيلة مهمة لإيضاح وتفسير بعض المسائل الحضارية، فبدراسته يمكن التعرف على طريقة الصناعة والمواد المستخدمة والغرض من صناعته، وكذلك العصر الذي صنع فيه، وذلك وفقا للبحث المنشور في مجلة الآداب والعلوم الإنسانية بعنوان "تطور صناعة الفخار بمصر القديمة".
ويوضح الدكتور ناجح عمر على أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة الفيوم، أهمية الفخار كمصدر لمعرفة تفاصيل الحياة اليومية للجماعات البشرية في العصور القديمة، ومظهر من مظاهر التقدم من خلال الزخرفة على الفخار، وعلى الذوق الفني للتجمعات البشرية .
ومن خلال الموضوعات الزخرفية التي تبرز مهارة الصانع على الفخار، خاصة في "حضارة نقادة" ، يمكن التعرف على العادات الاجتماعية، وكذلك ممارسة الطقوس في الحياة اليومية، وعلى أنواع الحيوانات والطيور والنباتات التي تم استخدامها كمكونات زخرفية، ومعرفة جودة استخدام الأواني وتحويلها إلى رسوم ونقوش سواء بالنسبة للأواني ذات الغرض الديني أو الزخرفي، حيث أن الزخرفة على الفخار لها دلالة ومغزى في التعرف على الثقافة الأصلية والتاريخ ومدى التقدم والاستقرار، وكان لتأثير البيئة دورها البارز في هذا الصدد.
أنواعه
يستخدم مصطلح الفخار بالتحديد لتسمية كل انواع المشغولات خاصة اواني الطين المحروق، والتي ليست اواني حجرية او بورسلين ،والفخار يشمل كل من "التراكوتا" اى الطين المحروق، والأواني الطينية، وهي اول نوع انتج من الفخار وصنعت اساسا من "الطفلة" ، وتتميز بأنها مسامية وغير مزججة ويتراوح لونها بين الاحمر الى البني او الاسود، ويعتبر اللون الأحمر هو اللون الأساسي او الأكثر شيوعا للفخار بسبب وجود نسبة من الحديد داخل مكونات الطين.
فخار عصر ماقبل الاسرات
تعتبر صناعة الفخار المصري في عصر ماقبل الأسرات من ارقى الفنون والصناعات القديمة في ذلك الوقت، ولقد صنع المصري القديم في عصر ماقبل الاسرات كميات كبيرة من الفخار المتنوع الرقيق الاحمر والاسود والتي زينت بزخارف ورسوم حيوانية وآدمية، وحرص الصانع المصري القديم في تلك الفترة على انتقاء نوعيات جيدة من "الطفلة" .
فخار عصر الاسرات
لم يكن الفخار المصري في عهود الاسرات بنفس درجة الاتقان التي كان عليها في عصر ماقبل الاسرات، لوجود او ظهور اوجه اخرى يعبر فيها الفنان المصري القديم عن ذاته ومن احتياجاته فقد تطور في العمارة والنحت وغيرهما، كما بدأت معرفة المصري القديم تزداد بالمعادن وطرق تشكيلها للحصول على اواني قد تغني نسبيا عن استخدام الاواني الفخارية.
وفي تلك الفترة لم يعد للفخار المصري شخصيته المميزة وذلك طوال الدولتين القديمة والوسطى، واصبح من الصعب التعرف على فخار هذه الفترة ،وظهرت الالوان الزرقاء على الفخار في الاسرة ال 18 تحديدا في عصر الملك" أمنحتب الثالث "، وقلدت هذه الزخارف المصرية وانتقلت الى قبرص ورودس وكريت.
وبمرور العصور التاريخية في مصر لم يعد مصطلح الفخار يعني فقط تلك الأواني المصنوعة اساسا من "الطفلة" بل اتسع ليشمل الأواني المصنوعة من حجر ناعم او كوارتز شفاف، واستمرت هذه الطريقة بلاتغيير حتى عصر الأسرة ال26، واستمر حتى العصور اليونانية الرومانية.
فخار العصر اليوناني الروماني
ظهرت اهم ملامح تطور الفخار في العصور اليونانية الرومانية بمحاولة المصريين تقليد "التفاريق" في اوانيهم الزجاجية وتنفيذها في الفخار ،كما ظهر تطورا جديدا في العصور اليونانية الرومانية وهو يمثل واحدا من اعظم لحظات تاريخ الخزف في الشرق فقد ظهرت اواني مزججة بطبقة تزجيج زرقاء شفافة والتي تشبه الرخام بدرجة كبيرة كما لوكانت تقلد التعاريق الزرقاء الداكنة لحجر العقيق ،وقد انتجت ايضا في العصر الروماني الاواني المزججة المعروفة بخلط رمال الكوارتز مع ملح النطرون وطحنها وتمثل هذه المرحلة قمة تكنولوجيا صناعة التزجيج في مصر في العصر الروماني.
فخار العصر القبطي
شاع استخدام القطع الفخارية بوفرة في العصر القبطي وكانت تتميز ببساطتها وانعدام الزخرفة عليها حيث صنعت فقط للاستخدام العادي في الحياة اليومية ومن اهم اشكال الفخار القبطي المسارج التي كانت تستعمل كوسيلة للإضاءة.
فخار العصر الإسلامي
شهدت صناعة الفخار في العصر الاسلامي تطورا وظهورا للأشكال الجديدة في هذه الصناعة في العصر الاسلامي، وتم تشكيل وزخرفة ببراعة الاواني الفخارية، ويزخر متحف الفن الإسلامي بباب الخلق بالقاهرة بالعديد منها.
وتقدمت صناعة الفخار في العصور الاسلامية تقدما كبيرا اذ فتح المسلمون اقطارا كان لها ماض عريق في هذه الفنون مثل ايران والعراق والشام ومصر، وتأثر الفخار الإسلامي الى حد كبير بالخزف الصيني في تشكيل الأواني ، إلا ان الفخار الاسلامي يختلف اختلافا كبيرا من حيث قيمة الزخرفة واساليب الصناعة.
FB_IMG_1696702731510 FB_IMG_1696702734192 FB_IMG_1696702736899 FB_IMG_1696702814324 FB_IMG_1696702927802المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المصريون القدماء الفيضان الحضارة المصرية صناعة الفخار فی الحیاة الیومیة المصری القدیم مصر القدیمة التعرف على على الفخار فی العصور فی العصر فی عصر
إقرأ أيضاً:
مصر وسويسرا.. محطة مهمة في مسيرة التعاون المصري السويسري.. تفاصيل
ترتبط مصر وسويسرا بعلاقات تعاون اقتصادي وثيقة تمتد على مدار سنوات كثيرة ، وحتى الآن تظل مصر شريكا هاما لسويسرا ، فمصر هي أكبر شريك تجاري في القارة، كما ان الاستثمارات السويسرية على قائمة العشر الكبار في مصر.
محطة مهمة في مسيرة التعاون المصري السويسريوتقوم سويسرا على مدار 45 عاما بتنفيذ برامج تعاون واسعة النطاق قائمة على الثقة والاحترام المتبادلين.
وتشمل هذه الشراكة مشروعات متنوعة بداية من النمو الأخضر وإدارة المياه والمخلفات ووصولا إلى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم رواد الأعمال من السيدات، فمصر ركيزة للسلام والاستقرار في المنطقة.
وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وغي بارملين، نائب رئيس الاتحاد السويسري؛ توقيع اتفاقية اللجنة الاقتصادية المشتركة بين جمهورية مصر العربية والاتحاد السويسري، وذلك خلال مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2025"، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ووقع الاتفاقية كل من: الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وهيلين بودليجر، وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية بسويسرا.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن توقيع اتفاقية اللجنة الاقتصادية المشتركة اليوم يأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وسويسرا في مجالات متعددة، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية، مؤكداً أن التوقيع يُعد محطة مهمة في مسيرة التعاون المصري السويسري، حيث يمثل خطوة جادة نحو تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين بما يتماشى مع تطلعاتهما المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وأضاف رئيس الوزراء: الاتفاقية الموقعة تهدف إلى تأسيس "اللجنة الاقتصادية المشتركة" بين مصر وسويسرا لتعزيز وتسهيل العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين، حيث تسعى هذه اللجنة إلى توفير منصة لتبادل المعلومات حول القضايا المتعلقة بالتجارة الثنائية، وكذلك قضايا الاستثمار بين البلدين، كما تسعى اللجنة الاقتصادية المشتركة إلى تعزيز التجارة الثنائية وتسهيل استثمارات الشركات في كلا البلدين، واستكشاف الفرص الجديدة للوصول إلى الأسواق، ومعالجة العوائق أو القضايا التجارية التي قد تقف في طريق تطور العلاقات الاقتصادية الثنائية، فضلًا عن تقييم وتحديث الاتفاقيات الاقتصادية الحالية، والعمل على تحسين تطبيقاتها بما يتماشى مع احتياجات واهتمامات الطرفين، وتسليط الضوء على المجالات الاقتصادية المهمة لكلا الطرفين وتسهيل تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين المتخصصين في المجالات الاقتصادية المختلفة.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، عقب التوقيع عمق علاقات التعاون الإنمائي المصرية السويسرية، والتي تمتد إلى نحو 45 عامًا، لافتة إلى أن هذه العلاقة توطدت من خلال التعاون المتبادل في العديد من المجالات الاقتصادية والتنموية، حيث كانت سويسرا منذ 1979 شريكًا استراتيجيًا لمصر، وقدمت دعمًا كبيرًا من خلال العديد من المبادرات الموجهة إلى تعزيز تنمية القطاع الخاص والبنية التحتية وتقوية المؤسسات الاقتصادية، موضحة أنه على مدار السنوات الماضية تطور التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل تمكين المجتمع المدني، ودعم قضايا الهجرة، وحماية الفئات الأكثر احتياجًا، والعمل على دعم مصر في التزاماتها الدولية في مجالات التنمية المستدامة.
وأوضحت "المشاط" أن إجمالي محفظة التعاون الثنائية الحالية بين البلدين تصل إلى 71.6 مليون دولار من المنح لتمويل 9 مشروعات، لافتة إلى أن الجانب السويسري لا يقتصر في تمويله على المشاريع التي يتم تنفيذها من خلال الحكومة المصرية فقط، بل يشمل تمويل مشروعات القطاع العام، وكذلك المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى مجالات التعاون المستقبلية بين البلدين، والتي تركز على مشروعات المناخ الأخضر، وتطوير المهارات الفنية في مختلف القطاعات، بما يساهم بشكل فعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الأخضر في مصر، منوهة إلى إمكانية التعاون المستقبلي في مجال آلية الحد من انبعاثات الكربون، فضلًا عن التعاون في مجالات تغير المناخ، وتمكين المرأة، وتعزيز دور القطاع الخاص، ودعم قارة أفريقيا ومشروعاتها التنموية، بالإضافة إلى التعاون في إطار منصة "نوفي".
ماذا عن منتدى دافوس؟انطلقت فعاليات الدورة الخامسة والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2025" وسط اهتمام عالمي واسع، حيث يُعد المنتدى منصة عالمية تجمع بين قادة السياسة والاقتصاد ورواد الأعمال لمناقشة التحديات الدولية الملحّة والبحث عن حلول مبتكرة تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
ويأتي المنتدى هذا العام تحت شعار “التعاون من أجل العصر الذكي”، مما يعكس أهمية تعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص في عصر يشهد تطورات غير مسبوقة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
ويمثل منتدى دافوس 2025 منصة فريدة للتعاون الدولي، حيث يجمع قادة العالم لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحاً.
وكان قد غادر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاثنين 20 يناير 2025، مطار القاهرة الدولي متوجهاً إلى دافوس بسويسرا، ممثلاً عن الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود مصر لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية واستعراض رؤيتها للتعاون في القضايا العالمية، فضلاً عن فتح آفاق جديدة للتعاون مع المستثمرين وقادة الأعمال العالميين.
وتركز أجندة المنتدى على القضايا المحورية التي تؤثر على العالم اليوم، منها:
1- التعاون في الذكاء الاصطناعي: مناقشة كيفية تسخير التكنولوجيا لتحسين الاقتصاد الرقمي وتحقيق التحول البيئي.
2- التوترات الجيوسياسية: تشمل جلسات عن التحديات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، إلى جانب تأثير النزاعات على الاقتصاد العالمي.
3- مستقبل الاقتصاد الدائري: البحث في استراتيجيات الاستخدام الفعال للموارد لتحقيق التنمية المستدامة.
4- التنمية التكنولوجية العالمية: التركيز على التعاون في مجالات الصحة، والبيئة، والاقتصاد الرقمي.
ويشهد المنتدى مشاركة 130 دولة وأكثر من 3000 شخصية عالمية، من بينهم قادة سياسيون، وصناع قرار، ورواد أعمال.
ومن أبرز الشخصيات المشاركة:
- الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
- رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
- نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شويشيانغ.
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
- رؤساء دول مثل الأرجنتين وجنوب إفريقيا.
ويأتي منتدى دافوس 2025 في وقت حساس يعاني فيه العالم من انقسامات جيوسياسية واقتصادية متزايدة.
ويدعو المنتدى إلى نبذ السياسات الحمائية وتشجيع التعاون الدولي لتحقيق التحول نحو اقتصاد رقمي مستدام.
ووفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية، التعاون المتعدد الأطراف هو السبيل لبناء نظام تجاري عالمي شامل يعزز الابتكار والتنمية المستدامة.
ويسعى المنتدى إلى إبراز دور التكنولوجيا في تحسين الحياة البشرية من خلال:
- تطوير أنظمة صحية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض وتقليل التكاليف.
- استخدام التكنولوجيا لتحسين توزيع اللقاحات، مما يسهم في تقليص الفجوة الصحية بين الدول.
- تعزيز الاقتصاد الدائري عبر استثمارات في الموارد المتجددة والوقود الحيوي.
ويدعو المنتدى الحكومات والشركات إلى تبني سياسات مبتكرة تعتمد على التعاون الدولي، مثل:
- فتح البيانات الحكومية وتسهيل تبادلها عبر الحدود.
- وضع معايير دولية لتبادل البيانات وحماية الخصوصية.
- تشجيع استثمارات القطاع الخاص في البنية التحتية الرقمية.