د. مرتضى الغالي

هذا هو ما جلبه علينا الانقلاب وقبله نظام الإنقاذ المُجرم..(وانقلاب البرهان نفسه صنيعة إنقاذية بامتياز)..وما جلبته علينا مليشياته التي صنعها وبوأها وغذّاها من صميم مخصصات الغذاء والدواء والصحة والتعليم وأمدها بالسلاح ونشرها في المواقع وجعلها (سلاح مشاته) بنية أن يضرب بها الشعب..! وعندما انقلبت عليه اتهم أنصار الثورة بأنهم أصبحوا الحاضنة الشعبية لهذه المليشيات…تعالى الشعب السوداني الثائر عن ذلك علواً كبيراً.

.!
وحتى (ميكافيللي) أستاذ الانتهازية الأصيل يقدم تحذيراً قوياً من استخدام المقاتلين المرتزقة والمأجورين باعتبار أنهم ليسوا أصحاب قضية وليس لديهم دوافع نفسية أو أخلاقية أو وطنية لممارسة القتال..ويقول إنه متى ما تأخرت عن المقاتلين المرتزقة الرواتب والأعطيات تحوّلوا للسرقات والنهب وارتكاب الأعمال الوحشية والساقطة..! فالمقتل المرتزق بطبيعة الحال إما صاحب (خلفية مشبوهة) أو سابقة إجرامية أو يعاني فقراً مدقعاً و(وضاعة اجتماعية)..!

المرتزق المقاتل والمرتزق الحركي والمرتزق الإعلامي لا يتورّع عن انتهاك أو عيب..ولا يرعى حُرمة ولا يخشي عاقبة أو محاسبة أو وخذ ضمير..فهو في حالة ابتزاز مستديمة..ولسان حاله يقول لمن يدفع له: (أنا اقوم بما تريد..أو بما لا تقدر عليه….فماذا تريد مني أكثر من هذا..؟!

هذه هي خلاصة ما حذر منه عرّاب الانتهازية السياسية “نيكولو ميكافيللي” صاحب نظرية (الأيدي القذرة والقفازات النظيفة) وهو ما يحدث الآن في الوطن من فظائع في مختلف أقاليمه..وهي الجريمة الممتدة من الثلاثين من يونيو 1989 وحتى الآن..! وكاذب كذوب من يستطيع التفريق بين ما تصنعه مليشيات الدعم السريع وما يصنعه مجندي انقلاب البرهان وكتائب الكيزان وجماعة كرتي وعلي عثمان وأحمد هارون ومن يطلقون عليهم اسم المستنفرين..! وما المستنفرون إلا جماعات من الفلول..أو أيفاع خدعهم الفلول وجعلوهم وقوداً لأطماعهم الخاصة….! فكيف يتسنى لمواطن شريف سليم العقل أن ينهض ليشارك في حرب ملعونة (قال البرهان نفسه إنها حرب عبثية) تطرده من بيته وتقتل أبنائه وبناته وأطفاله في وضح النهار..؟! وإذا كان البرهان نفسه (ومتى كانت له نفس) يقول بأنها حرب لعينة..كيف جاز له وجماعته أن يدعو إلى استمرارها..؟! وكيف جاز لأبواق الضلال أن تتهم من يدعو إلى وقفها بأنه خائن لوطنه أو انه يناصر مليشيا الدعم السريع..؟! وإذا كانت الحرية والتغيير هي التي صنعت الحرب..فلماذا يتبنى الاخونجية مواصلتها..؟!!
ألا إنها لفرية مفضوحة (ورب الكعبة) يروّج لها منزوعو الضمير من (استراتيجيين بلهاء) و(إعلاميين أجارك الله) و(أشباه سفراء مخابيل) وأبواق ضلال وشراذم من مدفوعي الأجر من المرتزقة أصحاب أربطة العنق الملونة..أصحاب (العواسة النتنة) من أرزقية كيبوردات الظلام وأصحاب الإطلالة العاطلة الباطلة من شاشات الكذب والتمويه والتضليل..!

وإذا كان ميافيللي على وضاعة نظريته في استخدام الوسائل غير النظيفة من اجل تحقيق الغايات الملغومة يحذر من استخدام المقاتلين المأجورين..فمن باب أولى أن يسري هذا التوصيف على (الأقلام المرتزقة) و(حناجر الأجرة) التي تحرّك الأصابع واللغاليغ حرصاً على استمرار (الدفع الذاتي) وتدفق الأموال والأعطيات بالتباري في الاختلاق ورفع وتيرة الكذب والتلفيق والسباب والشتائم من اجل المغالاة في إرضاء (أولياء النعمة) لحصد المال المغموس في الدم…!!

تجد بين هؤلاء من يحاول إعلاء سعر الارتزاق عبر (العواء الإعلامي) وحملات التخوين والتلفيق والتمادي في الوقاحة..وتجد بينهم (صنائع الإنقاذ) الذين انتشلتهم من (الخبوب والربوب) فهم يقومون لآن بهذه المناصرة الخسيسة المبخوسة بسبب ما أغدقته عليهم في سنواتها السوداء..وتجد بينهم من يخاف من ابتزاز الاخونجية وكشف المستور..وتجد بينهم من يعشم (في ريع قادم) أجراً على ارتزاقه الحالي…ومنهم كذلك أصحاب (النفوس الصغيرة) الذين يقنعون بفتات ما يصلهم من مصاريف و(مظاريف) وأعطيات على قدر قاماتهم القصيرة..! وإنك لتكاد يا صديقي أن تشير إلى هؤلاء (بالاسم) حيث لا تخفى على المجتمع السوداني خافية..فهو مجتمع (شديد ولضيض) ومنفتح على مراقبة لصيقة تعلم حال هؤلاء وأولئك من مستجدي النعمة..وتعرف حقيقة أوضاعهم (قبل الإنقاذ وبعدها)..و(قبل الانقلاب وبعده)..وتعرف مرامي الصغار ركيكي السلوك فقراء المروءة.. خلاصة رميم الرميم ونفاية النفايات..!

لقد أصبح بين هؤلاء المتاعيس المُحرضين وبين الشعب السوداني (جدار من دماء الأبرياء)..وليعلموا أنهم يشاركون مشاركة كاملة في ما يجري الآن..وأنهم مسؤولون مسؤولية مباشرة عن كل هذا التدمير والتخريب والتهجير و(القتل التجاري)..!

هؤلاء قضيتهم معروفة..لكن موضع الغرابة يتجسّد في بعض الذين كانوا يناصرون الثورة ولكن تبدّلت الآن مواقفهم وأقوالهم ودعاويهم وأصبحت تتطابق مع مواقف وأقوال ودعاوي أبواق الفلول..وباتوا ينادون بمواصلة الحرب (وهم في مأمن)..! بل أصبحوا يقولون أن قوى الحرية والتغيير تجنح نحو تأييد الدعم السريع مثلما يجنح الاخونجية إلى تأييد حرب البرهان وانقلابه…! هذا والله من البهتان العظيم و(اللولوة الخاسرة الخائرة)…!

ما هذا (التفكير البرهاني الأردولي)..؟! وما هذا الاستخفاف والخفة التي تشبه المراهقة السياسية والتي لا تليق مع الأهوال التي تحيط بالوطن..؟؟ الله لا كسّب الفلول وكل من يقف في صفهم عامداً…أو متعالماً..!

الوسومد. مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

حكومة العليمي: حين تتحول السيادة إلى أجندة لإٍسرائيل!

يمانيون – متابعات
طلب مسؤول كبير في حكومة المرتزقة، هذا الأسبوع، دعماً عسكرياً من إسرائيل لمواجهة صنعاء، وقال إن على الجيش الإسرائيلي أن يقصف أصولاً رئيسية في اليمن، بحسب ما نقلت صحيفة عبرية.

ونشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، الثلاثاء، تقريراً نقلت فيه عن مسؤول وصفته بأنه “رفيع المستوى” في حكومة المرتزقة قوله إن “إسرائيل يجب أن تمد يد المساعدة ضد الحوثيين في أعقاب هجومهم على تل أبيب يوم الأحد”.

وذكرت الصحيفة أنه “انتقد الضربات الأمريكية ووصفها بأنها غير فعالة”.

وأضاف المسؤول: “رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الأخير للحوثيين يجب أن يشمل تزويد قواتنا البرية بأسلحة متطورة”، حسب ما نقلت الصحيفة.

وأكد أن “أي عمل إسرائيلي يجب أن يستهدف أصولاً عسكرية رئيسية، بما يتناسب مع حجم الضربة التي شنتها إسرائيل في يوليو على ميناء الحديدة”، وفقاً للتقرير.

وتابع: “نحن محاصرون في صراع مع ميليشيا إرهابية لا تستجيب للقوة المميتة إلا عند التحدي، لقد حان الوقت لكي يتخلص المجتمع الدولي من رضاه عن نفسه ويدعم قواتنا على الأرض، حينها فقط يمكننا القضاء على هذه الجماعة الإرهابية، التي تشبه داعش والقاعدة”، حسب تعبيره.

وأثارت هذه التصريحات انتقادات من قبل العديد من النشطاء.

وفي الأشهر الأولى بعد اندلاع حرب غزة، كان عضو مجلس العمالة الرئاسي طارق عفاش قد التقى ضباطاً أمريكيين وإسرائيليين في قاعدة أمريكية بجيبوتي من أجل التنسيق لمواجهة قوات صنعاء، بهدف الضغط عليها لوقف عملياتها المساندة لغزة، فيما أبدى عضو المجلس عيدروس الزبيدي استعداداً للمشاركة في تحالف “حارس الإزدهار” الذي شكلته الولايات المتحدة.

لكن غياب الدعم السعودي يعرقل اندفاع حكومة المرتزقة، حيث تبدي السعودية حرصاً كبيراً على إبقاء حالة الهدنة مع قوات صنعاء، وتخشى من عودة المواجهات والضربات على منشآتها الحيوية، وهو ما ظهر بوضوح في أزمة قرارات البنك المركزي في عدن، والتي أجبرت السعودية حكومة المرتزقة على إلغائها وهددت بقطع الدعم عنها، حسب ما أفادت بلومبرغ.

مقالات مشابهة

  • حكومة العليمي: حين تتحول السيادة إلى أجندة لإٍسرائيل!
  • أنصار الحرب: تبرئة القتلة وإدانة الأبرياء..!
  • البرهان يصل حطاب لأول مرة منذ اندلاع الحرب
  • والز: ترامب وعد الشعب الأمريكي ببناء جدار مع المكسيك.. ولم يفعل
  • البرهان في الكدرو. أين حميدتي؟
  • الامارات والمواجهة مع البرهان واخوان السودان يجب ان يذهب احدهم ليبقي الاخر
  • أبطال الكيبورد: الحرب ليست نزهة
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • نقول لأصحاب الفيل: لا منتصر في هذه الحرب اللعينة..!
  • لست عالقاً ولا نازحا يا ابن أخي وانت مازلت داخل وطن الجدود رغم ظروف الحرب اللعينة العبثية المنسية فاي دار تطرق بابها تقول لك ألف ألف مرحب