وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة جنوب الوادي تُنظم ندوة توعوية
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
نظمت وحدة مناهضة العنف ضد المرأة ندوة " الصحة النفسية للمرأة "، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للصحة النفسية الذي جاء هذا العام تحت شعار " جعل الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية عالمية" بكلية الآداب تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة وإشراف الدكتور محمد سعيد نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور صلاح سليم عميد كلية الآداب.
وفى البداية .. أكد الدكتور صلاح سليم عميد كلية الآداب على أهمية هذه الندوات التوعوية، وحث الطالبات على حضور الفاعليات المختلفة التي لها أهمية كبيرة في تطوير المهارات الشخصية.
مشيرًا الى ضرورة الاستفادة من الخدمات المختلفة التي تقدمها وحدة مناهضة العنف بالجامعة.
وعرفت الدكتورة هالة خير سناري أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية ومدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة متناولة مفهوم الصحة النفسية والمرض النفسي والأسرة، مع عرض للعوامل التي تؤثر على الصحة النفسية للمرأة، وتوضيح الاضطرابات النفسية الشائعة عند المرأة، والعوامل التي تؤثر على الصحة النفسية لدى النساء، وتوضيح مدى اتاحة خدمات العلاج النفسي للنساء, ومعوقات استفادة المرأة من العلاج في مجال الاضطرابات النفسية ثم تقديم نصائح للعناية بالصحة النفسية وتعزيز الرفاهية لدى المرأة.
وأوضحت الدكتورة الشيماء الأدهم الأستاذ المساعد بقسم اللغة الإنجليزية ومنسقة الوحدة بكلية الآداب أن الوحدة تقدم العديد من الندوات التوعوية والمحاضرات المختلفة وورش العمل بهدف تمكين المرأة في كافة المجالات, كما أن الوحدة تسعي إلي وجود بيئة آمنة خالية من جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة، هذا وقد وضحت الأستاذة رقية علاء الدين المنسق الإداري للوحدة المبادئ الحاكمة لعمل الوحدة, وآلية تلقي شكاوى التعرض للعنف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وحدة مناهضة العنف المرأة جامعة جنوب الصحة النفسیة ضد المرأة
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر سجون الاحتلال على الصحة النفسية للأسرى المحررين؟
بعد الإفراج عن الأسير المقدسي أحمد مناصرة، من بيت حنينا بالقدس المحتلة، في العاشر من شهر أبريل/نيسان الجاري، وملاحظة مدى تدهور صحته النفسية بعد سنوات من تشخيصه بمرض "الفصام"، تسلط الجزيرة نت الضوء -من خلال مختصين- على المستويات النفسية التي يخرج بها المحررون من سجون الاحتلال، وما يحتاجونه في كل مستوى من متابعة أو علاج.
فبالإضافة لمناصرة؛ تحرر عدد من الأسرى بوضع نفسي صعب، ولا يمكن التطرق لأسماء هؤلاء بسبب تحفظ ذويهم على ذلك، ولأن المجتمع ينأى عن وضع الأسير في هذه الخانة، ولا يدرك كثيرون مدى خطورة تجاهل التوجه إلى المختصين، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية للأسير في أفضل الأحوال، أو فقدان وجوده بشكل كامل بعد تحرره في أسوأ السيناريوهات، وفق مختصين تحدثوا للجزيرة نت.
الجزيرة نت سألت الطبيب محمد الخواجا، اختصاصي علاج الأمراض النفسية ومشاكل الإدمان، عن الحالة النفسية التي يخرج بها الأسرى بشكل عام، وقال إنهم يتوزعون على أربع مستويات:
القسم الأول: هم أولئك الذين يعانون من أعراض "ذُهانية"، وهؤلاء يتوجهون للعيادة النفسية عند تحررهم عادة، خاصة بعد اندلاع الحرب الأخيرة وتعرض كافة الأسرى للعنف المفرط المتمثل بالضرب والإهانة والتجويع والسهر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قيادي بالنهضة: تونس تشهد تراجعات خطيرة وعشرات المعارضين يخضعون للاعتقال التعسفيlist 2 of 2تحذير أممي من تداعيات تدفق اللاجئين الكونغوليين إلى بورونديend of list إعلان"لمستُ من خلال مَن ترددوا على عيادتي أن أكثر ما أثّر عليهم ودمرهم نفسيا هو اقتحام زنازينهم وهم نيام والشروع بقمعهم وضربهم مما أَشعرهم بانعدام الأمان، لأن الأسير وهو في زنزانته يعرف المعاناة وهي واضحة بالنسبة إليه، لكن المشكلة أن قمعهم خلال نومهم أثر عليهم سلبا وأدخلهم في حالة ترقب مستمرة" يقول الخواجا.
ووصف المستوى الأول بالأصعب وهو الذي تحرر به أحمد مناصرة وغيره، وهؤلاء يصِلون للعيادة النفسية بعد معاناتهم من الأعراض "الذُهانية" كالأوهام والخربطات والانفصال عن الواقع، واضطراب الانفصام الذي يجعلهم عرضة للإصابة بمرض "الفصام".
وفي هذا المستوى يشكل المحرر خطرا على نفسه ومحيطه، وتتأثر إنتاجيته وعلاقاته لأنه ينعزل عن الناس تماما ولا يتفاعل معهم، "باختصار نخسره كإنسان وهذا أصعب شيء وهؤلاء يأتون إلينا لأن حياتهم تكون صعبة جدا".
أعراض متشعبةالمستوى الثاني: هم المحررون الذين يعانون من أعراض "الاكتئاب"، كفقدان المتعة في الحياة وانعدام الدافعية، وعدم الرغبة في لقاء الآخرين، وتأثر النوم والتركيز والشهيّة للطعام، وهؤلاء لا يتوجهون للعيادة النفسية عادة رغم أنهم يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة"، ويحلمون عادة بالكوابيس ويشعرون بالخوف والتوجس الكبيرين، وقد يتعرضون لفقدان الذاكرة والانفصال عن الواقع، وهذه أعراض متعبة ومزعجة ويلزمها علاج، وعلى هؤلاء المحررين بالتحديد التوجه للعيادة النفسية لأن "الاكتئاب" مرض يُعالج، ويجب عدم تجاهل أعراضه.
المستوى الثالث: هم الأسرى الذين "يُكابرون"، وينكرون تأثرهم بتجربة السجن رغم وجود أعراض تستوجب زيارة طبيب نفسي. وهنا "يقول هذا الأسير لنفسه أنا رجل ولا أتأثر ويجب أن أقاوم وألّا أشكو لأن الشكوى تظهرني ضعيفا".
وتكون معاناة هذا المستوى من الأسرى خفيّة وفقا للخواجا، فهم يتظاهرون بأنهم يعيشون حياة طبيعية لكنهم من الداخل متعبون، وهذه مخاطرة "لأن الجرح الصغير يكبر ويتفاقم على المدى البعيد إذا لم تتم معالجته والتعامل معه، وتتأثر علاقات المحرر وتصرفاته في المستقبل، وتنشأ مشكلات بينه وبين عائلته أو زوجته.
إعلانالمستوى الرابع: هم المحررون الذين لم يتأثروا بتجربة السجن القاسية بالفعل، لأن لديهم جَلَدا ومرونة وحصانة نفسية عالية، وموضوع العقيدة والإيمان القوي ساعدهم بدرجة كبيرة داخل الأَسْر، وعند تحررهم خرجوا بمعانٍ كبيرة حمتهم من المعاناة.
المعالج والأخصائي الاجتماعي ومدرب تطوير الذات محمود عبد النبي استهلّ حديثه للجزيرة نت بالتطرق إلى تأثير السجن على صحة الإنسان النفسية قائلا إن حبس الشخص بين جدران يمنع خلايا الدماغ من التفاعل والانكشاف للعالم الخارجي، وهذا يؤدي لتغيير في كيمياء الدماغ ويؤثر على الجهاز العصبي بشكل سيئ وسلبي.
وبالتالي تبدأ بعض الأعراض بالظهور على الشخص المسجون كالقلق ونوبات الذعر واضطرابات الشخصية كزيادة العدوانية والانطوائية وعدم الرغبة بالتواصل مع العالم الخارجي، وتتطور أعراض "ما بعد الصدمة" ويعاني الشخص من اضطرابات النوم والكوابيس.
وفي إطار تأثير السجن على الناحية الاجتماعية للأسرى المحررين قال الأخصائي المقدسي إنه إذا لم يكن الشخص يتمتع بحصانة نفسية يبدأ ببناء حواجز بينه وبين المجتمع والأسرة بسبب فقدانه لمهارة الاتصال والتواصل داخل السجن، وتتطور لديه بعض الأعراض كالشك والخوف وعدم الثقة بالمحيط لشعوره بأن الآخرين يريدون إيذاءه.
في يوم الأسير الفلسطيني، 17 أبريل/نيسان، يبلغ عدد أسرى مدينة القدس من حملة الهوية الزرقاء 420 مقدسيا، بينهم 9 محكوم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة، بالإضافة إلى 66 طفلا دون سن ال18، بالإضافة إلى أسيرة واحدة.
صاحب أعلى حكم هو الطفل محمد الزلباني، والمحكوم بالسجن 18 عاما، يليه… pic.twitter.com/tw4d86e9Sk
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 17, 2025
إعلان التفريغ مهموبخصوص الأعراض التي تنذر بالخطر وتستوجب على ذوي الأسير المحرر اصطحابه لأخصائي اجتماعي أو نفسي، لخّصها عبد النبي بممارسة السلوك الخطير كإيذاء النفس أو التهديد بالانتحار أو العزلة الشديدة المتمثلة برفض التواصل مع الآخرين، وظهور بعض الأعراض "الذُهانية" كالهلوسة والأوهام كتهيؤ سماع أصوات وأفكار داخلية تُملي على الشخص القيام بأعمال معينة غير واقعية، بالإضافة لإهمال النظافة الشخصية.
وفي حال إهمال هذه الأعراض تحدث المعالج المقدسي عن الخطورة التي يمكن أن يشكلها المحرر على نفسه ومحيطه قائلا إنها تكمن في تفاقم الاضطرابات النفسية كالقلق والخوف والاكتئاب واتباع السلوك الخطِر والعدوانية تجاه الأسرى أنفسهم داخل السجن أو المجتمع الخارجي بعد التحرر.
وعند سؤاله عن الاضطرابات أو الأمراض التي قد تتسبب بها السجون للأسرى، وكيف يتعامل الأخصائيون معها أجاب أن المحررين الذين يعانون من أعراض "ذُهانية" تستوجب حالتهم زيارة طبيب نفسي ليعالجهم دوائيا، ويترافق هذا العلاج مع جلسات تفريغ مع أخصائي اجتماعي.
أما إن اقتصرت الأعراض عند التحرر على اضطرابات ما "بعد الصدمة" مثل نوبات الذعر والقلق والخوف واضطرابات النوم "فيمكن أن نتعامل معها كأخصائيين من خلال علاجات عدة كالبرمجة اللغوية العصبية أو العلاج السلوكي المعرفي الذي يقوم على تعديل الأفكار السلبية وبناء الثقة واستعادتها من جديد".
ومن المهم أيضا وفقا للأخصائي محمود عبد النبي دعم المحيط كالأسرة عبر التعزيز والاحتواء، ومحاولة دمج المحرر في المجتمع بإشراكه في برامج إعادة التأهيل التعليمية أو التدريبية أو المهاراتية.
وختم حديثه للجزيرة نت بالتطرق إلى أهمية التفريغ للأسير المحرر من خلال الجلسات قائلا إنه من الضروري عدم كبت المشاعر، لأن كبتها يؤدي إلى تخزينها في اللاوعي، وظهور الأعراض من جديد عند أي موقف صغير أو تجربة سلبية، وبالتالي هناك ضرورة لإعادة هيكلة الأفكار وتعديلها ووضعها في إطارها الصحيح، لاستعادة الثقة بالنفس وبنائها مع الآخرين وترميم الحصانة النفسية.
إعلان