الكيبوتسات.. رأس الحربة السابقة للصهيونية
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
قالت صحيفة لاكروا إن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استهدفوا عدة كيبوتسات، من بينها كيبوتس كفار عزة الواقع على بعد كيلومترين من القطاع، في هجومهم يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مشيرة إلى أن هذه القرى الجماعية هي التي عملت على تسهيل استيطان السكان اليهود في الأراضي الفلسطينية، وكانت الحصن الحصين للقوات الإسرائيلية ضد السكان الأصليين.
وقد ظهر مفهوم الكيبوتس في بداية القرن العشرين على يد المهاجرين الأشكناز من أوروبا الشرقية الذين استقروا في فلسطين تحت السيطرة العثمانية، مع فكرة إنشاء مجتمعات زراعية ذاتية الإدارة هناك، وهي مستوحاة من الأفكار الماركسية، إذ تبنى الكيبوتس الأول نظاما يلغي جميع أشكال الملكية، على عكس الموشاف؛ إذ كانت الأرض فردية.
وتقع هذه الأماكن عموما بالقرب من مناطق الصراع مع السكان العرب، وهي –وفق الباحث توماس فيسكوفي المتخصص في قضايا إسرائيل وفلسطين- تشكل "الحصن الأول للقوات الإسرائيلية ضد السكان الأصليين"، كما شكلت، حتى إنشاء دولة إسرائيل، إطار عمل لاندماج السكان اليهود، ناهيك عن كونها اليوم تجذب العائلات الإسرائيلية الشابة التي تبحث عن عقارات بأسعار معقولة.
أراضي اللاجئين في منطقة مرج بن عامر تستعمل للزراعة من قبل "الكيبوتسات" (الجزيرة)وتعد هذه القرى –التي بلغت أكثر من 210 عام 1950- بمثابة مكان يتعلم فيه سكانها العمل في الأرض واستخدام الأسلحة أيضا، مما يجسد "الطليعة الاستعمارية للسكان الأصليين"، كما يقول توماس فيسكوفي، خاصة أن غالبية القوات التي تم حشدها في أثناء الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948 جاءت من الكيبوتس" إن جزءا كاملا من النخبة العسكرية والسياسية لليسار الصهيوني الإسرائيلي، الذين سيطروا على مقاليد البلاد بين عامي 1948 و1977، ولدوا أو تدربوا هناك"، وفق فيسكوفي.
وبعد إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، لم تعد للكيبوتسات وظيفتها الأصلية المتمثلة في استقبال السكان اليهود، بل تحولت إلى دور عرض للنموذج الاشتراكي، غير أنها منذ عام 1963، أصبح معظمها يعتمد على المعونات التي تضاءلت هي الأخرى على مر السنين.
وتأكد تراجع الكيبوتسات بفوز حزب الليكود الذي يعد حزبا ذا توجه قومي ليبرالي يميني، لتتكيف مع موجات التحرير الاقتصادي التي قامت بها إسرائيل، واليوم تعمل الغالبية العظمى من الكيبوتسات القائمة البالغ عددها 250 بوصفها شركات خاصة، ويقبل بعضها إنشاء المتنزهات والأجنحة والمتاحف داخلها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اليهود الحريديم يتظاهرون ويرددون: نموت ولا نتجند
قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن مواجهات اندلعت، أمس الثلاثاء، بين مئات من جماعة الحريديم وعناصر الشرطة الإسرائيلية في تل أبيب.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المتظاهرين قطعوا طريقا رئيسيا احتجاجا على قانون تجنيد اليهود المتدينين، ورددوا هتافات رافضة للتجنيد من بينها: نموت ولا نتجند.
وعندما حاولت الشرطة فتح الشارع بالقوة، هتف المتظاهرون بعبارات "أنتم عرب، أنتم نازيون".
وتصاعدت احتجاجات الحريديم الرافضة للتجنيد الإجباري بعد أن صوّت الكنيست في يونيو/حزيران الماضي بالأغلبية لصالح قانون تجنيد اليهود الحريديم.
وقال الجيش الإسرائيلي وقتها إنه سيشرع في عملية التجنيد للخدمة في صفوفه، رغم ما أحدثه القرار من أزمة داخل إسرائيل في ظل خسائر توصف بالأسوأ منذ عقود في صفوف جيش الاحتلال الذي يواصل حربه على قطاع غزة.
ضغوط ومطالباتوكانت المحكمة العليا في إسرائيل قد قضت، في يونيو/حزيران الماضي، بأن اليهود الحريديم لا يمكن إعفاؤهم من الخدمة العسكرية. كما أمرت بتجميد ميزانية المدارس الدينية، وقالت في قرارها إنه لا يوجد أساس قانوني لمنع الحكومة من تجنيد اليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي.
وقد وافق وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، على تجنيد 7 آلاف من الحريديم المتشددين.
إعلانوردا على ذلك، اتهمت شخصيات حريدية بارزة حزب الليكود بزعامة نتنياهو بـ"إعلان الحرب" على مجتمعهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر، الأسبوع الماضي، 1125 مذكرة اعتقال بحق مجندين من الحريديم الذين لم يستجيبوا لأوامر التجنيد الإلزامي.
وتقول المعارضة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لإقرار قانون يُعفي الحريديم من التجنيد، استجابة لضغوط حزبي شاس ويهودات هتوراه، للحفاظ على استقرار حكومته الحالية.
ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل، ويرفض هؤلاء الخدمة في جيش الاحتلال، بحجة تكريس حياتهم لدراسة التوراة، حيث يعتبرون أن "الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم" بحسب ما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت.