«الأبحاث» ينجز المرحلة الأولى من مشروع المحمية البحرية لتعزيز الموارد في المياه الكويتية الشمالية
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
انتهى معهد الكويت للأبحاث العلمية من تنفيذ المرحلة الأولى من مراحل إنشاء منطقة بحرية محمية ومخصصة لتعزيز الموارد البحرية في المياه الكويتية الشمالية بنجاح.
وقد أنجز المعهد هذا المشروع بدعم من لجنة الأمم المتحدة للتعويضات وبإشراف من نقطة الارتباط الكويتية لمشاريع البيئة، وشراكة الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية كونها المشرف الرسمي على المحمية، ومشاركة فريق عمل يضم عدد كبير من الباحثين والمهنيين والتقنيين المتخصصين من المعهد، برئاسة الباحث العلمي من مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية الدكتور تركي فهد السعيد.
وكان الهدف الرئيسي لهذا المشروع تعويض البيئة البحرية جراء الأضرار الناجمة عن الانسكابات النفطية المتعمدة التي حدثت أثناء غزو دولة الكويت عام 1990. ومن المتوقع أن تحقق هذه المحمية أهدافها على المدى القصير والطويل والذي يستدعي تعاون ومشاركة مستمرة وفعالة من الجهات المعنية كافة في إدارة هذه المحمية البحرية.
وأفاد رئيس المشروع تركي السعيد أنه قد تم استخلاص معلومات فيزيائية وكيميائية وبيولوجية لا تقدر بثمن من كل أنحاء المحمية البحرية وما حولها. إذ تم تعيين مساحة قدرها 280 هكتارا على طول الضفة الغربية لخليج الصليبيخات كموقع للمنطقة البحرية المحمية، وتم تعيينها كمنطقة محمية تُدار أساسا للاستخدام المستدام للنظم البيئية الطبيعية، موضحاً اختيار خليج الصليبيخات الذي يقع بالقرب من مدينة الكويت كموقع للمنطقة البحرية المحمية، وذلك لقربه من المناطق المأهولة بالسكان في الكويت، وتقع من ضمنه مسطحات مد وجزر شاسعة النطاق، وهو منطقة حضانة رئيسية للعديد من أنواع الأحياء ذات الأهمية التجارية. كما أن هذه المنطقة مهددة بشدة بالتدهور نتيجة ضغوط الاستصلاح والتنمية الحضرية، وستساعد الحماية الرسمية للمنطقة على ضمان استمرار الاستفادة من أغراضها البيئية.
وفيما يخص أهمية المشروع، بين السعيد أن الهدف من إنشاء هذه المنطقة المحمية هو الحفاظ على التنوع البيولوجي للأحياء القاطنة في المنطقة، وحماية الأسماك اليافعة، وإنعاش مخزونات الأسماك المتناقصة، وتوفير ملاذات آمنة للكائنات الحية البحرية، واستبدال ما فُقد من خدمات بيئية. فقد كشفت مسوحات العوالق عن تنوع بيولوجي غني للعوالق النباتية والحيوانية وكذلك يرقات الأسماك في المنطقة البحرية المحمية وما حولها. كما كشفت كل من المسوحات القاعية بين المد والجزر وتحت المد والجزر العديد من الكائنات الجديدة التي لم يسبق رصدها في مياه دولة الكويت. وأسفرت الدراسات الاستقصائية لمصائد الأسماك عن معلومات لا تقدر بثمن عن المخزونات السمكية السطحية والقاعية الأكثر هيمنة وأهمية من الناحية الاقتصادية داخل الخليج، إذ كشف تحليل المجتمعات البحرية عن العديد من الأحياء ذات الأهمية والفائدة البيئية للمنطقة البحرية المحمية والمناطق المحيطة بها في خليج الصليبيخات.
وأضاف التركي أن المسوحات عالية الدقة التي أُجريت داخل الخليج رجحت تأثير النشاطات ذات المنشأ البشري مثل تصريف المياه المالحة ومياه الصرف الصحي وتأثيرها على طبيعة المنطقة البحرية المحمية وما حولها. وكشفت بيانات الاستشعار عن بعد منذ عام 2003 عن تغيرات كبيرة في الخطوط الساحلية وفي مسطحات المد والجزر داخل المنطقة البحرية المحمية بعد عام 2009.
وأشار السعيد أنه قد تم دمج المعلومات التي استُخلصت من مهام علمية مختلفة للكشف عن التفاعلات الحية وغير الحية وتحديد استجابة العوالق الرئيسية والأصناف القاعية للتقلبات البيئية في المنطقة البحرية المحمية. وتم جمع المعلومات التي تم الحصول عليها في نظام مركزي لإدارة بيانات المنطقة المحمية، وسيتم استخدامها خلال برنامج الرصد طويل الأجل لمدة 12 عاما، والذي يشكل المرحلة الثانية من المشروع والذي يهدف إلى حماية الموائل المختلفة، وحفظ الأنواع النادرة، واستعادة المخزونات السمكية و/أو تعزيزها، وصون مواقع/مناطق محددة، بالإضافة إلى أهداف أخرى ترمي إلى المساعدة في الإدارة المحلية للمنطقة البحرية المحمية، والإدارة الإقليمية لمنطقة خليج الصليبيخات التي تشكل المناطق البحرية المحمية جزءا منها.
ومن المتوقع أن تصبح هذه المحمية البحرية، التي تُعد أول محمية بحرية في الكويت تُدار على أُسس علمية وفقا للمقاييس العالمية، بداية لمزيد من المحميات التي من شأنها أن تساعد على تعزيز الثروة السمكية، وتعمل على تعافي بيئة الكويت البحرية لا سيما أن معهد الكويت للأبحاث العلمية لديه الخبرة والكوادر والإمكانيات العلمية اللازمة لخوض هذا النوع من المشروعات العلمية الحيوية.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
بتكلفة 5.8 مليار ريال..وضع حجر الأساس لحي القرين الثقافي والمنطقة الشمالية خلال” بشاير الدرعية 2024″
الدرعية – هاني البشر
أعلنت شركة الدرعية اليوم عن تفاصيل تطوير منطقتين تعليميتين وفنيتين ضمن مشروع الدرعية، الذي يُعد أحد أكبر مشاريع التطوير الحضري في العالم ويمتد على مساحة 14 كيلومترٍ مربع، حيث كشفت الشركة عن عددٍ من المشروعات والإعلانات ضمن النسخة الثانية من حدثها السنوي “بشاير الدرعية” الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم.
وجاء الإعلان عن المنطقتين الجديدتين في ظل النمو المتسارع الذي تشهده أعمال البناء والتطوير ضمن مشروع الدرعية، حيث أعلنت الشركة عن إنشاء مركزٍ عالميٍ للفنون والثقافة يتمركز حول حي القرين الثقافي، ويشتمل على عددٍ من الأصول الثقافية، منها مدرسة الموسيقى العربية، ودار سينما، ومجموعة من المتاحف والأكاديميات المتخصصة؛ لتعليم فنون الكتابة، والعمارة النجدية، والبناء الطيني، وفنون الطهي والفنون الأدائية.
ووفقًا لشركة الدرعية، سيضم حي القرين الثقافي فندقين عالميين من الطراز الفاخر وعددًا من الوحدات السكنية ذات العلامات التجارية الفاخرة، بما في ذلك فندق الريتز-كارلتون الدرعية الذي يضم 195 غرفة فندقية و165 شقة سكنية، وفندق العنوان الدرعية الذي يضم 204 غرفة فندقية و60 شقة سكنية، كما ستضم المنطقة 19 مبنى متعدد الاستخدامات، تضم خيارات متنوعة من المساكن والمكاتب الراقية، ومجموعةً واسعةً من محلات البيع بالتجزئة والمطاعم. حيث سيتم تطوير حي القرين الثقافي عبر عقدٍ بلغت قيمته 5.8 مليار ريال سعودي (1.55 مليار دولار أمريكي) والذي سيكون مشروعًا مشتركًا بين شركة نسما وشركاهم للمقاولات وشركة مان إنتربرايز السعودية المحدودة.
وأكّدت شركة الدرعية أنها ستحوّل المنطقة الشمالية من الدرعية إلى مركزٍ عالميٍ للتعلم يستقبل العلماء والطلاب وأصحاب الرؤى، وستضم المنطقة مؤسسة الملك سلمان، ومتحفًا، وجامعةً، ومكتبة، وساحةً عامة نابضةً بالحياة، كما ستستضيف المنطقة الجديدة فندق كابيلا الدرعية الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا، وهو فندق فاخر مكون من 100 غرفة، سيكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
وشهدت فعاليات “بشاير الدرعية 2024” الإعلان عن موعد الافتتاح الرسمي لأول الفنادق في مشروع الدرعية، وهو فندق “باب سمحان” أحد فنادق ذا لاكشري كوليكشن المكون من 134 غرفة، والذي سيبدأ باستقبال الحجوزات للإقامة فيه مع نهاية شهر ديسمبر من العام الحالي 2024م؛ للاستمتاع بتجربةٍ فريدةٍ في الفندق الذي يتميّز بسماتٍ معماريةٍ نجديةٍ أصيلة يبلغ عمرها 300 عام، تظهر بشكلٍ بارزٍ في كل غرفة من الخيارات المتنوعة التي يقدمها، وعبر تصميماته الخارجية والداخلية.
وشهد “بشاير الدرعية 2024” مشاركة عددٍ كبيرٍ من المستثمرين من حول العالم، وشركات الضيافة والإنشاء والتعمير، وخبراء البنية التحتية والعقارات ومجموعةً من الممثلين من قطاعات الرياضة والفنون والثقافة والسياحة وتجارة التجزئة، حيث كشفت شركة الدرعية أمام هذا الجمع عن أبرز التحديثات على مشاريعها النوعية العملاقة التي ستُعيد تشكيل المنطقة وترفع جودة الحياة فيها؛ لجعلها وجهةً عالميةً فريدةً من نوعها، عبر مختلف الأصول الثقافية والسياحية والترفيهية التي يتم العمل عليها ضمن المخطط الرئيسي للمشروع.
وفي معرض حديثه عن المناطق الجديدة، قال جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية: “يُعد حي القرين الثقافي والمنطقة الشمالية من أهم المناطق في المخطط الرئيسي لمشروع الدرعية، ويوضّحان نطاق وتنوّع ما تقدمه الدرعية لتصبح وجهةً سياحيةً ثقافيةً عالمية، حيث ستضم المنطقتان مراكز عالمية للمعرفة والتعلم والتميز والإبداع؛ لتُسهم في جعل الدرعية مركز تجمعٍ عالمي يحكي قصة 600 عام منذ تأسيسها، و300 عام من تاريخ الدولة السعودية”. وأضاف: “يُسعدنا أن نشارك تفاصيل هذه التطورات الكبرى في “بشاير الدرعية”، ونستعرض عبر النسخة الثانية مجموعةً من فرص الاستثمار والشراكات التي تقدمها الدرعية للعالم”.
يُذكر أن مشروع الدرعية سيوفّر عند اكتماله أكثر من 178 ألف فرصة عمل، وسيضم أكثر من 100 ألف نسمة، كما يطمح لاستضافة 50 مليون زيارة سنويًا، والمساهمة بـ 18.6 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، بالإضافة لتعزيز قدرة القطاع السياحي على المساهمة بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2030.