هناك موجة من النقاش والجدال تصاحب حالات المقاومة، وبخاصة في فلسطين المحتلة، فتجد من يحول النقاش من الحالة النضالية إلى حالة من التشكيك في ما تفعله المقاومة، ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وبعد أن شاهد العالم فيديوهات الأسر لعدد من المحتلين، فجأة ظهر بين الناس خطاب ظاهره الحرص على الشريعة وباطنه عدم الغوص في أحكامها، وعدم النظر لما يفعله العدو بمقدساتنا والأطفال والنساء في الأراضي المحتلة.
ما يطرحه هذا الخطاب، يتعلق بمدنية الأسرى، وهل شرعا يحق للمقاومين أسر مدنيين، أو سحبهم والإمساك بهم بهذا الشكل؟ سؤال يطرحه بعضهم بحسن نية، وقد وقع تحت تأثير دعاية المحتل، أو الصهاينة العرب، فقد كان التطبيع يجري في بلادنا سياسيا -ومنذ سنوات قليلة- ظهر نوع جديد من التطبيع، أطلق عليه اسم "التطبيع الفقهي"، وبغض النظر عن هذا اللون من التطبيع والتشكيك، فإن تناول المسألة يصبح واجبا يقوم به أهل البحث الفقهي، من باب تجلية الحقيقة للناس.
السؤال الغلط في الاتجاه الغلطوهو سؤال غلط، في اتجاه غلط تماما، فهنا السؤال الصحيح يوجه للمعتدي، وهل ما يقوم به المعتدي عدوان أم لا؟ وما الموقف من اعتقال وأسر النساء والأطفال، واختطافهم من منازلهم، أو من الشوارع، وما الموقف من الاعتداء من الشرطة الإسرائيلية على النساء المصليات في الأقصى، وضربهن في الشوارع، وإسقاطهن على الأرض في شكل مهين، ولم يقترفن ذنبا سوى الذهاب إلى دار العبادة، هذه الأسئلة التي ينبغي أن توجه وتطرح.
أما بخصوص ما يطرح من قضية مدنية الأسرى، والتعامل معهم في الظروف الراهنة، فلا بد من عدة أسئلة توضح المسألة، والإجابة عنها لازمة ومهمة، السؤال الأول: هل الحرب بين الفلسطينيين واليهود في فلسطين لأنهم يهود، أتباع ديانة سماوية، أم لعلة الاعتداء والاحتلال؟ والسؤال الثاني: هل من قدم لأرض فلسطين المحتلة، وأصبح من مستوطنيها، هل يعد مدنيا، أم هو محتل عسكري، وإن اختلف توصيفه؟
هناك من يشارك بالعمل العسكري، وهناك من يشارك بالعمل التقني، كلهم في النهاية لهم حكم المحتل، والمحتل لا حكم له إلا الإخراج من هذه الأرض، بعد خروجه يصبح صاحب حق في الحفاظ عليه بكل السبل، وما دام محتلا، فله كل أحكام المحتل
رد عدوان لا محاربة أديانإن السؤال الأول، وهو المهم في المسألة هنا: أن الحرب الدائرة بين أهل فلسطين المحتلة، بكل ألوانها وفئاتها، ضد المحتل الصهيوني، ليست لأنهم يتبعون ديانة معينة، أو لأنهم يهود، فلم تكن أسباب الحرب في الإسلام يوما لعلة الدين، فليس من هدف الإسلام محو الأديان الأخرى، بل جاء مكملا ومتمما لها، وترك لهم حرية التعبد، فقال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍۢ لَّهُدِّمَتْ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَٰتٌ وَمَسَٰجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ} (الحج: 40)، فمن أهداف الجهاد في الإسلام تأمين حرية الناس في العبادة.
بل إن الحرب في الإسلام، كل الحروب، سببها ودافعها: الاعتداء، فقال تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (البقرة: 190)، وإلا فما القول في قتال المؤمنين الفئة الباغية، وذلك حين يتقاتل المسلمون مع بعضهم بعضا، فئة مظلومة، وفئة باغية، فقال تعالى: {وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (الحجرات: 9)، فكيف إذن يجيز الإسلام قتال مؤمنين؟ السبب: لأنهم معتدون.
فليس رد العدوان في الإسلام أو القتال لعلة الاختلاف الديني، أو لأن من يحاربهم أتباع ديانة معينة، بل العلة الاعتداء والعدوان والاحتلال. وهذه أحكام راسخة ثابتة، لا تتبدل، وهي نصوص قرآنية ونبوية واضحة كل الوضوح، في أن العدوان سبب للقتال، أيا كانت ديانة المعتدي، ولو كان من أهل الإسلام، وهو هدف مشروع دينا وقانونا وطبعا.
هل الصهاينة مدنيون؟أما السؤال الثاني: هل ساكنو الكيان الصهيوني مدنيون؟ إذا اتفقنا أن أرض فلسطين محتلة، وذلك بحكم الشرع والقانون الدولي، وبحكم كل العقلاء، فكل من سكن هذه الأراضي ليس صاحب حق فيها، بل محتل، يشارك المحتل كل بشكل معين، فمن يشارك بالعمل العسكري، ومن يشارك بالعمل التقني، كلهم في النهاية لهم حكم المحتل، والمحتل لا حكم له إلا الإخراج من هذه الأرض، بعد خروجه يصبح صاحب حق في الحفاظ عليه بكل السبل، وما دام محتلا، فله كل أحكام المحتل.
ومن يدرس طبيعة المجتمع الصهيوني، يعلم أنه كله مجتمع عسكري، فكل أفراده تحت طلب الاحتياط للجيش، ولم يعد العسكري كما كان في تعريفه سابقا، وهو من يركب الدبابة أو الطائرة، وإلا فمن يهيئ له كل ذلك في بلد محتل؟ ولم تعد وزارات الدفاع والمهن العسكرية حكرا على العسكري بالمعنى التقليدي، بل إن كثيرا من الأعمال العسكرية تكون بطائرات بدون طيار، فهل الذي يحرك هذه الطائرات بزر أو بأجهزة يعد مدنيا، وإن كان خريج كلية مدنية، ويعمل عملا ظاهره مدني؟ في بلد محتل، كل من يعيش على أرضها هو محتل.
بل إن ممارسات العدو نفسه قبل هذه الأحداث وبعدها، شاهدة بأنه لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، فكم من حرب ضد أراضي فلسطينية، نرى القصف فيها يسقط على منازل مدنيين، ومساجد، ومدارس، بل ومستشفيات، وكم عدد المعوقين من الأطفال والنساء والمسنين؟ ومن ينظر في أخبار اليوم والأمس، والغد، سيجد الأخبار نفسها، والأفعال نفسها.
يعقوب الصهيوني يلخص الجوابوالحقيقة أن الصهاينة أنفسهم، يردون على كل من يدعي مدنيتهم، بالواقع الذي يحيونه، فهل من طبيعة المدني أن يغتصب بيوت أصحاب الأرض؟ وقد انتشر مشهد (يعقوب) ذلك المواطن الصهيوني، الذي سرق بيت أحد الفلسطينيين، ولما طارده صاحب البيت بالكاميرات لتصويره، والتشنيع به جراء سرقته، كانت الإجابة الواضحة من يعقوب، حين قال: لو لم أسرقه أنا سيسرقه غيري، فما الفرق؟ إنه لخص فلسفة الاحتلال بكل أفراده، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين ظاهريا، بأنها منهجية يعيش بها الجميع، من وجد ما يستولي عليه، فالخلاف هنا من الأسبق لسرقته والسطو عليه، والاعتداء عليه بشرا كان أم حجرا.
إن الذين يثيرون مثل هذه الأسئلة، أو الاعتراضات، من طرف واحد، في اتجاه واحد، يذكروننا بما أثاره بعض الناس أيام النبي صلى الله عليه وسلم، من أنه قاتل في الأشهر الحرم، وقد كان قتاله دفاعا عن النفس والمال والدين، فقال تعالى ذاكرا شبهتهم والرد عليها {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 217)، فإن الاعتراض على القتال في الشهر الحرام، أبشع منه وأشد إخراج الناس من بيوتها، وطردهم منها، واحتلال بيوتهم بغير حق.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الإسلام فقال تعالى
إقرأ أيضاً:
بعد أحداث أمستردام وباريس.. الملاعب تشتعل والرياضة لا تُصلِح ما أفسده الصهاينة.. الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي داخل المستطيل الأخضر تاريخ من الكراهية.. أوروبا تدرس اتخاذ موقف حاسم ضد جماهير الاحتلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العلاقة بين الرياضة والسياسة تزداد سخونة خلال السنوات الأخيرة خصوصاً داخل ملاعب كرة القدم التي تحظى بمشاهدات كبيرة وتواجد جماهيري عريض فى المدرجات، وتُعد كرة القدم، الأكثر ممارسة وشعبية فى العالم، والأكثر تأثيرًا في السياسات الداخلية والخارجية للدول الكبرى والصغرى، القوية والضعيفة.
وفي ظل هذه الأجواء يثار التساؤل: هل تُصلح الرياضة ما تفسده السياسة؟ للإجابة عن هذا السؤال لدينا أمثلة عن نجاح الرياضة في إصلاح ما أفسدته السياسة علي رأسها مباراة تنس الطاولة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية في أوائل سبعينيات القرن الماضي، والتي بدأت خلال بطولة العالم لكرة الطاولة لعام ١٩٧١ في، اليابان بعد لقاء بين اللاعبين جلين كوان (من الولايات المتحدة)، وزوهانج زيدونج (من جمهورية الصين الشعبية) ونجحت المباراة في رأب الصدع بين الدولتين وتحسن فى العلاقات الدبلوماسية.
لكن علي الجانب الآخر وفي ظل الصراع العربي الإسرائيلي تفشل الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص فى تقريب وجهات النظر حتي في الملاعب الأوروبية أثناء مباريات فرق الكيان الصهيوني أمام فرق أوروبا سواء فى دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي تحدث مشاحنات واشتباكات بين الجماهير كان آخرها ما حدث فى العاصمة الهولندية أمستردام بعد مباراة أياكس الهولندي، ومباراة فرنسا أمام الكيان الصهيوني في دوري الأمم الأوروبية.
أدى الصراع في غزة إلى تصعيد التوترات المجتمعية في جميع أنحاء أوروبا، مع تصاعد الانتهاكات والهجمات المعادية للسامية. كما ارتفعت حوادث الإسلاموفوبيا إلى مستويات قياسية.
التاريخ السياسي لكرة القدم في الشرق الأوسط، محطات وأشكال التداخل والتأثر والتأثير المتبادل، سلباً وإيجاباً، بين هذه الرياضة، على نحو حصري، وسياسات الحكومات، والاستغلال السياسي لها من قبل بعض الأنظمة السياسية.
وبما أن لكرة القدم جماهير غفيرة من الشباب، وهم القوة الأساسية في المجتمع، فإن النظام السياسي، يستفيد من انخراطهم في نوادٍ رياضية وانشغالهم بالتعصب الكروي بدلاً من انخراطهم في نشاطات سياسية. أو يستغل تلك النوادي جماهيرياً وسياسياً، ويقوم بتوجيهها إعلامياً، وبذل المال والامتيازات لقادتها وفرقها من الأموال العامة. فضلاً عن تسخير كرة القدم نفسها للتنفيس وتفريغ الضغوط والأزمات النفسية مؤقتاً، داخل الملاعب وأمام شاشات العرض في المقاهي والساحات العامة.
يأتي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي كعلاقة معقدة بين السياسة والرياضة، ويصعب معها أن تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة
ترصد «البوابة نيوز» في السطور القادمة فصلا من الصراع العربي الصهيوني داخل ملاعب كرة القدم والرياضات المختلفة.
عقوبات «يويفا» على الكيان الصهيونيقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، فرض غرامات مالية على الاتحادين الفرنسي والإسرائيلي، على خلفية الأحداث التي شهدها ملعب فرنسا في العاصمة باريس خلال مباراة دوري الأمم الأوروبية.
شهدت المباراة اشتباكات بين نحو 50 مشجعًا من الجانبين، تضمنت تبادل إلقاء الأشياء واحتكاكات جسدية، مما استدعى تدخل أمن الملعب للسيطرة على الوضع.
ووفقًا لصحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، فإن تقارير المنسق الأمني للاتحاد الأوروبي وتقارير الشرطة ستحدد حجم العقوبات المتوقعة.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن الحوادث لم تؤثر على سير المباراة، التي استمرت بشكل طبيعي دون توقف.
ومن المقرر أن تُفرض العقوبات استنادًا إلى المادة 16 من قانون الانضباط الخاص باليويفا، والمتعلقة بضمان النظام والسلامة خلال المباريات. وتنص المادة على مسؤولية كل من الاتحادين عن أي حوادث تقع قبل أو أثناء أو بعد المباراة.
وقعت الأحداث بعد مرور 15 دقيقة من انطلاق الشوط الأول واستمرت لدقيقتين فقط، مما يجعل الغرامات المالية هي العقوبة المرجحة، إلى جانب احتمالية فرض حظر على بيع التذاكر للاتحاد الإسرائيلي في المباريات المقبلة
وذكرت الصحيفة أن هذا الحظر سيكون معلقًا ومراقبًا لمدة عام أو عامين.
على صعيد المباراة، انتهت بالتعادل السلبي بين المنتخب الفرنسي وضيفه الإسرائيلي، في اللقاء الذي أُقيم مساء الخميس الماضى على ملعب "فرنسا"، ضمن الجولة الخامسة من دوري الأمم الأوروبية.
أمستردام تشتعلشهدت العاصمة الهولندية أمستردام أحداث شغب بين مشجعي مكابي تل أبيب والجماهير الهولندية بعد مباراة في الدوري الأوروبي ضد أياكس أمستردام. بدأت التوترات منذ وصول مشجعي مكابي إلى المدينة، حيث ظهرت لافتات وشعارات سياسية استفزازية من كلا الطرفين، مما أدى إلى اشتعال الأجواء قبل بدء المباراة.
كشفت تقارير صحفية أن التوترات تصاعدت أثناء المسيرة التي قام بها مشجعو مكابي تل أبيب في شوارع أمستردام ، حيث شوهد بعض المشجعين الإسرائيليين يقومون بتمزيق الأعلام الفلسطينية، في مشهد زاد من حدة الاحتقان. وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، شوهد العشرات من الرجال الملثمين الذين يرتدون ملابس سوداء وهم يصرخون بشعارات مسيئة منها "اذهبي إلى الجحيم يا فلسطين".
تزايدت حدة الاشتباكات عقب المباراة التي انتهت بخسارة مكابي تل أبيب بخمسة أهداف دون رد أمام أياكس، مما أدى إلى مواجهات عنيفة في شوارع المدينة بين الجماهير. أسفرت هذه الاشتباكات عن إصابات وأضرار في الممتلكات، فيما تدخلت الشرطة الهولندية بحزم لضبط الأمن والسيطرة على الوضع.
اعتداء مشجعي مكابي على حامل علم فلسطينفي حادثة مثيرة للجدل، فى مارس ٢٠٢٤ قامت مجموعة من مشجعي "هوليغانز" التابعة لنادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي بالاعتداء على مشجّع يحمل علم فلسطين في العاصمة اليونانية أثينا، وذلك قبل مواجهة فريقهم مع أولمبياكوس في ذهاب دور الـ١٦ من دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم.
وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام يونانية، استهدفت مجموعة من مشجعي مكابي تل أبيب، المعروفة بتصرفاتها العدوانية، أحد المشجعين بعد رؤيته يحمل العلم الفلسطيني. وتعرض المشجّع، الذي تم التعرف عليه لاحقًا كأجنبي يقيم في اليونان، لضرب مبرح أدى إلى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وتمكنت السلطات المحلية من تحديد هوية المُعتدى عليه والتحقق من وضعه الصحي بعد الحادثة.
وجاء نحو ١٦٠٠ مشجع من أنصار مكابي تل أبيب إلى أثينا لحضور المباراة، التي انتهت بفوز الفريق الإسرائيلي على مضيفه أولمبياكوس بنتيجة ٤-١.
إلا أن حادثة الاعتداء أثارت جدلًا واسعًا وزادت من حدة التوترات في المدينة قبل المباراة، مسلطة الضوء على تصرفات بعض المشجعين التي تساهم في تصعيد الأجواء خارج الإطار الرياضي.
محمد صلاح يتعرض لهتافات عنصرية في تل أبيبشهدت مباراة نادي بازل السويسري ونادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي، في أغسطس ٢٠١٣ ضمن تصفيات دوري أبطال أوروبا، توترًا ملفتًا حيث تعرض اللاعب المصري محمد صلاح، مهاجم بازل وقتها، لهتافات عدائية وصافرات استهجان من جماهير مكابي تل أبيب.
ورغم الحساسية الكبيرة التي تحيط بالمباراة نظرًا للبعد السياسي، سافر صلاح وزميله محمد النني إلى تل أبيب لخوض اللقاء، مما لفت اهتمامًا إعلاميًا واسعًا.
أشارت صحيفة "بليك" السويسرية إلى أن جماهير مكابي تل أبيب وجهت هتافات وسبابًا لصلاح منذ بداية عمليات الإحماء، حيث صعدت صافرات الاستهجان وعبارات الاستفزاز كلما لمس الكرة، ما أثار استياء الصحافة السويسرية التي رأت أن هذه التصرفات تخرج عن إطار الروح الرياضية، وتعكس توترات سياسية تؤثر على أجواء المنافسات الرياضية.
ووثقت الصحيفة بعض الهتافات بالفيديو، موضحة أن صلاح واجه تحديًا كبيرًا منذ لحظاته الأولى فى الملعب، حيث بدا واضحًا أن جماهير مكابي تل أبيب تسعى للتأثير على أدائه.
ورغم هذه الضغوط، أظهر محمد صلاح احترافية عالية وركز على المباراة، وتمكن من تسجيل الهدف الثاني لصالح بازل، مؤكدًا بذلك مكانته كلاعب مؤثر في صفوف الفريق.
وأسهم هذا الهدف في تأكيد تأهل بازل للدور التمهيدي الرابع، ليصبح ردًا عمليًا على الاستفزازات، وبرز كأحد أهم لحظات المباراة.
واعتبرت الصحف السويسرية أن سلوك الجماهير لا يعكس قيم التنافس الشريف، مشددة على أهمية الفصل بين السياسة والرياضة، وأن اللاعبين يجب أن يحظوا بالاحترام بغض النظر عن خلفياتهم.
أثارت الحادثة تفاعلًا واسعًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد الجمهور تصرفات بعض جماهير مكابي تل أبيب، معتبرين أن الرياضة يجب أن تبقى مجالًا للتقارب لا لتعزيز الخلافات.
وبالنسبة لصلاح، مثّل هذا الموقف اختبارًا مهمًا أثبت فيه قدرته على تجاوز الضغوط النفسية، وتقديم أداء قوي رغم الاستفزازات، ما أضاف إلى رصيده كمحترف وأعطاه دافعًا للمضي قدمًا في مسيرته الرياضية.
توتنهام وليون فى فرنسا فبراير ٢٠١٣فى فبراير ٢٠١٣ تناولت الصحافة الفرنسية حادثة الهجوم التي تعرض لها مشجعو نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي في إحدى حانات مدينة ليون الفرنسية، قبل مباراة فريقهم أمام ليون الفرنسي ضمن الدوري الأوروبي.
الهجوم، الذي أسفر عن إصابة ثلاثة مشجعين بجروح، جاء بسبب حدة الاستفزازات من الجماهير المؤيدة للكيان الصهيوني، واستهدافها للمشجعين الذين يحملون تعاطفًا مع القضية الفلسطينية أو ينتقدون سياسات الاحتلال.
أدت الأحداث إلى اعتقال ثلاثة من المشتبه بهم في الحادث، وتتابعت التحقيقات معهم حول ملابسات الهجوم، وانتشرت مقاطع فيديو توثق جزءًا من الحادث، بالرغم من رداءة جودتها، وتظهر الأضرار البالغة التي لحقت بالحانة والممتلكات جراء هذا الهجوم.
اشتباكات فى مباراة ودية بين جماهير الكيان وليلفي أغسطس ٢٠١٣، توقفت مباراة ودية جمعت فريق مكابي حيفا الإسرائيلي مع فريق ليل الفرنسي في النمسا، بعد أن تسببت استفزازات جماهير الفريق الإسرائيلي في اشتعال الأجواء داخل الملعب. تصاعد التوتر عندما رفعت جماهير مكابي حيفا شعارات ورددت هتافات اعتُبرت استفزازية مما دفع المناصرين للقضية الفلسطينية إلى اقتحام أرض الملعب، في محاولة للتعبير عن اعتراضهم.
اندلعت الاشتباكات مباشرة بعد الاقتحام، حيث حاول الشبان الوصول إلى لاعبي الفريق الإسرائيلي، ما استدعى تدخلًا سريعًا من الشرطة المحلية التي عملت على احتواء الموقف وإعادة النظام في الملعب. وأدى هذا التصعيد إلى قرار المنظمين بإيقاف المباراة لضمان سلامة اللاعبين والجمهور، فيما اعتُقل عدد من المقتحمين على خلفية هذه الأحداث.
سلتيك يتجاهل بويفا ويتضامن مع فلسطينفي نوفمبر ٢٠٠٩، خلال مباراة في الدوري الأوروبي بين هبوعيل تل أبيب الإسرائيلي وسلتيك الاسكتلندي في جلاسكو، شهدت المباراة توترات بين الجماهير. رفع بعض مشجعي سلتيك لافتات مؤيدة للقضية الفلسطينية، مما أثار حفيظة مشجعي هبوعيل تل أبيب. تدخلت قوات الأمن لتهدئة الأوضاع ومنع تصاعد التوتر.
وتجاهل جمهور سيلتك التحذيرات التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الذي يحظر رفع أي شعارات سياسية أو دينية في الملاعب، ما يعرض النادي للغرامات.
تشهد الملاعب الأوروبية بين الحين والآخر اشتباكات بين جماهير الفرق الإسرائيلية ونظيرتها الأوروبية، ويري الخبراء أن سبب هذه التوترات يأتى في هذه النقاط :
التوترات السياسية والدينية:
يُعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي محورًا أساسيًا لهذه الاشتباكات، حيث تنقسم الجماهير الأوروبية في مواقفها تجاه إسرائيل. تظهر هذه الانقسامات بوضوح في المباريات التي تشارك فيها فرق إسرائيلية، وتعبر بعض الجماهير عن تضامنها مع الفلسطينيين، بينما تدعم أخرى إسرائيل.
الاستفزازات المتبادلة: في بعض المباريات، تقوم جماهير الفرق الإسرائيلية برفع شعارات أو ترديد هتافات تعتبر استفزازية من قبل الجماهير الأوروبية، مما يؤدي إلى ردود فعل عنيفة. على سبيل المثال، في مباراة ودية بين مكابي حيفا وليل الفرنسي في النمسا عام ٢٠١٣، اندلعت اشتباكات بعد رفع شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية.
التاريخ الثقافي والاجتماعي: تحمل بعض الدول الأوروبية تاريخًا من التوترات مع الكيان الصهيوني، مما ينعكس على سلوك جماهيرها في المباريات وقد يؤدي هذا التاريخ إلى تصاعد التوترات في المباريات التي تشارك فيها فرق الكيان الصهيوني.
ويؤكد الخبراء أن هذه العوامل مجتمعة تسهم في تصاعد التوترات والاشتباكات بين الجماهير الإسرائيلية والأوروبية في الملاعب، مما يستدعي تدخلات أمنية وإدارية للحد من هذه الظاهرة.