أعلنت وسائل إعلام داخل إسرائيل، الخميس، ارتفاعا جديدا في عدد قتلى الهجوم الذي بدأته حركة حماس صباح السبت، وذلك بالتزامن مع بداية اليوم السادس من التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

طوفان الأقصى عملية طوفان الأقصى 

وقالت قناة "كان" إن عدد القتلى الإسرائيليين ارتفع إلى 1300، مشيرة إلى إصابة 3300 شخص من بينهم العشرات في حالة حرجة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل محمد أبو شمالة، العضو البارز في القوة البحرية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، خلال ليل الأربعاء.

وأوضح الجيش أن أبو شمالة "كان ناشطا كبيرا في القوات البحرية التابعة للحركة، في الجزء الجنوبي من قطاع غزة".

ونشر الجيش مقطع فيديو لاستهداف منزل أبو شمالة في رفح، لكن لم يتسن التأكد مما إذا كان القيادي في حماس موجودا داخله وقت القصف.

وأضاف الجيش الإسرائيلي: "تم استخدام منزل أبو شمالة أيضا لتخزين أسلحة بحرية مخصصة للاستخدام في عمليات إرهابية ضد إسرائيل.

وداخليا، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية بيني جانتس، الأربعاء، إنه توصل إلى اتفاق للدخول في حكومة واحدة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خضم الحرب المستعرة مع حركة حماس.

وقال جانتس في بيان إنه ونتنياهو سيشكلان حكومة "لإدارة الحرب" من 5 أعضاء، ستضم إلى جانبهما وزير الدفاع الحالي يوآف جالانت، واثنين من كبار المسؤولين الآخرين يقومان بدور أعضاء "مراقبين"، موضحا أن البيان مشترك مع نتنياهو.

وأضاف أن الحكومة لن تصدر أي تشريعات أو قرارات لا تتعلق بالحرب طالما استمر القتال.

وقال حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، الثلاثاء، إن قادة أحزاب الائتلاف الحاكم كافة وافقوا على تشكيل حكومة طوارئ، في خضم الحرب المندلعة مع حركة حماس.

وعلى الجانب الآخر، يجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الأردن، الجمعة، حسبما قال أمين سر الجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في ساعة مبكرة من صباح الخميس.

 محمود عباس وبلينكنوقف أعمال التصعيد

وأضاف الشيخ عبر منصة "إكس"، "تويتر" سابقا، أن عباس سيجتمع أيضا مع العاهل الأردني الملك عبد الله في عمان الخميس.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، ذكرت أن بلينكن سيسافر إلى إسرائيل والأردن، حيث سيلتقي مسؤولين رفيعي المستوى.

وتلقى ولي عهد السعودية رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الخميس، حسبما أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس)، وجرى خلال الاتصال بحث التصعيد العسكري الجاري حاليا في غزة ومحيطها.

وأكد ولي العهد أن المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري.

وشدد الأمير محمد بن سلمان على موقف السعودية الرافض لاستهداف المدنيين بأي شكل وإزهاق أرواح الأبرياء، وعلى ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى القلق البالغ من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والمساس بحياة المدنيين.

يوم السقوط الكبير.. هل تغسل الحرب في غزة عار قادة إسرائيل؟ قراءة ضربة موجعة لدولة الاحتلال .. طوفان الأقصى تضع حكومة إسرائيل في ورطة

كما أكد على موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

وأصدرت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، تحديثا حول أعداد قتلى وجرحى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ شنت حركة حماس هجوما مباغتا على إسرائيل السبت الفائت، إلى 1200 قتيل.

وقال متحدث باسم الوزارة في بيان تلاه أمام الصحافيين إن "عدد الإصابات بلغ حوالي 5600".

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة.

 ولي عهد السعوديةالخدمات الصحية حرجة 

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان إن عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة "ارتفع عصر الأربعاء بمقدار 75 ألف شخص إضافي" ليصل إلى 338934" نازحا.

وحذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، من أن الأدوية والمعدات الطبية المتوفرة والوقود على وشك النفاد.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة، بأن المستشفيات في غزة، في حال إشغال تام لقدراتها السريرية، وبات الجرحى والمرضى يفترشون الأرض.

وحمل بيان صادر عن وزارة الصحة "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الجرحى والمرضى بسبب إنهاكه للمنظومة الصحية وإضعاف قدراتها خلال الحصار والعدوان المتواصل على قطاع غزة".

واختتم البيان بالقول إن "الوضع الصحي بات لا يحتمل الصمت، ويجب التحرك العاجل لتوفير ممر آمن للإمدادات الطبية ومغادرة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان"

ومن جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أنه "يجب السماح بدخول الإمدادات الحيوية المنقذة للحياة بما في ذلك الوقود والمياه والغذاء لقطاع غزة بسرعة وبدون عوائق".

وأضاف: "أشعر بالقلق إزاء تبادل إطلاق النار الأخير على طول الخط الأزرق والهجمات المبلغ عنها من جنوب لبنان".

وناشد غوتيريش "جميع الأطراف وأولئك الذين لهم تأثير على تلك الأطراف - تجنب أي مزيد من التصعيد والامتداد".

وفي وقت سابق، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" ليل الأربعاء أنها أفرجت عن سيدة إسرائيلية مع طفليها.

وقالت "القسام" في بيان إنه "تم إطلاق سراح مستوطنة إسرائيلية وطفليها بعد التحفظ عليهم خلال الاشتباكات".

وأظهر مقطع فيديو امرأة ترتدي قميصا أزرق اللون مع طفلين يبتعدون عن منطقة نصبت فيها أسلاك شائكة، برفقة ثلاثة عناصر من الحركة.

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، الذي أعرب عن حرصه على مواصلة التشاور مع الرئيس بشأن مستجدات التصعيد في قطاع غزة والمواجهات العسكرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في ضوء التطورات المتسارعة التي تمثل تهديداً للاستقرار الإقليمي. 

الصحة الفلسطينية فشل إسرائيل استراتيجيا

واستعرض الجانبان الاتصالات والتحركات الدائرة على المستويين الدولي والإقليمي للحث على استعادة التهدئة وخفض التوتر، مؤكدين أهمية تجنب توسيع دائرة الصراع، وإتاحة المجال للجهود الدبلوماسية، لحماية المدنيين ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة. 

وفي هذا السياق تقدم السكرتير العام بالشكر للرئيس على الجهود التي تقوم بها مصر، ودورها المقدر على صعيد بذل المساعي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وفي هذا الصدد، قال اللواء طيار هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، إن إسرائيل فشلت بشكل استراتيجي في عملية طوفان الأقصى التي أُعلنت على تل أبيب من قبل المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ما حدث ضرب سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية عالميًا.

وأوضح الحلبي ـ في تصريحات تلفزيونية، أن تل أبيب فشلت في التصدي لضربات المقاومة الفلسطينية، وطلبت من الولايات المتحدة الأمريكية التدخل، وهذا ما أدى إلى إرسال الولايات المتحدة الأمريكية حاملة طائرات إلى إسرائيل.

ولفت إلى أن رد الفعل الإسرائيلي على المقاومة الفلسطينية سيكون عنيفاً ومستمراً، مشيرًا إلى أن إسرائيل تريد استغلال ما يحدث في قطاع غزة وتوسيع دارة الصراع في المنطقة، من خلال إدخال حزب الله إلى الحرب، والجماعات الموجودة في سوريا.

وأضاف أن وجود حاملة طائرات أمريكية بالقرب من إسرائيل سيُوفر الكثير من البدائل الأمريكية في التعامل مع أي تطوير في الصراع العربي الإسرائيلي، لأن بعض العواصم العربية قد ترفض فكرة قيام القوات الأمريكية الموجودة في الدول العربية من ضرب فلسطين، خلاف أن هذه الحاملة ترسل رسالة ردع ووُجود لروسيا، لأن مصلحة موسكو تقتضي استمرار هذا الصراع لتخفيف الصراع في أوكرانيا.

ومن جانبه، قال جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، إن قصف إسرائيل للمنازل والمستشفيات والمساجد هو جريمة حرب، مشيرًا إلى أنه يوجد شلال من الدم النازف على الأراضي الفلسطينية نتيجة لما يقوم به العدو الصهيوني.

وأضاف الحرازين، أن العالم الغربي كله يتناسى حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني، ولكن تنتفض كل الجهات عندما يمس أي إسرائيلي وكأنه غالٍ على البشرية.

وأكد: لا بد من التحرك ليعرف العالم أن أمد هذا الاحتلال أن ينتهي بعد الغطرسة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية وبعض الرسائل التي أرسلت له والتي كان يرد عليها بأن المقاومة انتهت وكان يمارس عمليات التهويد وإعلان إبادة الفلسطينيين.

وأشار إلى أنهم يخيرون الفلسطينيين إما ترحيلهم أو أن يعيشوا في المستوى السابع أو يتم قتلهم، وطوفان الأقصى قلب المعادلة الأمنية التي تحاول إسرائيل ترويجها بأنها الأكثر حداثة في التكنولوجيا والتسليح ليخرج نتنياهو ويجن جنونه ويهدم البيوت على رءوس الأطفال والشيوخ والنساء  لرد اعتباره واعتبار جيشه.

الرئيس السيسي جوتيريش

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الجيش الإسرائيلي وزارة الخارجية الأمريكية عبد الفتاح السيسي القسام طوفان الأقصى وزارة الصحة فی قطاع غزة حرکة حماس أبو شمالة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حرب الإبادة في غزة ومآلات الحل كما تراها إسرائيل

تحت مزاعم الضغط التفاوضي واستعادة أسراه لدى المقاومة، دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بقواته البرية لإعادة احتلال قطاع غزة وتقطيع أوصاله عبر محاور مختلفة، وذلك في إطار حرب الإبادة المعلنة على الفلسطينيين في القطاع.

ويسعى الاحتلال لرسم مشهد مأساوي في قطاع غزة عبر تنفيذ مخططات اليوم التالي واستقطاع مناطق شاسعة وتنفيذ خطة الجنرالات المستحدثة، التي تقع رفح وبيت لاهيا في قلبها.

ويكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديثه عن أهدافه من الحرب، والتي يلخصها بإطلاق سراح الأسرى وإجبار المقاومة على إلقاء سلاحها ونفي قادتها للخارج، وتهجير باقي سكان القطاع تنفيذا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكان قد أعلن خلال الاجتماع الحكومي أن الجيش "غيّر خططه في قطاع غزة، وأنه في نهاية الهجوم ستلقي حماس سلاحها، وسيُسمح لكبار مسؤوليها بالسفر إلى الخارج، وسنتمكن من تنفيذ خطة ترامب للهجرة الطوعية".

نتنياهو يكرر حديثه عن أهدافه من الحرب على غزة (الأوروبية) الضغط على حماس

ويؤكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الهدف من توسيع العملية هو زيادة الضغط على حركة حماس لدفعها إلى التنازل عن شروطها في المفاوضات.

ويبدو أن كلماته كانت بمثابة بيان تم التنسيق فيه مع الأميركيين، وربما أمروا به، وفقا لوصف عاموس هرائيل في صحيفة هآرتس.

ويضيف أنه "ليس من قبيل المصادفة أن يختفي ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي من خريطة وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة. ويبدو أن واشنطن تركت لإسرائيل مجالاً للعمل العسكري، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين قدرتها على المساومة في المفاوضات، ولكن من المرجح أن يكون ذلك محدودا في الوقت".

ويتابع أن الرسالة الحالية القادمة من واشنطن أنها ترحب بعودة إسرائيل للقتال في غزة، كما أن الإدارة الحالية ستزودها بكل الأسلحة اللازمة لذلك، وقد يكون الضوء الأخضر الأميركي ليس مطلقا، إذ من المتوقع أن يزور ترامب السعودية الشهر المقبل، وهو لا يريد أن تطغى صور الحرب القادمة من غزة على زيارته.

إعلان

وفقا لوصف هرائيل فإنه إذا كان نتنياهو يأمل في تحقيق أهدافه، فسوف يضطر إلى ممارسة ضغوط عسكرية أكبر بكثير، "ولكن ليس من المؤكد على الإطلاق أنه سينجح في مسعاه، وهناك خطر واضح على طول الطريق يتمثل في موت معظم الرهائن".

إعادة احتلال القطاع

رافقت المجازر التي لم تتوقف لحظة، مخططات إعادة احتلال قطاع غزة عبر قضم مناطق واسعة منه، وضمها للمنطقة الأمنية.

وبحسب آفي أشكنازي في معاريف فإن الجيش الإسرائيلي يعتزم تقسيم قطاع غزة إلى 4 أجزاء بهدف زيادة الضغط على حماس، فقوات الفرقة 36 التي بدأت عملياتها في جنوب قطاع غزة تعمل على إنشاء منطقة محور موراغ الذي يفصل بين خان يونس ورفح. وسيكون محور موراغ موازيا لمحور فيلادلفيا في الشمال، أما في الجنوب فسيكون موازيا لمحور نتساريم.

وبحسب مصدر عسكري إسرائيلي لصحيفة معاريف تعمل عدة ألوية في رفح حيث قوات غيفعاتي في الشابورة، واللواء 14 في تل السلطان، كما تعمل في غزة حاليا 3 فرق: الفرقة 143، والفرقة 252 في شمال ووسط القطاع وتعمل القوات في بيت حانون وبيت لاهيا، بينما تعمل كتيبة 16 على محور نتساريم.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة بأن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير يريد القضاء على حماس بشكل حاسم بهجوم بري واسع، قبل اتخاذ أي قرار بشأن حل سياسي. وهو مستعد لنشر قوات كافية لاحتلال القطاع إلى أجل غير مسمى.

وقال العقيد احتياط حيزي نحماه: هناك خطوة لاحتلال رفح من المفترض أن تؤدي إلى خيارين:

الأول: التوسع نحو الخطة الكبرى، 6 فرق عسكرية تحتل قطاع غزة بأكمله و"تطهّره". الثاني: محاولة إطالة المرحلة الأولى لإنقاذ بعض الأسرى.

ويرى الكاتب وسام عفيفة، في حديثه للجزيرة نت، أن إسرائيل تعمل على إعادة احتلال غزة بشكل تدريجي، مع دعم أميركي مؤقت، موضحا أن احتلال رفح وشمال القطاع وبيت لاهيا وبيت حانون وتوسيع المنطقة العازلة على طول شرق قطاع غزة، يشير إلى عزم الاحتلال السيطرة على نصف مساحة قطاع غزة وليس كما يعلن عن 25%.

إعلان

وقال إن تقسيم القطاع عبر محاور عرضية مثل محور موراغ ونتساريم وكوسوفيم، ومفلاسيم وما يضاف إليها من مساحات كبيرة على جانبي هذه المحاور ضمن هوامش السيطرة النارية لقوات البرية الموجودة، يثبت أن الاحتلال يعمل على إعادة احتلال نصف قطاع غزة مع الضغط على الفلسطينيين للتحرك لغرب شارع صلاح الدين الذي يفصل القطاع من شماله وجنوبه.

وكل ذلك ضمن عقيدة عسكرية جديدة تنفذها أيضا في لبنان وسوريا بالاستيلاء على أراض تحولها إلى أحزمة أمنية ومناطق عازلة.

ولكن رئيس الاستخبارات العسكرية السابق تامير هايمان حذر من هذا السيناريو في مقال نشرته القناة الـ12، وقال إن الحفاظ على الجيش في كامل الأراضي يتطلب وجودا عسكريا كبيرا، وسوف يأتي هذا على حساب القوات في الضفة الغربية وعلى حساب القوات على الحدود الشمالية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الشعور بالأمن، ومن المرجح أيضا أن يؤدي إلى زيادة "الهجمات الإرهابية".

كما أن حجم قوات الاحتياط المطلوب لهذه المهمة سوف يضر بالاقتصاد ويزيد من العبء على جنود الاحتياط بشكل يعرض جاهزيتهم للخطر، وستؤثر الشرعية الدولية سلبا على العلاقات التجارية لإسرائيل، ومن ثم بشكل سلبي على الاقتصاد الإسرائيلي.

وقد ترى دولٌ عديدة باستثناء الولايات المتحدة في إعادة احتلال القطاع عملاً غير قانوني وغير متناسب يتعارض مع قيمها.

ضغط تفاوضي مخادع

ورغم إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس أن هدف العمليات في غزة هو تعزيز إطلاق سراح الأسرى، لم يخف الهدف الحقيقي من عدوان الجيش الإسرائيلي الجديد بأن "الإجراءات التي نتخذها على الأرض هي أيضًا تحضير للعملية الكبرى التي طلبت من الجيش إعدادها، إذا لم نحقق إطلاق سراح الرهائن، فسيعمل الجيش على هزيمة حماس".

وبحسب عاموس هرائيل فإنه حتى قبل الوصول لاتفاق وسط، "سيأتي سفك الدماء المتبادل، الذي ستقدمه الحكومة بشكل مخادع أمام الرأي العام باعتباره خطوة إلزامية على طريق النصر".

إعلان

ولم يستغرب المختص في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد من شروط نتنياهو التعجيزية في رده على مقترح الوسطاء، والذي وافقت عليه حماس مع تعديلات، معتبرًا أن نتنياهو لا يبحث عن إطلاق سراح الأسرى مهما قدمت حماس من تنازلات، بل هي خطوات خداعية تهدف لكسب الوقت لتنفيذ مخططه في إعادة احتلال قطاع غزة والتهجير.

ويضيف أبو عواد أن الحديث عن المقترحات والأسرى هو فقط لتبريد جبهته الداخلية المتقلبة والمنقسمة، في ظل خطوات منفصلة تقوم بها المعارضة ضد الانقلاب القضائي وقضية تجنيد الحريديم.

ويتفق عفيفة معه بأن المفاوضات لاستئناف وقف إطلاق النار دخلت في نفق مظلم وتستخدمها حكومة نتنياهو لشراء الوقت، مع فجوات كبيرة بين الطرفين بعد رفض إسرائيل مقترح الوسطاء.

أونروا وهيئات محلية ودولية أكدت أن المجاعة تفتك بمناطق قطاع غزة (الجزيرة) حرب أهلية

وخلال حالة العدوان المستمرة على قطاع غزة، عمل الجيش الإسرائيلي على استهداف رموز الحكم في قطاع غزة والجهات الإغاثية وعناصر الشرطة، مع دعم علني ومباشر لمظاهرات خرجت تطالب بإنهاء الحرب على قطاع غزة، مدفوع جزء منها بدعم إقليمي إعلامي واضح تحت شعار طرد المقاومة ورفع يدها عن حكم غزة.

ويضاف لذلك التنسيق مع عصابات محلية استولت على المساعدات وعملت على نشر حالة الفوضى العميقة في كل مناحي الحياة.

وبحسب عفيفة يعود الاحتلال لاختبار تجربة تشكيل عصابات محلية، أو الاعتماد على البعد العائلي للسيطرة على جيوب في القطاع، رغم فشله في العام الأول من الحرب وهو النهج الذي يُعتبر خطوة نحو تنفيذ "خطة اليوم التالي"، التي تتحدث عن إقامة حكم محلي بديل تحت حماية الاحتلال. لكنه لا يزال خيارا بعيد التطبيق. والبديل عنه خلق فوضى واقتتال داخلي".

واكد أبو عواد من طرفه أن الاحتلال قد يعمل على إقامة روابط القرى في قطاع غزة على شاكلة ما حدث في الضفة الغربية في السبعينيات، عبر دعم عشائر، وعصابات وجهات متورطة مع الاحتلال أمنيًا عبر إشاعة الفوضى والقتل وزعزعة الحالة الداخلية، بهدف سلخ المناطق التي يسيطر عليها بالنار من أي ترابط مع باقي مناطق القطاع، ومع إطار الحكم المحلي القائم، ضمن خططه الأمنية والعسكرية لليوم التالي في قطاع غزة.

إعلان

التجويع والتهجير

في مقابل القتل اليومي، يستمر مسلسل التجويع في ظل انقطاع دخول أي شكل من أشكال المساعدات منذ أكثر من شهر إلى قطاع غزة إضافة لسيطرة الاحتلال على مناطق زراعية شاسعة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة والتي كانت تمثل السلة الغذائية التي ساعدت على صمود الفلسطينيين أمام حرب التجويع ويعمل الاحتلال على استهداف تكايا توزيع الطعام بشكل مباشر ونشاطات المبادرين ومن يقدمون أدنى مقومات المساعدة للفلسطينيين.

ولم يخف مسؤول إسرائيلي رفيع تحدّث إلى الصحفيين المرافقين لوفد نتنياهو خلال زيارته للمجر، الأهداف من عودة العدوان على غزة والتجويع حيث قال "إسرائيل تُجري مفاوضات مع أكثر من دولة بشأن استيعاب فلسطينيين من قطاع غزة، وإسرائيل جادّة جدا في تنفيذ خطة ترامب لنقل سكان القطاع إلى دول أخرى".

وزعم أن عدة دول أبدت استعدادها لاستقبال الفلسطينيين، لكنها طرحت شروطا، وتطلب مقابلا، ليس بالضرورة ماليا، بل أيضا أمورا إستراتيجية.

وأضاف "ما نرغب في رؤيته هو إنقاذ الأسرى، والقضاء على حماس، ومن ثم استغلال الفرصة لعملية هجرة طوعية واسعة، نحن نتحدث عن أكثر من مليون شخص. القطاع أصبح ركامًا، ونحن نعمل على هذه الخطة".

ويوضح أبو عواد أن مبدأ التهجير لم يختف عن طروحات ترامب والحكومة الإسرائيلية التي ترى في تصريحات الرئيس الأميركي فرصة تاريخية للتهجير يجب استغلالها.

ويشير إلى أن الخطوات الميدانية العسكرية في غزة من إبادة ومجازر وتجويع ما هي إلا لفرض وقائع بيئة طاردة لاستقرار الفلسطيني والتشبث بأرضه في قطاع غزة وصولا لتنفيذ أكبر حملة تهجير.

وتسلط الدكتورة ليراز مارغاليت، في مقال نشرته صحيفة معاريف، الضوء على العلاقة بين حجم الإجرام الذي يرتكبه جيش الاحتلال في غزة، وبين تصور قديم لنتنياهو، فتقول "إن غزة بكل المآسي التي تمر بها تقع ضمن النموذج الذهني الذي بناه نتنياهو لنفسه منذ صغره، حيث يرى نفسه رسولا مقدرا له أن يحمي اليهود من الانقراض".

إعلان

وتضيف أن "نتنياهو يعلم أنه إذا لم تنته الحرب الحالية بصورة واضحة للنصر أو إطلاق سراح الرهائن، فإن هذه الوصمة سترافقه طوال حياته، وهذا من شأنه أن ينفي الرؤية التبشيرية التي غلف بها شخصيته".

مقالات مشابهة

  • فضيلة الصمت العميق لفصائل المقاومة
  • حماس تُدين جريمة الإبادة الإعلامية بعد استشهاد صحفيين في خيمة
  • حرب الإبادة في غزة ومآلات الحل كما تراها إسرائيل
  • رسائل مصرية شديدة للاحتلال.. لن تنتصروا في هذه الحرب
  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • إضراب عام في الضفة الغربية احتجاجًا على القصف الإسرائيلي على غزة
  • الإمارات تنقل التحريض ضد المقاومة الفلسطينية إلى ساحة الأمم المتحدة
  • الخارجية الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 17952 طفلًا خلال العدوان المستمر على قطاع غزة
  • الخارجية الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي قتل 17952 طفلًا خلال العدوان المستمر على غزة
  • تحريض إسرائيلي ضد وزير سوري في الحكومة الجديدة بسبب طوفان الأقصى (شاهد)