الخرطوم – «القدس العربي»: قتل أكثر من 100 نازح ونازحة وأصيب آخرون في معسكر «الحصاحيصا» بولاية وسط دارفور في السودان، بسبب الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما شهدت العاصمة الخرطوم، أمس الأربعاء، هدوءاً حذراً مع هجمات محدودة للطيران الحربي.
وقال المتحدث باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور، آدم رجال، في تصريحات صحافية، إن أكثر من 100 نازح ونازحة بمن فيهم أطفال ماتوا دخل مخيم الحصاحيصا بالإضافة إلى جرح 200 آخرين وحرق للمنازل وعدد غير محدد من المغتصبات – لم يتم حصرها لصعوبة التواصل وانقطاع الاتصالات لأكثر من خمسة أشهر – بسبب الاشتباكات بين طرفي النزاع المسلح في السودان.


وفي سياق متصل، شكا النازحون بمعسكر الحصاحيصا في مدينة زالنجي من استمرار الحصار على المعسكر لأكثر من أسبوعين مع منع تام لدخول المواد الغذائية والدواء وإسعاف المرضى إلى مستشفى المدينة الرئيسي.
وأوضح «رجال» أن الحرب زادت من معاناة ومأساة النازحين في دارفور، وتسببت في توقف المساعدات الإنسانية كلياً، بالإضافة إلى خطورة الوضع الأمني. وأشار إلى أن ولايات دارفور غربي السودان، تحتوي على 155 مخيم نزوح داخلياً و20 مخيم لجوء خارجياً قبل انفجار «الحرب العبثية»، مشيرين إلى أن النازحين في هذه المخيمات كانوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تأتي من منظمة برنامج الغذاء العالمي وشركائهم، لكنها توقفت بعد اندلاع الحرب. وحذر المسؤول في تنسيقية النازحين واللاجئين، من تطاول أمدة الأزمة في السودان وانعكاساتها الاجتماعية، لافتاً بأن اندلاع الحرب أدى إلى ازدياد وتيرة العنف على أساس النوع في أغلب مناطق السودان لاسيما دارفور.
وفي صعيد آخر، شهدت جبهات القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، هدوءاً حذراً، مع غارات محدودة نفذتها مسيرات تابعة للجيش على مواقع وتجمعات لقوات الدعم السريع. وقال مواطنون لـ»القدس العربي»، إن الخرطوم شهدت يوم أمس هدوءاً نسبياً، ومع عودة التيار الكهربائي في شرق وجنوب العاصمة بعد انقطاع استمر 6 أيام تسبب في شح الإمداد المائي وتردّ في شبكة الاتصالات. وفي الأثناء، أفاد شهود عيان، عن استهداف المسيرات التابعة للجيش ارتكازات لـ»الدعم» ومدافع حديثة كانت تستخدمها من مناطق تمركزها في شرق النيل – لفة الكرنوس – لقصف معسكرات الجيش في أم درمان. وقالوا إن حي «نبتة» الواقع بالقرب من معسكر حطاب شمال شرق الخرطوم بحري، تجدد في الاشتباكات أمس، لكن بوتيرة أخف، مشيرين إلى أن «الدعم السريع» حشدت مزيد القوات تمهيداً لما يرجح أن يكون محاولة هجوم جديد على معسكر الجيش بالمنطقة. ومساء الثلاثاء، أعلنت لجان مقاومة الفتيحاب جنوبي أم درمان، مقتل 8 أشخاص وسقوط عشرات المصابين جراء قصف مدفعي من قوات «الدعم السريع» على سوق بالمنطقة مكتظ بالمواطنين. وأدانت لجان المقاومة ما وصفتها بالمجزرة، وطالبت قوات الجيش المتمثلة في سلاح المهندسين بضرورة «حسم هذا العبث الذي تمارسه مليشيات الدعم السريع في الفتيحاب»، كما دعت المجتمع الإقليمي والدولي بالضغط على هذه «الدعم السريع» حتى تتوقف عن هذه الانتهاكات الشنيعة بحق المدنيين العزل، وتصنيفها كمنظمة إرهابية. وتفيد المتابعات الميدانية كذلك، إلى استمرار التحشيد من قبل الدعم السريع حول مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان استعداداً لمواجهات جديدة بعد أن أفشلت الفرقة الخامسة مشاة «الهجانة» تحركات سابقة لاجتياح المدينة، ويأتي ذلك في وقت تراجعت فيه قوات حميدتي من محيط بلدتي «أم روابة، ودعشانا» جنوب الولاية. ويشار أن الطريق الرابط بين بلدتي «أم روابة» بشمال كردفان و»تندلتي» بالنيل الأبيض تنشط فيها عمليات السلب والنهب من قبل قوات «حميدتي» وبعض العصابات.
بالمقابل، يلجأ الجيش إلى إغلاق الطريق مساءً بحواجز ترابية تم إزالتها صباح اليوم التالي. ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، انزلق السودان في حرب مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع خلفت ملايين النازحين واللاجئين وآلاف القتلى والجرحى وسط المدنيين، بالإضافة تدمير طال بعض مؤسسات الدولة العامة والمؤسسات والشركات الخاصة ومنازل المواطنين.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تصريحات جديدة مثيرة لحاكم إقليم دارفور

قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، إن أجندة الحركة تتمثل في كيفية المحافظة على السودان، وليس الانتصار في الحرب، متهماً كل أبناء دارفور في تنسيقية تقدم، بأنهم موالون لـقوات الدعم السريع، ويسعون معها لتكوين حكومة في الإقليم.
وأضاف مناوي خلال لقاء جمعه بأبناء الجالية السودانية في موسكو، ليل الخميس، موضحاً أنه لولا تدخل قوات القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في دارفور في أغسطس 2023، لكانت قوات الدعم السريع أنشأت حكومة في الإقليم، واستخدمت المطارات في الإنزال، عبر الحدود الدولية الكبيرة للسودان مع خمس دول»، هي: جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا ومصر، مبرزاً أن هدف «قوات الدعم السريع» من الاستيلاء على دارفور تكوين حكومة موازية، بعد أن فشلت في إسقاط الحكومة المركزية في الخرطوم، منتصف أبريل 2023.

باج نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع في دارفور يفقد حاضنته السياسية والاجتماعية ويتفكك إلى عناصره الأولية
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • بالفيديو.. والي الخرطوم المعين بواسطة الدعم السريع يحرض على قصف المدنيين ويهدد بارتكاب جرائم ضد اثنيات قبلية معينة في السودان
  • الدعم السريع تستعيد السيطرة على قاعدة في دارفور
  • قوات الدعم السريع تؤكد استعادة منطقة الزرق.. والمشتركة تنفي
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
  • السودان...إصابات بقصف مدفعي للدعم السريع على أم درمان
  • تصريحات جديدة مثيرة لحاكم إقليم دارفور
  • قوات الدعم السريع تعتزم التعاون مع حكومة جديدة وتثير مخاوف بتقسيم السودان