خيرة أبناء الوطن كانوا وزراء عند النميري ، وقد انفرد بالقرارات الكبيرة كعادة الدكتاتوريين
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
نعم كان لنا تعليم نوعيا ومجانيا من المرحلة الأولية وحتي الجامعة إبان الحقبة الاستعمارية ، مروراً بفترة مابعد الاستقلال ونظام عبود وكانت البعثات للخارج متاحة للمستحقين ولم تخيب مخرجات هذه البعثات ظن الوطن وقد عادت بالجديد والمفيد تساهم في البناء والتعمير وتضيف للخدمة المدنية التي كانت راسخة مزيداً من الالق والابهار وعبرت الخبرات السودانية الي الخليج وفعلت الاعاجيب وكانت البلديات هنالك تحت إشراف أبناء النيلين ومنهم كمال حمزة ابو المعالي الذي نال بجهده وحسن إدارته للحكم المحلي الحظوة عند العائل الكبير الشيخ زائد بن سلطان فصيره من المقربين عنده وعينه حاكما لمكتبه !!.
ونفس الدرجة والتقدير نالها البروف علي محمد شمو ووصل به المقام عند هؤلاء القوم وعن جدارة واستحقاق وبعد ان كان الوكيل لوزارة الإعلام ترقي الي وظيفة المستشار للشيخ زائد الذي احتفي به كثيرا ولولا أن النميري عينه وزيراً للإعلام في البلاد لما فرطت الإمارات في هذا الكنز الثمين !!..
نعود ونكرر من غير ملل إن الذي نحن فيه الآن بلد تائه فاقداً للدولة والصولة ومن غير حكومة يصطلي بنار حرب مستعرة سببها جنرال لايفهم غير لغة البندقية وآخر فاقد تربوي وصل إلي منصب الرجل الثاني في الدولة رغم أن الفضاء مكدس بالباحثين ، الأكاديميين والمفكرين وهذا يدل علي أن التعليم عندنا قد فقد هيبته والناس باتت تحب المظاهر والمسكن الفاخر والتهندم وكلمة يا فندم ولا يهم أن يكون المخ فارغا والذهن خاليا !!..
عبود لم يسعي للحكم بل الحكم سعي إليه تسليما وتسلما من البيه سكرتير الحزب التاريخي وكل هذا من باب الحسد لأن كل حزب يريد نصيب الأسد وإلا سيقلب الطاولة على الجميع ... ورغم أن عبود كان مهندساً وعسكرياً ناضجا وابن بلد وغاية في التهذيب والتحضر ويكفي أنه اذهل كيندي وعده من اروع الرؤساء الأفارقة وفي عهده جاء الي بلادنا رؤساء عالميون وتبادلوا معنا المنافع وكان ميزاننا التجاري راجحا والرياضة بكافة ضروبها وجدت الاهتمام وسارت الي الامام ...
ولكن نظل نحن الشعب من يصنع الدكتاتوريين وصرنا بدل أن نترك الرجل ( يشوف شغله ) ( لخمناه ) بالاغاني والقصائد والجري خلف موكبه وبالهتافات مثل ( ايدناك باعبود ... الشعب يريدك باعبود ) وكان أن دخل السودان في محور الغرب وانتهزت امريكا الفرصة ايام حربها الباردة مع موسكو وحلف وارسو فسلطوا عبود علي شيوعيي السودان وأطلق عليهم ود الكتيابي يصطادهم مثل الارانب ...
ورغم أن مشروع الجزيرة كان في قمة ازدهاره وتم دعمه بامتداد المناقل والتعليم كان قويا ومجانيا ولكن الدكتاتورية أطلت بوجها القبيح فصار المواطن يؤخذ بالشبهات وانعدمت الحريات وكانت جريدة الثورة هي الجريدة الرسمية وكان رئيس تحريرها أديباً معروفا هو محمد الخليفة طه الريفي وتندر عليها الناس لكبر حجمها وقالوا عنها ( البرش بي قرش ) مما استلزم سجن من يردد هذا القول وقد تم تكميم الأفواه وكثر المخبرون ورجال الأمن وظهرت جرائم لم يسمع بها الناس من قبل ظلت طلاسم وقيدت ضد مجهول ...
وضاق الناس ذرعاً بحكم عبود جبل الحديد الذي قالوا عنه في البداية أنه جاءهم بالراي السديد وبعد ست سنوات هبوا فيه كالاعصار وكانت ثورة أكتوبر الأخضر ١٩٦٤ التي وضعت حدا لحكم أول عسكر تركوا الثكنات وسكنوا الامتداد !!..
نواصل معكم إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
معهد صلحي الوادي يستعيد نشاطه ويستقبل طلابه بالحنين إلى الحرية والطموحات الكبيرة
دمشق-سانا
يضيء تاج الموسيقا في سوريا درة، عمرها ستون عاماً، واسمها معهد صلحي الوادي للموسيقا، الذي عاد واستقبل طلابه مجدداً بالحنين إلى الحرية بعد إسقاط النظام البائد، ليعودَ المدرسون والطلاب إلى آلاتهم بألحانٍ حطمت قيود الظلم والقمع، ولينشدوا الحلم الذي لطالما نادى به الشعب السوري منذ 14 عاماً.
المعهد الذي شرعَ بفتح أبوابه منذ الخامس من الشهر الفائت مجدداً، يحتضن اليوم نحو 574 طالباً وطالبة، ونحو 100-110 مدرسين ومدرسات، وبدوام ثلاثة أيام في الأسبوع، حسب مديره الموسيقي بريام سويد في تصريح ل”سانا”.
وأكد سويد أن المعهد وكل المؤسسات الثقافية في سوريا لم تتلق أي توجيه سواءً أكان شفهياً أم خطياً بتأخير أو إيقاف العمل فيها، نافياً جملة وتفصيلا ما يروَّج على بعض صفحات التواصل الاجتماعي من إشاعات مغرضة بخصوص معهد صباح فخري في حلب أو غيره.
وفي هذا الإطار، نوّه سويد بمبادرة أهالي الطلاب للمساعدة في إقلاع عمل المعهد، وبدعم الفنان التشكيلي أنس قطرميز رئيس مركز أحمد وليد عزت المجاور، وبحماسة موظفي المعهد للعودة إلى الدوام، مؤكداً عدم حدوث أي تعديات على ممتلكات المعهد خلال سقوط النظام، كما حدث في مؤسسات أخرى.
وبالنسبة للمعوقات التي يواجهها المعهد، بيّن سويد أنها تتمحور كسائر مؤسسات القطاع العام خلال فترة النظام البائد في تراجع القدرة اللوجستية للأماكن أي قدرة التشغيل جراء الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، والتقنين بالمشتقات النفطية، وتقلص المدرسين نظراً لقلة الأجور وهجرة الموسيقيين وخاصة الذكور منهم، ومعاناة الموظفين في الوصول لأماكن عملهم وخاصةً أن طبيعة دوام المعهد مسائية.
وتطرق سويد إلى آلية التدريس في المعهد الذي يستقبل الأطفال من عمر سبع سنوات، ويدرس كل أنواع الآلات الشرقية والعربية والغربية، وكان هناك اقتراح لافتتاح قسم بالغناء العربي الأوبرالي، كما أن المعهد يستضيف موسيقيين أجانب في عددٍ من الأنشطة، ويقوم بالعديد من الفعاليات الموسيقية، بالتعاون مع جمعيات أهلية، مثل منظمة آمال.
من جانبها، أكدت سسفيتلانا الشطا رئيسة قسم البيانو في المعهد أهمية تعليم الطفل للموسيقا غذاء الروح والتي تسمو بالطفل وبأحلامه وطموحاته وتعوده الصبر والتركيز وتجعله على مستوى عالٍ من الثقافة عربياً وعالمياً، منوهةً بالدور الكبير الذي يلعبه معهد صلحي الوادي في تعليم الموسيقا، وفق منهاج أكاديمي لشريحة واسعة من الأطفال والطلاب، مع الطموح بإدخال كورال وأوركسترا للأطفال إليه مستقبلاً.
بدورها لفتت راما البرشة مدرسة كمان وفيولا وصولفيج، ورئيسة قسم الوتريات في المعهد إلى المستوى الموسيقي المتقدم للأطفال والطلاب عموماً بالمعهد، ففي السنة الخامسة من الدراسة يتم تقييم الطالب، وفي حال كانت علامته أقل من 80 بالمئة يُعطى مصدقة تخرج ولا ينتقل للمستوى التالي، حفاظاً على المستوى الممتاز للمعهد، متمنيةً إقامة ورشات عمل موسيقية خلال المرحلة الجديدة في سوريا، واستقدام خبراء أجانب وعرب، والموسيقيين السوريين المغتربين للاستفادة من خبراتهم.
الطالب هادي صبيحة وهو في الصف الثامن بالمعهد قال: إن طموحه متابعة دراسته الأكاديمية بالمعهد العالي للموسيقا، ليمثل بلاده في الفاعليات الموسيقية العالمية، بينما أعربت الطفلة في الصف الخامس ساما سليمان وهي بالصف الثالث في المعهد عن أمنيتها بأن تصبح مدرّسة بيانو محترفة لتنشر الحب بكل مكان، وهو ما أكدته والدتها وسام وهي أيضاً عازفة بيانو التي لمست مهارة ابنتها منذ كان عمرها ثلاث سنوات، لافتةً إلى أنهم كأسرة دعموا هذه الموهبة وهيؤوا لها الظروف المناسبة للتمرين الدؤوب من أجل تحقيق التمييز والنجاح.