YNP /  خاص -

موقف واضح أبدته صنعاء تجاه ما يدور في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، جاء التعبير عنه منذ أول يوم لانطلاق عملية طوفان القدس، التي نفذتها عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية يوم السبت، السابع من أكتوبر الجاري، وداهمت من خلالها عدد من الموقع والمعسكرات الإسرائيلية، وكذلك عدد من المستوطنات في المنطقة الفلسطينية التي تطلق عليها إسرائيل "غلاف غزة"، حيث دعت سلطات صنعاء إلى مسيرة جماهيرية، خرج فيها عشرات الآلاف من اليمنيين، تعبيرا عن التضامن مع المقاومة الفلسطينية، ورفضا للعدوان الإسرائيلي الغاشم.

وبعد أيام من انطلاق العملية، وفي ظل استمرار المعارك في فلسطين المحتلة، والقصف العنيف الذي تنفذه إسرائل على قطاع غزة مستهدفة الأحياء السكنية، وموقعة المئات من الضحايا بين شهيد وجريح، ظهر زعيم جماعة أنصار الله، "الحوثيين" عبدالملك الحوثي، ليبارك في كلمة له عملية "طوفان الأقصى" انتصار للمقاومة الفلسطينة في العملية التي شكلت ضربة موجعة لإسرائيل، ويعبر عن الوقوف مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، والاستعداد للمشاركة في الحرب ضد إسرائل في حال استمرت في تماديها وتجاوزت ما أسماه خطوطا حمراء تم تحديدها، ويأتي في مقدمتها التدخل من جانب أمريكا والمشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني.

وقال الحوثي في كلمة له الثلاثاء الماضي, إن "اليمن مستعد للمشاركة بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات المسيرة لمساندة المقاومة الفلسطينية" وذلك في حال تجاوز اسرائيل "الخطوط الحمراء" الذي ألمح إلى أنه تم تحديدها ضمن التنسيق مع محور المقاومة.

وأضاف الحوثي أن هناك "خطوط حمراء تتعلق بالوضع في غزة" وأن هناك "تنسيق مستمر" مع محور المقاومة ومع الحركات الفلسطينية في هذا السياق، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى أن المحور سيتدخل في حال اجتياح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة بريا.

وجاءت تصريحات الحوثي بعد يومين من إعلان أمريكي يوم الأحد الماضي، بأن "البنتاغون" أرسل سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى منطقة شرق البحر المتوسط، دعما لإسرائيل، كما أعلنت عدد من الدول الغربية من بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا أنها ستقف إلى جانب تل أبيب وستساعدها.

 وفي تعبير جديد عن ذات الموقف من قبل صنعاء، أكد رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، الأربعاء، استمرار التنسيق مع "محور المقاومة" بهدف دعم الشعب الفلسطيني خلال الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، مضيفا أن اليمن لن يظل مكتوف الأيدي أمام تجاوز الخطوط الحمر فيما يخص الوضع في غزة عسكريا أو إنسانيا.

وأضاف في تصريحات نشرها موقع "المسيرة نت" أن التنسيق مستمرٌ مع محور المقاومة لإسناد ودعم صمود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة في مواجهة العربدة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا وغربيا، مشيرا  إلى أن العدو الصهيوني يتمادى في ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وفي عدوانه الوحشي ضد قطاع غزة، فارضاً حصاراً خانقاً بمنع الماء والكهرباء والغذاء والدواء.

ويرى مراقبون، أنه فيما لم تغادر مواقف دول عربية وإسلامية منطقتها الضبابية المعروفة عنها على مدى عقود مضت، تجاه قضايا الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من انتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مثل موقف صنعاء الواضح نقطة مضثئة في قتامة المشهد العربي والإسلامي، ولا سيما وأن هناك من الدول العربية من سابقت الأحداث للتقرب إلى إسرائيل عبر التطبيع، وباتت تبني مواقفها من القضية الفلسطينية على ذلك الأساس.


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی محور المقاومة عدد من

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة.. وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية

استضافت "القاعة الرئيسية" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وحاوره الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق.

استهل عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، الندوة بالترحيب، بوزير الخارجية، قائلًا: "حوارنا اليوم سهل وممتع، لأننا أمام شخصية دبلوماسية متميزة، ورجل معروف بجهده الكبير الذي قد يكون على حساب صحته، لكنه يؤدي واجبه الوطني بإخلاص"، وأضاف: "حرصنا على جمع أسئلة الجمهور التي تدور حول القضايا الأكثر إلحاحًا، مثل غزة، العلاقات المصرية- الأمريكية، قضية المياه، والقرن الإفريقي، لنناقشها اليوم بشفافية ووضوح".

ندوة وزير الخارجية بمعرض الكتاب

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حضور وزير الخارجية إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، رغم عودته من مَهمة دبلوماسية رسمية في بيروت، بالأمس، يعكس قناعته العميقة بأهمية التواصل مع الرأي العام.

وقال الدكتور بدر عبد العاطي: "نؤمن بأن السياسة الخارجية تبدأ من الداخل، وهي امتداد للسياسة الداخلية، كما أنه يدرك أهمية الشراكة بين صانع القرار والمجتمع، لأن السياسة ليست قرارات تُتخذ في الغرف المغلقة، بل تتشكل عبر التفاعل مع المواطنين"، وتابع: "القضية الفلسطينية اليوم هي الشغل الشاغل للجميع، خاصة بعد زلزال 7 أكتوبر، الذي لا تزال توابعه تهز المنطقة يوميًا، لكن مثلما يسبب الزلزال دمارًا، فإنه في بعض الأحيان يشق الأرض لتُنبت من جديد".

فيما أكد الدكتور بدر عبد العاطي، أن رئيس الجمهورية هو من يصنع السياسة الخارجية، بالتنسيق مع المؤسسات المعنية، وشدد عبد العاطي على أن القضية الفلسطينية تظل محور الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن مصر تدعم منذ عقود حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وأوضح أن ما حدث في 7 أكتوبر بمثابة زلزال سياسي وأمني، وأن مصر منذ اليوم الأول عملت على احتواء تداعياته، وتقليل الخسائر الإنسانية.

ندوة وزير الخارجية بمعرض الكتاب

وأضاف: "بدون حل القضية الفلسطينية، لن يكون هناك استقرارًا أو سلامًا دائمًا في المنطقة، حتى لو تم حل جميع النزاعات الأخرى"، لافتًا إلى أن مصر أدت دورًا رئيسيًا في التوصل إلى الاتفاق الحالي، بالتعاون مع قطر، والولايات المتحدة.

وفيما يخص الدعم الإنساني، أكد الوزير، أن مصر وفرت 70% من المساعدات التي دخلت إلى غزة، بينما قدم المجتمع الدولي 30% فقط، مشددًا على أهمية التنسيق الدولي لإغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار، وتحدث عبد العاطي، عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنها شراكة استراتيجية ممتدة لأكثر من أربعة عقود، رغم بعض التباينات في وجهات النظر، وأضاف: "هذه العلاقة ليست قائمة على الأفراد، بل على المؤسسات والمصالح المشتركة، وقد أثبتت قدرتها على تجاوز الخلافات"، وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلقى اليوم، اتصالًا، من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ما يعكس عمق هذه العلاقات، وتداخل الملفات المشتركة، مثل القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر، والأمن المائي.

وفيما يخص الأزمة السودانية، أوضح الوزير، أن مصر تعمل على عدة مسارات تشمل إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تؤسس لنظام ديمقراطي يضم جميع الأطراف، وأكد أن مصر لا تنحاز إلى أي طرف، بل تدعم استقرار الدولة الوطنية.

وبالنسبة للقرن الإفريقي، شدد عبد العاطي، على أن مصر لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، لكنها تدعم "الصومال" في محاربة الإرهاب، وتحافظ على وحدة أراضيه، مشيرًا إلى أن أي تحرك دولي في المنطقة يجب أن يتم بموافقة مجلس السلم والأمن الإفريقي، ومجلس الأمن الدولي.

كما أكد وزير الخارجية، أن الأمن المائي يمثل قضية وجودية لمصر، مشددًا على أنه لا توجد أي مشكلات مع دول حوض النيل الجنوبي. كما أشار إلى أن مصر تعمل على تنفيذ مشاريع تنموية في إفريقيا، وتدعم القطاع الخاص المصري للاستثمار في القارة.

ندوة وزير الخارجية بمعرض الكتاب

وحول العلاقات مع تركيا، أكد الوزير، أن هناك تفاعل إيجابي مستمر بين البلدين، حيث تم تحقيق تقدم في الملفات الثنائية والإقليمية، وأوضح أن التجارة الثنائية، وصلت إلى 15 مليار دولار، وهناك مشاورات مستمرة حول قضايا مثل الوضع في ليبيا، والقضية الفلسطينية.

وفي ختام حديثه، وجه عبد العاطي، رسالة إلى الشباب، قائلًا: "مصر دولة عظيمة بمواردها وشبابها، والتحديات الكبيرة تعني فرصًا أكبر للنمو والتطور"، كما دعاهم إلى التفاؤل، والعمل على تطوير أنفسهم، والاستفادة من الفرص المتاحة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والمهن المتخصصة.

واختتم الوزير، حديثه، قائلًا: "المنافسة شرسة، لكن أنتم أكثر حظًا من الأجيال السابقة، فمن يعمل بجد سيجد الفرص، والدولة تحتاج إلى الجميع، سواء في المجالات الفنية أو العلمية أو التكنولوجية".

مقالات مشابهة

  • فريقا كليتي التجارة والطب يبلغان نهائي دور طوفان الأقصى بجامعة صنعاء
  • أبرز القادة الشهداء خلال طوفان الأقصى
  • وزير الخارجية: القضية الفلسطينية محور استقرار المنطقة.. وعلاقتنا بواشنطن استراتيجية
  • مفتي الجمهورية يثمن الموقف المصري الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية
  • قيادي في حماس: التحية لليمن وأنصار الله لما قدموه في معركة طوفان الأقصى
  • خليل الحية: معركة طوفان الأقصى كسرت هيبة العدو
  • وزير الخارجية الايراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية الإيراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • القيادي في حماس إسماعيل رضوان: التحية إلى اليمن وأنصار الله لما قدموه في معركة طوفان الأقصى
  • مشيداً بدروه في “طوفان الأقصى”.. حزب الله ينعى القائد الكبير محمد الضيف