واشنطن-سانا

بروباغندا إعلامية خطيرة مستوحاة من هجمات أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة، يستخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي حاليا لتبرير ما يرتكبه من جرائم جماعية علنية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر وفقاً للكاتب الأمريكي نورمان سولومون.

وذكر سولومون في مقال على موقع كاونتر بانش الأمريكي أن سلطات الاحتلال خرجت بالعبارة الجديدة المسماة (هجمات أيلول الإسرائيلية)، واستخدمتها كمسوغ لما ترتكبه وستقوم بارتكابه من فظائع بحق الفلسطينيين، محاولة بذلك محاكاة أصداء ما حدث عام 2001 ،حيث تذرعت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن بهجمات أيلول لتشن حربها طويلة الأمد على أفغانستان، فقتلت من قتلت ودمرت ما دمرته تحت هذه الذريعة.

وأشار سولومون إلى إعلان “إسرائيل” لهذا الشعار الجديد جهرة على لسان ممثلها في الأمم المتحدة يوم الأحد الماضي، والذي وصف عملية طوفان الأقصى والرد عليها بما سماه “هجمات أيلول الخاصة بإسرائيل”، مبيناً أن ما يظهر للرأي العام هو مقاربة متعمدة لاستجرار تعاطف الأمريكيين والغرب بالتذكير بهجمات أيلول وتجييش التأييد لكيان الاحتلال، لكن واقع الأمر مختلف، فسلطات الاحتلال التي تطبق منذ عقود نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين وتحرمهم من أبسط حقوقهم كبشر تعد لارتكاب فظائع مروعة ضدهم.

ولعل أكثر الجوانب خطورة في البروباغندا الجديدة المسماة “هجمات أيلول الإسرائيلية” وفقاً لسولومون هو ما حدث سابقا بعد هجمات أيلول الأمريكية، حيث لعبت واشنطن دور الضحية التي تعاني من مأساة محزنة لتشن حربا مفتوحة تقتل فيها مئات آلاف الأبرياء في أنحاء العالم بحجة الحرب على الإرهاب، فأصبحت هجمات أيلول التي تلعب “إسرائيل” بورقتها حالياً رخصة للقتل.

وبموجب هذه الخطة الجديدة التي بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذها بكل ما تخزنه من حقد وكراهية فإن 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة يتعرضون لعقاب جماعي، بما يمثل تكثيفاً للجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحقهم على مدار عقود طويلة.

وأشار سولومون إلى أن العنصرية الإسرائيلية بلغت الآن حداً مرعباً برغبة واضحة للإبادة، من خلال القصف العشوائي والحصار وقطع الطعام والمياه والكهرباء والوقود.

سولومون وصف ما يقوم به كيان الاحتلال من محاكاة لهجمات أيلول بأنه مرعب، معيدا إلى الأذهان حقيقة أن الولايات المتحدة منحت نفسها حق ارتكاب جرائم مروعة ضد الإنسانية بذريعة تلك الهجمات، وقتلت آلاف الأشخاص في أفغانستان وباكستان والعراق وسورية وغيرهم.

وبالعودة إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي لفت سولومون إلى أن “إسرائيل” لديها سجل حافل وطويل بقتل المدنيين في قطاع غزة، والتغطية على ذلك بمحاباة وتآمر الإعلام الأمريكي والغربي.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: هجمات أیلول

إقرأ أيضاً:

نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة

عواصم - رويترز

قال مسؤولون بقطاع الصحة اليوم الثلاثاء إن ثمانية فلسطينيين قتلوا وأصيب العشرات عندما قصفت قوات إسرائيلية عدة مناطق في خان يونس ورفح بجنوب قطاع غزة وسط نزوح الآلاف تحت وطأة النيران.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم أمس الاثنين قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.

وتساءل تامر، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 55 عاما نزح ست مرات منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، "وين نروح؟"

وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل "كل مرة الناس بترجع لبيوتها، وبتحاول تعيد بناء حياتها ولو فوق أنقاض بيوتهم، بيرجع الاحتلال بالدبابات بيدمر اللي بقي من هاي البيوت والأماكن".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخا أمس الاثنين. وأضاف أن الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز للعمليات.

وذكر الجيش أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء. واتهم الجيش حماس باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية لكن الحركة تنفي ذلك.

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية قرب السياج الحدودي مع غزة ردا على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".

واشتعل فتيل الحرب عندما اقتحم مقاتلون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم مباغت أسفر وفقا للإحصائيات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة بينهم مدنيون وعسكريون واقتيادهم لغزة.

وأسفر الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي المضاد عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن وفقا لوزارة الصحة في غزة، كما تسبب في دمار واسع بالقطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ولا تفرّق إحصائيات وزارة الصحة في غزة بين المقاتلين وغير المقاتلين، لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى من المدنيين. وتقول إسرائيل إن 317 من جنودها قتلوا في غزة وإن ثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل من المسلحين.

*الفصل الأخير في رفح

قال شهود ومسعفون إنه يوجد ضمن المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء مستشفى غزة الأوروبي الذي يخدم خان يونس ورفح، وإن المسؤولين الطبيين مضطرون إلى إجلاء المرضى والعائلات الذين لجأوا إلى المستشفى.

واتجه بعض السكان غربا نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيام النازحين. ونام البعض في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى.

وسبق أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها في رفح، الواقعة جنوب قطاع غزة والمتاخمة للحدود مع مصر، تقترب من نهايتها. وتقول إسرائيل إن توسيع عملياتها العسكرية لرفح كان الهدف منه القضاء على عدد من مسلحي حماس الذين يعتقد أنهم يختبئون في المدينة.

وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تهدف إلى منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تقترب من هدفها المتمثل في تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007. وأضاف أن العمليات الأقل كثافة ستستمر.

وأضاف "إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس الإرهابي، وسنستمر في ضرب فلوله".

وتواصل حركتا حماس والجهاد الإسلامي شن هجمات على القوات الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة وتطلقان الصواريخ من وقت لآخر على إسرائيل في استعراض للقوة. وتقول حماس إن نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب وإن الحركة مستعدة للقتال لسنوات.

وتعثرت جهود مصرية وقطرية، تدعمها الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وتقول إسرائيل إنها ستوافق فقط على وقف مؤقت للقتال حتى يتسنى لها القضاء على حماس.

مقالات مشابهة

  • أبو حمزة يكشف “مفاجأة”.. ما فعله أسرى إسرائيل بعد معاملتهم بالمثل
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار لفلسطين من عائدات الضرائب
  • قناة أمريكية: هجمات حماس ورد الاحتلال يخلق مأساة جديدة في خان يونس
  • مسئولون أمريكيون يتهمون بايدن بإنكار العدوان الإسرائيلي على غزة: يتواطأ مع حليفته
  • 12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب غزة يتهمون واشنطن بالتواطؤ في قتل الفلسطينيين
  • وثيقة لرئيس الشاباك تكشف عن رقم هائل للمعتقلين الفلسطينيين.. عواقب استراتيجية
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • "الموت البطيء" يتربص بالأسرى الفلسطينيين تحت وطأة التعذيب الوحشي المُمنهج
  • ملياردير أمريكي: فشل بايدن في المناظرة يعزى إلى كل شيء ما عدا خرف الشيخوخة
  • أجندة التوسع الإسرائيلي.. حرب غزة والطاقة واحتياطات الغاز