طلب بايدن من إسرائيل احترام "قوانين الحرب" في ردّها على الهجوم الذي شنّته عليها حركة حماس واصفاً إياه "بالأكثر دموية منذ المحرقة"

طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من إسرائيل الأربعاء احترام "قوانين الحرب" في ردّها على الهجوم الإرهابي، الذي شنّته عليها حركة حماس انطلاقاً من قطاع غزة، محذّراً في الوقت نفسه إيران من مغبة التدخّل في النزاع الراهن بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية.

 

مختارات أمريكا "تعمل" مع إسرائيل ومصر لإنشاء ممر آمن للمدنيين في غزة في مقابلات مع DW: ناجون إسرائيليون يتحدثون عن فظائع هجوم حماس إسرائيل.. نتنياهو يتفق مع غانتس على تشكيل حكومة طوارئ

وقال بايدن خلال اجتماع مع ممثّلي اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة "لقد قلت لرئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين ننتانياهو) أمراً واحداً هو أنّه من المهم فعلاً أن تتصرّف إسرائيل، رغم كلّ الغضب والاستياء اللذين يعتريانها (...) وفقاً لقوانين الحرب".

 

كما حذر الرئيس الأمريكي إيران من التورط في الصراع الإسرائيلي مع حماس. وقال "لقد أرسلت رسالة واضحة للإيرانيين مفادها: إحذروا". وأشار إلى  قراره نشر سفن وطائرات عسكرية بالقرب من إسرائيل ينبغي أن يُنظر إليه على أنه إشارة إلى إيران، التي تدعم حركة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية.

ويشار إلى أن دولا عديدة تصنف حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته "منظمة إرهابية".

"الأكثر دموية منذ المحرقة"

ووصف الرئيس الأمريكي هجمات حماس على إسرائيل بأنها "اليوم الأكثر دموية لليهود منذ المحرقة" وقال إن الهجمات كانت "حملة من القسوة الخالصة". وأضاف: "ليس فقط الكراهية، ولكن القسوة الخالصة ضد الشعب اليهودي. وأود أن أزعم أنه اليوم الأكثر دموية بالنسبة لليهود منذ  المحرقة ".

وقال بايدن إن حماس لم تجلب "الإرهاب فحسب بل الشر المطلق" للعالم. وأضاف: "كانت الأيام القليلة الماضية تذكيرا قويا بأن الكراهية لا تختفي أبدا".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أبلغ الثلاثاء الرئيس الأمريكي أن حركة حماس هاجمت إسرائيل السبت "بوحشية غير مسبوقة منذ المحرقة" خلال الحرب العالمية الثانية. وقال نتانياهو "ارتكبت مئات المجازر".

تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية اليهود 

وحاول الرئيس الأمريكي طمأنة يهود بلاده بأنّ دعم إدارته لإسرائيل لن يتزعزع. وقال "يمكنكم الاعتماد عليّ، هنا وفي الخارج". وتابع "سنواصل العمل مع شركائنا في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم لضمان أنّ لدى إسرائيل ما يلزم للدفاع عن مواطنيها ومدنها والردّ على هذه الهجمات".

 

وكان الرئيس الديموقراطي قد أكّد الثلاثاء أن قوات الشرطة "عززت الإجراءات الأمنية" حول أماكن تجمع فيها أبناء الطائفة اليهودية في مدن أمريكية. وأضاف أنّ وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) "يعملان بشكل وثيق مع قوات الأمن المحلية وشركائها من المجتمع اليهودي لكشف ومنع أي تهديدات قد تظهر (على الأراضي الأمريكية) بعد هذه الهجمات الفظيعة".

وقال بايدن: "لقد طلبتُ من فريقي (...) العمل بلا كلل مع شركائنا في الطائفة اليهودية، والكثير منهم موجودون هنا اليوم، لضمان أمن أماكن معيشة اليهود في أمريكا، وتحديد التهديدات ومنع وقوعها والتصدّي لها". وتابع "سنواصل إدانة معاداة السامية ومكافحتها في كل فرصة".

وأتى خطاب بايدن بعيد كلمة ألقاها دوغ إيمهوف، زوج نائبة الرئيس كامالا هاريس، وهو يهودي أمريكي ويلعب دوراً نشطاً للغاية في حملات البيت الأبيض لمكافحة معاداة السامية. وقال إيمهوف "كثيرون منّا يخشون بشدّة أن تتسبّب هذه الهجمات في زيادة الكراهية ومعاداة السامية، ولسوء الحظ فإن هذا الأمر يحدث منذ الآن. نحن نشهد ذلك منذ الآن".

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان أعلن أنّ بايدن سيجمع فريقه الخاص بالأمن القومي خلال الأسبوع للبحث تحديداً في هذه المسائل. وأكّد أنّ البيت الأبيض يريد "ضمان أننا لن نشهد تصاعدا للأعمال المعادية للسامية" في أعقاب الهجوم الإرهابي غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل.

يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

ع.ح./ع.ج.م./م.س. (أ ف ب ، د ب أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حماية اليهود المحرقة جو بايدن قوانين الحرب قطاع غزة إسرائيل هجمات حماس الطائفة اليهودية وزارة الأمن الداخلي الأمريكية كامالا هاريس مكافحة معاداة السامية دويتشه فيله حماية اليهود المحرقة جو بايدن قوانين الحرب قطاع غزة إسرائيل هجمات حماس الطائفة اليهودية وزارة الأمن الداخلي الأمريكية كامالا هاريس مكافحة معاداة السامية دويتشه فيله الرئیس الأمریکی الأکثر دمویة منذ المحرقة حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

محللون عسكريون: إسرائيل باتت في خطر الغرق في حرب طويلة الأمد مع “حماس”

#سواليف

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً أعدّه جارد ماسلين وعنات بيليد قالا فيه إن الرشقات الصاروخية من غزة إلى إسرائيل، والمعارك الأخيرة في مدينة غزة، تشير إلى حرب طويلة الأمد.

ويوم الإثنين، قالت حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” إنهما أطلقتا صواريخ على إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه جرى اعتراض الصواريخ وإنها لم تتسبب بأضرار، وحدّد مكان انطلاقها من منصات في خان يونس، المدينة التي توغّلت فيها إسرائيل، وشنّت عملية مدمرة فيها، انتهت في نيسان/أبريل.

مقالات ذات صلة مستوطنات ومستشفيات إسرائيلية تعلن عن خسائر جديدة في جيش الاحتلال وسط تكتم رسمي 2024/07/02 الصحيفة: عملية الجيش في الشجاعية تكشف عن صعوبة تحقيق الجيش أهداف الحكومة التي تريد سحق “حماس”

وتعلّق الصحيفة بأن وابل الرشقات الصاروخية عزّزَ من التحديات التي تواجه إسرائيل، في وقت تتبنّى فيه إستراتيجية مكافحة التمرد ضد مسلحين لا زالت لديهم ترسانة صاروخية، وقنابل هاون، وقدرات على إطلاقها، بعد حوالي 9 أشهر من بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وجاءت العمليات العسكرية في وقت “بَشَّرَ” فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين، بقرب نهاية العمليات العسكرية: “نقترب من إنهاء مرحلة تدمير جيش “حماس” الإرهابي، وسنستهدف بقاياها، ونمنعها من التقدم”. في إشارة على تقدّم نحو المرحلة المقبلة.

وقال نتنياهو إنه لن يتوقف عن الحرب حتى يحقق “النصر النهائي” على “حماس”، في وقت ناقضه الجيش قائلاً إن القضاء على “حماس” نهائياً هدفٌ لا يمكن تحقيقه.

وتقول الصحيفة إن عملية الجيش في الشجاعية قرب غزة، التي استمرت طوال الأسبوع الماضي، وشرّدت العائلات منها، تكشف عن صعوبة تحقيق الجيش أهداف الحكومة التي تريد سحق “حماس”.

وتعتبر العملية في الشجاعية هي الأخيرة من بين العمليات التي عادت فيها القوات الإسرائيلية لمناطق أعلنت في الماضي عن تطهيرها من المقاتلين، وذلك لأن “حماس” أعادت تجميع قواتها وأكدت حضورها.

وقالت “حماس” إنها تقوم بمواجهة التوغل الإسرائيلي، وأصدرت، يوم الأحد، فيديو يظهر مقاتليها وهم يطلقون دفعات من قنابل الهاون ضد القوات الإسرائيلية.

وعادت إسرائيل إلى جباليا، في شمال غزة، ومستشفى “الشفاء” الذي تركته أطلالاً، في وقت يقول فيه المحللون العسكريون إن إسرائيل باتت في خطر الغرق في حرب طويلة الأمد مع “حماس”، والتي كشفت عن قدرة للنجاة، حيث استطاعت الاعتماد على دعم سكان غزة.

وقال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “إنها مستنقع، وستكون حرباً على وتيرة منخفضة”.

وأضاف: “قد تستخدم عمليات لدفع “حماس” من عدة جيوش، ولكنهم يعودون في النهاية من خلال شبكة الأنفاق ومن فوق الأرض”. و”يحصلون على مجنّدين جدد، وسينضم الشبان الذين فقدوا عائلاتهم”.

وبعد الهجمات الصاروخية، صباح الإثنين، حذّر الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين في مناطق واسعة بجنوب غزة، وطلب منهم الجلاء، بما في ذلك خان يونس ورفح، تحضيراً، على ما يبدو، لعملية عسكرية، ومناطق سيطر عليها الجيش بداية الحرب.

ورغم ما تقوله إسرائيل عن تراجع قدرات “حماس”، إلا أن الجماعة أظهرت قدرات دائمة على مواصلة القتال، وتوجيه ضربات للقوات الإسرائيلية، واستخدام أسلوب الكرّ والفرّ، ولدى المنظمة ترسانة من الأسلحة، حسب تقييم المخابرات الأمريكية الذي كشفت عنه “وول ستريت جورنال”.

وفي تقرير منفصل لمكتب مدير الاستخبارات الأمريكية، في شباط/فبراير، جاء أن إسرائيل “ستواجه مقاومة مسلحة من حماس لعدة سنوات قادمة”.

وتقول إسرائيل إنها تقوم حالياً بخنق قدرة “حماس” على تهريب الأسلحة إلى غزة عبر الحدود مع مصر. وجاء القتال في الشجاعية، وهو حي سيطرت عليه إسرائيل في بداية الحرب، وتزامن مع إعلانها عن قرب نهاية العمليات العسكرية في جنوب رفح. وظل نتنياهو يكرر أن العملية في رفح ضرورية لتحقيق النصر على “حماس”.

وكان الجيش يخطط، بعد رفح، للتحوّل نحو عمليات عسكرية بوتيرة منخفضة، وتتضمن مداهمات تقوم على معلومات استخباراتية.

وقال مسؤولٌ عسكري إسرائيلي إن هدف العمليات في الشجاعية منع “حماس” من إعادة تجميع قواتها. ويقول الجيش إنه قتل أعداداً من مقاتلي “حماس”، وحدّد مناطق مفخّخة، وداهمَ أماكن تخزين الأسلحة ومناطق تصنيعها.

محللون عسكريون: إسرائيل باتت في خطر الغرق في حرب طويلة الأمد مع “حماس”، التي كشفت عن قدرة للنجاة، حيث استطاعت الاعتماد على دعم سكان غزة

وقال مسؤول إسرائيلي من داخل الشجاعية: “سنواصل المناورة مرة بعد الأخرى، وفي أي لحظة نرى فيها محاولة لإعادة التجميع، أو محاولة لإعادة الحكم، أو محاولة لجلب أنواع جديدة من الأسلحة”.

وقال المسؤول إن “حماس” تحاول الهجوم على الجيش من هذه المنطقة، و”لن نسمح بحدوث هذا”، مضيفاً: “لم أكن لأذهب لو لم تكن لدي معلومات”.

ويقول الجيش إنه دمّرَ أنفاقاً، منها نفق طوله كيلو متر واحد في وسط غزة.

وعادت القوات الإسرائيلية مرة أخرى لمناطق دمرتها بداية الحرب، حيث أمرت حوالي مليون نسمة للجلاء عن مناطق شمال غزة إلى الجنوب.

وقال محمد عساف، والد أربعة أطفال، إنه فرَّ وعائلته من الشجاعية، بعد ساعات من غارة ضربت قرب بنايته، يوم الجمعة: ” قيل لنا إن الدبابات التي تقدمت في الأيام الأخيرة ستدخل، ولهذا هربنا فقط بملابسنا التي نرتديها، وحلمي الوحيد هو الحصول على ماء لعائلتي”.

وأصدر الجيش تعليمات، في 27 حزيران/يونيو، لسكان مدينة غزة بالخروج، حيث فرَّ ما بين 60,000- 70,000 من السكان.

وشهد حي الشجاعية قتالاً حاداً في بداية الحرب، وواجه الجيش هناك أكبر عملياته دموية، بعد مقتل 9 من جنوده في كمين، بكانون الأول/ديسمبر، كما قتل الجيش 3 من الأسرى اعتقد أنهم مقاتلون.

ويقول المحللون العسكريون إن “حماس” نقلت مقاتليها من مكان لآخر، حيث تجنّبت، في معظم الأحيان، المواجهات المباشرة، واستمرار البقاء لحين نهاية الحرب.

ويقول الجنرال المتقاعد أساف أوريون: “لا أعتقد أن حماس ماضية إلى معركة مباشرة تحشد كل قواتها فيها وتنتظرنا حتى ننهيهم”، و”هم يتحركون ويحاولون تجنّب مواجهة واسعة لأنهم يريدون النجاة”.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: حماس طالبت إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا لاستمرار المفاوضات
  • قناة أمريكية: هجمات حماس ورد الاحتلال يخلق مأساة جديدة في خان يونس
  • نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي بجنوب غزة
  • غارديان: غزة تحولت إلى فشل أخلاقي وسياسي خارجي أكثر إرباكا لبايدن
  • NYT: المقاومة في الضفة الغربية تسعى إلى محاكاة حماس في غزة
  • نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب قطاع غزة
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • محللون عسكريون: إسرائيل باتت في خطر الغرق في حرب طويلة الأمد مع “حماس”
  • نتنياهو: إسرائيل تتقدم إلى نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس في غزة
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول