غزة - تواصل إسرائيل اليوم الخميس قصفها المركز على قطاع غزة متوعدة بـ"سحق" حماس و"تدميرها" بعد شن الحركة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية.

وفي اليوم السادس من الحرب التي أوقعت حتى الآن آلاف القتلى، واصلت إسرائيل خلال الليل قصفها المركز على قطاع غزة فيما أُطلقت دفعات من الصواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل.

وأعلنت حركة حماس صباح الخميس إطلاق صواريخ على تل أبيب ردا على ضربات إسرائيلية على "المدنيين" في مخيمي الشاطئ وجباليا في القطاع.

ويصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إلى إسرائيل لتأكيد دعم  الولايات المتحدة لحليفتها.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء في أول تصريح رسمي يصدر عن حكومة الطوارئ التي شكلها في اليوم ذاته مع القيادي المعارض بيني غانتس، بأن كل عضو في حركة حماس سيكون "في حكم الميت".

وأعلن "حماس هي داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وسنسحقها وندمرها كما دمر العالم داعش"، منددا بـ"وحشية لم نشهدها منذ المحرقة".

وشن مقاتلون من حماس تسللوا إلى إسرائيل برا وبحرا وجوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر هجوما مباغتا قتلوا خلاله أكثر من ألف مدني في الشوارع وفي منازلهم كما في مهرجان موسيقي، وسط إطلاق آلاف القذائف.

كومة من الجثث

عند مدخل كيبوتس بئيري على مسافة أقل من خمسة كيلومترات من حدود قطاع غزة، تتكدس جثث مشيرة إلى ضراوة الهجوم على البلدة التي قتل أكثر من مئة من سكانها بحسب الجيش.

وقال المتحدث باسم الجيش دورون سبيلمان "الدمار هنا هائل" فيما أعلن متحدث عسكري آخر هو جوناثان كورنيكوس أن "العديد من سكان الكيبوتس خطفوا رهائن ونقلوا إلى غزة".

وقام عناصر حماس خلال الهجوم المباغت العنيف بخطف عشرات الرهائن الإسرائيليين بينهم أجانب ومزدوجو الجنسية، وتهدد الحركة بإعدامهم.

وبين هؤلاء الرهائن شبان كانوا يشاركون في مهرجان موسيقي اقتحمه المقاتلون السبت فقتلوا فيه 270 شخصا بحسب السلطات الإسرائيلية.

وأعلن الجيش سقوط 1200 قتيل في إسرائيل معظمهم مدنيون، فيما قتل ما لا يقل عن 1200 شخص في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المكثف، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

من جهة أخرى أكد الجيش الإسرائيلي العثور على جثث 1500 مقاتل من حماس تسللوا السبت إلى عدة بلدات قريبة من قطاع غزة.

إحكام الطوق على قطاع غزة

وشاهد مراسلو فرانس برس الأربعاء قرب حدود غزة جثثا متحللة افيد بأنها جثث مهاجمين من حماس.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس أنها على اتصال مع حماس للعمل على إطلاق سراح الرهائن.

كما بدأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع حركة حماس بهذا الصدد، وفق ما أفاد مصدر رسمي وكالة فرانس برس.

وهناك بحسب السلطات الإسرائيلية 150 رهينة محتجزين لدى حماس، فيما لا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين وتجري عمليات التعرف على جثث. 

وحشدت إسرائيل عشرات آلاف الجود حول قطاع غزة وعلى حدودها الشمالية مع لبنان من حيث يطلق حزب الله المتحالف مع حماس والمدعوم من إيران بانتظام صواريخ على إسرائيل.

وأحكمت إسرائيل بصورة تامة الطوق على القطاع الفقير البالغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة والذي يعاني من حصار بحري وبري وجوي تفرضه عليه منذ 2006، وبات محروما من الإمدادات بالمياه والكهرباء والطعام.

وتوقفت المحطة الكهربائية الوحيدة في القطاع عن العمل بعد ظهر الأربعاء لنفاد الوقود، فيما بلغت المستشفيات أقصى طاقاتها وباتت تعاني من نقص في المعدات.

وطلب فابريتسيو كاربوني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط من الطرفين "الحد من معاناة المدنيين" ولا سيما في قطاع غزة.

وقال في بيان "بدون كهرباء، قد تتحول المستشفيات إلى مشارح"، مبديا مخاوف خصوصا حيال المولودين في الحاضنات والمرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين أو إلى غسيل الكلى.

عدد أقل من الصواريخ

وقال كورنيكوس فجر الخميس "نستعد للمراحل التالية. ضربنا عددا كبيرا من الأهداف".

وأضاف أن خلال الـ 24 ساعة الماضية، أُطلق "عدد أقل من الصواريخ" باتجاه إسرائيل و"هذا مؤشر جيد دائما".

وطال القصف عشرات المباني والمصانع والمساجد والمتاجر، بحسب حماس. وفرّت نساء  يحملن أطفالهن وسط الأنقاض في الشوارع المدمرة.

وقال أحد سكان حي الكرامة في غزة وسط الدمار رافضا الكشف عن اسمه "الأمر أشبه بنهاية العالم أو بزلزال. جاؤوا (الإسرائيليون) ليدمروا، وكأن هؤلاء الناس لا يستحقون الحياة. وكأنهم ليسوا بشرا". 

ونزح أكثر من 338 ألف شخص داخل القطاع بسبب الضربات، وفق الأمم المتحدة.

وفي الضفة الغربية قتل 29 فلسطينيا منذ السبت في أعمال عنف.

ويثير حشد القوات على الحدود مخاوف من هجوم بري على القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل في 2005 وتديره حماس منذ 2007. 

وينذر ذلك بمعارك مروعة في مدينة شديدة الاكتظاظ بالسكان وفي الأنفاق وبوجود رهائن.

وقال المعلق السياسي عكيفا إلدار لوكالة فرانس برس "عندما تدخل غزة، لا تعرف أبدا في أي حالة ستخرج".

بلينكن في إسرائيل

على الصعيد الدبلوماسي صرح بلينكن قبل مغادرته واشنطن "نحن مصممون على ضمان حصول إسرائيل على كل ما تحتاج له للدفاع عن نفسها". 

لكن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من إسرائيل احترام "قوانين الحرب" في ردها على غزة. 

وأجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي أشادت بلاده بهجوم حماس، محادثات هاتفية الأربعاء. 

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن بن سلمان تأكيده لرئيسي أنّ "المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري".

وشدّد ولي العهد السعودي على "موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية".

ويهدّد النزاع بين إسرائيل وحركة حماس بزيادة المشاعر المعادية لإسرائيل في السعودية التي كانت قطعت شوطا كبيرا في مفاوضات مستمرة منذ أشهر للتوصل إلى تطبيع تاريخي مع الدولة العبرية برعاية أميركية.

ودعت البرازيل، التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن الدولي، إلى عقد اجتماع جديد لهذه الهيئة  الجمعة. وفي اجتماع طارئ سابق في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر  فشل أعضاء المجلس في التوصل إلى إجماع على إدانة هجوم حماس.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تستنكر العقوبات التي فرضتها أمريكا بحق قادة الحركة

 استنكرت حركة "حماس" في بيان أصدرته، العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية بحق عدد من قيادات الحركة.

نتنياهو: حركة حماس لن تحكم قطاع غزة مجددًا وزارة الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على عدد من قادة حماس

وبحسب روسيا اليوم، أكدت الحركة في بيان "أن هذه الخطوة تأكيد للسلوك الأمريكي الإجرامي المنحاز للاحتلال الفاشي وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني".

وفي تفاصيل البيان الصادر قالت حماس: "نستنكر في حركة المقاومة الإسلامية البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية والذي يضع عددا من قيادات الحركة ضمن قائمة العقوبات ويَصِمُ مقاومة شعبنا الفلسطيني المشروعة ضد الاحتلال بالإرهاب".

وأضافت أن "قوائم الخزانة الأمريكية تقوم على بيانات وأسس مضللة وكاذبة هدفها تشويه صورة قيادات الحركة التي تعمل لصالح شعبها وقضيتها وحقها في مقاومة الاحتلال، بينما تتجاهل فرض عقوبات على قادة الاحتلال الذين يرتكبون أبشع جرائم الحرب، ويستخدمون الأموال وكل الوسائل لتنفيذ أبشع إبادة جماعية في التاريخ".

وشددت على أن "الإدارة الأمريكية الآفلة لا تزال تصر على مواقفها المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني الواقع تحت أبشع احتلال عرفه التاريخ، وتواصل منح مجرمي الحرب الصهاينة الغطاء اللازم للاستمرار في حرب إبادة وحشية في قطاع غزة، منتهكةً كافة القوانين والشرائع، وتعمل على شل أدوات المنظومة الدولية ومنعها من القيام بواجبها لوقف انتهاكات الاحتلال ومحاسبة مرتكبيها".

واختتمت بيانها بالقول "إنه على الإدارة الأمريكية مراجعة هذه السياسة الإجرامية، ووقف انحيازها الأعمى لكيان الاحتلال الإرهابي، والتخلي عن أوهام إخضاع شعبنا الفلسطيني بالقوة، والاعتراف بحقوقه كافة، ولجم حكومة الإرهاب الصهيونية عن جرائمها وعدوانها وانتهاكاتها الواسعة للقانون الدولي والإنساني".

مقالات مشابهة

  • صفارات الإنذار تدوي في عدد من مستوطنات الجليل الأعلى شمال إسرائيل
  • رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق: إسرائيل قررت البقاء في غزة لسنوات
  • حماس تستنكر العقوبات التي فرضتها أمريكا بحق قادة الحركة
  • نتنياهو من داخل غزة: "حماس" لن تحكم القطاع مجددًا
  • نتنياهو من داخل غزة: حماس لن تحكم القطاع
  • الأوضاع الإنسانية تتفاقم بشمال القطاع.. والاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان
  • مقررة أممية: “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية مع عمليات تدمير مكثفة في قطاع غزة
  • معاريف .. خيارات نتنياهو السيئة في قطاع غزة ستكلف إسرائيل ثمنا ماديا ودمويا باهظا
  • تسريب خطير يكشف عن خطة نتنياهو و ماسك بعد زعمه تدمير حماس .. فيديو
  • تسريب خطير يكشف عن خطة نتنياهو و ماسك بعد تدمير حماس .. فيديو