سواليف:
2025-03-04@16:29:19 GMT

سيناريوهات مختلفة لمسار “طوفان الأقصى”

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

سيناريوهات مختلفة لمسار “طوفان الأقصى”

#سواليف

كتب .. معتصم سمارة

سقطت «إسرائيل» بالضربة القاضية هذه المرة، وكان سقوطها مدوياً، سقطت هيبتها وغطرستها واستكبارها، سقط تفوقها وتكنولوجيتها، سقط جيشها الذي لا يُقهر، وتمرغ أنفها بالتراب.

‏لا يعني ذلك أنّ ما سوف يأتي ليس مهماً، وما سوف يفعله #الاحتلال، ويفعله أصلاً منذ نشأ، من دمار هائل، بسبب قوّة نيرانه الغاشمة، هو أهمّ ما في الأمر، لكن في هذا #الصراع الطويل والمعقد، حقّقت المقاومة هدفها في ضربة واحدة، ثمّ تفرغت للتالي من جنون الاحتلال، على عكس كلّ المواجهات السابقة.

مقالات ذات صلة ارتفاع عدد قتلى الاحتلال إلى 1300 2023/10/12

طوال عامين سابقين ومنذ #معركة « #سيف_القدس » التي تآكلت فيها قدرة الردع «الإسرائيلي» كثيراً، حاول الاحتلال استعادة هيبته من خلال العربدة في #القدس عبر «مسيرة الأعلام» والتنكيل بالمقدسيين العزل، ثم عبر شن حملة عسكرية ضد «الجهاد الإسلامي» في غزة، وفي الحالتين بقيت « #حماس » شبه مكتوفة الأيدي، وبدت كأنها مردوعة عن القتال، وهنا بات الاحتلال مقتنعاً أن سياسة تحييد «حماس» نجحت، وأنه يمكن شراء سكوتها عبر زيادة المنحة القطرية.

لكن يبدو أن «حماس» كانت أكثر وأبعد إستراتيجية في تخطيطها وقراءتها لما هو قادم، واتضح أنها كانت تخطط وتعد للمواجهة الكبرى، وبمستوى عال من الدقة و #الكتمان و #تضليل_العدو، وإلا كيف استطاعت «حماس» خداع جهاز #المخابرات «الإسرائيلي» ووحداته التجسسية، التي تتجسس على غزة ليل نهار، والتي تفاخر بأنها تعرف أدق التفاصيل عن سكان القطاع.

«حماس» كانت أبعد إستراتيجية في تخطيطها وقراءتها لما هو قادم واتضح أنها كانت تعد للمواجهة الكبرى
كيف استطاعت «حماس» من نشر 5 آلاف #صاروخ في مواقعها قبل الهجوم، ونشرت قوات برية ودخلت بهجوم مظلي دون أن تعلم «إسرائيل» الدولة المتقدمة تكنولوجياً بهذا الأمر، لقد استطاعت «حماس» تخطي نظام الدفاع الذي صرفت عليه «إسرائيل» مليارات الدولارات.

وقد رأت #المقاومة أن هذا هو التوقيت الأنسب لتوجيه الضربة القاضية للاحتلال، خاصة أنها حصلت على معلومات تفيد أن الاحتلال ينوي توجيه ضربة موجعة إلى قطاع غزة، وكذلك في ظل استمرار الاحتلال في سياسته الاستفزازية في القدس وتكرار اعتداءاته على الأسرى، إضافة الى كل ذلك حديث «نتنياهو» المتكرر عن تصفية القضية الفلسطينية نهائياً في ظل التطبيع العربي.

أحداث المعركة

أحداث 7 أكتوبر كشفت المؤسسة الأمنية لدى الكيان الصهيوني؛ الجيش والاستخبارات العسكرية و« #الشاباك»، عارية تماماً، وأزالت من العقل الجمعي في الشرق الأوسط بأسره فكرة الجيش الذي لا يُقهر، وحطمت النظريات الدفاعية، وفشلت «إسرائيل» مجدداً، كما فشل أيضاً السور الأمني الغالي التكلفة، المُقام بين القطاع ومستوطنات الغلاف، الذي خلق إحساساً مضخماً بالأمن، لا أساس له من الصحة.

يرى عدد من كبار المحللين العسكريين والإستراتيجيين الصهاينة، أن الهجوم الذي شنته «حماس» يفوق بكثير إخفاق حرب 1973م، وأن الهجوم الذي كان في معظمه مصوراً يُعدّ إذلالاً لـ«إسرائيل»، ويلحق أضراراً فادحة بصورتها العسكرية قد لا يمكن تجاوزها بسهولة.

هذا الانهيار كانت له عدة مؤشرات، منها:

1- «صفر» معلومات استخباراتية بحيازة «إسرائيل» بشأنه.

2- المنظومة الأمنية أدركت أن هناك عمليات خطف من شبكات التواصل الاجتماعي.

3- لم تكن لدى #الجيش_الصهيوني قوات كافية في محيط قطاع غزة.

4- حصل إرباك لدى الجيش فيما يتعلق بلوجستيات نقل الجنود من قلب الكيان إلى ساحة المعركة.

5- عندما وصل الجيش إلى مستوطنات غلاف القطاع، انتظرت القوات ساعات قبل أن تدخل إلى ساحات القتال لعدم وجود أي تصور ميداني حول ما يجري في الداخل.

بالإضافة إلى ذلك، ظلت بعض #المستوطنات تستغيث لمدة يوم كامل من دون أن تكون هناك قدرة للوصول إلى الأحياء التي سيطر عليها مقاومو «حماس»، ولهذا تداعيات على مفهوم الأمن، ودور الجيش، داخل المجتمع الصهيوني نفسه، وداخل المنظومة الأمنية الصهيونية.

سيناريو حرب متعدّدة الساحات/ الجبهات

مع بدء المعركة الحالية، اتجهت الأنظار مجدداً إلى احتمالية انضمام جبهات أخرى للقتال («حزب الله» اللبناني على وجه التحديد)، وقد تصاعد هذا السيناريو مع تناقل العديد من وسائل الإعلام العربية والعبرية أيضاً بأن هذا الأخير نقل رسالة إلى الكيان الصهيوني عبر الوسيط المصري هدّد فيها بالانضمام إلى القتال في حال أقدم الاحتلال على الدخول برياً إلى قطاع غزة، وفي أعقاب إعلانه في 8 أكتوبر المسؤولية المباشرة عن قصف مواقع في «هار دوف» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بمجموعة من قذائف الهاون قبل أن يتم الردّ على القصف بواسطة المدفعية الصهيونية.

« #طوفان_الأقصى » تأكيد على إستراتيجية «حماس» في استخدام بنيتها العسكرية في القطاع لتحقيق إنجازات على المستوى الوطني
هذا الحدث، بالإضافة إلى التقديرات العسكرية الصهيونية السابقة، والتصريحات التي أدلى بها «حزب الله» سابقاً حول الحرب متعدّدة الجبهات -حتى وإن لم يُعلن نيّته التدخل في هذه المعركة صراحة- تجعل هذا السيناريو محتملاً، كما تشير العديد من التحليلات العسكرية والأمنية إلى أن تعدّد الجبهات يحتمل تعدّد الساحات الفلسطينية التي ستنضم إلى المواجهة، لا سيّما أن احتمالية ارتكاب المستوطنين عمليات انتقامية في الضفة الغربية أمر وارد بشدّة (خصوصاً أن المستوطنين في الضفة الغربية هم من جمهور المستوطنين المتطرفين).

مثل هذا السيناريو قد يترتّب عليه تفجير ساحة الضفة الغربية التي يمكن أن تتحول إلى ساحة حرب بين المستوطنين والفلسطينيين، ويمكن اعتبار إغلاق الحواجز الصهيونية التي تقطّع أوصال الضفة الغربية منذ صباح اليوم الثاني لبدء المعركة محاولة للسيطرة على هذه الساحة، هذا بالإضافة إلى هدفها الأساس والمتمثّل في الحدّ من حدوث عمليات فدائية في الطرق والشوارع الاستيطانية في الضفة.

في دلالات المواجهة

كان السؤال الأهم دوماً: ما جدوى مراكمة كل هذه القوة في قطاع غزة؟ وقد جاءت هذه المعركة لتقول بكل وضوح: إن الأمر لا يتعلق بغزة فقط، وفي الحقيقة أن الأمر بدأ مع معركة «سيف القدس»، في ربيع 2021م، ليكون إجابة عن سؤال معنى مراكمة القوة وتوسيع البنية العسكرية، ودورها في القضية الوطنية عامة، وتأكيد أن إستراتيجية «حماس» في استخدام بنيتها العسكرية في القطاع لتحقيق إنجازات على المستوى الوطني إستراتيجية راسخة يثبتها الدليل العملي مرة بعد أخرى؛ الأمر الذي يجعل محاولة احتواء سلاح المقاومة، أو تحييده عن القضية الوطنية العامة؛ فشلاً ذريعاً للاحتلال، وانتصاراً لمنطق المقاومة والمراهنة عليها.

أما السؤال الأصعب هو: كيف استطاع مقاتلو «كتائب القسام» أن يخترقوا الحدود بكل هذه السهولة ويتغلبوا على أنظمة الرقابة والتجسس ويصلوا بكل سهولة إلى عمق 30 كم داخل فلسطين المحتلة 1948م، بل ويمعنوا قتلاً وتدميراً في العدو ثم يعودوا بعشرات الأسرى إلى قطاع غزة سالمين غانمين؟ لعل الإجابة تكمن في

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الاحتلال الصراع معركة سيف القدس القدس حماس الكتمان المخابرات صاروخ المقاومة الشاباك الجيش الصهيوني المستوطنات طوفان الأقصى الضفة الغربیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أنباء عن “حل وسط” لإنقاذ التهدئة .. الاحتلال يشهر سلاح التجويع لفرض «مقترح ويتكوف»

البلاد – جدة، رام الله
صعَّد الاحتلال ضغوطه لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة واستمرار إطلاق سراح محتجزيه، شاهرًا سلاح التجويع لتحقيق أهدافه، إذ أعلن وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما وصفته حركة حماس بأنه “جريمة حرب”، فيما تواترت أنباء عن مقترح مصري “وسط” لإنقاذ التهدئة.
وأرجع مكتب نتنياهو الإجراء بأنه يأتي ردًا على رفض حماس قبول خطة مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيفن ويتكوف لمواصلة المفاوضات، والتي وافقت عليها إسرائيل. ووصفت “حماس” قرار نتنياهو بأنه “ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق”، مطالبة الوسطاء والمجتمع الدولي بالتحرك للضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها “العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان”. ولم تكتف إسرائيل بوقف نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كامل، وإغلاق المعابر كافة اعتباراً من أمس، بل هدد بيان مكتب نتنياهو بأن “إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح رهائننا، وإذا استمرت حماس في رفضها، فستكون هناك عواقب أخرى”، في إشارة واضحة إلى العودة للحرب على غزة. ويدمج مقترح ويتكوف بين التفاوض حول المرحلة الثانية وأطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وتشير خطوطه العريضة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان ولمدة 42 يومًا، يجري إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء والأموات في اليوم الأول من الاتفاق، مقابل أسرى فلسطينيين، وإذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق نار دائم يجري إطلاق سراح الرهائن المتبقين، أيضًا الأحياء والأموات، وعدد أخر من الأسرى الفلسطينيين، وبموجب الاتفاق، تستطيع إسرائيل العودة إلى القتال بعد اليوم الـ 42 حال رأت أن المفاوضات غير فعالة. وأرجع ويتكوف سبب طرح مقترحه إلى تعذر إمكانية تقريب وجهات النظر بين الأطراف لإنهاء الحرب في هذه المرحلة، وأن الأمر يتطلب وقتا إضافيا لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق نار دائم.
وللخروج من الوضع الراهن، تداولت الأخبار “مقترح وسط مصري” لإنقاذ التهدئة، يدعو لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة لمدة أسبوعين، وإطلاق 6 محتجزين إسرائيليين؛ 3 أحياء ومثلهم موتى، نظير عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، مع التزام الاحتلال بالانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
ويعد مقترح ويتكوف، بشكل أو آخر، تمديد للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، دون التزام حقيقي بالمضي قدمًا في المرحلة الثانية، مما يعد خسارة لحركة حماس، تُصعب القبول بالمقترح، دون الحصول على مكاسب تتعلق بعدد ونوعية الأسرى الفلسطينيين، الذين سيفرج عنهم الاحتلال، وحجم ونوعية المساعدات إلى القطاع واشتمالها على المعدات الثقيلة والمنازل المتنقلة. وتقضي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بالإفراج عن كل المحتجزين الإسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي ووقف الحرب، بينما المرحلة الثالثة مخصصة لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
في حين تريد إسرائيل أن يتم الإفراج عن المزيد من الأسرى في إطار تمديد المرحلة الأولى، وتشترط للاتفاق على المرحلة الثانية تفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية وتخليها عن حكم غزة ونزع سلاحها، وهو ما ترفضه الحركة قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

مقالات مشابهة

  • التحقيقات الإسرائيلية في طوفان الأقصى تضع نتنياهو تحت الضغط
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • على خلفية الفشل في 7 أكتوبر.. رئيس “الشاباك” يعلن أنه سيستقيل من منصبه
  • «طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت
  • لحظة بلحظة.. هكذا تمكن مقاومو نخبة القسام من قتل وأسر كل جنود وضباط “ناحل عوز”
  • “حماس” تنشر قائمة بأبرز الانتهاكات الصهيونية لوقف إطلاق النار في غزة
  • أنباء عن “حل وسط” لإنقاذ التهدئة .. الاحتلال يشهر سلاح التجويع لفرض «مقترح ويتكوف»
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  • “حماس”: مستعدون للتعاون مع أي مبادرة تتصدى لتهجير شعبنا