كيف كشفت آلاف الهياكل القديمة المخفية في الأمازون؟
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – منوعات
تمكن الخبراء من تحديد آلاف المناطق التي عاش فيها السكان الأصليون بغابات الأمازون الحيوية.
وفي الآونة الأخيرة، كشفت دراسة أثرية عن أكثر من 10 آلاف موقع أثري من عصر ما قبل كولومبوس في جميع أنحاء منطقة الأمازون.
وتعد غابات الأمازون المطيرة موطنا لما يقدر بنحو 16 ألف نوع من الأشجار، وهي نقطة لا مثيل لها للتنوع البيولوجي.
وتقدم دراسة جديدة بيانات تدعم ما جادل به علماء الآثار الذين يعملون في منطقة الأمازون منذ عقود، بأن منطقة الأمازون ليست غابة نقية، بل إنه وقع تحويلها من قبل السكان الأصليين على مدى آلاف السنين.
وحلل العلماء، بقيادة عالم الاستشعار عن بعد، فينيسيوس بيريباتو، من المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل، المواقع غير المكتشفة باستخدام بيانات LIDAR التي شملت مساحة التي تبلغ 5315 كيلومترا مربعا.
وتستخدم تقنية LIDAR، وهي تقنية لرسم الخرائط بالليزر المحمولة جوا، توقيت ومضات الليزر المنبعثة من الطائرة للنظر عبر طبقات من أوراق الشجر والتربة والمواد الأخرى لرسم خريطة للتغيرات في الهياكل، ما قد يكشف عن الأعمال اليدوية من صنع البشر (مثل الخنادق، والبرك والآبار).
وقد أثبتت هذه التكنولوجيا قدرتها مرارا وتكرارا، على اكتشاف مستوطنات المايا المخفية وأعمال الحفر في القرى المهجورة منذ فترة طويلة في أعماق الأمازون.
وكشف المسح الأخير للأرض تحت مظلة غابات الأمازون عن علامات الاحتلال البشري قبل كولومبوس، وهو أمر لا ينبغي أن يكون مفاجئا، لكن ما يثير الدهشة هو حجمها.
وفي عملية مسح واحدة، وجد الفريق 24 عملا ترابيا (مراحل تشييد المباني أو البنية التحتية وغيرها من الأعمال ذات الهياكل الهندسية من صنع البشر) غير معروفة سابقا والتي تشير بقوة إلى أصول معمارية.
ويقول فريق البحث: "لقد اكتشفنا قرية محصنة في جنوب الأمازون، ومواقع دفاعية واحتفالية في جنوب غرب الأمازون، وجبالا محدبة وهياكل صخرية في درع غيانا، ومواقع نهرية في السهول الفيضية في وسط الأمازون".
وفي جنوب الأمازون، تم رصد علامات على وجود مدينة بلازا داخل منطقة يعتقد أنها كانت في يوم من الأيام موطنا لعشرات الآلاف من البشر، وترتبط بشبكات من الطرق التي تنافس تلك الموجودة في أوروبا الكلاسيكية.
وفي الجنوب الغربي اكتشف العلماء زخارف هندسية غريبة بعيدة عن أي طرق يمكن اكتشافها.
ومن خلال استقراء انتشار الأعمال الترابية المحتملة في جميع أنحاء منطقة الأمازون، يمكن أن يكون هناك ما بين 10 آلاف إلى 24 ألف مبنى ما يزال مختبئا تحت قرون من فضلات الأوراق والرواسب ونمو الغابات.
ويشير ذلك إلى أن أكثر من 90% من تاريخ البشرية في منطقة الأمازون لم يتم اكتشافه بعد.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: منطقة الأمازون
إقرأ أيضاً:
أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
بعد آلاف السنين من انهيارها، عادت مدينة إسبرطة اليونانية القديمة إلى عناوين الأخبار، كنموذج صالح للمقارنة مع إسرائيل 2024، من حيث هي مثال يحتذى أو يُخشى، بما تجسده من عسكرة وتمجيد للدم والتراب مهما كلف الثمن، وكذلك بتعريفها للتماسك الوطني والسلطة بأنها معاداة للإنسانية لا تتحقق إلا بحرب لا نهاية لها.
بهذه المقدمة انطلق رئيس قسم الأدب المقارن في الجامعة العبرية في القدس البروفيسور يوآف رينون في مقارنة بين إسرائيل واليونان القديمة، معتبرا أن مثال إسبرطة بما تجسده من نزعة عسكرية جامحة لا ينطبق تماما على إسرائيل، بل إن المثال الأقرب إليها هو أثينا بنزعتها الإمبراطورية التي أعلنت عنها صراحة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المفوض العام للأونروا: وقف عمل الوكالة في فلسطين يعني الكارثةlist 2 of 2صحف عالمية: مرضى غزة يواجهون خطر الموت ونتنياهو لا يريد إنهاء الحربend of listومن السمات البارزة لأثينا في أثناء فترة الحرب أزمة الزعامة، حيث كان الزعيم الأثيني بريكليس يعمل على أساس رؤية سياسية محددة، ويميز بين مصلحته الشخصية ومصلحة الدولة، إلى أن اغتصب مكانته الديماغوجيون الذين حولوا رؤيتهم الخاصة لنجاحهم الشخصي إلى سياسة عامة، وإن لم يعلنوا "أنا الدولة"، لأن دولتهم كانت تقوم على الديمقراطية، ولكنهم تصرفوا على ضوء هذا المبدأ التوجيهي، وفقا للكاتب.
كاريزما نرجسية جوفاء
وكان ألكيبياديس من أبرز الديماغوجيين وهو، حسب مقال البروفسور بهآرتس، يشترك في عديد من السمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإن كان ثمة فارق كبير بين الرجلين، إذ كان ألكيبياديس واحدا من أكثر القادة والعسكريين موهبة في عصره، وهو ما لا يمكن أن يقال عن نتنياهو الذي عمل سنوات على رعاية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما أدى إلى رعب السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
إعلانورغم أن نتنياهو يتمتع بالكاريزما مثل ألكيبياديس، فإن جاذبيته لا تستند إلى أي محتوى جوهري خلافا للأثيني، بل هي كاريزما نرجسية جوفاء، لا يوجد خلفها سوى فراغ -كما يقول الكاتب- فلا إيمان بالسلام ولا أمن ولا اقتصاد ولا شيء، بل كل ما هو موجود هو نتنياهو نفسه، وقد وُصِف بأنه "ساحر"، وهو كذلك بالفعل، ولكنه يذكرنا بـ"ساحر أوز" الزائف الذي نجح في تسويق نفسه على أنه ساحر، ولكن هذا الرجل يشبه عناوين الصحف الشعبية التي لا شيء وراءها.
وكان ألكيبياديس هو الذي دفع أثينا، في خضم الحرب مع إسبرطة، إلى فتح جبهة إضافية خارج اليونان في صقلية، وكانت النتيجة تشكيل اتحاد غير عادي بين دول المدن في صقلية وإسبرطة، وانتهت الحملة بهزيمة أثينا في الحرب وخسارة الإمبراطورية التي كانت تمتلكها ذات يوم.
وبعد أن كانت أثينا تعتبر المحرر لكل اليونان من التهديد الفارسي، أصبح ينظر إليها بسبب بحروبها الداخلية باعتبارها وكيلا للطغيان يهدف إلى إخضاع اليونان كلها، وبدأت إسبرطة تدريجيا في تولي دور ممثل الحرية، كمحرر مستقبلي لليونان من نير أثينا.
وعلى الرغم من بعض أوجه التشابه بين هذا الوضع وإسرائيل اليوم -كما يقول الكاتب- فهناك أيضا فرق رئيسي، وهو أن القرن الخامس قبل الميلاد كان قرن السفسطائيين، وهم خبراء فن الإقناع، ومن مبادئهم الأساسية "المعقولية"، وكان على المرء، لإقناع الجمعية العامة المسؤولة عن اتخاذ القرارات السياسية، عرض قضيته بحجج عقلانية تستند إلى تقييم واقعي للموقف.
منظر لمعبد البارثينون بأثينا (رويترز) منطق مجنونوعندما أقنع ألكيبياديس الأثينيين بالذهاب إلى الحرب مع صقلية تقدم بحجج عقلانية واستند إلى الحقائق ومسار الأحداث الفعلي، أما إسرائيل اليوم، تحت قيادة نتنياهو، فلا تقودها الحقائق بل الأكاذيب، والمبدأ التوجيهي المركزي الأساسي هو الاعتبارات المسيحانية، وبالتالي غير العقلانية، فالمسيحانية لها عقلانية ومنطق غير عقلاني على الإطلاق، إنه منطق مجنون، حسب الكاتب.
مصير أثينا ومصير اليونان ينبئان بما سيحل بإسرائيل والمنطقة بأسرها، وقد أدت نهاية الحرب التي مرت منذ قرون إلى نهاية الديمقراطية في أثينا وإلى بداية حكم الطغيان الذي استلزم ذبح عديد من مواطني أثينا الديمقراطيين
لذا، فالتاريخ الأثيني لن ينفعنا هنا -كما يقول الكاتب- بل علينا الرجوع إلى تاريخ القومية اليهودية، إلى فترة الهيكل الثاني والثورة الكبرى ضد الرومان التي أدت إلى تدمير القدس والهيكل وعديد من الوفيات، ثم إلى ثورة بار كوخبا التي أدت بدورها إلى مزيد من الدمار ومزيد من الموت.
إعلانوكما شهد المؤرخ الذي وثق تلك الثورة، فإن عديدا من سكان القدس وصفوها بأنها جنون مطلق، وكانت النهاية مروعة، لأن ذلك هو ما يقود إليه المنطق غير العقلاني الذي من سماته المميزة "الكل أو لا شيء"، وهو أسلوب تفكير قائم على أن نكون أو لا نكون، عندما يكون مبرر الوجود ومبرر عدم الوجود متطابقين، أي إذا لم يكن بوسعي أن أظل موجودا في ظل ظروف مسيحانية، فإن الاحتمال الوحيد والخيار الأخلاقي الوحيد الذي يبقى لي، هو أن أتوقف عن الوجود.
وإذا تكرر التاريخ، كما تنبأ ثوسيديدس، فإن مصير أثينا ومصير اليونان ينبئان بما سيحل بإسرائيل والمنطقة بأسرها، وقد أدت نهاية الحرب التي مرت منذ قرون إلى نهاية الديمقراطية في أثينا، وإلى بداية حكم الطغيان الذي استلزم ذبح عديد من مواطني أثينا الديمقراطيين، ودفع أكبر عدد منهم إلى ارتكاب أعمال إجرامية.