تقارير: تدهور صحة مراهقة إيرانية تعرضت لاعتداء من الشرطة بسبب الحجاب
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن صحة مراهقة كانت قد دخلت في غيبوبة، بعد اعتداء تعرضت له في إحدى محطات مترو طهران بسبب عدم ارتدائها الحجاب، "تدهورت" خلال تواجدها في مستشفى للعلاج.
وذكرت وكالة "إيرنا" الإيرانية، الأربعاء، أن الفتاة أرميتا غارافاند، البالغة من العمر 16 عاما، "دخلت في نوبة إغماء أخرى بسبب انخفاض ضغط الدم".
وكانت مجموعة حقوقية تركز على حقوق الأكراد، قد أوضحت أن تلك الفتاة "تعرضت للإصابة بعد اعتداء ضابطات شرطة عليها في إحدى محطات المترو بطهران، بزعم انتهاكها قواعد اللباس" الصارمة في إيران للنساء، وفقا لموقع "صوت أميركا".
وقالت وكالة بورنا للأنباء الإيرانية، إنه "على الرغم من الجهود المتواصلة التي يبذلها الطاقم الطبي في مستشفى الفجر، فإن العلامات الحيوية المستقرة نسبياً لأرميتا جارافاند تغيرت، مما أدى إلى تدهور صحتها خلال الأيام القليلة الماضية".
وأضافت: "لكن جهود الفريق الطبي لتحسين الحالة الصحية لأرميتا غارافاند مستمرة".
وتعيش غارافاند، التي تنتمي إلى الأقلية الكردية في البلاد، في طهران، لكن أصولها من مدينة كرمانشاه بمحافظة كردستان، التي تبعد حوالي 500 كيلومتر عن العاصمة الإيرانية.
وأثارت الدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا والولايات المتحدة، والعديد من جماعات حقوق الإنسان، مخاوف بشأن القضية، بعد انتشار مقطع فيديو للحادث على وسائل التواصل الاجتماعي.
والفيديو الذي يبدو متقطعا، وصُور بزاويتين مختلفتين، يُظهر مجموعة من الفتيات وهن يحملن جسد الشابة وهي فاقدة للوعي، ويقمن بإخراجها من عربة المترو.
وكانت إحدى الكاميرات التي تحمل رقم واحد، قد صورت الفتاة مع صديقاتها، وهن في انتظار قدوم القطار.
وفي المشهد الذي صورته الكاميرا 31، كان واضحا أن المراهقة وصديقاتها لم يكن يرتدين الحجاب الإلزامي، مما غذى فرضية "الاعتداء عليها" بعد ولوجها إلى داخل المقصورة، قبل دفعها خارجا.
وفي الأسبوع الماضي، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كناني، التعليقات الغربية بشأن القضية، ووصفها بأنها "تدخل سافر".
كما نفى رئيس مترو أنفاق طهران حدوث "أي مشاجرة لفظية أو جسدية بين المراهقة أوالركاب أو الموظفين".
وفي سبتمبر من العام الماضي، أثارت وفاة الفتاة الشابة، مهسا أميني، وهي من أصول كردية أيضا، احتجاجات واسعة النطاق في إيران، وذلك عقب تقارير تحدثت عن موتها في أحد أقسام الشرطة عقب اعتقالها، بحجة مخالفتها لقواعد اللباس في البلاد.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
حكاية «الكرسي المكسور» في جنيف: صوت مَن لا صوت لهم
على بُعد خطوات من مقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث تلتقي وفود العالم لصياغة قرارات كبرى، يقف رمز صامت لكنه أكثر بلاغة من أي خطاب دبلوماسي، كرسي مكسور، شامخ رغم إعاقته، صامد رغم بتر إحدى أرجله، يروي حكاية الإنسانية الجريحة التي مزقتها الحروب والألغام، وحوّلت آمالها إلى أطراف مبتورة وأحلام مهشمة.
صراخ الإنسانية ضد الظلمفي هذه الساحة التي شهدت مواقف تاريخية، اجتمع عدد من المنظمات الحقوقية والنشطاء، حاملين لافتاتهم أمام الكرسي المكسور، ليس فقط للمطالبة بوقف انتهاكات حقوق الإنسان، بل لفضح ازدواجية المعايير الدولية، حيث تغض الدول الكبرى الطرف عن جرائم حرب تُرتكب أمام أعينها، بينما تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان.
حكاية الكرسي المكسور
ووسط ضجيج سيارات الدبلوماسيين والمارة المنهمكين في أعمالهم، يظل هذا الكرسي شاهدا أبديا على قصص من الألم، يحكي عن أجساد فقدت أجزاءها بسبب الألغام التي لم تميز بين جندي وطفل، بين مقاتل وفتاة كانت تحلم بيوم زفافها.
وفي نهاية القرن العشرين، قرر النحات السويسري دانييل بيرسي أن يضع نصبا تذكاريا مختلا، ليس مجرد تمثال، بل صرخة مدوية ضد آلة الحرب العمياء، ليروي من خلالها مأساة شاب مجهول، لم تذكره الصحف ولم يُخلد اسمه في كتب التاريخ، لكنه عاش كابوس الألغام في إحدى ساحات الحرب، ووجد نفسه في لحظة، بين وعي وضباب، ممددا على الأرض، يصرخ ولا أحد يسمعه، قبل أن يكتشف أن إحدى ساقيه قد اختفت للأبد.
كرسي مكسور منبر للعدالة
وجاء تجمع المنظمات الحقوقية أمام هذا الكرسي، ليس فقط لإحياء ذكرى الضحايا، بل لرفض تهجير الفلسطينيين، وللمطالبة بتعويض الشعوب عن الاستعمار، ولإدانة صمت المجتمع الدولي أمام المآسي التي تُرتكب كل يوم، كما رفع الناشطون صورا لأطفال فلسطينيين، فقدوا أطرافهم بسبب القصف، بجانب صور أخرى لأطفال أفارقة شُوهت أجسادهم بسبب الألغام التي خلّفتها الحروب الاستعمارية.