طوفان الأقصى ومشاعر المصريين.. برلماني يرفض التهويد.. وطبيب يدعم القضية الفلسطينية بمجسم باراشوت.. نحن كمصريين لا ننظر إلى القضية الفلسطينية بعين كاسلة، بل ننظر إليها ويقينًا ما داخل قلوبنا بأنَّ يومًا ما ستعود الأرض، وسنرى ذلك متجليًا أمام أعيننا، فتغدو الأبصار بصيرة، لا مجرَّد مشاهدة للأحداث عبر الفضائيات أو على الإنترنت، وهكذا أيضا يرى الأنقياء عملية طوفان الأقصى التي بدأت رشقاتها الصاروخية، منذ فجر السابع من شهر أكتوبر الجاري، على يد المقاومة الفلسطينية حماس تجاه الكيان الصهيوني الآثم.

يقينًا ما داخل قلوبنا بأنَّ يومًا ما ستعود الأرض

في مصر تجد كلمات القدس والأقصى وفلسطين، على لا فتات الشوارع، مرسومة بكلمات مزخرفة اسمًا لبعض المحالّ، وربما منحوتة على جدران قديمة لم يمحها الزمن ولم تعترها ظروف الأجواء، ففلسطين في قلوب المصريين، كنبضة قلب دقت صداها لم يزل.

طوفان الأقصى ومشاعر المصريين.. برلماني يرفض التهويد.. وطبيب يدعم القضية الفلسطينية بمجسم باراشوت.. وتتابع بوابة الفجر الإلكترونية آخر التطورات الحادثة والمتعلقة بالشأن الفلسطيني وعملية طوفان الأقص، لا سيما التصريحات وجديد المبتكرات البسيطة التي تعبِّر عن إجلال واحترام الشخصية المصرية لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

برلماني: اسم مصر ارتباط بقضية فلسطين.. وبيننا روابط التاريخ والدم

قال النائب عمرو القطامى، أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن الدولة المصرية صاحبة موقف ثابت حيال القضية الفلسطينية، ومن ثم لن يقبل أحد المزايدة على موقف مصر، مطالب المجتمع الدولي بعدم الانحياز وضرورة إقرار الحل العادل والشامل وإيقاف الاستيطان الإسرائيلي الذي يهدف لتحويل فلسطين لجزر منعزلة ويحول دون قيام الدولة الفلسطينية.

وأشار عمرو القطامى، إلى أن الدولة المصرية تسعى دائما لتوحيد الصف الفلسطيني، والمواقف جميعها خير شاهدا على ذلك، فقد استضافت مصر عشرة اجتماعات فصائل فلسطينية بهدف إنهاء الانقسام، وأيضا ترتيب البيت الفلسطيني، ورفض التهويد، وتحذر الدولة المصرية دائما من مخطط إسرائيل في التغيير الديموغرافي وتهويد القدس، وتسير مصر باتجاه العمل على بناء الدولة الوطنية لفلسطين المستقبلية، والعمل على تعزيز التماسك السياسي من خلال إنهاء الانقسام، وتعزيز التماسك المجتمعي عبر إدانة الاستيطان ورفض التهويد.

وأشاد أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، بموقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، ودورها في الصراع العربي الإسرائيلي، ومن خلال استعراض الدور والمواقف المصرية حكومة وشعب من القضية الفلسطينية عبر أكثر من نصف قرن، تجد أن اسم مصر ارتباط بقضية فلسطين هو ارتباط دائم ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين.

وأكد النائب عمرو القطامى، أن مصر كانت ولا تزال المساند الأكبر لقضية العرب الأولى بصفتها أكبر دولة عربية، واتخذت في سبيل تحقيق ذلك تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية الفلسطينية منذ نشأتها وتمثل ذلك في مواقف رؤسائها والمسئولين بها في المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية وكذلك في مواجهة العدوان الاسرائيلي علي الشعب الفلسطيني علي مدار التاريخ.

طبيب من الدقهلية.. هكذا أدعم القصية

تضامن طبيب من محافظة الدقهلية مع عملية طوفان الأقصى، ونفذ مجسمًا للباراشوات الذي استخدمته المقاومة الفلسطينية للتسلل داخل المستوطنات الإسرائيلية، وذلك من إعادة تدوير شماعات الملابس وألعاب الأطفال.

تنفيذ مجسم الباراشوت 

قرر الدكتور عبد الحميد جمال عبد الحميد، طبيب بشري، 33 عامًا، إعادة تدوير المخلفات القديمة وصنع مجسما مصغرا مماثلا للواقع بعمل يدوي، يعبر من خلاله عن تضامنه مع القضية الفلسطينية.

قال الدكتور عبد الحميد، إنه انطبع مشهد باراوت طووفان الأقصى  في خياله من أول لحظة، وقرر تنفيذ مجسم يضم باراشوت يطير فوق الأسوار ويكسر كل الحواجز والتابوهات، في فترة استغرقت من وقته نصف يوم.

اعتمد الطبيب البشري الذي يرى في موهبته أسلوبًا للتعبير عن الرأي على أدوات بسيطة، فالبراشوت تم تنفيذه من أجزاء من عربة أطفال لعبة، وعصيان خشبية بأشكال وأحجام مختلفة، وسلك ألومنيوم، وقطعة من ماسك بلاستيك لعبة أطفال.

اعتمد الطبيب في صنع السور الفاصل على قطع شماعة ملابس معدن، وقطعة من السلك، بينما نفذ القاعدة على شكل خريطة فلسطين، واستخدم قطعة خشبية مع كمية من الأتربة ونباتات مجففة، موضحًا: “حرصت على وضع السور الفاصل في منتصف الخريطة، وتعليق الباراشوت أعلاه قادمًا من ناحية غزة للداخل”.

انضم لقناتنا الرسمية على تيليجرام لمتابعة أهم الأخبار لحظة بلحظة

 

انضم الآن للقناة الرسمية لبوابة الفجر الإلكترونية على واتساب

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

«طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»: إغلاق النقاش وفتحه

ما بين 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ويومنا هذا هبّ علينا زلزالان: عمليّة «طوفان الأقصى» وعمليّة «ردع العدوان». وبالتضامن كما بالتناقض بين العمليّتين، تغيّر كلّ شيء تقريباً في المشرق العربيّ، وتغيّرت أشياء كثيرة في عموم الشرق الأوسط.
لكنّ أحد الفوارق الأساسيّة بين العمليّتين يتّصل بالنقاش العامّ.
فالبيئة العربيّة التي أيّدت «الطوفان» مارست تحريماً على كلّ نقد أو حتّى تحفّظ، وهذا علماً بأنّ التأييد كان أمراً صعباً على مَن احتفظ بعدد من القناعات العقلانيّة والإنسانيّة والنفعيّة. فلهؤلاء الأخيرين بدا «الطوفان» عملاً مرتجلاً لا يتخلّله تمييز بين بشر وبشر، ولا اعتبار لتوازنات القوى، ناهيك عن ارتكازه إلى أشدّ الأفكار والقيم بدائيّة، وإفضائه إلى كارثة محقّقة بحقّ الشعب الفلسطينيّ. رغم هذا، لم تبق كلمة في كتاب الأهاجي إلاّ استُخدمت ضدّ الذين عارضوا ذاك الحدث أو حذّروا منه. فالخيانة والعمالة والصهينَة والارتزاق راحت تتسابق ناشرةً جوّاً مَقيتاً من امتداح الذات المرفق بإسكات كلّ صوت نافر. وفي سيادة وعي كهذا، إباديّ للعقل وللأخلاق وللحرّيّة، غُضّ النظر عمّا لا يُغضّ عنه النظر. فإذا بعقلانيّين مفترضين يهزجون وراء يحيى السنوار ومحمّد الضيف، وإذا بملاحدة مفترضين يستعيرون لغة حسن نصر الله الغيبيّة، فيما وَجدت نِسويّات متشدّدات في الناطق أبي عبيدة، وربّما في زميله يحيى سريع، الرجل الأمثل لمجتمع المساواة الجندريّة.
باختصار، أغلقت التفاهة المدجّجة بقوّة «القضيّة» باب النقاش، وبدا واضحاً أنّ شرط هذه «القضيّة» الشارط تعطيل كلّ شيء حيّ. فإنسان «الطوفان» تكشّف عن إنسان آحاديّ البُعد، لا يستطيع أن يكون «مع» و«ضدّ» في وقت واحد، إنسانٍ قَبَليّ يضحّي بكلّ معنى وقيمة كي يقاتل إسرائيل، وكي يقاتلها كيفما اتّفق. إنّه، بكلمة، أقرب إلى جنديّ ينفّذ، لكنّه بعد ذاك لا يعترض، مكرّساً كلّ نفسه لملاقاة فرحة الانتصار المبين.
في المقابل، لم تتصرّف البيئة المتحمّسة لإسقاط الأسد ونظامه على هذا النحو، بل زوّدتنا بمشهد مختلف. فهي لم تنتظر خصوم الثورة وأعداءها كي يوجّهوا سهامهم للحكم الجديد، بل بادرت بنفسها إلى ممارسة النقد، ومارسته بقسوة لا ترحم. هكذا خرجت منها أعلى أصوات الهجوم على السلطة التي أنجزت إسقاط الأسد وفتح السجون وإتاحة العودة للاّجئين وتحرير سوريّا من النفوذين الإيرانيّ والروسيّ. وبالفعل فُتح باب النقاش الذي طال كلّ شيء تقريباً، من السياسة إلى الاجتماع، ومن مفهوم الشرعيّة إلى وضع النساء...
ولئن رأى البعض في المبايعة التي حظي بها «الطوفان» دليلاً على قوميّة المعركة، أو دينيّتها، بما يجعل «قضيّة» «الطوفان» تعبيراً عن «تناقض رئيسيّ» لأجله تؤجَّل الحياة، اختلف الأمر في التعليق على «ردع العدوان». فنحن نادراً ما سمعنا تعبير «قضيّة» يُطلق وصفاً لحدث يتّصل مباشرة بحياة 24 مليون إنسان، وينهي 54 عاماً من حكم مجرم. فكأنّما عصفَ بالبيئة الداعمة لإطاحة الأسد قلق من لغة المبايعة رافق احتفالها بالحدث. وبعد كلّ حساب، فإنّ اللغة تلك، التي أحاطت بـ«الطوفان»، أختُ لغة الطغيان الأسديّة في خنق التناقضات وتأجيل الحياة.
ثمّ لئن كانت الأداة التي نفّذت العمليّتين سياسيّة – دينيّة، فإنّ البيئة التي بايعت «الطوفان» صدرت عن مقدّمات آيديولوجيّة، دينيّة أو قوميّة أو يساريّة يؤرّقها حسم «التناقض الرئيسيّ» مع الإمبرياليّة، وهو ما كان سبباً وراء التماهي، الذي لا يخالطه تحفّظ، مع السنوار ونصر الله. أمّا في الحالة الثانية، وبنتيجة الابتعاد عن عالم «القضايا» ولغتها، وربّما بتأثير احتكاك النقّاد السوريّين بمجتمعات ديمقراطيّة لجأوا إليها، فإنّ الأداة التي نفّذت «ردع العدوان» لم تُكافأ بغير النقد والتحفّظ.
فالذين واللواتي شكروا أحمد الشرع، سريعاً ما قرنوا شكرهم بنقده. ونعرف أنّ ثمّة في ثقافتنا، بالقديم منها والحديث، ما يطالب الشاكر بأن يطأطئ رأسه أمام المشكور، فلا يتوقّف عند نواقصه وقصوره التي يتكفّل تفاديها بإبقائه مشكوراً وإبقاء الشاكر شاكراً. ومن بين آلاف التعابير عن هذا الموقف المركّب، كتب الشاعر فرج بيرقدار، وهو نزيل سجون الأسد لسنوات طويلة: «للحقيقة والأمانة نجحت إدارة العمليات العسكرية في تحقيق ما يشبه المعجزة، أعني أنها نجحت في كتابة الحلقة الأخيرة من مسلسل حكم عائلة الأسد، وأعتقد أن معظم السوريين يقدِّرون لها هذه المأثرة. ولكن نجاح إدارة العمليات في هذه الخطوة، بل القفزة الرائعة، لا يعني أنها صارت تلقائياً تمثل الثورة وأهدافها الأولى والأساسية. تمثيل الثورة يقتضي إنجاز خطوات كثيرة أبسط معاييرها أن تكون بأقوالها وأفعالها نقيضاً للأسد وأجهزته».
هكذا نجدنا أمام حدث كبير يقول لنا، كما لو أنّه يؤجّل الحياة أو يُقفلها: «لا تناقشوا، بايعوا»، وأمام حدث كبير آخر يطالبنا بالنقاش وبجعل «مائة زهرة تتفتّح ومائة مدرسة تتبارى»، بحسب الشعار الذي رفعه ماو تسي تونغ قبل أن يخونه. فأيّ الوجهتين نختار؟

مقالات مشابهة

  • إب .. فعالية ثقافية بمناسبة جمعة رجب تؤكد على الهوية الإيمانية ودعم القضية الفلسطينية
  • اليمن في قلب معركة “طوفان الأقصى”.. دعمٌ عمليّ لنُصرةِ فلسطين
  • بينيت يتحضر للعودة للمشهد الإسرائيلي وسؤال القضية الفلسطينية يلازمه
  • السيد عبدالملك الحوثي: الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية غير مثمر ولا جدوى منه
  • من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود.. جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية
  • برلماني: القيادة السياسية قادرة على مواجهة أي تحديات تعترض المصريين
  • سام مرسي يواصل دعم القضية الفلسطينية
  • «طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»: إغلاق النقاش وفتحه
  • الجزائر تتولى رئاسة مجلس الأمن الأممي لشهر يناير وتضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها
  • برلماني: زيادة تحويلات المصريين بالخارج تساعد على تحقيق استقرار اقتصادي