الجزيرة:
2025-02-21@10:41:51 GMT

طوفان الأقصى والحرب النفسيَّة الإلكترونيَّة

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى والحرب النفسيَّة الإلكترونيَّة

بالتزامنِ مع تطوُّرات العمليَّة العسكريّة التي تحدث على الأراضي الفلسطينية في غزّة اندلعت حربٌ إلكترونيَّةٌ شعواءُ، كالسيل المنهمر دون توقُّف، شملت جميعَ وسائلِ التواصل الاجتماعيّ، وكأنَّ العالم كلَّه قرَّر الاصطفافَ بغيةَ إهالة التُراب على المشهد، وإثارة حالةٍ من البلبلة والتّخبُّط بين مُتابعي الحدث، وحجب الرؤية تمامًا عن مُتصفِّحي هذه المواقع، الذين يعوِّلون عليها للحصول على المعلوماتِ السريعةِ المُتلاحقة، ويعتمدونها في متابعتِهم أكثرَ من اعتمادِهم على الإعلام الرسميّ لدولهم.

ويبدو أنَّ أصحابَ المصالح والمُتصهينين أُصيبوا بصدمةٍ مروِّعة جرّاء رؤيتِهم ردودَ أفعال الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة المُتضامنة مع أهلنا في غزَّة، ومدى الفرحة العارمة التي عمَّت أرجاءَ المعمورة، عقب اندلاع طوفان الأقصى، وإعلان ما حقَّقته المقاومة الفلسطينيّة من انتصارات؛ بل مُعجزات، في مُواجهة دولة الاحتلال، وكشفها عن هشاشة وضعف وعورات النّظام الإسرائيليّ، الذي طالما صدَّع رؤوسَنا بقوَّته التي لا تُقهر، واستعداداته التي لا تهزمُ، وقُبّته الحديدية، وسياجه الحدوديّ اللذين يوفّران له الأمن والأمان، ويحولان بينه وبين أصحاب الأرض والحقّ.

هديرُ الأصوات التي تهتفُ باسم الأقصى وفلسطينَ، والدعواتُ التي انهالت من كلِّ حدبٍ وصوبٍ على الأنظمة العربيَّة المتاخمة للأراضي الفلسطينيّة مطالبةً بفتح الحدود، ومنح الشعوب العربيّة الفرصة في النَّيل من عدوٍّ محتلّ مغتصب للأرض، ومدنِّس للمقدّسات، وناهبٍ للثروات، وقاتلٍ للأطفال والنساء، ولّدت حالةً من الفزع والخوف لدى دولة الاحتلال ومُؤيّديها، خشيةَ تصاعد الأمور، وانفلاتها وخروجها عن السيطرة من جانب أُولي الأمر في العالم العربيّ تحديدًا.

بثّ الأكاذيب وتفعيل نظريّة المؤامرة

 

دفعهم هذا الخوفُ إلى تأليف الروايات، وبثّ الأكاذيب، وتفعيل نظرية المُؤامرة في اجترار الحديثِ عمَّا يُسمّى "صفقة القرن"، وربطها بطوفان الأقصى، باعتباره مقدمةً ضروريةً للبدء في تنفيذها، من خلال توظيف اللجان الإلكترونيّة الخاصّة به، والمؤيدة له في الدّول الأخرى، المنتشرة على جميع مواقع التواصل الاجتماعيّ.

والتي تولَّت مهمةَ نشر صور مزيفة يتمُّ من خلالها استعراضُ أسلحة حديثة، يدَّعون زورًا وبهتانًا وجودها بحوزة أفرادِ المقاومة الفلسطينيّة، يتمّ استخدامها في عملية طوفان الأقصى ضد " المدنيين من المستوطنين" .

إلى جانب الحديثِ عن وجود اتّفاق سريّ بين قيادات دولة الاحتلال وكلّ من إيران، وتركيا، وقادة حماس ورجال المقاومة، غضّت بموجِبه إسرائيلُ الطرفَ عن تحرّكات المقاومين، وأوقفت كاميرات المُراقبة على الحدود، وعطَّلت القُبَّة الحديدية، وسمحت لهم بالدخول وإعمال القتل والأَسْر ضد مُستوطني أربعَ عشْرةَ مستوطنة مُتاخمة لغزة!!.

وبحجمِ حالة الرعب التي يعيشونها في دولةِ الاحتلال، جاءت مبالغتُهم وتهويلهم لإشاعة تحرّكات وأمور غير منطقيّة، يرفضها عقلُ طفلٍ صغير لا يفْقه من الأمر شيئًا، وهي أكاذيبُ يردّدونها باستمرارٍ ليلًا ونهارًا مصحوبةً بصورٍ لعددٍ من القيادات الإسلامية، والعربية، والفلسطينيّة التي يدّعون تآمرها مع الكيان الصهيونيّ، مع موسيقى حماسية تحذيرية تُثير القلق، وتبثّ الخوفَ والرعب، وتصيبُ العقل بالشلل التامّ.

لم يفكرْ أحدٌ ممن يثق في صحة هذه الأكاذيب، ويقوم بترديدِها، في أنَّه كان من المنطقيّ والأولى بالفلسطينيين القَبول بكل ما قُدم لهم من إغراءات، كالتجنيس بإحدى جنسيات الدول الأوروبية والإقامة بها كمواطنين، أو العَيش داخل دولة الاحتلال، والتوقُّف عن المطالبة بأرضهم المغتصبة، وثرواتهم المنهوبة، ويكْفون أنفسَهم كلَّ ما قدّموه من تضحيات، ووقف نزيف الدماء، وإنهاء مواكب الشهداء، وتوفير هذا الكَمّ الهائل من المعاناة والمهانة التي تتعرّض لها النساء والأطفال، والجحيم الذي يعيشون فيه منذ عشرات العقود، ويقنعون بالعيش داخل دولة الاحتلال، ويكْفون أنفسَهم وذويهم كلَّ ما قدّموه من تضحيات وما شيّعوه من شهداءَ على مدى تاريخ النكبة الفلسطينية!!، قليلًا من العقل، وقليلًا من المنطق فيما تنشرونه علينا، وما تحذّروننا منه.

واشنطن وإعلان الحرب على غزة

 

حتّى حينما أعلنت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ على لسان وزير دفاعها لويد أوستين عن تحرُّك حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" باتّجاه شرق المتوسط لتقديم المساعدة لإسرائيل، ومساندتها في التصدّي للهجوم الذي تتعرّض له من جانب الفصائل الفلسطينيّة في غزة، والتي تعد الأكثر قدرةً عسكريةً في ترسانة الأسلحة الأمريكية، إذ تحمل على متنها عدةَ طائرات من طرازات: إف – 35، وإف 16، وإف 15، ومدمرات " روزفلت"، و" رامدج"، و " توماس هادنر"، و "كارني"، وخمسة آلاف جندي من سلاح البحرية، ويرافقها طرادُ " نورماندي"، اعتبروا هذا التحرّكَ دليلًا على صحة ما يروّجونه من أكاذيبَ، وما ينشرونه من شائعاتٍ،  ولم يحاول أحدٌ أخذَ الأمر على محمل الجِدّ، واعتبار هذا التصريح إعلانًا رسميًا للحرب من جانب أمريكا ضد إخوانهم الفلسطينيين الذين لا حولَ لهم ولا قوة، الذين وجدوا أنفسَهم بين ليلة وضحاها يواجهون دولةً عُظمى بإمكاناتهم البسيطة المحدودة لمجرد دفاعهم عن أرضهم المغتصبة، ومحاولتهم ردَّ اللطمة لوجه محتلّ غاصب، دنَّس المقدّسات، ولم يراعِ حُرمة النساء والأطفال.

الخطورةُ الحقيقية التي يمثلها تداولُ مثلِ هذه الأكاذيب والشائعات، تكمنُ في تماهي الكثيرين معها، وتدافعهم وراءَها، وتصديقها دون وعي، بل والتطوع بنشرها على صفحاتهم، وإرسالها لجميع من لديهم من الأهل والأصدقاء، دون تمحيصِها أو التفكير في مدى صحّتها، ليصبحوا دون قصد منهم إحدَى الأدوات المهمة التي تعوّل عليها إسرائيلُ، وتستخدمها ضمن جيشها الإلكتروني ضد إخوانهم الفلسطينيين في حربها المفتوحة معهم.

أهداف الحرب الإلكترونيّة ضد طوفان الأقصى

نشْرُ هذه الأكاذيب والشائعات في هذا التوقيت تحديدًا، وبهذه الكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء عملية طوفان الأقصى، يهدفُ إلى تحقيق عدة أمور يجب الانتباه إليها، والحذر عند التعاطي معها، استقبالًا وإرسالًا، والتي منها:

1 – إثارة الشكوك حول أسباب العملية، وسرّ اسمها، وتوقيتها، ومن يقف وراءَها، والأهداف التي يريدون تحقيقها.

2 – نشر حالة من اليأس والانهزامية في نفوس العرب والمسلمين في حال اقتناعهم بوجود مؤامرة ضدهم وضد ثوابتِهم المرتبطة بالقضية الفلسطينية بل والتسليم ببدء تنفيذ السيناريو المعد سلفًا.

3 – القضاء على حالة التعاطف والتضامن والدعم المعنوي الذي تقدمه الشعوب العربية والإسلامية للمقاتلين الفلسطينيين في حربهم العادلة ضدّ كيان محتلّ ومغتصب.

4 – إشاعة حالة من الاستنفارِ لدى الدول المجاورة لحدود فلسطينَ المحتلة، خاصةً مِصرَ، للوقوف في وجه إخوانهم الفلسطينيين الذين قد تدفعهم حالة الحرب وانهيار مدنهم بالكامل واختفاء كافة مظاهر الحياة فيها للجوء إليها.

5 – تشويه صورة التنظيمات الفلسطينية التي تخوض حربًا شريفة ضد مخططات دولة الاحتلال الرامية إلى إحكام السيطرة على كل الأراضي الفلسطينية، وتفريغها من أصحابها وساكنيها، وإظهارهم بمظهر الخونة والمتآمرين.

ويمكرون ويمكر الله

 

لذا علينا جميعًا الانتباه لما يحاكُ في الظلام ضدنا وضد فلسطينَ، قضية العرب والمسلمين الأولى، من مؤامرات، وما يشاعُ من أكاذيبَ مضللةٍ على أنه معلوماتٌ موثّقة، وتحذيرات عاجلة، فجميع هذا يستهدفنا نحن، الرأي العام العربي والإسلامي، لإشاعة اليأس في قلوبنا، وإخراجنا من معادلة حرب تحرير الأرض، وفكّ أَسر الأقصى، وترك إخواننا في فلسطين يواجهون بمفردهم قوةً عسكريةً غاشمةً تساندها قوى الظلام في كل مكانٍ حتَّى لا يسْطعَ نورُ الحقّ، وينجلي ليلُ الظلم، لكن هيهات " ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين"، صدق الله العظيم.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دولة الاحتلال طوفان الأقصى الفلسطینی ة ة التی

إقرأ أيضاً:

انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى في صنعاء

وفي افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة محلية ودولية واسعة، أكد عضو السياسي الأعلى النعيمي أهمية هذا المؤتمر في تسليط الضوء على التداعيات والنتائج التي أحدثتها معركة "طوفان الأقصى" ودورها في تصحيح الوعي الجمعي والمفاهيم التي كانت متجمدة ومتحجرة على كل المستويات الرسمية والشعبية.

وأشار إلى أن طوفان الأقصى جاء ليوحد المفاهيم حول قضية الأمة والإنسانية والالتفاف حولها، وإبراز الدور اليمني المشرف في إسناد الشعب الفلسطيني والمحافظة على حالة التعبئة العامة للالتحاق بدورات "طوفان الأقصى" في مختلف مؤسسات الدولة.

ولفت إلى النجاحات التي حققها طوفان الأقصى على المستوى الإنساني والقرار الذاتي والجمعي للشعوب والأمم.. داعيا المشاركين لدراسة كل التداعيات والنتائج والتحديات على كل المستويات والخروج بحلول ومقترحات لتلك التحديات.

وقال عضو السياسي الأعلى " إننا بحاجة إلى طوفان في التعليم في اليمن ووضع معايير لمخرجاته وفقا لمتطلبات السوق".. حاثا الجامعات الحكومية والأهلية على التعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم لوضع المعايير الكفيلة بإحداث نهضة علمية في شتى المجالات.

من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء أن هذا المؤتمر الذي تنظمه ست جامعات يمنية، هو عمل نوعي كبير يجسد مدى ارتباط اليمني بقضيته المركزية "فلسطين" وبمسار معركة "طوفان الأقصى" وإبرازها.. موضحا أن هذا الطوفان كان زلزالاً عنيفا ومريعا على العدو الصهيوني وانتصاراً بارزا للشعب الفلسطيني وأحرار الأمة، وفشلا وإخفاقا استخباراتيا وأمنيا ذريعا للعدو.

ونوه بأهمية وأبعاد المؤتمر الذي يعد بمثابة تجديد لموقف اليمنيين وفي مقدمتهم السيد القائد من معركة "طوفان الأقصى" والقضية الفلسطينية عموما.. مبينا أن موقف اليمن الديني والأخلاقي والإنساني هو موقف مبدئي عبر عنه قائد الثورة في أكثر من خطاب بما في ذلك خطابه يوم الخميس الماضي الذي أكد فيه استعداد اليمن قيادة وحكومة وشعبا مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندته، وكذا التصعيد مجددا في حال قرر العدو الصهيوني معاودة عدوانه على قطاع غزة.

وقال "أظهرت مشاهد عودة النازحين من أبناء غزة إلى مناطقهم في الشمال سيرا على الأقدام مدى ارتباط الإنسان الفلسطيني المتأصل بأرضه وعدم استعداداه التخلي عنها مهما كانت التضحيات".

وأضاف "الفلسطيني عاد إلى بيته المهدوم ومناطقه المدمرة طواعية لأن كل ذرة فيه مرتبطة بترابه وبكل شيء فيه، في الوقت الذي يرفض المستوطنون الصهاينة العودة إلى المستوطنات في دلالة على عدم ارتباطهم بالأرض لأنهم يدركون أنها ليست أرضهم، وأن تواجدهم فيها مؤقت".

وجدد الرهوي التضامن الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق في ظل استمرار العدو الإسرائيلي بشن غاراته الاجرامية ضد القرى والبلدات في الجنوب اللبناني.

وأثنى في سياق كلمته على بيان مؤتمر الاتحاد الأفريقي الصادر يوم أمس وما تضمنه من إدانة شديدة اللهجة للعدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وطالبهم بموصلة الوقوف إلى جانب الحق وضد الظلم والطغيان.

ووصف هذا الموقف بالإيجابي الذي يحسب للشعوب الأفريقية وقياداتها إلى جانب الموقف الذي بادرت به جنوب أفريقيا برفع دعوى في محكمة الجنايات الدولية ضد مجرمي الحرب الصهاينة، وإدانتهم بارتكاب جريمة إبادة وإقامة نظام فصل عنصري في فلسطين.

وعبر رئيس مجلس الوزراء عن الثقة بتحقيق المؤتمر الذي يشارك فيه كوكبة من الأكاديميين والباحثين وشخصيات وازنة على مستوى العالم، الأهداف التي أقيم من أجلها وفي المقدمة رفع الوعي في أوساط شعوبنا بالوقوف إلى جانب القضايا العادلة المحقة في أي مكان في العالم وإلى جانب المستضعفين والمضطهدين من الإمبريالية الأمريكية الصهيونية العالمية وطغيانها الكبير.. متمنيا للمؤتمر النجاح والخروج بنتائج مثمرة تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ونضاله التحرري من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فيما أكد النائب الأول لرئيس الوزراء – رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح، أن صنعاء المجد والبطولة حاضرة الإسلام وقلعة العروبة، مثلت السند الأكبر للشعب الفلسطيني والرديف الأقوى لمعركة "طوفان الأقصى" التي حولت البحار إلى طوفان ملتهب في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية وفرضت حصارا مطبقا على الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وسددت ضربات قاصمة للغطرسة الأمريكية وكبرياء المجرمين الذين أرادوا إذلال شعوب العالم والأمة العربية والإسلامية.

وأكد أن عاصمة القرار العربي صنعاء تشهد اليوم استضافة المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية والعربية والإسلامية حول أهم وأقدس معركة للأمة.. داعيا الجامعات العربية والإسلامية إلى عقد مؤتمرات علمية حول بطولة الشعب الفلسطيني وملحمة "طوفان الأقصى" الأسطورية التي غيرت معادلات كبيرة ثقافية واجتماعية وسياسية سيكون لها أثر كبير في مستقبل وتاريخ البشرية.

وأشار العلامة مفتاح إلى أن مشهد الدمار الذي لحق بغزة ولبنان ويستهدف اليوم الضفة الغربية سينبثق منه نور الحرية والكرامة لاقتلاع رجس تيار الإفساد والانحلال العالمي الذي تقوده أمريكا والصهيونية العالمية.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي تستضيف العاصمة صنعاء هذا المؤتمر تستقبل الإمارات السفير الصهيوني الجديد بكل حفاوة، وكأنه إنجاز كبير وليس سفيرا لمجرمين قتلة مدانين من قبل المحاكم الدولية ومطلوبين للعدالة في العالم الحر.

ونوه بدور القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي شرف الله بها اليمن لاتخاذ الموقف الشجاع لنصرة الشعب الفلسطيني والمشاركة جنباً إلى جنب في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" لمواجهة طغاة الأرض.. معتبراً انعقاد هذا المؤتمر مقدمة للمؤتمر العالمي الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية" الذي ستقيمه حكومة التغيير والبناء نهاية شهر رمضان بالتزامن مع يوم القدس العالمي.

وأكد النائب الأول لرئيس الوزراء، أن المؤتمر سيشهد مشاركات من مختلف بلدان العالم لمناصرة الشعب الفلسطيني والبحث عن سبل تقديم الدعم له.. داعيا كافة المقتدرين في العالم العربي والإسلامي إلى المساهمة الفاعلة في إغاثة غزة، ووضع التصورات لإعادة إعمارها، وعدم تركها لمن يريد ابتزاز الشعب الفلسطيني والمتاجرة بأوجاعه وآلامه ومعاناته.

وحث المشاركين على جعل موضوع المساهمة الفاعلة في إغاثة غزة وإعادة الإعمار ضمن أوراقهم البحثية والخروج بتوصيات ومقترحات بهذا الشأن، وكذا اعتماد قصيدة الشاعر عبد السلام المتميز ضمن أوراق المؤتمر كونها حملت عمقا ثقافيا وفكريا في منتهى الدقة والأبعاد والدلالات.

ونوه العلامة مفتاح بجهود كافة العاملين واللجان الإشرافية والعلمية والتحضيرية على الإعداد الجيد والعمل بتفان لإنجاح هذا المؤتمر النوعي.

وفي المؤتمر الذي حضره، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، أشار وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي إلى دلالات وأبعاد هذا المؤتمر وما أحدثه الطوفان من تأثير في الوعي العالمي وإيصال صوت المظلوم إلى العالم، وكذا دوره في تغيير المفاهيم والقناعات وأنماط التفكير التي سادت في الفترة الماضية حول قضية فلسطين وقضايا الأمة.

وأكد أن قضية فلسطين أعادت الأمة إلى الوعي بدينها وقرآنها وإنسانيتها وعزتها وكل ما ينبغي أن تكون عليه كما أراد الله لها.. مؤكداً أن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني أثمرت عزاً ونصراً وقوة واستطاعت الوصول إلى وعي الناس الذي تراكمت فيه الاشكالات والتداعيات الناتجة عن تحكم الغرب وسطوته وثقافته مقابل تراجع العرب والمسلمين عن قيمهم ودينهم وإسلامهم وقرآنهم وعزتهم.

وأشاد وزير التربية بكل القائمين على المؤتمر والأهداف التي حملها والمحاور التي تضمنها وكذا المشاركة الفاعلة من قيادات الدولة ورؤساء الجامعات اليمنية والنخب الأكاديمية بما يسهم في توظيف البحث العلمي والإنتاج الأكاديمي لما يخدم القضية المركزية للأمة.

وفي المؤتمر الذي حضره وزراء الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، والنفط والمعادن الدكتور عبدالله الأمير، والشباب والرياضة الدكتور محمد المولد، والنقل والأشغال العامة محمد قحيم، وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، ونائبا وزيري التربية والتعليم الدكتور حاتم الدعيس، والإعلام الدكتور عمر البخيتي، أكد رئيس اللجنة الإشرافية – رئيس المؤتمر الدكتور عبدالله الشامي أن انعقاد المؤتمر يأتي استجابة للتحديات والمؤامرات الخطيرة التي تواجه الأمة.

وأشار إلى أن المؤتمر يقدم قراءة علمية شاملة لمعركة "طوفان الأقصى" التي تعد من أهم وأقدس معارك الأمة والتي دشنت زمن إذلال إسرائيل وكسر طغيان المستكبرين، وكشف زيف الخونة والمطبعين، ومثلت حدثاً استراتيجياً غير مسبوق وقفزة نوعية في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وأسقطت نظريته الأمنية ووجهت البوصلة نحو القضية الفلسطينية، وكرست مشروع المقاومة ومواجهة الاحتلال والاستكبار.

ولفت الدكتور الشامي إلى أن المؤتمر يناقش أكثر من 130 دراسة علمية وورقة بحثية تتوزع على 14محوراً تشمل "القيادي، السياسي، التاريخي، الثقافي، الاجتماعي، الحقوقي والإنساني، الصحي، التعليمي، الاقتصادي، الإعلامي، والمحور العسكري" فضلاً عن تسليط الضوء على دور السيد القائد في معركة "طوفان الأقصى" وإبراز الدور اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني والمحافظة على حال التعبئة العامة.

وذكر أن المؤتمر يسعى إلى استنهاض دور الجامعات في القضايا المصيرية للأمة وتعزيز الجهود الهادفة لإسناد وتوثيق معركة "طوفان الأقصى" ومناقشة أبعادها ونتائجها على واقع الأمة العربية والإسلامية.

فيما أشار رئيس الجامعة الإماراتية الدكتور ناصر الموفري في كلمة الجامعات المنظمة إلى أهمية المؤتمر الذي ينعقد في مرحلة مهمة من تاريخ الأمة وبعد صمود أسطوري للمجاهدين في غزة ولبنان وجميع جبهات الإسناد.. مؤكداً أن الشعب اليمني قدم منذ انطلاق الطوفان نموذجاً مشرفاً ومتفرداً في مساندة ونصرة الأشقاء في غزة انطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني.

ولفت إلى أن الجامعات شاركت في جميع الأنشطة من مسيرات ومظاهرات ووقفات ودورات وندوات وورش وصولاً إلى تخريج الآلاف من دورات "طوفان الأقصى" والاستمرار في إقامة الأنشطة المساندة لفلسطين.. مؤكدا على أهمية دراسة أبعاد ودلالات وطبيعة الصراع مع اليهود والخروج برؤية ومقترحات عملية.

فيما استعرض نائب رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور فؤاد حنش منهجية المؤتمر ومراحل الإعداد والمحاور وأهداف المؤتمر الذي تنظمه جامعات "العلوم والتكنولوجيا، الناصر، آزال للتنمية البشرية، تونتك الدولية، اليمنية، الإماراتية الدولية" لمناقشة مجموعة من الدراسات والأبحاث حول معركة "طوفان الأقصى".

وأكد أن أبحاث ومحاور المؤتمر تسعى إلى تحديد الفجوة بين الواقع القائم والحالة المأمولة والإسهام في ردم الفجوة بين تراث هذه الأمة وأعلامها ورموزا ومجتمعها وواقعها عبر عرض مجموعة من الأبحاث التي ستتناول طبيعة المعركة وأبعادها ومعطياتها والتأكيد على ضرورة الاستفادة منها في الواقع العملي والمعركة المقدسة مع قوى الاستكبار.

تخلل الافتتاح الذي حضره، عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ورؤساء الجامعات، ومسؤول مكتب حماس بصنعاء عمر السباخي، قصيدة للشاعر عبد السلام المتميز عن أبعاد ودلالات "طوفان الأقصى"، وكذا عرض عن المؤتمر.

إلى ذلك بدأت أعمال المؤتمر بعقد أربع جلسات موازية، تناولت 20 بحثاً وورقة عمل علمية، حول أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في طوفان الأقصى، ويحيى السنوار - دراسة تحليلية لسماته الشخصية ودوره القيادي والجهادي وأثره على المقاومة والسياسة الفلسطينية، وجبهة حزب الله ودورها المتميز في الصراع مع العدو الصهيوني، ودور الشهيد القائد والسيد القائد في دعم وصمود المقاومة الفلسطينية، والمقاومة الإلكترونية ودور الهجمات السيبرانية في اختراق جهاز الشبكات للعدو في المعركة، والأدوار التاريخية للشعوب العربية في مواجهة العدو الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • حجة.. مسير للدفعة الثالثة من خريجي طوفان الأقصى
  • اختتام أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول “طوفان الأقصى”
  • كنيست الاحتلال يمنع منح تأشيرات دخول لمنكري طوفان الأقصى
  • أبوعبيدة: سنسلم غدًا جثامين أسرى صهاينة في إطار صفقة طوفان الأقصى
  • «أبو عبيدة» يعلن تسليم جثامين أسرى «إسرائيليين» غدا الخميس
  • أبو عبيدة: في إطار صفقة طوفان الأقصى سيتم غدا الخميس تسليم جثامين عائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس
  • صنعاء.. مناورة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية بني مطر
  • صنعاء تحتضن المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول معركة “طوفان الأقصى”
  • انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى في صنعاء
  • لماذا تصرّ الحكومات العربية على تضييع الفرصة منذ طوفان الأقصى؟!