«ناسا»: الكويكب بينو يحتوي على الماء والكربون
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
أعلنت وكالة ناسا الأربعاء أن الكويكب بينو يحتوي على الماء والكربون، كما كان يأمل العلماء، كاشفة الصور الأولى للغبار والأجزاء السوداء من أكبر عينة كويكب جُلبت إلى الأرض على الإطلاق.
وقال رئيس وكالة الفضاء الأميركية بيل نيلسون في حدث أقيم في هيوستن إن «جزيئات الماء والكربون هي بالضبط نوع المادة التي أردنا العثور عليها»، مضيفاً «هذه عناصر حاسمة في تكوين كوكبنا، وستساعدنا في تحديد أصل العناصر التي قد تؤدي إلى الحياة».
وأخذت مهمة «أوسايرس-ريكس» هذه العينة عام 2020 من الكويكب بينو، وعادت الكبسولة التي تحتوي على الحمولة الثمينة بنجاح إلى الأرض قبل ما يزيد قليلا عن أسبوعين، وهبطت في الصحراء الأميركية.
منذ ذلك الحين، أقيمت العملية الدقيقة لفتح الكبسولة في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية في هيوستن. وقد خبّأت العملية بعض المفاجآت.
وقالت كبيرة العلماء في مركز جونسون للفضاء، إيلين ستانسبيري، إنه بسبب وفرة المواد الموجودة خارج حجرة التجميع نفسها، لم يبدأ فتحها بعد.
وأضافت ستانسبيري «نأخذ وقتنا لمعالجة العينة بشكل منهجي، ونعتني بكل قطعة من الكويكب بينو بشكل صحيح».
وقبل هبوط الكبسولة، قدّرت وكالة الفضاء الأميركية أنها تمكّنت من التقاط حوالى 250 غراماً من المواد من الكويكب بينو، ما يزيد بكثير عن الكميات التي جمعتها بعثتان يابانيتان سابقتان من كويكبات أخرى.
وسيتعين على «ناسا» التي كانت هذه المناورة الأولى بالنسبة إليها، تأكيد هذا التقدير.
«غبار أسود»
يمكن تفسير المفاجأة السعيدة المرتبطة بهذه المادة «الإضافية» بحادثة وقعت عند جمع العينة، فبعد العملية مباشرة، أدركت «ناسا» أن غطاء حجرة التجميع لم يُغلق بنجاح.
وجرى تأمين الشحنة من خلال نقلها كما هو مخطط إلى الكبسولة، لكن بسبب هذا التسرب، توقع العلماء العثور على بقايا خارج الحجرة في الصندوق الذي كانت موجودة فيه.
وقد عُهد بهذا «الغبار الأسود» وهذا «الحطام»، على حد تعبير ناسا، إلى فريق تحليل سريع من أجل الحصول على فكرة أولية عن تركيبة الكويكب بينو.
وفُحصت العينة باستخدام مجهر إلكتروني ماسح، وحيود الأشعة السينية، وقياسات بالأشعة تحت الحمراء.
ويُتوقع أن تتيح دراسة الكويكبات للعلماء فهماً أفضل لتكوين المجموعة الشمسية، وكيف أصبحت الأرض صالحة للسكن.
ويعتقد بعض العلماء أن الكويكبات مثل بينو قد جلبت إلى الأرض مركّبات سمحت في ما بعد بظهور الحياة.
وسيحتفظ بغالبية العينة لتدرسها الأجيال المقبلة بأدوات جديدة وأكثر كفاءة وللإجابة على الأسئلة العلمية الجديدة. وهذا ما حصل مع الصخور القمرية التي جُمعت خلال برنامج أبولو.
وقد يكون تحليل الكويكب بينو مفيداً أيضاً في المستقبل. هناك احتمال ضئيل (بنسبة واحد من 2700) أن يضرب الكويكب الأرض في العام 2182، وهو اصطدام سيكون كارثياً لو حصل.
وبالتالي فإن معرفة تركيبته الدقيقة يمكن أن تساعد، إذا لزم الأمر في يوم من الأيام، في حساب الاصطدام اللازم لحرف مساره.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: الکویکب بینو
إقرأ أيضاً:
الطائل من توقع “نهاية العالم”
لطالما شغلت نهاية العالم مخيلة الإنسان. فمن الأساطير السومرية والبابلية التي تحدثت عن طوفان عظيم يغرق الأرض إلى المعتقدات الإغريقية التي ربطت نهاية العالم بسلسلة من الكوارث الطبيعية، ظل هذا الهاجس يثير الفضول والخوف على مر العصور. ومع تطور العلم، تحول الحديث عن نهاية العالم من نطاق الأساطير إلى دائرة البحث العلمي. وبدأ العلماء يتحدثون عن تهديدات كونية مثل تحول الشمس إلى نجم أحمر عملاق يلتهم كوكبنا أو اصطدام كويكب بالأرض. في العقود الأخيرة، برزت قضية التغير المناخي كتهديد وجودي حقيقي يواجه البشرية. وبات واضحًا أن الأنشطة البشرية تؤثر بشكل كبير على المناخ، مما يهدد بتغيرات جذرية في النظام البيئي. لذا، خصص العدد الثامن عشر من ملحق جريدة عمان العلمي ملفًا خاصًا للوقوف على مؤشرات هذا الخطر وسبل مواجهته والتخفيف من آثاره. وحديثًا، حذر العلماء، ولعل أبرزهم ستيفن هوكينغ، من أن الذكاء الاصطناعي، إذا تطور بشكل غير متحكم به، قد يشكل خطرًا وجوديًا على البشرية. هذا الملف يفتح أبوابه في هذا العدد للتعرف على التطور المتسارع لهذا المجال وإمكانية توظيفه لتنمية الحضارة بدلاً من إنهائها. كما ساهم كتاب هذا العدد في استعراض مجموعة أخرى من الأخطار التي قد تهدد كوكبنا، مثل الكويكبات والأجسام الفضائية، والثقوب السوداء، والتجارب الفيزيائية النووية التي قد تخرج عن مسارها السلمي بقصد أو دون قصد. يناقشون كذلك أثر التغيرات المناخية التي يمر بها الكوكب على الموارد والمحاصيل الزراعية. قد تبدو هذه السيناريوهات بعيدة، إلا أن تسليط الضوء عليها ضروري لفهمها ولمعرفة الحلول التي يعمل العلماء على تطويرها للتخفيف من آثارها. قراءة ماتعة! |