رأي الشعراوي في السيد البدوي.. أسراره وكراماته بالليلة الختامية لمولده
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
تختتم الطرق الصوفية، مساء اليوم الخميس احتفالها بـ مولد السيد البدوي 2023، والذي يفد إليه نحو 2 مليون زائر، عادوا بعد توقف 3 أعوام نتيجة تداعيات جائحة كورونا.
رأي الشعراوي في السيد البدوييذكر أن الشيخ الشعرواي عن موقف مع كرامات السيد البدوي: “حدثت هذه الحكاية سنة 1948 كنت في بلدنا دقادوس التابعة لمحافظة الدقهلية وكان والدي أعطاني ريال فضة أخذته وأنا فى طريقي للسفر إلى القاهرة، ونزلت في محطة بنها لآخذ القطار إلى القاهرة، وفي المحطة وضعت يدي في جيبي فلم أجد (الريال الفضة)”.
وتابع:" أحسست بالضيق.. فلم يكن معي غيره، ووقفت حزينا، ماذا أفعل؟ كانت معي (قفة) بها (زوادة) الطعام، ووضعتها إلى جانبي، ووقفت أتلفت حولي في ضيق وقلق بحثا عن إنقاذ، ولمحت رجلًا بعمامة حمراء وهو قادم من بعيد.. وقلت لنفسي لعل هذا الرجل الأحمدي ينقذني! فالعمامة الحمراء يرتديها عادة شيوخ وأتباع الطريقة الأحمدية، طريقة سيدي أحمد البدوي".
موعد مولد السيد البدوي 2023 وليلته الختامية.. 2 مليون زائر في حضرة السطوحي مولد السيد البدوي.. 6 محطات في حياة شيخ العرب وسر تسميته بالسطوحيوتابع الشعرواي: "أنا من المحبين لسيدي أحمد البدوي وتاريخه تاريخ طويل ومجيد، وكنت أتصور أن الرجل سوف يبطئ من خطواته، عندما يتطلع إلىّ ويرى حالي لكنه مر من أمامي ولم يلتفت لي وازداد ضيقي وقلقي وحزني"، ووجدتني أقول لنفسي: "إيه يا سيدي أحمد! أنا كنت باحسب إنك باعت لي نجدة! "وقبل أن أتمها لمحت على الأرض في وسط الطريق ريال فضة! فأسرعت وأخذته وفرحت كثيرًا واتجهت إلى القطار وركبته إلى القاهرة".
ويمضى الشيخ الشعراوي في روايته فيقول: "ونسيت هذه المسألة بعد ذلك ومرت الأيام وبعد سنتين من هذه الحكاية سافرت للعمل في مكة الكرمة أستاذا بكلية الشريعة سافرت سنة 1950 وفي نهاية السنة الدراسية جئت لأقضي الإجازة في مصر كانت معي أمي في السعودية وجاءت معي في الإجازة ووصلنا مصر، وركبنا كما هي العادة إلى بنها على أن نأخذ مواصلة من بنها إلى بلدنا دقادوس وفي محطة بنها وقفت مع أمي نستريح قليلًا، وفجأة لمحت الرجل الأحمدي صاحب العمامة الحمراء، وتذكرت حكاية الريال الفضة، كان الرجل يقف بعيدا، واستأذنت من أمي وأسرعت إليه، وكان قد بدأ يبتعد وأخذت يده لأقبّلها وهو مشغول عني ووضعت يدي في جيبي أخرجت عشرة جنيهات، وهي مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقدمتها له".
ويكمل الشعراوي: "فوجئت به يبعد يدي عنه دون أن ينظر إلىّ ويقول: أنا عايز الريال الفضة بتاعي، وانصرف.. واندهشت!".
حياة السيد البدوي1- اسمه أحمد أبن علي أبن إبراهيم أبن محمد أبن أبي بكر، وينتهي نسبه بـ"علي زين العابدين أبن الحسين"، ولقب بالسيد أحمد البدوي، وقد هاجر أجداده من الحجاز إلى أرض المغرب في عام 73 هجرية في عصر الدولة الأموية بعدما زاد اضطهاد الحجاج أبن يوسف الثقفي للعلويين.
2- استقرت أسرته في مدينة فاس بالمغرب حتى القرن السادس هجريا، أي ما يقارب 500 عام، وتزوج جده الشريف إبراهيم ابنة شقيق السلطان، وأنجبت منه علي الذي تزوج فاطمة بنت محمد أحمد أبن مدين وأنجبت منه 6 أبناء اخرهم كان أحمد بن على، الملقب بأحمد البدوي، والذي ولد في عام 596هجريًا/1199ميلاديًا بمدينة فاس.
3- بدأت رحلة البدوى عقب اضطراب الأوضاع في المغرب عقب قيام دولة الموحدين، ليعود اضطهاد العلويين مرة أخري وهاجر بصحبة والده وأسرته إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، واستقرت الأسرة 6 سنوات بمكة في عهد الملك العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي، وكان عمر أحمد البدوى 13 عامًا عندما توفي والده لتتغير حياته، فقد عكف على العبادة، واعتزل الناس وعاش في صمت ورفض الزواج ولم يكن يتحدث سوى قليل وكان يضع لسام على وجهه كعادة البدو من أهل المغرب، ولذلك لقب بالبدوي، وعكف في عزلته على دراسة تعاليم أمامي الصوفية في العراق عبدالقادر الجيلاني وأحمد الرفاعي.
4- قرر أحمد البدوى الرحيل من مكة إلى العراق في نهاية الثلاثينات من عمره وانتقل إلى الموصل والتقى بسيدة تسمى فاطمة بنت بري وهي سيدة حاولت إغواءه بجماله الشديد ولم تستطع فعاشت هي وقبيلتها تتعبد على طريقة وتعاليم أحمد البدوى.
5- عاد للحجاز وفي مطلع الأربعينات من عمره جاء إلى مصر في مدينة طنطا بعدما شاهد رؤية في منامه ثلاث مرات أمر فيها بالسير إلى طنطا وقيل له في الرؤية :"سر إلى طنطا فإنك تقيم فيها وتربى رجالًا وابطالًا"، وجلس مع الشيخ ركين التاجي واستقر معه 12 عامًا، ثم انتقل إلى دار ابن شحيط وهو شيخ الناحية بطنطا، وخلال الغزوات الصليبية المتكررة على مصر عرف عنه العودة الأسرى المحتجزين لدى الحملات الصليبية ليلًا وكان يستقبله أهل البلاد قائلين"الله الله يابدوي جاب اليسري"، وتوفي في عام 675 هجرية دفن داخل ذلك المنزل، وأقام أحد تلاميذه بجوار قبره خلوة وتحولت فيما بعد إلى زاوية عرفت بالأحمدية.
6- ظلت الزاوية الأحمدية على وضعها حتى عصر السلطان الأشرف قايتباي وأقام على الضريح قبة وأقيمت مئذنة للزاوية وتجدد المقام الأحمدي في القرن ال12 هجريا، ثم جاء علي بك الكبير في عام 1760 ميلادي وبني مسجد كبير بجوار ضريح البدوي ووضع 3 قبب كبيرة ومقصورة من النحاس نقش عليها اسم ونسب السيد البدوى، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، لُقب بالبدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب و السطوحي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيد البدوي مولد السيد البدوي حياة السيد البدوي السید البدوی أحمد البدوی فی عام
إقرأ أيضاً:
البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو.. رحلة في مواجهة قسوة الحياة
يقف فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" على الحافة طوال الوقت، فهو فيلم عُرض بالمهرجانات العالمية خلال 2024، لكن عرضه التجاري بدأ في الأول من يناير/كانون الثاني 2025، يعتمد الفيلم على أسلوب فني متقن، ويتميز ببطولة ممثل قريب من قلوب المشاهدين مما يتيح له المنافسة التجارية، وتناول قصة مثيرة للغضب من فرط قسوة الحياة، في إطار من الرقة التي تدفئ القلوب.
"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" من إخراج خالد منصور في أول أفلامه الروائية الطويلة، وبطولة عصام عمر وركين سعد وسماء إبراهيم وأحمد بهاء، بدأ عرضه التجاري في الأول من يناير/كانون الثاني 2025، وقبلها عُرض خلال فعاليات مهرجانات عدة، منها فينيسيا وقرطاج.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المخرج خالد منصور: "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" رؤية جديدة لسينما المهمشينlist 2 of 2كريستوفر نولان.. ساحر هوليود الذي يغير وجه السينماend of listيؤسس فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" لشخصيته الرئيسية حسن (عصام عمر) والعلاقات المحيطة به بأسلوب بسيط وحميم منذ اللحظة الأولى. حيث تتابع الكاميرا حسن وهو يقف في مطبخ متواضع للغاية، منهمكا في طهي البيض، بينما يطلب من كلبه رامبو إحضار البطاطس. ويحاول رامبو تنفيذ المهمة عدة مرات دون نجاح، قبل أن يستسلم ويجلس على الأرض منتظرا لمسة حنان من صاحبه البشري، التي يحصل عليها بالطبع بعدما جلب الابتسامة لوجه الشاب ذي الملامح المصرية والبشرة "القمحاوية".
إعلانوتدخل المشهد الأم (سماء إبراهيم) التي تشبه ملايين الأمهات الأخريات، بجسم ممتلئ قليلا، وقلب يمتلئ أكثر بالحنان والمحبة، وتبدأ جلسة عائلية تجمع بين الثلاثي الأم والابن والكلب الذي يأخذ مكانة الحفيد، وخلال الحديث بينهما تظهر عقدة الفيلم، أو الشر الذي يعكر هذا العالم، ويتمثل في كارم (أحمد بهاء)، صاحب المنزل الذي يرغب في طرد حسن ووالدته برغم القانون الذي يقف في صفهما.
ولأن حسن شاب رقيق الطوية، لا يستطيع الوقوف بوجه كارم ذي العضلات المفتولة ومتنمر الحارة بلا منافسة تقريبا، يضطر الكلب رامبو للدفاع عن صديقه البشري، مما يجعله محط كراهية كارم، الذي يخرج عن طوره محاولا قتل الكلب، ومعجلا من طرد حسن وأمه من المنزل.
يضع الفيلم حسن أمام اختيارين، إما يتخلى عن كلبه فيحتفظ بشقته وحياته المستقرة، أو يحاول البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو، مما يجعله يطوف في القاهرة من شرقها إلى غربها باحثا عن أي مساعدة أو حل لأزمته.
أداء عصام عمر جعل الشخصية قابلة للتصديق، فهو يشبه الملايين غيره من الشباب الذين تُحبط الدنيا أحلامهم (الجزيرة) الملايين من حسن في كل مكانيقدم عصام عمر شخصية حسن، الشاب البسيط الذي ينتقل من عمل لآخر، ولا نقول مهنة لأخرى، لأنها أشغال قصيرة المدى، تقدم له قوت يومه هو وأمه فقط، بلا مستقبل أو احتمالات للتقدم، فيعمل طاهيا في مطعم صغير تارة، ورجل أمن تارة أخرى، لا تحمل حياة حسن أي مسرات حقيقية سوى رفقة رامبو والكيكة التي تقدمها له أمه كل عام في عيد ميلاده ليشرب معها الشاي بلبن، فحتى قصة حبه الوحيدة تفشل قبل بدايتها.
أدى عصام عمر الشخصية بطريقة تجعلها قابلة للتصديق، فهو يشبه الملايين غيره من الشباب الذين تُحبط الدنيا أحلامهم، فيعيشون اليوم بيومه معتبرين ذلك انتصارا في حد ذاته، فبناء هذه الشخصية كذلك واحدة من أهم مزايا الفيلم، فحسن يتطور طوال الوقت، يبدأ بكونه شابا بسيطا للغاية، مهزوما ويائسا من قبل حتى دخوله المعركة، مؤمنا بضعفه الذي تغذيه ظروفه الحياتية، وعلى رأسها الأب الغائب.
ذلك الوالد الذي لم يظهر على الشاشة للحظة واحدة، لكنه يشكل كثيرا من تفاصيل عالم حسن، فهو الذي جعله يشاهد فيلم "رامبو" (Rambo) للمرة الأولى يوم عيد ميلاده، فظل متعلقا بالفيلم والشخصية حتى امتلك كلبا سماه بذات الاسم، الأب الذي يبحث حسن عنه حتى في شريط كاسيت قديم يحوله إلى نسخة رقمية، حتى يعود إليه من وقت لآخر، ويذهب لعمه ليس بحثا عن عون بقدر ما هي مطاردة أمنية لإيجاد خيط آخر من الذكريات، فيعمق هذا العم من الجرح، ويشعره بأنه يحضر جنازة والده الذي هجره.
إعلانثم يتحول حسن في الفصل الثالث من الفيلم إلى نسخة أخرى من نفسه، ليست أفضل أو أقوى، إنما مملوءة بالغضب، سواء كان الغضب ذلك موجها لكارم أو لظروفه المستحيلة، أو حتى نفسه.
ركين سعد من فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" (الجزيرة) القاهرة كما تُرى من القاعيقول السيناريست وحيد حامد على لسان فتحي نوفل (عادل إمام) بطل فيلم طيور الظلام بأحد المشاهد "البلد دي من فوق غير اللي يشوفها من تحت، اللي عايز يشوفها حلوة على طول يشوفها من فوق دايما" بعدما تطلع إلى أنوار القاهرة المبهرة للمرة الأولى، لتبدو مختلفة تماما عن المرات التي شاهدتها فيها من قبل، كمحام ريفي فقير يأتي للعاصمة ليبيع النصائح القانونية لكبار المحامين مقابل الفتات.
ويقدم فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" نسخة القاهرة من الأسفل، مدينة كابوسية مترامية الأطراف، على اتساعها لم تقدم ملاذا آمنا لحسن وكلبه رامبو، فينتقل من حي الزمالك الراقي إلى الحي الشعبي الذي يسكنه، ويبحث عن مهرب في طريق العين السخنة، لكنه في كل الأحوال تائه، ووحيد لتمثل المدينة انعكاسا لهشاشة حسن أمام واقعه الصعب.
والتزم الفيلم بواقعيته من البداية حتى النهاية، فظهرت على مستوى الصورة في ديكورات بيت حسن ووالدته، والملابس الرثة لكن المغسولة والمكوية بعناية، منها رداء العمل الخاص بحسن كرجل أمن، فذابت حروف كلمة (Security) كما لو أنها في إشارة للتناقض بين هذه المهنة وهشاشة شخصية البطل.
وعكس بناء الشخصيات الأخرى بعضا من هذه الواقعية، من الأم الطيبة المكافحة التي اضطرت لحمل المسؤولية وحدها لغياب الأب، والفتاة المغتربة أسماء (ركين سعد) التي تتحرك في حدود ضيقة بحثا عن مستقبل أفضل لنفسها، وحتى كارم البلطجي الذي يبدو أمام حسن عملاقا إلا إنه عملاق من ورق، يسهل إيذاؤه من كلب لطيف مثل رامبو، فيتحول إلى رجل يتشكك حتى في ذكورته.
إعلان"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" عمل قادر على الوصول إلى شرائح مختلفة من الجماهير، فيلم يمكن قراءته على أكثر من مستوى، فهو في البداية قصة واقعية عن ملايين الشباب مثل حسن، كذلك هو تشريح لواقع مجتمع طاحن، يأكل فقراؤه بعضهم بعضا حتى وإن كانت هذه التراتبية نابعة فقط من فرق قوة أو مادي بسيط للغاية مثلما يستقوي كارم الهش على حسن الأكثر هشاشة.