القطاع الصناعي يواصل توسّعه... واستثمارات بمئات الملايين من الدولارات
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
كتبت رنا سعرتي في" نداء الوطن": رغم ان العوامل السلبية تطغى على العوامل الجاذبة والعناصر الايجابية التي قد تحفز على الاستثمار في لبنان، ورغم ان البيئة بكل مقوّماتها غير حاضنة للاستثمار، إلا ان البلاد شهدت منذ اندلاع الازمة، ورغم تفاقم الازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية وتفاقم تداعياتها على كافة الاصعدة، حركة استثمارات في القطاع الصناعي الذي نما حجمه بافتتاح مصانع ومعامل جديدة، رأى المستثمرون فيها فرصة للاستفادة من تراجع القدرة الشرائية لمعظم اللبنانيين لتعزيز الصناعة المحلية كبديل عن الاستيراد.
أغلب الاستثمارات التي شهدها لبنان منذ اندلاع الازمة اواخر العام 2019، اتجهت نحو قطاع الصناعة وخصوصاً صناعة الادوية التي يشهد قطاعها خللاً تجارياً كبيراً بحيث يستورد لبنان سنوياً أكثر من مليار دولار، وينتج أدوية بحوالى 300 مليون دولار فقط، بالاضافة الى صناعة المواد الغذائية بعدما أدى انهيار سعر الصرف الى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع استهلاكهم للسلع المستوردة، ما أدى الى نمو وازدهار قطاع الصناعات الغذائية مع تحوّل شرائح من المستهلكين نحو الانتاج المحلي الاقلّ كلفة.
وفق احصاءات وزارة الصناعة وهي الجهة المسؤولة عن منح تراخيص لانشاء مصانع جديدة، فقد بلغ عدد التراخيص المتعلقة بانشاء واستثمار مصانع جديدة 98 رخصة في 2020، و112 رخصة في 2021، (احصاءات 2022 لم تجهز بعد) موزعة بين 117 رخصة في جبل لبنان، 25 في بعلبك الهرمل، 31 في البقاع، 33 في النبطية، 31 في لبنان الجنوبي، 8 في بيروت، و 9 في لبنان الشمالي وفي عكار 2.وقد استقطب قطاع صناعة المواد الغذائية 101 مصنع جديد والصناعات الكيماوية 61، المطاط والبلاستيك 13، منتجات المناجم والمقالع 9، مواد منجمية 5، صناعة الآلات 10، استخراج وتوزيع المياه 20، صناعة المعادن الاولية 3، صناعة الورق 2، صناعة ادوات وتجهيزات مختلفة 13، المنتجات النسجية 4، النشر والطباعة ووسائل الاعلان 4، منتجات كهربائية ومعدنية 2، واعادة تصنيع 1، مواد بناء 10، صناعة مفروشات وخشب 6، صناعة الجلود 2، انتاج آلات ومعدات كهربائية 5.
واوضح وزير الصناعة جورج بوشكيان ان حوالى 400 مصنع جديد تم افتتاحها في الاشهر الثمانية الماضية معظمها متخصصة بانتاج المواد الغذائية agrifood أوّلاً والادوية pharmaceutical، مؤكداً لـ»نداء الوطن» ان وضع القطاع الصناعي بـ»ألف خير» وانه يتم التعويل عليه اليوم لرفد الاقتصاد. موضحاً ان العجز التجاري وتقليص حجم الاستيراد واستبداله بالانتاج المحلي مسار طويل يحتاج الى مزيد من الوقت «رغم ان تفعيل الصناعة وافتتاح مصانع جديدة في لبنان ساهما الى حدّ ما في خفض فاتورة الاستيراد». كما اوضح بوشكيان ان حجم الصادرات الصناعية تأثر بشكل لافت نتيجة توتر العلاقات مع السعودية التي كانت سوقها تستحوذ على نسبة كبيرة من الصادرات الصناعية اللبنانية، كاشفاً عن سعي مع المملكة لايجاد حلول لعودة العلاقات التجارية بين البلدين الى سابق عهدها.
ومن الصناعات الجديدة التي ظهرت او ازدهرت في لبنان مؤخراً نتيجة الازمات المتلاحقة، بموازاة الصناعات الغذائية وصناعة الادوية، صناعة مواد التنظيف والتعقيم، صناعة المعكرونة ( pasta ) حيث تم انشاء 4 مصانع لانتاج الباستا اللبنانية، بالاضافة الى افتتاح 5 مصانع لاعادة تدوير الزجاج والنايلون بعدما اتخذت وزارة الصناعة قراراً يقضي بعدم السماح بتصدير تلك المواد الى الخارج والاستفادة منها محلياً. ولكنّ نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش، اوضح لـ»نداء الوطن» ان زيادة عدد المصانع في قطاع معيّن وبنسبة كبيرة على غرار صناعة مواد التنظيف، لا يصبّ دائماً في صالح القطاع الصناعي لان صناعة أصناف موجودة بكثرة في السوق، تؤدي الى زيادة المنافسة على حساب الجودة بين المصانع وبالتالي تتسبب بوقوع المصانع نفسها بخسائر كبيرة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القطاع الصناعی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
جازاغرو 2025 : 540 مؤسسة في مجال الصناعات الغذائية والتعليب والتغليف تعرض منتوجاتها
استقطب صالون جازاغرو 2025 الذي افتتح أبوابه أمس الاثنين بقصر المعارض الصنوبر البحري (الجزائر العاصمة)،540 مؤسسة في قطاع الصناعات الغذائية والتعليب والتغليف تمثل 38 بلدا. 44 بالمئة منها من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مؤسسات آسيوية وتركية.
في هذا الصدد, صرح نبيل باي بومزراق. المدير العام لبرومو صالون-الجزائر, منظم هذا الحدث, أنه من بين العارضين, نسجل حضور 150 مؤسسة جزائرية مما يعكس الحركية المتزايدة للقطاع الوطني للصناعات الغذائية. معتبرا أن هذه المشاركة القوية “مؤشر على التطور المتسارع لهذا القطاع الاساسي في الاقتصاد الجزائري”.
وخلال ندوة صحفية, أكد السيد بومزراق على أهمية المعرض الذي يجمع مصنعي التجهيزات ومنتجي النكهات و المكونات و المنتجات الغذائية و الفاعلين في قطاع التعليب والتغليف.
كما أشار المتدخل إلى أن قطاع الصناعات الغذائية أصبح “محركا رئيسيا للاقتصاد الوطني”, مضيفا أن وفرة الإنتاج الفلاحي منحت، خلال السنوات الأخيرة، فرصا جديدة للمصنعين سيما المتخصصين في تحويل الفواكه و الخضر.
في نفس السياق, أبرز السيد بومزراق أهمية الابتكار في مجال التعليب و التغليف و التوضيب, داعيا المواهب الشابة و حاملي المشاريع إلى زيارة المعرض من أجل استكشاف حلول صناعية مطابقة للمعايير الدولية.
من جهتها, أكدت السيدة شانتال دي لاموت, مسؤولة ب”كوم اكسبوزوم”, الشريك في تنظيم هذا الحدث, على أهمية الندوات المنظمة على هامش الصالون.
كما أوضحت قائلة : “سنتطرق إلى مواضيع مهمة على غرار استصلاح الأراضي الفلاحية في الجزائر التي من شأنها تحسين استغلال الموارد المحلية و تقليص التبعية للاستيراد”, مبرزة جودة المنتجات الفلاحية المحلية.
ومن بين العارضين الوطنيين. اثارت العديد من العلامات التجارية اهتمام الزوار و كذا المؤسسات المصدرة نحو الخارج خصوصا نحو البلدان الأوروبية و الإفريقية.
ويعد صالون جازاغرو, الذي من المنتظر أن يجذب 23000 زائر.حسب المنظمين, حدثا رئيسيا لقطاع الصناعات الغذائية كونه يوفر إطارا مناسبا للتبادل التجاري و الابتكار الصناعي.