قبل 117 عامًا من اليوم، وبالتحديد في 12 أكتوبر 1906، تم الاجتماع في منزل «سعد زغلول»؛ لبحث إنشاء «الجامعة المصرية» كأول جامعة أهلية وثاني جامعة في مصر بعد جامعة الأزهر، والتي تحول اسمها لاحقًا إلى «جامعة القاهرة» بعد ثورة يوليو 1952.

القصة تعود إلى عهد «محمد علي باشا» الذي أسس مدارس على النظام الحديث، كمدرسة الطب، والطب البيطري، والألسن، وأرسل الطلاب في بعثات دراسية إلى الدول الأوروبية.

وعاد طلاب البعثات المصرية في عهد محمد علي، وخلفائه، يرددون الأحاديث عن الجامعات الأوربية، وما تحويه من كُليات، وعلوم وفنون، وتخصصات.

وفي عهد الخديوي توفيق، كثُر الحديث في الصحف والمجلات، عن أهمية إنشاء جامعات مصرية، ثم ظهرت أولى المحاولات الفردية لإنشاء جامعة، وكان بطلها «أحمد باشا المنشاوي» أحد أعيان مصر، الذي بدأ في دراسة النفقات وكيفية استحضار المعلمين مع الشيخ «محمد عبده» غير أن وفاته أحالت دون اتخاذ أي خطوة للتنفيذ.

في مطلع القرن العشرين، أولى قادة العمل الوطني ورواد حركة التنوير، أمثال؛ محمد عبده ومصطفى كامل ومحمد فريد وقاسم أمين وسعد زغلول، اهتمامًا خاصًا بإنشاء جامعة مصرية تكون منارة للفكر الحر، وأساسًا لنهضة علمية وخلق طبقة مثقفة. فظهرت فكرة لاقت قبولًا، بإنشاء الجامعة بأموال الشعب عن طريق الاكتتاب العام.

وفي سنة 1906، افتتح الاكتتاب «مصطفى بك الغمراوي» أحد أعيان بني سويف، متبرعًا بـ500 جنيه لصالح إنشاء الجامعة، تلاه تبرعات أعلنت عنها الصحف لعدد من الأعيان والأمراء المؤمنين بالفكرة. ولإتمام المشروع، واستكمال الاكتتاب، طالب «قادة العمل الوطني» من المكتتبين الحضور إلى دار «المؤيد» لتنظيم العمل بينهم.

وحتى لا يكون للاجتماع صبغة سياسية تمنع المكتتبين من الحضور، استقر الرأي في النهاية على أن يكون الاجتماع في منزل «سعد زغلول باشا» مستشار محكمة الاستئناف الأهلية آنذاك. وبالفعل، تم الاجتماع بحضور عدد كبير في منزل سعد زغلول، في مثل هذا اليوم، سنة 1906، وأيد الحاضرون اكتتابهم لإنشاء الجامعة الأهلية.

خرج المجتمعون بعدة قرارات؛ أولها انتخاب «اللجنة التحضيرية» وجاء فيها «سعد زغلول» وكيلًا للرئيس العام، و«قاسم أمين» سكرتيرًا للجنة، و«حسن سعيد بك» أمينًا للصندوق، وتأجيل اختيار الرئيس العام لجلسة القادمة، بالإضافة للاستقرار على اسم الجامعة بـ«الجامعة المصرية». وانتهى الاجتماع بجمع 4485 جنيها من جميع المكتتبين.

جاءت الجلسة الثانية في نوفمبر 1906، وفيها تم الإعلان عن أن الجامعة ليس لها صبغة سياسية، وأن الهدف من إنشائها أن تكون مدرسة لتعليم العلوم والآداب لكل طالب علم مهما كان جنسه ودينه. وفي الجلسة الثالثة، يناير 1907، أُعلن عن أن الخديوي «عباس حلمي الثاني» جعل اللجنة التحضيرية تحت رعايته، وولي عهده رئيسًا لها.

وفي يناير 1908، أعلن قاسم أمين عن قبول الأمير «أحمد فؤاد باشا» لأن يكون رئيسًا للجنة التحضيرية. وفي مارس 1908، اجتمع «أحمد فؤاد» بأعضاء اللجنة؛ لبحث خطوات إنجاز المشروع، ووضع برامج التدريس، وأساتذتها، ثم أعلن الخديوي «عباس حلمي الثاني» عن تخصيص منحة 5000 جنيه سنويًا للمشروع.

في 21 ديسمبر 1908، تم افتتاح «الجامعة المصرية» كأول جامعة أهلية، وثاني جامعة في مصر بعد جامعة الأزهر، وعُقد حفل الافتتاح بمقر جمعية شورى القوانين، وحضره الخديوي «عباس حلمي الثاني» ورجال الدولة والقادة الوطنيين والأعيان والمتبرعين. وفي مساء اليوم نفسه، أُلقيت أول محاضرة عامة في الجامعة المصرية.

لم يكن للجامعة الأهلية مقر دائم، فكانت المحاضرات تلقى في قاعات؛ مجلس شورى القوانين، ونادي المدارس العليا، ودار الجريدة، وسرايّ الخواجة نستور جناكليس، وسرايّ محمد صدقي. وفي مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم «الجامعة المصرية»، وفي سنة 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقر دائم لها في موقعها الحالي. وتغيّر اسمها لجامعة فؤاد الأول، ثم «جامعة القاهرة».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جامعة القاهرة الجامعة المصرية سعد زغلول قاسم أمين أول جامعة جامعة الأزهر الجامعة المصریة إنشاء الجامعة سعد زغلول

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تواصل إنجازاتها الدولية فى تصنيف QS الإنجليزي

في انجاز دولى جديد لجامعة القاهرة في التصنيفات العالمية، أعلن الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، مواصلة الجامعة تفوقها على المستوي الدولي والمحلي داخل التصنيف الإنجليزي (QS) للتخصصات الرئيسية لعام 2025، حيث ارتقت الجامعات المصرية داخل هذا التصنيف في الموضوعات الفرعية العلمية، وكما احتفظت بموقعها ضمن أفضل 300 جامعة عالمية في جميع التخصصات.

جامعة القاهرة تواصل إنجازاتها الدولية فى تصنيف QS الإنجليزي 

أوضح رئيس جامعة القاهرة، أن تصنيف (QS) الإنجليزي أظهر تقدم ترتيب الجامعة في العام الحالي مقارنة بالعام 2024، حيث جاء تخصص الآداب والعلوم الإنسانية في المرتبة 200 عالميًا والأولى مصريًا متقدمة ب51 مركزا عن عام 2024، وجاء تخصص الهندسة والتكنولوجيا في المرتبة 136 عالميًا والأولي مصريًا متقدمة 13 مركزا عن عام 2024، وجاء تخصص علوم الحياة والطب في المرتبة 179 عالميًا والأولي مصريًا متقدمة 13 مركزا عن عام 2024، كما جاء تخصص العلوم الطبيعية في المرتبة 246 عالميًا والأولي مصريًا متقدمة 29 مركزا عن عام 2024، وجاء تخصص العلوم الاجتماعية والإدارية في المرتبة 227 عالميًا والأولي مصريًا وهو نفس ترتيبها عام 2024.

وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى ارتفاع عدد الموضوعات المصنفة لجامعة القاهرة إلى 36 موضوعا بزيادة قدرها 16% خلال عام واحد فقط، ولم يظهر لأى جامعة مصرية ترتيب لأكثر من 20 موضوعا فرعيا فقط، كما أصبح لجامعةالقاهرة 7 موضوعات ضمن أول 100 موضوع على مستوى العالم، وكذلك 26 موضوع ضمن ترتيب ال 200 عالميا بزيادة 60% عن عام 2024، لافتًا إلى الجهود المتنوعة للجامعة في تخصص " الآداب والعلوم الإنسانية" جعلت جامعة القاهرة الأولى بمصر للعام الثالث على التوالي متقدمة عن الجامعة الأمريكية التالية لها في الترتيب ب 89 مركزا.

وأضاف الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن التصنيف الإنجليزي أكد تفوق الجامعة في 7 تخصصات فرعية على المستوي العالمي، حيث جاء تخصص هندسة البترول في المرتبة 38 عالميًا، وتخصص الصيدلة وعلم الأدوية في المرتبة 72 عالميًا، وتخصص إدارة المكتبات والمعلومات في المرتبة من 51-100، وتخصص علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في المرتبة من 51-100 عالميًا، وتخصص هندسة التعدين في المرتبة من 51-100 عالميًا، وتخصص العلوم البيطرية في المرتبة 51-100، وتخصص طب الأسنان في المرتبة من 51-120 عالميًا.

وقال د.محمد سامى عبدالصادق إن ما نحققه فى جامعة القاهرة من إنجازات عالمية، هو نتاج طبيعى لالتزامنا بالمعايير العالمية، إضافة إلى إسهامات علماء الجامعة فى مختلف التخصصات على كل المستويات العالمية.

ومن جانبه، قال الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، إن هذا التقدم الذي حققته الجامعة يؤكد التزامها وحرصها على التطوير المستمر في مختلف المجالات البحثية والانفتاح على الجامعات المرموقة،  مما ساهم في تعزيز دورها كقوة بحثية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي لتؤكد مكانتها المرموقة بين أفضل 1% من جامعات العالم، مشيرًا إلى أن التصنيفات العالمية للجامعات تتعدد، فمنها ما يركز على جودة التعليم، ومنها ما يركز على المخرجات الشاملة، وبعضها يركز على مخرجات البحث العلمي وتوظيف الخريجين، وأيًا كان نوع التصنيف والمعايير التي تستخدم فيه فإن النهاية هي مجمل التقييم العام لدور الجامعة في إحداث تغيير يقود الى الرقي والتقدم المجتمعي ومدى تأثير هذه الجامعات في العديد من النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية على المستوى القومي والإقليمي والعالمي وهذا ما تتميز به جامعة القاهرة وتحرص عليه حتى أصبحت من افضل 300 جامعة عالمية بمعظم التصنيفات العالمية والأولى بمصر.

جدير بالذكر، أن تصنيف (QS) الإنجليزي يعتمد على عدة معايير رئيسية لتقييم الجامعات حول العالم، وهي: السمعة الأكاديمية، وسمعة الجامعات لدى أصحاب العمل، ونسبة الاستشهادات البحثية لكل عضو هيئة التدريس، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، ونسبة الطلاب الدوليين، ونسبة أعضاء هيئة التدريس الدوليّين.

مقالات مشابهة

  • إنجاز جديد.. جامعة القاهرة تحتل المركز 249 عالميا بتصنيف الأداء الأكاديمي "URAP"
  • رئيس جامعة القاهرة يشيد بأداء فريق التمريض المشارك في جراحة نادرة بطوارئ قصر العيني
  • التنسيق الحضاري يدرج اسم أحمد ماهر باشا بمشروع حكاية شارع
  • جامعة قناة السويس تبحث إنشاء حاضنة للبيوتكنولوجي وتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي
  • كفر الشيخ أولى الجامعات المصرية في العلوم الزراعية
  • "كفر الشيخ" تحقق المركز الاول فى العلوم الزراعية على مستوى الجامعات المصرية
  • جامعة سوهاج تشارك في ملتقى إدراك لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية
  • جامعة بني سويف من أفضل 300 مؤسسة عالمية في العلوم الصيدلانية
  • جامعة القاهرة تواصل إنجازاتها الدولية فى تصنيف QS الإنجليزي
  • جامعة أسيوط ضمن أفضل الجامعات المصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025